بينَ نغّمتينْ : حَرفٌ وَ وَتَرْ - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
آهات متمردة (الكاتـب : أحمد آل زاهر - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 12 - )           »          مُتنفس .. شِعري ! (الكاتـب : سعيد الموسى - آخر مشاركة : صالح العرجان - مشاركات : 782 - )           »          تبـــاريــح : (الكاتـب : عبدالعزيز التويجري - مشاركات : 41 - )           »          العيد والغياب!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 3 - )           »          جواب (الكاتـب : إبراهيم بن نزّال - مشاركات : 1 - )           »          [الحُسنُ أضحكها والشوقُ أبكاني] (الكاتـب : محمد بن منصور - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 3 - )           »          Bonsoir (الكاتـب : مي التازي - مشاركات : 47 - )           »          [ سُلافة ] في لزوم ما لا يلزم .. (الكاتـب : خالد صالح الحربي - آخر مشاركة : خالد الداودي - مشاركات : 50 - )           »          بدر المطر (الكاتـب : وليد بن مانع - آخر مشاركة : خالد الداودي - مشاركات : 3 - )           »          لاَ مِسَاس ... ! (الكاتـب : جليله ماجد - مشاركات : 508 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-16-2014, 02:27 AM   #1
نازك
( كاتبة )

الصورة الرمزية نازك

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 65893

نازك لديها سمعة وراء السمعةنازك لديها سمعة وراء السمعةنازك لديها سمعة وراء السمعةنازك لديها سمعة وراء السمعةنازك لديها سمعة وراء السمعةنازك لديها سمعة وراء السمعةنازك لديها سمعة وراء السمعةنازك لديها سمعة وراء السمعةنازك لديها سمعة وراء السمعةنازك لديها سمعة وراء السمعةنازك لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي بينَ نغّمتينْ : حَرفٌ وَ وَتَرْ


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة




البِدَاية :

أبطأتُ الخَطوَ حتَّى اقترَبَ ، ثم ابتعدْتُ ، فمَا أصَعبَ البدايات وما أسهلَها !
تتصَادمُ تنبُّؤاتُنا ، كتصادُمِ النَّغماتِ المُتوالِدةِ مِن مَقطوعةٍ مُوسيقيةٍ مُعتّقةٍ ، تشبه لقاءاتِناَ المُمّتدةِ مِنْ زَمنٍ سحِيق .
بينَ نقرةٍ وأُخرَى ، سُكونٌ عَظيم ، وإغماضَةُ جَفْنٍ تَعُودُ بي إلى صُورٍ شتَّى ، أستوعِبُها في ثوانٍ , أحتسِيها ، أنغمِسُ فيها ،
أمضي عَبرَ فراغٍ يقوُدني إلى حيثُ البدايةِ ، للقاءِ الأَوَّلِ ؛ حينَ جازَ بداخلي ، وعبرَ حواجزي ،
يُغالِبُ موانعي ، يفكُّ مَغاليقي ، يَحُلُّ طَلاسِمي ،
كالنغمِ ، يتسرَّبُ عبر ثقوب نفَسي ، يستعمِرُني !
كدّ قَلبي , تَسارَعَ نبضي ،
رقَّ لسُهدِي ! أرَّقهُ شتاتي !
مسَّني طَيفُ انشراحٍ ! حَسِبتهُ سيجتازُني ، كَما جَازُوا واكتفُوا بتركِ الأثَر،
ومابينَ هَجيرِ النَّأيِ ودأبِ القُربِ ... أفصحتُ!
وفي الأصلِ ، كنتُ مَكدودةً ، وفِيَّ انهمالٌ ؛ أوَدُّ الإفصاحَ عنهُ ، ولو بـ تعريض .
أتطلَّعُ إلى مَلَامحهِ الصَّامتةِ ، إلى ذاكَ الحنينِ الدّافقِ في نظراته ِ، إلى زمنٍ مِن الاغترابِ ، أعرِفُهُ جيداً ، ولكنَّهُ كانَ قَصيّاً عنَّا ، ودوننا يمضِي .
الموعدُ لحظات هَاربة مِن تسَلْسُلها ،
نُحاولُ إشغالَ الفراغِ بالموسِيقى ، وكأنَّنا نستعينُ بها ؛ لنُبدِّدَ ذاكَ الهدُوءِ المُعتمِ !
أتأمّلُهُ مِنْ خَلفِ زُجاجٍ شاسع , وأستعيِدُ أيّاميَ الغَارِبةِ ،
وشيئاً فشيئاً ، أَربُو في أصيصٍ مُستطَرفٍ , تأخذُ عُروقي في الامتِدادِ ، في التَّشكُّلِ ؛ لأُصبِحَ ... ونُصبحَ جُزءاً مِنْ حاضرٍ يمتدُّ بنا إلى البعيدِ المُنقضي .
لم آتِ شيئاً فريَّاً , ولم أُجاهِرْ ، ولم أُذنِبْ عَمداً ، ولمْ يكُنْ أَبِي امْرَأَ سَوْءٍ ... ولَمْ ... ولَمْ .
فقط ... تَضعّضَعتُ ؛ فَلمْ أعُدْ أَقوَى ،
(فتوقّفتُ عن الكتابةِ ، وأجهشتُ في البكاء !)
مُنتهى أحلامي كانتْ : ضَيعةً تَغرقُ في الْخَبْءِ ، ومَوقِداً منهُ أقتاتُ وأصطلِي.
واليومَ تناقضَ واقعي - لأقصاهُ - مع مَا نُقِشَ في مُخيِّلتي ؛ فتهدَّمَ الكوخُ على رَأسي ، وأكلتِ الطّيرُ مِن خُبزِ يَديْ ؛ فَلم أحظَ مِنْ كُلِّ تلكَ الحِكايةِ إلا بِحشوِ رِئتيَّ بِبقايَا الرَّمَاد !.

توحُّد :

تفكَّرتُ مليَّاً ، وتأرَّقتُ ليلتي ؛ فعدتُ إلى عالمي الدَّاخليِّ المليءِ بالشُّجون وبالإشراقِ المُفاجئ الذي تملَّكني من غيرِ تمهيدٍ ، وهرعتُ لأداةِ عجزي – قلمي - لأكتبَ لكَ ما استعصى على منطِقي .
غمرني إجهادُ العائدِ من سفرٍ طويلٍ ... طويل ! أغمضتُ عينيَّ مِن جديدٍ ورُحتُ أتوهَّم ،
رأيتُني أقِفُ في وجهِ الشَّمسِ ، وكُنتَ ظِلّي، أنا والظِّلُّ توحَّدنَا ؛ حتّى صِرنا كياناً واحداً !
شاخصٌ قلبي صَوبَ الشُّروق ، أُطيلُ الوقوفَ ، أرقبُ ولادَتَهُ العسيرة ، تلتهِبُ حواسّي،
أُوصمُ بالجنونِ ! بالخروجِ عن جادَّةِ العقلِ !
ولكني ، وفي حُضن وَهْدَتي ، أُبصِرُ زُرقةَ البحرِ ، وأسمعُ هَمَسَ السماءِ ... تُغويني !
فأحِنُّ إلى أُنوثتي، صَبوَتي ، أُعيذُني من شرِّ نفسي ، أجمعُ كفيَّ ، وأتلُو حِرْزِي ، أنّفُثُ ، وأقطِفُ أحَلاميَ النَّائمة !.


شَجَنْ :

_ في ذاتِ وجعٍ مِنها ، قال :
كُلُّ ما يُبكِيكِ يُشجِيني ! وأنا طائٍرٌ غِرِّيدٌ ، لا أملُكُ إلّا صوتيَ ، وهذا الغُصنَ الغضَّ ، والمَدى .
_ ومحبّتي لكَ ، كما صفحةِ الماءِ ، فيها أرى انعكاس خيالي ، فأُحِبُّني أكثر !
_ وكأنِّي أنا، وقهوتي ، ومُوسيقايَ ، وكُلُّ أشيائي الحَميمةِ - كُنَّا في انتظارِ لحظةٍ كَهذه !
_ معكَ استرجعتُ مفقوداتي !
_ ومِثلُكِ أنا شاخِصٌ قلبي صوبَ غَمامةٍ قصيّةٍ ؛ أُودِعُها خَبيئتي، أُطيلُ الوقوفَ ، وملِياً أتملَّى مِنها ولا أكتفي !.


مَسافَة حُلُمْ :

والعجيبُ أنَّ ما يفصِلُ بيننا هو مُجرَّدُ فراغٍ ملأناه بزفَراتِنا ؛ فامتلأَ ! ومواعيدٌ لا يتجاوزُ عمرُهَا زُهاءَ الدَّقائق تفوتُ في قلقْ !
ثُمَّ نأتي على عَجلٍ ، نطَوِي المَسافاتِ ، نُضرِمُ النِّيرانَ فِيهَا ؛ لتصطلي العتَمةُ المُكابِرةُ ، وتتَّقد ! (فقد نامتِ الشَّمسُ طويلاً والأنجُمُ !) .
_ خُذني ، وانّتزِعني ، وخبِّئني عَنِّي وعَنكَ ، وسَافِر بي في مَتاهاتِ الزّمنِ ، وابذُرني سُنبلةً في قلبِ الوَرقْ .
_ أتذكُرُ يومَ نَاشدْتني وحَرَّضتني حِين شَكوتُ إليكَ استلابَ الوطنِ ؟
يومَ زَهُدْتُ عن رسمِ الأخيِلةِ ، وملامحِ الأصدقاءِ الصَّامتينَ ، والمُغيَّبين الباقين باسم الـ (الوطن ) ،
كُنتُ أحدِّثُكَ عنِ اليومِ ورتابتهِ ، فترسُمَ لي الغدَ كـ ياقُوتةٍ تشِعُّ ؛ فينداحُ سَناهَا في عَراجينِ أرواحِناَ !
كُنتُ أُحدِّثكَ عن التعاسةِ ؛ فتُقاطِعُني بمقطوعةٍ تملأُ المَدى الشَّاسعَ بيننا بتراتيلِ تمسحُ الوجومَ عن وجه الفضاءِ !
_ رُوحانِ مُسهَّدتانِ نحنُ ، تتخندقُ الألحانُ فِينَا إلى الأبدِ ، تَسبينَا ، نتزمَّلُ بهديلِ الحمائِمِ ، وباخضرارِ الربيعِ نتدثَّرُ !
_ أحرارٌ وُلِدْنَا ، ومِنْ مَناهِلِ الأبجديةِ رَضَعناَ ، حَرفاً سائِغاً رَوْتنَا ، جَادتْ ؛ فـ هنَئْنَا !
_ تنصَرِمُ اللحظةُ ، وأستميتُها ، تتلُوهاَ أُخرى ، تَأتي دُونكَ ؛ فأزرَعُكَ غيَمةً طَازِجةً نديّةً ، كـ كلماتِكَ التي أقرؤُهَا – الآن - وتُقرِئُنِي فيها السَّلامَ والتحيّة !
ألمسُ صَوتكَ المحمومُ ، يمتدّ مُعتذراً (تأخَّرنا، تأخَّرتِ، تأخَّرتُ) بعضَ الشيءِ ، لا بأسَ ! لم ولن نيأسَ !
تعوّدناَ إجحافَ الوقتِ ، تصَالحنَا مَع الزَّمنِ ، دَارينَا , وارَينَا , وأبداً تصهَلُ فِينَا خيُولُ الشّوقِ !
وها إنَّني بين دمعتين : قلمٌ ووترٌ . أسألُكَ لتسكُبني حرفاً / لحناً ؛ فترمَقنُي مِن البعيدِ .. البعيدِ ، وتُهديني غيمةً ماطِرةً ، وغُضناً مِن شجنٍ !.



نازكـ
5/16/2014

 

التوقيع

أُدِيرُ ظَهرِي للعَالمْ وأَشّرَعُ في الكِتَابةْ !

https://twitter.com/nazik_a
https://www.facebook.com/Memory.Traps
https://instagram.com/nazik_art1?igshid=YmMyMTA2M2Y=

نازك متصل الآن   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:33 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.