الســـاديـة فـيْ الأدب - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
[ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75148 - )           »          (( أبْــيَات لَيْسَ لَهَــا بَيــْت ...!! )) (الكاتـب : زايد الشليمي - مشاركات : 13 - )           »          فلسفة قلم .. بأقلامكم (الكاتـب : سيرين - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 3845 - )           »          غياب القناديل (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 3 - )           »          تخيل ( (الكاتـب : يوسف الذيابي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 428 - )           »          ورّاق الشعر [ تفعيلة ] (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 5 - )           »          بُعدٌ جديد ! (الكاتـب : زكيّة سلمان - مشاركات : 1 - )           »          عَـيني دَواةُ الحـرفِ (الكاتـب : حسن زكريا اليوسف - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 4 - )           »          " قلطة " : اقلطوا .. (الكاتـب : خالد صالح الحربي - مشاركات : 94 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 423 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد المقال

أبعاد المقال لِكُلّ مَقَالٍ مَقَامٌ وَ حِوَارْ .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-05-2010, 04:41 AM   #1
سميراميس
( Shouq )

Question الســـاديـة فـيْ الأدب






يُقالْ أنَّ الأدب السادي ما هو إلا إنغماس تام في قُعر الخيال ، و مُراقصة للمخيلة عندما تشتد عليها الأصوات الأخرى تلك التي تُوشك أنْ تقبض عنقها ، و هو أيضاً الأدب الذي يستلّذ مؤلفه بإسقاط العذاب و العُنف الجسدي و النفسي على أبطال رواياته لإستدرار أكبر كمية ممكنة من دموع و إنفعالات القرّاء . هذا يسلّمنا أنَّ الإسراف في صور التعذيب و الإجرام و إجترار الوحشــية في النصوص الأدبية السادية ما هي إلاّ تعويض عن ثمة سكون يستطير في أفقِ الضجيج المفتعـل . أو قد تكونْ ثورة عارمة على أوضاع مستقرة أتفق الأغلب على الإيمان بها ، مما يجنح بالراوي السادي إلى أنْ يحلّق بإجنحةٍ من خيال للتمرد على كُل القيود ، أوْ السباحة ضد التيار بإستباحة دور درويش يشحذ الأحزان التراجيدية و المآسي الوحشية ، و حقيقة أنا شخصياً لا أقر هذا المبدأ و أجدني على خصامٍ تام معه و مؤلفيّه . جميلٌ جداً هو الخيال و لابد منه في أية هياكل أدبيّة و لكن الاختلاف يكون في كيفية توظيف هذا الخيال .

فالمركيز دي ساد نفسه قد وضّح في إحدى رسائله " نعم ، أنا ارتكبت المعاصي ، وقد تخّيلت بكتاباتي كل ما يمكن تخيّله في هذا المجال ، لكنني بالتأكيد لم أفعل كل ما تخيّلته ولن أفعل أبدا. أنا فاجر، لكنني لست مجرما أو قاتلاً " و بالفعل فإن دي ساد كـفرد قــد قطف حسنة يتيمة تُحسب أخلاقية على الأقل بالنسبة لي و هي أنه رغم إفراطهُ الجنسي فلمْ ينكح طفلاً ولم يدعُ إلى نكاح الأطفال ، و لم يشجعْ هذا أبداً ، بالرغمِ من لعنات التاريخ له حتى الآن إلاّ أن ثمة وريقات من واجهته قد تُنادي بحسنته هذه عندما تغتابه الريح . و بالحديث عن نتاجاته الفلسفية أو الأحرى الأدبية لأنها هي التي قرأتها وجدت أنه رغم كل سواءته التي تسربلت بحروفه إلا أنه يعبّر بحريةٍ تامة و لم يخشى سجناً و لم يأبه لزمزمة العراكات النفسية تلك التي تطحن نفسها داخله رافضة منهجه الملعون من قِبَل الأغلب ، و قد أقرأ رواياته من باب تفعيلي للمنهج التاريخي الذي نادى به سانت بوف و الآخر تين لشغفي بإستقراء العديد عن هذا المؤسس للسادية و إستنطاق هويتّه النفسية الغير واضحة، باستثناء بعض رواياتهُ تلك المتضمنة مشاهد عنف حاد لا يُسمح الاطلاع عليها إلا للقارئ النجيب الأريب ـ و لست نجيبة و لا أريبة في هذه الإتجاهات . كما يتضمن فكر المركيز دي ساد معجما خاصاً بمفاهيم الفكر الدي سادي و الذي أُلصق به نسبة إليه لأنه مؤمن إيمانا تاماً بأن هدفه الأساسي هو السعيْ للمتعةِ الشخصيّة المُطلقة دون مراعاة أية قيود تُذكر سواء أكانت أخلاقية أو دينية أو إجتماعية أو قانونية. إن إعادة الاعتبار هذه وَ خوضي في سيرة هذا الكاتب الذي لعنهُ التاريخ و لفظته أغلب القراءات ليست إلاّ لطرح ثمة تساؤلات فماركيز دي ساد هو الذي قال عنه غيوم ابولينير بأنه " أكثر العقول حريةً على الإطلاق " تتضمن هذه الكلمات دعوة إلى ضرورة تناول كتابات دي ساد على نحو نقدي قادر على التمييز أو التقاط سوءات نتواءته الكثيرة و التي دفع ثمنها بأن يعرف حيطان السجون أكثر من قصور العالم الآخر بالرغم مِنْ أنَّ داخله أفكار لم تُسجن يوماً و لمْ تقيّد . فأفكاره تُزمجر بين العالم الداخلي للرغبات الجنسية و تطبيقاتها العملية ، فهل قد يُستباح الأدب السادي على وهج المركيز دي ساد تحت مبرر أنه يعبّر بحرية مُطلقة ..؟ هل قد يُستباح الأدب السادي على وهج المركيز دي ساد من باب النقد وَ التمييز ..؟ لابد أن ثمة شروط معلقّة هُنا ..

نتاجه الفلسفي و الأدبي الروائي يتراوح ما بين نثر تتعاشق فيه الكلمات و جسد يفجر بركان رغباته الدفينة بوحشية يستلّذها لينقل تلك الرؤى على الورق ليجعلها تنوح و تصرخ راكعة قبلة المنطق و تسأل الرحمة خصوصاً عندما يُسرف في تصوير العنف و الثقافة الوحشية السادية . و في هذا ما قد يحجمنا عن قراءة دي ساد لأنه يضعنا عراة أمام أنفسنا و قد نلعن ذواتنا تماماً كما حدث معي منذ فترة طويلة بعد أن صافحت روايته السادية " جوسيتن " او نوائب الفضيلة ، و قد يضيء عيون الوحوش الكاسرة و الكامنة في أعماقنا فينتابنا خوف من زمجرة أفكاره و إجتراره التمرّد في كل حين حتى على الذات الملتصقة بنا ، وغالبا ما تدفعنا قراءاتنا له إلى الشعور أن رغبات أبطال أعماله ليست إلا فلسفة من سادي يتلاعب بمشاعرنا و يجعلنا نألف مظاهر التعذيب و الإجرام تلك التي يظنها المركيز عناصر ضرورية لتحقيق الطبيعة . في عملهِ المسرحي " المحاورة بين الكاهن و المتحضّر " هذه المحاورة تشخّص كنصوص فلسفية تحمل بؤرة التفكير الإلحادي عند المركيز دو ساد ، الحوار هذا يجسّد على طريقة المآدب الفلسفية ، و نجده في هذا النص المسرحي يسوق محاورات جعلت من المحكوم عليه بالإعدام رجلاً يصرخ بالحـرية ، و يســخر من كل القيود الدينية و الإجتماعية و القانونية خصوصاً بعد أن ذكرّه الكاهن " رجل الدين " بضرورة تكفيره عن إلحاده و زجّه بالإيمان وراء ظهره . بعد هذه المحاورة أتُهم المركيز دي ساد بتهمة الكفر و كانت تلك التُهمة كبيرة آنذاك لا تغتفر . و زُجّ به بين أسوار السجون و لا عجب من ذلك فقد قضى جُل حياته في السجون ، يقال أنه أمضى سبعة و عشرون عاماً و قال آخرون أنه أمضى إثنتان و ثلاثون عاماً في السجون على فتراتٍ متقطعة، و نصف حياته الآخر كــــان في مصحة عقلية ، و قد شُرعّت عدة قوانين و محاذير أيان دخوله بها خوفاً من جنونه المعتقد و تأثيره على البقية ، إلى أنْ وافته المنية و لم يشخّص بالضبط سبب موته قالوا إحتقان رئوي و زعم آخرون أنها حمى حادة و لم يتضح السبب في ذلك الوقت .

أخيراً فالخلاصة تُملي أنَّ السادية في الأدب يجدها البعض لذيذة و يحدث أنْ يستلذون فصول التعذيب و الضــرب و التعنيف على ملامح شخصيات الأعمال الأدبية لإثارة مشاعرهم و ربما لإنعاش الشبق الإدراكي لديهم ، بينما البعض يسأم هذه الإلتهابات الأدبية وَ سُرعان ما يمل و يلقي بالكتِاب الأدبي السادي بعد أول قراءة و يقسم أن لا ينتقي كهذه الروايات مثل ما حدث معي بعدما فعّلت نصيحة صديقتي مع المركيز دي ساد و روايتـه " جوستين " و لا أنكرْ أنه عبقري جداً : )


و هذا رابط الرواية لمن أراد أنْ تعجن مشاعره الإنفعالات الوحشية و تُخبز بماء السادية نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

* الرواية غير مُترجمّة ..
* توجد الرواية مُترجمة من دار المدى و دار إشراقات أيضاً ..
* لم أتطرق مطلقاً للسادية في الروايات السعودية الحاليّة ، كي لا أتهم بأنني أعُمم نظرتي على الروايات إذ أنها تبقى رؤى ذاتية ..
* فرقٌ شاسع بين السادية في الطرح و جلد الذات الذي يجيده أغلب كُتّاب أعمدتنا الصحفية ..


http://www.ziddu.com/download/2386516/Justine.doc.html

 


التعديل الأخير تم بواسطة سميراميس ; 04-05-2010 الساعة 05:09 AM.

سميراميس غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-05-2010, 06:29 AM   #2
مي العتيبي
( كاتبة )

افتراضي


جلد الذات : ضرب من الماسوشيه .. وهي معكوسه تماما عن الأدب الـ ذكرتي ..

حضور أول ..
لأني سعيدة جدا ً بما لمحت هنا ياشاميرام ..
شكرا لك ..


سـ أعود .. يا دي ساد .. سـ أعود

 

التوقيع

اشرعة ٌ .. وسفينه !!


التعديل الأخير تم بواسطة مي العتيبي ; 04-05-2010 الساعة 07:01 AM.

مي العتيبي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-05-2010, 08:58 AM   #3
محمد الغشام
( ابو ليان )

افتراضي


,

ماذا يستفيد من يريد الحرية الذاتيّه أو الفكريه ,
على ماذا يستند ..
أتعلمين ياشاميرام ..أن كُل شي لدينا له حد على مدى أتساع مخيلتنا وتفكيرنا
بحيث مازاد عن حده ينقلب ضرر وخطير جدأ

على حسب نوعية الشخص وصموده لما يتلذذ به ..
كالمخدرات مثلاً : يتلذذ بالأول ولكن تجدينه محنط في احدى الزوايا من حبه لها وفرط ذاته ايضاً

الله سبحانه وتعالى خلق لنا كل شي
وحينما نستخدم اي شي ينقلب على ذواتنا ..

الوسطيه لكل شي راقيه ..
حتى الطيبه والقلب الأبيض : حينما يكون دائماً كذلك سيخسر نفسه ..

لذة الحياة والفكر والكاتب
ثلاثي صلب كالهرم .. متى مافقد الكاتب فكره ..فقد لذته وفقد كتاباته
ومتى مافقد اللذه سيفقد فكره وكتاباته ,
عملية تدويريه تقوم بقيام الأخر ..

عاطِر التحايا
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

التوقيع

:


:

ماحتجت شي بهالحياة الا الستر
... يارب تسترني من الفقد الغريب ؟

..نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

محمد الغشام غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-05-2010, 06:10 PM   #4
عبدالعزيز رشيد
( شاعر وكاتب )

افتراضي


الانسان بطبيعته يحبّ التمرّد وكثيرا مايجد بالعديد من الثغرات متنفّسا له الخيال مثل ذلك تماما ومايجعله أكثر من ذلك بأنّه ملك للإنسان وحده بإمكانيّ تخيّل نفسي أفعل كلّ شيء كلّ شيء لكن مع الأسف لايمكن إدراك وجود مثل تلك اللذّة إلا حسيّا عبر الحواس فالعقل غير قادر على تجسيد وجودها بشكلٍ محسوس ربّما رغبة الانسا في تجسيدها دفعته نحو كتابة مثل تلك الأمور الأمور الأكثر غرابة والتي لاتطأها قدم الواقع كثيرا كأحزان وآلام وأفراح وإجرام! الماركيز دي ساد كان مبدعا عندما اقتحم هذا المجال فلاأحد ينكر بأنّه له كتبا تعتبر من أعظم ماألّفته البشريّة لكن قد تكون تلك الساديّة كالأفيون تخدّر العقل وتشوّه الإحساس لذلك قد لايحبّذها البعض لكن لايمكننا إنكار أيّ لمحة ابداع وان كانت ساديّة لكن الذي يثير الاشمئزاز عندما تكون هذه الساديّة مبتذلة ليست من وحي الخيال بل وحي النيّة والغايات

شاميرام شكرا لك

 

عبدالعزيز رشيد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-05-2010, 07:09 PM   #5
سميراميس
( Shouq )

الصورة الرمزية سميراميس

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

سميراميس غير متواجد حاليا

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مي العتيبي مشاهدة المشاركة
جلد الذات : ضرب من الماسوشيه .. وهي معكوسه تماما عن الأدب الـ ذكرتي ..

حضور أول ..
لأني سعيدة جدا ً بما لمحت هنا ياشاميرام ..
شكرا لك ..


سـ أعود .. يا دي ساد .. سـ أعود

أهلا / العتيبي مي
جلد الذات قد يكون صنفاً من المازوخية إذا ما أسرف صاحبها بها تحت راية الخنوع التام و الإستسلام لتلك اللذة ،
بعض الكتّاب لدينا يكثرون من هذه الجُرعة بغرض التقويم و أي تقويم هو الذي يجلد ذواتنا حتى يعريها أمام العقل بكل تجرد لست أعلم ..
ذكر أحدهم أن هذا الجلد الذي يتقنه الهويمل أو الذايدي أو ربما الساخر الرطيان يدخل في مسمى الأدب السادي ، ذكرت هذه النقطة كي لا يتكرر ذاك الرد مجدداً
* كتبتِ أن هذا الجلد معكوس عن أو على الأدب ، اظن أن الصياغة عرجاء هنا أو ربما قراءتي لأنني لازلت أقرأ و آثار النوم تداعبني : )

أهلاً بك و بإنتظار عودتك لو تفضلتِ نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 


التعديل الأخير تم بواسطة سميراميس ; 04-05-2010 الساعة 07:13 PM.

سميراميس غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-05-2010, 07:14 PM   #6
حاتم منصور
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية حاتم منصور

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 578

حاتم منصور لديها سمعة وراء السمعةحاتم منصور لديها سمعة وراء السمعةحاتم منصور لديها سمعة وراء السمعةحاتم منصور لديها سمعة وراء السمعةحاتم منصور لديها سمعة وراء السمعةحاتم منصور لديها سمعة وراء السمعةحاتم منصور لديها سمعة وراء السمعةحاتم منصور لديها سمعة وراء السمعةحاتم منصور لديها سمعة وراء السمعةحاتم منصور لديها سمعة وراء السمعةحاتم منصور لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


لم يسبق لي أن قرأت مثل هذا النوع من الروايات والتي تطرقتي لخطوطها العريضه
سأحاول إقتناء هذه الروايه
هل لي ياشاميرام أن أدون إعجابي الشديد بقلمك وفكرك

شكرا ً لك ِ كبيره من القلب

مودتي

 

حاتم منصور غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-05-2010, 08:22 PM   #7
سميراميس
( Shouq )

الصورة الرمزية سميراميس

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

سميراميس غير متواجد حاليا

افتراضي



أهلاً بك ، يطيب لي حضورك
اسمح لي بتعليق مع إجتزاء لما كتبت ..

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الغشام مشاهدة المشاركة
,

ماذا يستفيد من يريد الحرية الذاتيّه أو الفكريه ,
على ماذا يستند ..
أتعلمين ياشاميرام ..أن كُل شي لدينا له حد على مدى أتساع مخيلتنا وتفكيرنا
بحيث مازاد عن حده ينقلب ضرر وخطير جدأ
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
أخي محمد تساءلت ماهي وجهة سؤالك هذه ، و آمل أنني بالفعل لم أقرأها كما تبدّت صريحة جهورية بهذه الهيئة ..؟ إذ أنك تتساءل عن جدوى الحرية الذاتية و الفكرية و الأنكى علامَ تستند !
الحرية الفكرية حق فطري لنا جميعاً وَ لا مُصادر لهذه الحرية إلا الديكتاتوري الذي يريد أن يخلق نسخاً لا تنقضِ من معتقداته و أفكاره ، لولا الإختلاف الفكري و حرية الذات لما وجد هذا الكم من الإنفجار المعرفي المعلوماتي الهائل ..
ثم أن الحرية من أسمى الأشياء التي كفلها لنا الدين النقي من كل شوائب تجرّها أقوال البتر من باب سد الذريعة و درء المفسدة .. ربما لا أؤمن بالحدود أنا خصوصاً الفكرية و كثيراً ما أضع نصب عيني قول العظيم ديستوفسكي
" لا أريدُ ذلك المجتمع العلمي الذي ليسَ بإمكاني فيه أن أقترفَ الشر و لكنني أريدُ مجتمعاً أستطيعُ فيه أن أقترف كل الشرور و لكنني أعزفُ عن ذلك بنفسي"
و أشدد على ضرورة ضبط الأفكار و عدم خوائها ، كما أن الكبت أيضاً خصوصاً للأفكار يسبب وأد عقلي ذو نتائج معاقة لا تجر إلا الجمود فقط .. و عن إسراف دي ساد في الحرية التي جعلها غاية للمتعة الشخصية فلابد من القارئ النجيب الأريب أن
يسدد تلك الثغرات لو حب أن يستمر في تصفح أعماله المملوءة بالعهر اللفظي و الوصفي ، أتعلم قرأتها و أنا في سن السادسة عشر و كرهتها و لم أكملها و واثقة لو اقرأها الآن قد تختلف رؤيتي لها لإعتبارات السنين و التجارب الفكرية ..


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الغشام مشاهدة المشاركة
,
على حسب نوعية الشخص وصموده لما يتلذذ به ..
كالمخدرات مثلاً : يتلذذ بالأول ولكن تجدينه محنط في احدى الزوايا من حبه لها وفرط ذاته ايضاً

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
و هل قد يعقل أن توصف الحرية بالأفيون المخدّر الذي يخدّر المبادئ ثم يضرّها بعد حين ، مممم ربما قد يفعّل هذا القول مع الملاحدة و تحولاتهم الفجائية التي تبدأ بحبة اسمها تنوير
و تنتهي بحبة اسمها لا أدرية أو ربما لا دينية ، تذكرت الحوار الذي دار في شقة الحرية للرائع القصيبي حيث قال الإخواني لـ اللا أدري أنت تفعّل نظام " خالف تعرف " ليرد عليه قائلاً بل " أعرف تخالف "


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الغشام مشاهدة المشاركة
,
الله سبحانه وتعالى خلق لنا كل شي
وحينما نستخدم اي شي ينقلب على ذواتنا ..


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

و لم هذا الإحباط ؟ الله خلقنا و زودنا بالعقول و كتابنا المقدس أمرنا بتفعيل العقل و جعله نوع من التعبد ، فلم نرفض منح عقولنا الحرية بحجة التكمم و الخوف من العائد من هذه الحرية !
مثلاً الأدب السادي و المملوء بالمازوخية و أبجدياته لا بأس بقراءته ما دمت مؤمناً بإيمانك و تعزم جاهداً لأخذ ما يفيدك و ركل ما يسؤوك ..
* ماذا لو أخبرك أنني اقرأ التراجم التوراتية و الأنجيلية ايضاً خصوصاً ماجاء بهم شعراؤهم : )


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الغشام مشاهدة المشاركة
,
الوسطيه لكل شي راقيه ..
حتى الطيبه والقلب الأبيض : حينما يكون دائماً كذلك سيخسر نفسه ..


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
محمد تعريفك للوسطية قد يختلف عن تعريفي لها ، و تعريفي قد يختلف عن غيري أيضاً ، احنا بالسعودية الحين أي أحد يجادلك بأمر يقولك أنا وسطي .. لدرجة لو أنني رفعت حصايه بحصل تحتها من يقول : أنا وسطي
الوسطية مصطلح مطاطي بيد أن الوسطي بالسعودية قد يكون متطرف في مصر و الوسطي في مصر بيكون إرهابي في بوسطن و الوسي في بوسطن قد يكون ملحد بالرياض ـ رجعنا من حيث بدأنا شفت كيف : )
" سو " مصطلح الوسطية مع أننا نُعتنا به بكتابنا المقدس إلا أن بيننا من يُغالي كثيراً و يدعّي الوسطية .. بالنسبة لي أنا عندي قناعة تامة أن الوسطية السعودية مصطلح ذو خصوصية يعني يختلف عن الوسطية بالمجتمعات الأخرى ..



شكراً لك ، و أحب لغتك بالحوار نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

سميراميس غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-05-2010, 08:44 PM   #8
سميراميس
( Shouq )

الصورة الرمزية سميراميس

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

سميراميس غير متواجد حاليا

افتراضي




أهلاً عبد العزيز رشيد .. الإنسان الفطرة به أن يحب الإكتشاف و التمرد على السائد الرتيب من حوله و لو عجز عن ذلك فإنه يجنح للخيال لنسج عوالم لا يجرؤ أن يصافحها في الواقع المركيز دي ساد رغم لعنات التاريخ له إلا أنه قد ساهم بدفع الفكر ولو قليلاً للأمام ـ ربما نظرتي مقصية لما قدم لأنني لم استسغه حتى الآن ـ يقول والدي اقرئي مؤلفاته الآن لاشك ستتغير نظرتك و هذا ما دعاني أن اسأل هل قد نلتقط سوءة أو حسنة مما قدم و ماهي الشروط التي تجعلنا نقوم بدور المفلتر مع المركيز دي ساد ؟ طالما كنت غارقة في الأفكار و القراءات البعيدة إلا أنني لا أنكر رجفة نواياي من مصافحة هذا السادي مجدداً ...فالوضع لا يُطاق بالنسبة لي مع الأدب السادي..

شكراً لك أخي نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

سميراميس غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:30 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.