I .. أُّميَّ أي غَصةٍ أّشْهَقُ بِهَا صَــدْرَ الحَنيِنِ إنْ اْشْتَقْتُكِ .. I - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
تبّت يدين البُعد (الكاتـب : عبدالله العتيبي - مشاركات : 14 - )           »          [ رَسَائِل أُخَوِيّة ] : (الكاتـب : خالد صالح الحربي - مشاركات : 41 - )           »          [ #مَعْرِضٌ وَ تَعْلِيْقٌ ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : خالد صالح الحربي - مشاركات : 8213 - )           »          ارتداد (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 324 - )           »          العيد والغياب!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 6 - )           »          غُربة .. (الكاتـب : نوف مطير - مشاركات : 13 - )           »          الهبوب الصلف (الكاتـب : عادل الدوسري - مشاركات : 0 - )           »          فلسفة قلم .. بأقلامكم (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 3847 - )           »          صالون النثر الأدبي 3 (الربيع ) (الكاتـب : نادرة عبدالحي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 66 - )           »          مَا لَمْ أقله لكـ (الكاتـب : محمد سلمان البلوي - آخر مشاركة : صالح العرجان - مشاركات : 1977 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد الهدوء

أبعاد الهدوء اجْعَلْ مِنَ الْهُدُوْءِ إبْدَاعَاً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-18-2013, 12:52 AM   #1
شموخ الكبرياء
.. شَامِخَةُ نَجْدُ العَذْيّةِ ..
I هُــدَّابِ الـدِّمَـقْـسِ I

افتراضي I .. أُّميَّ أي غَصةٍ أّشْهَقُ بِهَا صَــدْرَ الحَنيِنِ إنْ اْشْتَقْتُكِ .. I


.
.
I ،,










نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

شموخ الكبرياء غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-18-2013, 01:47 AM   #2
شموخ الكبرياء
.. شَامِخَةُ نَجْدُ العَذْيّةِ ..
I هُــدَّابِ الـدِّمَـقْـسِ I

افتراضي








.
عِندمَا كُنتُ طِفلةً وتُحاصرني نظراتُ الحرجِ منْ الآخرينَ
أُهرولُ وَبـِ كُلِ خجلٍ أُخبئ حُمرةُ خديّ وراءِ ثوبَ أُميَّ(رحمها الله)
فهوَ الامانُ والكنفُ يُريحني ..يُخِففُ وطأةَ التَعرياتِ بينَ مَلامِحي
وَالآن وقدْ أفتضحُ رُغماً عنّي إلا أنّ (خلفيةَ) الأسودَ
كانتْ أعمقُ على إخْفاءِ كمياتِ النّزفِ بـِ دَاخلي ...)






 

شموخ الكبرياء غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-18-2013, 06:16 AM   #3
شموخ الكبرياء
.. شَامِخَةُ نَجْدُ العَذْيّةِ ..
I هُــدَّابِ الـدِّمَـقْـسِ I

افتراضي لن أستوعب رحيلكِ ..


.

طِفَلةَ الصَبــاحِ



عِندَمَا كُنتُ طِفلةً كُنتُ أهَابُ الظَلمةَ ....
لاأحبُ الليَل وتَحديداً السَاعة العَاشرةَ ليلاً..
بعدَ انتهَاءِ مُسلسلِ وَالدتِي (رحمها الله )
لـِ علمِي أنْهَ ستُطفئ إضَاءاتَ البيتِ تاركةً
ذلكَ المِصباحُ الحزينِ المُتدلي ..
في مَدخلِ المنزلِ والذي أشعرُوَكأنهِ يَطلبني البَقَاء معهُ...
تَجبرنُي الذهَابَ إلى سريري كَي أنامَ وكعادتي كلَ ليلةٍ أمارسُ طقُوسَ
العِنادَ مُتربعةً على سَريري الوَردي مُحاولةً جَذبَ والدتي
بعدةِ أسئلةٍ كي لاتذهبَ بَعد ان تُطفئ مِصباحَ غُرفتي
واسْترسِلُ في أسئلةِ الشّغبِ بـِ صوتِ طِفلةٍ مُشرقٌ صباحُها
(يمَه امممم ...!!!وش ألبس بُكره في حفَلة........!!! تقُاطعني ...!!!
بكره يصيَر خْير إن الله أحيانا ..أووووش
يالله حُطي راسِك ....
أضعُه ...ومازالتْ أسئلةَ الشّغب تتَزايدُ لحظةَ الصِفر...
( وضعُ أُصبِعُ أُميَّ على مفتاح ِالمِصباح) لـِ تغلُقه
فَلو تذكرتُ الظلٌمةِ أشعرُ أنّي سـَ أبني مَدينةَ أسئلةِ شاغبةً كي لاتحلْ بـِ غُرفتي
أرفعُ رأسِي وبصوتِ النبْرةِ الحزَينةِ...
( يمّــه تعالي شُوفي جُرح أصْبعي لهالحين مَاطابْ)
كَانت على خِبرةٍ غَير بَسيطةٍ بـِ روَايةِ ابنتِها وأجزائها المُتجددةِ كُل ليلةٍ ..
لـِ تختَصرُها (الله يشافيكِ إقرأئي المُعوذات وَتطيِبين)
تُغلقُ مِصباحَ غُرفتي وأنقّض ُعلى مُحْتَضِنةً وسَادتيِ الصغيِره
مُغمضَةً عَيني وَافكرُ بـِ ماذا احْلمُ ..!!!!!!
وماان أنتصِفَ في قراءة المُعوذات ..حتَى أغطُ في سُباتِ عميقٍ
وبمَا أن أسمعَ صوتُهَا صَباحَ كُل َ يومٍ بعدَ أن تَرفعَ ستَائرَ غُرفتَي ..
وَتُطلقُ العَنانَ لـِ النسَماتِ وضَوء الشَمسِ بـِ الوُلوجِ إلى روُحي ..
ابتسمُ...أصمتُ..وَأُمّرِغُ خدي غّنجاً على وَسادتي النَاعمةِ
فلا مَجالَ لـِ أسئلةِ الشّغبِ بعد نُورهِا...
فكُنتُ مُبتدعةَ أن هَي مّنْ تأتي بـِ الصُّبحِ ...
ناهضَةً مُسرعةً أُقبّلُ رأسَهَا ..فـَ بدايةَ الحَياةِ في قلبي آنذاكَ...
بـِ نورِ الصُبحِ ونهايتُهَا ....بـِ إدبَارهِ ...

.






.






عِندمَا كُنتِ تَرقدينَ بـ المشَفى
كُنتُ أتَوسَدُ قبضَة سَريركِ ليلاً ..
شَعرتُ أنني مِنْ تِلكَ اللحظةِ احببْتُ الليّلَ وَالظلامَ
أن جعّلني بـِ قُربكِ ..
أسمعَكِ ..أُجيِبكِ ..أغُطيكِ ..أمسِكُ يدكِ ..
أُجلِسُكِ ..أُطعِمكِ بـِ يدي .. أُحَدِثَكِ .. أُرقيكِ
أتلو عليكِ كَلماتٍ مِن كتَابِ الله .. تَطمئنيبِهَا ..
لـِ تَطلُبي منيِ قفلَ المصباح لـِ تَنامي ..
لم يَكنْ ليلاً وظَلاماً بـِ قُربكِ بلْ كنتِ أنتِ النورُ لـِ قلبي .....
وَبِمَا أنْ يشعَ وَجهَ النَّهَار..
أرفعُ ستَائرَ غُرفتكَ الممُتليئةِ بـِ الأجهِزةِ كَي تتنَفسَ الصّبحُ..
وَآخذكِ بينَ فتَرةٍ وَأخرى اجوبُ بكِ حَديقةَ المشفى فَرحةً
بـِ عَافيتكِ ..وفي داخْلي طِفلة الصّباح
ادورُ حولَ نفسِي... ونَاظري يُحلقُ مع العصَافيرِ
انطربُ بـِ هديرِ الميَاهِ ..
أشاكسُ القططَ .....
أمَازُحُ الأطفالَ اللذينَ لاأفهم لهجتهم الشَعبيةِ..
..أحكي لكِ عنْ الزهُورِ هُنَا وَروعَتِهَا
وقِصتيِ وَقَارئةَ الفنجَانِ التي قَابلتُهَا بـِ ـالأمسِ
خلفَ ذلكَ السُورِ
أسِلمَ على أشْقاائنَا مْنْ العَربِ ..
أُخبركِ عن جَارتِنَا العِراقيةُ التي تدعوُ لكِ بـِ الشِفاءِ
استوقفتُ حديثي..
وَنظرتُ إليك وَإذا بـِ حزنٍ يخالط ُ ملامحَ وجهكِ ...
عيناكِ ليستْ هي التّي ربوتُ على ضحِكَاتهَا ..حنَانِهَا
تسرحينَ في عالمٍ آخر ...لمْ تُعلقيِ على ماقُلتُه ..
ولمْ تسأليني عنْ جَارتِنَا على علمي بـِ حُبكِ لـِ جَاراتكِ ..
أكملتُ حديثيِ بعدَ أن هَتكَ ظلامُ الصبحِ ...عِرضَ فرحتي ..
ودَمعتي أقربُ لـِ الإنصهَارِ على مساحةِ كفكِ الطاهرِ ..
وَفي عيني دمعتْ ذكرى طفلَتُكِ الكَبيرةِ ...
التي باتتْ لاتخشى الظلامُ..
حيثُ استوتْ بعدَ رحيلكِ الأنوارُوالظُلمُ










..!!






.



.



















منذ رحيلكِ الذي أكملَ


ثلاثةَ أعْواماً ......................... ]
وطفلتكِ الكبيرة لمْ تستطعْ نَزفِ الوجَعِ المُتخثرِ بـِ عُروقِهَا
على فِراقكِ ...حتى عندمَا شرعْتُ في الكتَابةِ كَتبتُ ذكرياتِ طفلتكِ ....
وَكأني أكتُبهَا لـِ تقرأئيهَا...بلْ قد تكونَ مخَدراً ..
بَطِيئ السَريانِ يُخففُ مِنْ صَدمةِ النّزفِ عِندمَا
أعيِهَا بعدَ إنتهَاء مفعُولهِ
لا أُميّ ..!! ربمَا احتاجُ لـِ صدمةٍ كهربائيةِ كي تنفضَ عني تَوهمي ...!!























.

.

 

شموخ الكبرياء غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-21-2013, 03:35 AM   #4
شموخ الكبرياء
.. شَامِخَةُ نَجْدُ العَذْيّةِ ..
I هُــدَّابِ الـدِّمَـقْـسِ I

افتراضي


.
.



أحتاجُ أن أكتب" آه" مرة ...
وأن أزفرَ الوجعَ مرة ...
وأن أشْهقَ تنهداتي مرة

وأحتاجُ


لـِ أن أبكي على صَدْركِ [ أُمّي ] ألف مرة.

أُميَّ وَخَالقي كَمْ أشْتَقتُكِ ..

 

شموخ الكبرياء غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-24-2013, 01:04 AM   #5
شموخ الكبرياء
.. شَامِخَةُ نَجْدُ العَذْيّةِ ..
I هُــدَّابِ الـدِّمَـقْـسِ I

افتراضي اليُتم هو الوجعَ ذاتهِ ..


اقتباس:

نتشاركُ الوجع ذاته ، رحمها الله وغفر لها وتجاوز عنها ، هي في ضيافة
من هو أرحم بها منا ومن نفسها والناس أجمعين ، ولو عادت ما طلبت
إلا أن تبتسمي فلا تخذليها ، صبرًا خيتي صبرًا
.
.


نعم هُو أرحمُ بهَا مِنَّا .. ولاجزَع على قَضَاء الله وَقدرهُ ،
ولكن كيفَ لي أنْ أخمدَ نَارَ الفقدِ

في روحي ..بينَ أَضْلعي ...ومنْ حّر دمعي ...
أَخِيلُهَا هُنا ..وَهُناكَ تَضْحكُ ..تُوبخُني ...

تُناديني بصوتَها الرخيمِ .... أَفِزُ بـِ شَقَاوةَ صوتي
التّي تعودت عليه ( لبيييييه يمّه) ثُّمَ أتّلفتُ

وَحشرجةُ الصَدى تَتأوه في عُمقي
صُراخاً مُتقَطِعاً وأنا لا أجِدُهَا ..!!!

كَمْ أَفَتَقِدُها ..أفتَقِدُها ...أفتَقِدُ أنْ أردِدُ
" يُمّه " يُمّه " كَم هي مشبعةٌ ِرِضَا
وَإكْتِفاءَا تلكَ الكلمةِ ،

والتّي تيتمتْ مَفَارقُ صوتي منهَا قبلَ أنْ ترتوي .



آهٍ ،،، وزَفرةٌ مُشْتَعِلةٌ .




رَحِمَ الله والدَتُك وجَمعك بها في الفردوسَ الأعلى ،
لـِ قبلك بَرداً وسلاماً يانقاء ،،

 

شموخ الكبرياء غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-28-2013, 07:35 AM   #6
شموخ الكبرياء
.. شَامِخَةُ نَجْدُ العَذْيّةِ ..
I هُــدَّابِ الـدِّمَـقْـسِ I

Unhappy


.
.
وَربَّ الطورِ اشْتقتُ لكِ نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

التوقيع

.
.
أَتَذكُرُ أشياءاً لَمْ تَحْدثُ ..!!!

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

شموخ الكبرياء غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-28-2013, 08:11 AM   #7
شموخ الكبرياء
.. شَامِخَةُ نَجْدُ العَذْيّةِ ..
I هُــدَّابِ الـدِّمَـقْـسِ I

افتراضي


.
.
عِندمَا أتنفسُ منْ رئةِ نقيةٍ اعلمُ أني أتنفسُ بكِ ..

أنتِ الطُهرِ الذي رحلَ بعد أن صَبغني بـِ لونِ عُمركِ الكَرزي ...
اليومَ من ليله أختنقُ ....
ومنْ أمسهَ وأنا في حالةِ هُلاميةٍ ...لمْ أستطعُ ان أرسيهَا على حالٍ
ليسَ حيرةً بـ قَدرِ ماهي لبَاسَ قوةً أمَام (لو التسخطِ ) التي تفتحُ فاهَا
لـِ تلهتمَ ضعفي وجبةً دسمةً ...كُلمَا أنهكني الفقدُ وَالإحتيَاج...

على حدِ غيَابكِ صُلبتُ..... ولكن ماأن أتنفسكِ ....
طُهراً ..رِضا ....شوقاً ...

تَرتفعُ كفيّ رويداً رويداً ...ربي افرغ عليّ صبراً .....

 

التوقيع

.
.
أَتَذكُرُ أشياءاً لَمْ تَحْدثُ ..!!!

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

شموخ الكبرياء غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-28-2013, 03:14 PM   #8
شموخ الكبرياء
.. شَامِخَةُ نَجْدُ العَذْيّةِ ..
I هُــدَّابِ الـدِّمَـقْـسِ I

افتراضي


.
.
آه .. هند حكيتي لي عن يوم دراسي ، وبدأت دموع الحكايا تنفرط أمام عيني ،
تذكرت كيف كانت توقظني والدتي صباحا للمرة الأولى توقظني للصلاة ،
والثانية تخبرني أني تأخرت عن وقت خروجي ، والثالثة تشدد لهجتها
إن لم أصحو ستأتي بكوب ماء بارد فهو كفيل بالمهمة المتعبة ،
وفي كل مرة يحلو احتضان الوسادة ، وتعاود إيقاظي دون كلل ،
لأستعد للذهاب لمدرستي وكوب حليبي الدافئ كدفئ قلبها
تمسكه كي تطمئن أني شربته ، للحظة خروجي تتفقدني ، إلى ان تبعد
شعرة من جديلتي سقطت على كتقي ، وكأنها تريد أن تشتمها
لأنها تسيئ لهندامي ، أخرج وتتبعني دعواتها ' استودعتك الله '
أصل لمدرستي ولايرى سوى حاجب غضبي على اليوم الدراسي ،
حقيبتي، جرس المدرسة ، رؤية مدرساتي ، ثقل طابور الصباح ،
الإذاعة المدرسية ، وتفتيش الأظافر_ الذي كتبت فيه أكثر من تعهد_ ،
على أني كنت من المتفوقات واللطيفات أيضا _ولكن كنت أميل للمزاجية والقيادية أكثر،
أو بالأصح لا أحب أن أتكلف بمسؤولية معينة ، ولا أحب الأوامر ،
أتتبع عقرب الساعة وأنا متمللة من كل شئ ، أريد بيتنا ، فراشي ، التلفاز ،
الهدوء ، أعود للبيت متضجرة مما كان بالخارج صوت حارس المدرسة
وهو يصرخ في فم المايكريفون بصوته الحاد 'فلانة بنت فلان تطلع '
يالله كم هو مزعج ، الزحام الكثيف ، الإشارة المتبلدة ، رطوبة الجو ،
وعيني الذابلة من السهر ، ولا يستقبلني بوجه مبتسم سوى أمي ،
تلك التي برؤيتها تتقلص مسافات الأرق داخلي دون شعور ،
ومع هذا لا ألقي لذلك بالا في جل أمري ، تستقبلني كالأميرة ،
المنزل يعج برائحة قهوتها ، الغداء جاهز ، كل شئ نظيف ،
غرفتي البائسة التي تتذمر من فوضويتي ، أجدها هي الأخرى منتعشة ،
سريعا آخذ حمام بارد ، وأعود لأنتهك ترتيب غرفتي ،
أحضر وجبة الغداء معهم وﻷني مغرمة بالنوم ، فلا آخذ كفايتي منها ،
أغفو بقيلولة مابين الأربع إلى الخمس ساعات ، أصحو وقد اعتدل مزاجي ،
ثم أبحث عن أمي _كم كنت أنانية وسيئة أيضا _، كعادتها أجدها
في تمام الثامنة مساءا تحتسي قهوتها ' النسكافة ' أشعر وكأن رايحتها
مازالت متشبثة بأنفي، ولا أسمع سوى ' يالله تحييها تعالي تقهوي '
أجلس بالمقابل لها أنتظر قهوتي تبرد، وهي تتفحص وجهي وجسدي
لتسألني وكأنك ' نحفت ' أشرب قهوتي على عجل كي لاتنهمر بباقي
الأسئلة التي مللتها ، وأوري الحقيقة بقولي ، لا'يمه البيجامة وسعت ' ، فأهرب من جو
تحقيقها كما كنت أسميه ، وأخبرها عن ابتهاج المدرسات بآخر مقال كتبته ،
وتكريمهن لي في إذاعة الصباح ، واختياري لتقديم مقال أدبي كل أسبوع ،
وعن المعلمة التي عادت من إجازة الأمومة ، وزميلتنا التي كتب عقد قرآنها ،
ولم أفكر أن أسأل عن حالها ، عن أثرِ الحرقِ بيدها ، وعن
السُكري الذي نهشَ عافيتهَا وَسرقَ حُمرةَ لونهَا ، أنكب على وجه كتبي إلى مايقارب
الواحدة ليلا ثم أخلد للنوم ،
بعد تكرر عبارات التوبيخ منها صحتك. .. نامي. .. السهر مب زين. ...... الخ ،
ولا ألقي بالا للمرة الثانية ، فقط أقول لها ' ادعي يجي مطر عشان نغيب ' (:
ذلك أن مزاجيتي للسهر في أهب نشوتها.
وهكذا يتكرر ذلك المشهد طيلة أيام الأسبوع ، ويومي العطلة لا أحبذهما،
ففيهما تجمع العائلة الذي أسميه تجمع العقول الفارغة ، وكثيرا ماكنت
أدخل مع والدتي في نقاش لايروق لي ، لأن في رأيي لن يبنى مجتمعا
يتحدث عن آخر الطبخات ، والمسلسلات وأحدث الآت الرجيم ..
فكنت أحب العزلة وابتكار أفكارا لكيفية حفظ دروسي ، وإنشاء بحوث متميزة ،
والتي هي محط أنظار معلماتي من قبل
الآن تبدل كل شئ ، أعود كهذا الوقت متضجرة من سوء الحال خارج البيت ،
لأجد مايسوؤني أكثر بالداخل ، أتسلل في ملل وأنا أقلب رزمة مفاتيحي
دون انتباه ، كل شئ هامد ، لا رائحة قهوة ، لا وجبة غداء ، والأهم
من ذلك وجهك المبتسم ، فقط صوت الأجهزة اﻷلكترونية وهي تأخذ
قسط من الراحة ثم تعمل ، وأنا من أين لي براحة بعدك أمي ، آه أمي
لاأحمل قلبا بحجم سماء قلبك دون حدود ، أغضب ما أن حرك ساكن
أو كسرت قطعة في منزلك ، أو أستقبلت ضيوفا غليظي الطينة ،
ما أجملك كيف كنت بهذا الكرم من الصبر ، لتتحملي ثقل مزاجيتي ،
وأنانيتي ، وفوضويتي ، وجنوني أحيانا. .......ورب السموات السبع والأرضين
يا أمي أفتقدت كل شئ معك ، ولك ،أفتقدت أسئلتك الحانية ، كيف إختبارك ..
مابك هزيلة ؟ ماذا أكلت ؟، كيف هو يومك ؟ وماذا ستلبسين اليوم ؟ . .
وماذا. . وماذا ؟ . ، كنت بين يدي وظننت ان ذلك تحقيقا بقدر ماأيقنت
أنه اهتمام ، بعدما أفتقدتك ، لا أحد يسألني. .! لا أحد يهتم ... !
حتى أصبحت حياتي باهتة ، خاوية ، أدخل غرفتك أقلب
في تسريحتك الكبيرة ، بقدر ماهي ممتلئة بأغراضك إلا أنها تئن لفقدك ،
أشتم رائحتك فيها ، وتنساب المشاهد بين أدمعي وحبات سبحتك
تتغنج بين أصابعك الطهر ، وترتسم صورتك وأنت تتزين بكحلك ،
وتقلدين جيدك ذلك اللؤلؤ ، وغرفتك تفوح بأنفاس العود ،
وضحكاتك وأنت تتكئين بهاتفك على كتفك الغض ، بين الحيعلتين
أضمها قطعة قطعة إلى صدري وأمرغ بها جفاف خدي من لمسك .


آه أمي أقولها بصوت الفقد المبحوح ، كل شئ بعدك ذابل فقط ،
إلا ابنتك بعدك ذابلة ويتيمة .



.
.

رحمكِ الله ياسيدة النساء ، وجمعني بك في الفردوس الأعلى

 

التوقيع

.
.
أَتَذكُرُ أشياءاً لَمْ تَحْدثُ ..!!!

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

شموخ الكبرياء غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:16 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.