مَوئِدْ 1989 م - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
تعريفات في كلمة ونص (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 508 - )           »          صورة أعجبتني (الكاتـب : نادرة عبدالحي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 1454 - )           »          مت.. قااا... عداً (الكاتـب : زكريا عليو - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 6 - )           »          اقْتِحَام حُزْن : (الكاتـب : خالد صالح الحربي - آخر مشاركة : خالد العلي - مشاركات : 40 - )           »          تعجبني ! (الكاتـب : حمد الدوسري - مشاركات : 1 - )           »          إليكِ ... (الكاتـب : علي البابلي - آخر مشاركة : د. لينا شيخو - مشاركات : 7 - )           »          إيراق واحتراق (الكاتـب : د. لينا شيخو - مشاركات : 58 - )           »          تجار القضية...! (الكاتـب : صلاح سعد - مشاركات : 0 - )           »          لحن الصمت !! (الكاتـب : نورة القحطاني - مشاركات : 2143 - )           »          مابين الهواية والإحترافيّة (الكاتـب : سعيد الموسى - آخر مشاركة : صلاح سعد - مشاركات : 7 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-03-2010, 11:50 PM   #1
الهنوف الخالدي
( كاتبة )

الصورة الرمزية الهنوف الخالدي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16

الهنوف الخالدي غير متواجد حاليا

افتراضي مَوئِدْ 1989 م






الهنوف الخالدي


بشكل أو بآخر . هذه الجينه أقتسمها لي القدر من جينات مشابه لأخوتي الذكور ولاكِنها تنقصُ المكملّات كونُها جزئيه أنثويه متواضعه من ظهر أبيّ . لاأعلم كيف جئت إلى هنا - لم يكن أن يخبرني أحداً كيف كانت البدايه الأولى - الإيمان بالوجود الألهي وحسب - هذا قول الجينات المكتمله من البشر في شرح آية ٍ تكوين الأجنه في القرآن - كتاب الله ومعجزة محمد - نبييّ - فليسامحهم الله على جهالتهم -على يقين تام بأن البدايه ليست إفتعال كبريّت - ثمةُ مفاجئه كبيره في الخفاء . مفاجئه من شيء مختلف لاأجيد التكهُن بوجودها - الآن - هناك شبه بدايه تاريخيه في ذاكرتيّ المذبذبه - الملامح في البذرةُ لم تعد واضحه - متغلغله في تربه رأسي لم أستطع الدهس عليها بشده . ينقصني الماء الأبيض . الماء الذي لا لِ أحدٍ أن يصدق أنه مهين . مبتذل - وهو سر وجودنا - رغبتنا الحمقاء - يالِ حقارتكِ ياإنسان . يالِ حقارتك في عيني الان وأنا منكْ كائناً لا أتكون إلا من ضلعك الأعوج .



قد تكُون الهيئه الأنسانيه التي أرادتني بها الضلع الأعوج " أمي " أن أجيء - إليهم - هي هيئة تكونت بمحض الصدفه. أو أنه حلم ٌ كان يراودها مّذ طفولتها في بيتٍ كبير يحوي على اطفال مزعجون وزوجاً مزارعاً . أوعلى الأرجح أنها التقت بي في عالم بعيد . عالم من نسج الروحانيّات وتألفنّا أجساداً . وبعثت الأرواح إلى عوالم مختلفه . وجائت روح أمي في يوم ٍ جميل لم تشرق الشمس فيه وداعبت طفلة ً في مهدها أجملُ من خلقتي , وقبضت على يديها أمنيه - وكان الله يسمعُها - بِأن يهبها روحاً منسوخةً كما روحي التي لم تجدها مذُ ذالك الحين . كان الله يُصغي لها في كونه .أنا أثق أن الله لم يخذل إيمانها في تلك اللحظه . وقدّر كل شيء قبل أن يعرج صوتها إليه - وقبل أن تغادرهذا العالم الكبير - لإجل أن تدعني وحدي بكل شجاعه ألاعب العالم بأطراف ضفيرتي - هذا مايبدو ليّ ظاهراً في مجيئي خلسة ً من كريات أبي الساكِنه -



ثمةُ حقائق لاأعيها بشكلٍ تام في هذا الفراغ المهيب الذي أرغمني إلى اللجوء في فضاءه المليء بفقاعات صابون - ملونه - هذه الفضائات مبهمه لاأجد لها مجموعة حلول ممكنه قد تحققني من الحقيقه . والتي عييّت بالبحث عنها في عمري العشريّن ولم أجدُ من يدلني على خيطاً سماوياً . لما كل هذا يحدث دون إرادتي ؟ أنه من المفترض أن مسيرةُ الخطوات الواثقه إلى حيث تريد يكون خلالك لا برغبة ِ الآخرين . أنها الأراده في الأقدام الجازِم . حتى وأن كانت النهايه هاويه محققه في نفسِك . الأهم أنها ممثلةً بحواسِك . أيَّاً كان . عالماً مجهولاً أوطريقاً هوائياً أو ليكن هروباً بائساً من اللهيب خلفك . أمّا عني أنا دفعتُ إلى خطى مليئة ً بالفقاعات لم تكن بأرادتي . كنتُ في عالم آخر أجمل من هذه المتسخات . بداية تكويني الرائعه والسبات الطويل الذي يقارب السنين الضوئيه البعيده . كانت حقبة لن ينقلها التاريخ الأرعن لأحد سواي, ولاكل الكتب القديمه قد تحويها - بصدق كما أرويها الآن - . انها مُر/ حله تجعلني أشكر الله عليها دائماً - كزمان ٍ لن تعود به الخُطى إلى الوراء أبداً . كحلم ُ أشد على يديه وينسحب بخفةِ الهواء من فميّ , كما كل الأشياء المستحيله في هذا العالم - الملون بالفراغ - . أتذكر جيداً أني لم أتذمر من فقراتُ الظهر التي كانت لها وقعُ تكويني الأول . وفي حبلها الشوكي الذي شدني إلى سلم الموت المحتم . إلى عالماً متحرك من الهُلاميّات . ورغماً عن هذه الحقيقه - لم أتذمر من القادم المستاء مني حالياً - مايؤرقني حينما أطل بوجه شيخي حتى هذه اللحظه كيف له أن يدفعني إلى الحياة برغبته دون أذن ٍ مني؟ النائمون لالِ أحد ٍ أن يوقظهم رغماً عنهم كما فعل هو بإيقاظي في الخفاء - رغماً عن حُرمةِ سبُاتيّ -



قدمنيّ العالم - أبي - لنبضٍ مشابه ليّ و سلمتُ أمري لله ذاهبة ً إلى مشيمتِها . رجوتُها بما آوتيت من ضعف أن تدعني أكمل سباتي بين أحشائها - كانت الأجواء تعمّ بالطمأنينه أكثر من تلك الفقرات المتصلبه . كنت أشعر برائحه الصلاه - وتناهيدها من خلف المؤذن - وجلجلة الصحون - لكنها لم تكن لتوقظني بل على العكس تماما . كانت انغام موسيقى كلاسكيه . تهدهدني إلى المنام في كل ليله التحفٌ بالأحلام الورديه الصغيره والمنتهية الصلاحيه خلال مدة ً قصيره , في غمر كل هذا السكُون المستتب لم تتحملني أطلاقاً بعد إنتهاء أقامتي . كان هناك أمراً قوياً جعلها تظهرني للعالم في الآونه الاخيره . كنت أخشى أن تذعن للعالم وتطلقني مسرحة ً للمّاره بلا عنان . وفعلتها أمي . أمي الوحيده التي أقسمت في بطنها أنها لن تخذلني . اخرجتني منها بوهن . وكادت أن تموت عرقاً . من أجليّ - ركلتها حينها بضعف . أملاً أن تبقني مدة ً أطول . كالأحلام الليليه المشرده تركع للشجر أن تنام على أكتاف أغصانها . ولكنها الحياة يامجنونه . لاتدوم في التاسعة مابعد اليقظه أبداً - الأهم من كل هذا أنني جئت لقلب أمي ذاتُ 17 ربيعاً - خريفاً آخر - .




لم يكن الهواء اللاذع الذي لفحني هو المفترق الأول . والذي كان متأهباً لانفصالنا كلياً عن بعضنا - كانت هناك معالم لأمي موثقة على السرير . قرأتها خلسةً قبل أن أنتشل من أزقةِ أوردتها - هناك أسماً طويلاً لها . ورسومات على ارض بيضاء بلون اسود - بعد 20 عاماً ادركتُ أنها مسمى أميّ الذي فصلني عنها مبتورةً من الرأس حتى القدمان - من المؤكد أنها جائت قبلي وأسموها رغما عنها على إسم أم أبيها - وأرغمونا على الأنفصال بمسميات وعشائر مختلفه - ولكنها تحبني أكثر من أيَّ شيء يمكن أن يخبره الحب في الأسماء . أنفصلنا بوقع ٍ مؤلم لم يزل زائراُ مكروهاُ في ذاكرتي بميلاد 1998 , وكانت آخر شرائط النهايه قصت على يدي ممرضه آسيويه في مشفى متواضع في قريتنا الصغيره . حملها الوجع - أمي - إلى ركن ٌ قصي من الزمن لتضعني في آخر رحلة ً جمعتنا سوياً . هل بكيت حينها ؟ ربما لم ينغزني الشيطان كما يفعل بالأناث الآخريات - لم يرى شيئاً من قطعة لحم نائمه قد تكون لعنة عليه في إيقاظها . فأوكلها هو الآخر لشياطين آخرين في ممرات مقبله - حتى هو تخلى عنيّ هذا الأحمق - على حد قول أمي كنتُ نائمه في أول لحظه أذن لي الأله السباحه في هذه التيارات الغريبه . لقفتني الاصابع من تحت امي وعيني لم تزل نائمه - مغمضه - مسدولة ً أهدابي الضئيله عن سلاطة الكهرباء فوق دائره رأس تفوقني طولاً مهولا ً -




جاء الهواء متبختراُ يداعبني بمزيج ٍ من منظفات المشفى وعرق الممرضه الفاتك - شحذتُ جريان دميّ ان يصدر سيلاً منهمراُ من النبضات وأعلنت البكاء أخيراً كغثاء أول من هذه البيئه الغاشمه . بكيت بتواصل وكأنني لم أًصدق صوتيّ . احببتُ رنتي في البكاء . التواصل بهذا النفس دفعني لأطلاق مابوسعي من السعرات الصوتيه في وجه هذه الكائنه المشدودة الملامح وبأنف ٍ أفطس كبير قد سرق مني الهواء لبضع ثوان -حتى كنت سأختنق - وهي تضحك كالبلهاء في وجهي . أشتممتُ رائحة امي والتي لم أتنبأ بوجهها الصغير كمفاجئه أوكلتها إلى القادم القريب . رحتُ أطلق اهتزازت اصابعي نحو جثة هامده ملقاة على سرير اصفر في حالةٍ ترثى لها . وكحدس أول لم يخطئ كان حدسي بأنها هي . أنها أمي التي تهاكلت من أجلي ببساله حتى أكون الان بين نهديها ألقم ماشئت من الماء. لم يكن أحداً يستوعب هذا النداء . لم يشفع لي دمهُا الباقي على جلدتي أيّ وسيله في العوده . لتقصى بذالك تلك الجثه في مكاناً آخر خلال ثوان . كبدايه جديه أن أتولى أمريّ مذُ هذه اللحظه : بدونها .

 


التعديل الأخير تم بواسطة عطْرٌ وَ جَنَّة ; 05-03-2010 الساعة 06:10 AM.

الهنوف الخالدي غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:56 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.