مسَارْ . - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
البحيرة والنورس (الكاتـب : حمد الدوسري - مشاركات : 3512 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75158 - )           »          النهر الجاري مسودة خاصة .؟!! (الكاتـب : عبدالله العتيبي - مشاركات : 45 - )           »          خذتي من وصوف القمر (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - مشاركات : 0 - )           »          غياب القناديل (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - مشاركات : 12 - )           »          أُغنيات على ضفاف الليل (الكاتـب : علي الامين - مشاركات : 1209 - )           »          ستقول لي: _ تعالي بما تبقى منك إليْ.. (الكاتـب : جنوبية - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 10 - )           »          مُتنفس .. شِعري ! (الكاتـب : سعيد الموسى - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 785 - )           »          نفثات مقدسة من أنحاء اخرى .. (الكاتـب : محمد الجهني - مشاركات : 0 - )           »          فَــوَاق ! (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 14 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد الهدوء

أبعاد الهدوء اجْعَلْ مِنَ الْهُدُوْءِ إبْدَاعَاً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-09-2010, 09:38 AM   #1
أشياء
( كاتبة )

الصورة الرمزية أشياء

 






 

 مواضيع العضو
 
0 هروله .
0 فزعٌ نازح !
0 مسَارْ .

معدل تقييم المستوى: 0

أشياء غير متواجد حاليا

افتراضي مسَارْ .


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة






إلى ..
نَفْثة الصدِيقة التِي أحبّت عينيّ بِكُلِّ صِدقِها
إليّ | إلى ذاكرتِي المعطُوبه ، و إليكُم إنْ شئتُم ذلِك .





 

التوقيع





لا أشعرُ بي !




أشياء غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-09-2010, 09:49 AM   #2
أشياء
( كاتبة )

الصورة الرمزية أشياء

 






 

 مواضيع العضو
 
0 هروله .
0 فزعٌ نازح !
0 مسَارْ .

معدل تقييم المستوى: 0

أشياء غير متواجد حاليا

افتراضي


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


تولستوي أم ...دوستويفسكي؟
عبده وازن





لعلّ هذا السؤال: «تولستوي أم دوستويفسكي»، الذي شغل روسيا قبل قرن، ما زال يشغلها حتى الآن، شاغلاً معها قراء هذين الروائيين الكبيرين في العالم. وهذه السنة التي أعلنت «سنة ليف تولستوي» عالمياً يعود هذا السؤال الذي لم يجد جوابه الشافي، الى المعترك الأدبي: «تولستوي أم دوستويفسكي؟» ولئن سعى كثير من النقاد والروائيين والقراء الى الإجابة عنه، منحازين إمّا الى الأول أو الى الثاني، فهذا السؤال سيظل مطروحاً بإلحاح، وسيبقى مثار سجال لا نهاية له. وكان الكاتب البريطاني - الأميركي جورج ستاينر وضع كتاباً حمل هذا السؤال عنواناً له، وحاول فيه أن يوفّق بين هذين الروائيين منحازاً إليهما معاً، انطلاقاً من المقارنة بينهما، ومن اختلافهما، واحدهما عن الآخر.
شخصياً وبتواضع جمّ، أعتبر أنني منحاز الى دوستويفسكي دون أي نقاش. وأعترف أنني لم أستطع أن أنهي قراءة رواية «الحرب والسلم»، هذه الملحمة المعاصرة التي عدّها النقاد في العالم أعظم رواية أوروبية، على خلاف بضعة أعمال أخرى لتولستوي وفي مقدمها رواية «أنا كارنينا» التي لولا سحر هذه المرأة الارستقراطية المضطربة و«الخائنة» لما استطعت أن أكملها. أما روايات دوستويفسكي، القصيرة أو الطويلة، فقرأتها - وأقرأها - بنهم، وما زلت أعود الى معظم أعمال هذا «العبقري المريض» الذي استطاع أن يفتن فيلسوفاً عدمياً مثل نيتشه وعالم نفس كبيراً مثل فرويد.
كنت معجباً كثيراً بشخصية تولستوي - وما زلت - أكثر من إعجابي برواياته، لا سيما «الحرب والسلم». أعجبت أيضاً بأفكاره ونظرته الى المسيحية وسلوكه، هو المهرطق الذي ألقت الكنيسة الارثوذكسية الروسية عليه الحرم ورفضت دفنه وفق مراسمها. وأعتقد أن كثيراً مثلي جذبتهم شخصيته الفذة أكثر مما جذبتهم أعماله. ولطالما رُدّد في روسيا أن هذه الشخصية كادت في فترة ما، تطغى على أدب صاحبها. ولعلّ أجمل عمل أنجزه تولستوي في حياته الشخصية هو هجره حياة الرخاء والرغد التي كان يحياها في البلدة التي كان يملكها، وخلعه الملابس الوثيرة وارتداؤه ما يشبه «الخرقة» الصوفية أو الثوب الخشن الذي عرف به النساك، وراح من ثمّ يهيم على وجهه مثل أي فقير لا أسرة لديه ولا منزل. وكلما شاهدت صورته الفريدة مرتدياً الثوب الخشن وعلى ظهره يتدلى كيس من القماش وفي يده عصا يتوكّأ عليها، تخيّلته شخصية دوستويفسكية بامتياز، شخصية طالعة من عالم دوستويفسكي، السفلي والبائس.
كان تولستوي في السبعين عندما قرّر أن يهجر حياته الرغيدة والثراء والأمجاد التي كان حصدها. تنازل عن أملاكه لأهل البلدة من مزارعين وفلاحين، وخصّ زوجته بما يعود إليه من أرباح كتبه، وارتدى الثوب الخشن وغادر من دون أن يعرف الى أين ولا متى يعود. وقبيل رحيله الذي فاجأ أسرته والزوجة صوفيا، كتب رسالة لها يخاطبها فيها قائلاً: «لم أعد أحتمل الحياة في هذا البيت. لم أعد قادراً على مواصلة الحياة اليومية في هذه الرفاهية التي تحيط بي، وبات الثراء يخيفني...». إنها حياته «التي توقفت فجأة» كما يقول، ولم تبق لديه «رغبة في شيء». هل سمع تولستوي صوتاً يدعوه الى هجر العالم على غرار ما يسمع المتصوّفة والأولياء والقديسون؟ الأرجح أن الصوت كان صوته هو، صوت الكاتب الواقعي، المتأرجح بين الإيمان والشك والرافض للسلوك الديني والمظاهر الخادعة. شاء تولستوي أن ينهي حياته على الطريقة التي بدأ دوستويفسكي حياته بها، في عالم الفقر والبؤس والتشرّد.
عندما يتابع قارئ دوستويفسكي سيرة تولستوي في أعوامه الأخيرة، يخيل إليه للفور أن هذا الرجل العجوز، باضطرابه وصراعه الداخلي، شخصية من شخصيات دوستويفسكي أو شخصية كان على صاحب «الاخوة كارامازوف» أن يخلقها ويرسم لها ملامحها الغريبة نفسها هذه. إنها الشخصية الدوستويفسكية التي تترك العالم وراءها وتمضي بحثاً عن الحقيقة، هذه الحقيقة التي كثيراً ما شغلت تولستوي، الانسان والمفكر.
كان دوستويفسكي معجباً كثيراً برواية «آنا كارنينا» وتحمس لها أكثر من سواها وعدّها على خلاف الكثيرين أفضل أعمال مواطنه الذي كان يكبره سبع سنوات وتوفي قبله بتسع عشرة سنة، وقال إن «ليس ثمة عمل أدبي أوروبي يمكن أن يُقارن برواية آنّا كارنينا». لكنّ دوستويفسكي لم يكن يحتاج الى الأعوام الإضافية التي عاشها تولستوي ليواصل الكتابة، فهو أنجز أعماله البديعة وكأنه عاش قرناً بكامله. وبدا انحياز دوستويفسكي الى «آنا كارنينا» انحيازاً الى شخص هذه المرأة التي عاشت حالاً من الصراع العاطفي والوجودي العميق والتي فشلت في حياتها الزوجية وفي خيانتها، ولم تجد سوى الانتحار حلاً فرمت بنفسها أمام عجلات القطار. هذه شخصية مأسوية جداً على خلاف الشخصيات التولستوية التي ظلت مرتبطة بعائلاتها الارستقراطية في معظم الأحيان. ومعروف أن العائلة في أعمال تولستوي هي البطل الحقيقي، وهي أيضاً «المدماك الحيّ» الذي يقوم عليه المجتمع وليس الفرد. أما دوستويفسكي فلم تكن العائلة في رواياته سوى أفراد يلتقون ويختلفون ويتشرذمون ويمضي كلّ واحد منهم في طريقه بحثاً عن قدره الخاص. وقد يكون موت تولستوي العجوز، وحيداً ومريضاً في محطة القطار في بلدة قرب موسكو، موتاً فردياً، موتاً دوستويفسكياً بامتياز. مات تولستوي كما لو أنه شخصية رسم دوستويفسكي طريقة موتها أو نهايتها.
«تولستوي أم دوستويفسكي؟» هذا السؤال الذي حيّر القراء طوال قرن سيظل يحيّرهم، مع أن بعضهم انحاز الى صاحب «الحرب والسلم» وبعضهم الآخر - وأنا منهم - انحاز وينحاز الى صاحب «جريمة وعقاب». لكنّ تولستوي سيظل في نظر عشاق دوستويفسكي شخصية دوستويفسكية استطاعت أن تهرب من رواية لم يقدّر لهذا «العبقري المريض» أن يكتبها.




 

التوقيع





لا أشعرُ بي !




أشياء غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-09-2010, 01:26 PM   #3
أشياء
( كاتبة )

الصورة الرمزية أشياء

 






 

 مواضيع العضو
 
0 فزعٌ نازح !
0 هروله .
0 مسَارْ .

معدل تقييم المستوى: 0

أشياء غير متواجد حاليا

افتراضي







عاشور الطويبي
من أقوال الريح







إن رأيت في السماء علة فاهجرها
(إن رأيت صرعا يخض جسد الأرض فلا تهرب منه)

إن وقفتَ على مدرج السكينة ضاق صدرك بالكلام
(لا طريق وراءك و لا طريق أمامك)

إن شئتَ مددتً بساطا من همس الكائنات و إن شئتَ غفوت
(البحار تفضح سرك و كذلك النيزك الذي اشتعل ذات مساء)

إن وضعت قدما على ساقية بلدة خائنة
(ناح ماؤها و غطى السكين سفوح الوجدان بالدماء)

2

شرهةأصابع الألم
(قلقة نظرات الزائر الخائف)
وقورة مشية الصامت في الساحة وحيدا
(ودودة أنفاس الكائنات عند الغروب)
3

هناك
عاليا
على أريكتي
تنام رغبات العجائز











 

التوقيع





لا أشعرُ بي !




أشياء غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-11-2010, 09:50 AM   #4
أشياء
( كاتبة )

الصورة الرمزية أشياء

 






 

 مواضيع العضو
 
0 فزعٌ نازح !
0 مسَارْ .
0 هروله .

معدل تقييم المستوى: 0

أشياء غير متواجد حاليا

افتراضي





إذا قيل لي:-
ستموتُ هنا في المساء
فـ ماذا ستفعل في ما تبقَّى من الوقتِ .. ،
أنظرُ ..،
في ساعة اليد أشربُ كأسَ عصيرٍ / وأَقضم تُفَّاحَةً،
وأطيلُ التأمُّلَ في نَمْلَةٍ وَجَدَتْ رزقها،
ثم أنظر في ساعة اليدِ .. ،
ما زال ثمَّة وقتٌ لـ أحلق ذقني .. ،
وأَغطس في الماء أهجس :-
"لا بُدَّ من زينة للكتابة فليكن الثوبُ أزرق" ،
أجْلِسُ ..،
حتى الظهيرة حيّاً إلى مكتبي
لا أرى أَثر اللون في الكلمات.. ،!
بياضٌ ..،
.... بياضٌ .. بياضٌ .. ،
أُعِدُّ غدائي الأخير
أَصبُّ النبيذ بـ كأسين ..
لي و لمن سوف يأتي بلا موعد .. ،
ثم آخذ قَيْلُولَةً بين حُلْمَينْ .. ،
لكنّ صوت شخيري سيوقظني !
ثم أَنظر في ساعة اليد .. ،
ما زال ثمّةَ وَقْتٌ لأقرأ .. ،
أقرأ ..،
فصلاً لـ دانتي ونصْفَ مُعَلَّقَةٍ
وأرى ..،
كيف تذهب مني حياتي
إلى الآخرين..... !
ولا أتساءل عَمَّنْ سيملأ نقصانها
ـ هكذا .. ؟!
ـ هكذا ، هكذا
ـ ثم ماذا ... ؟!
ـ أمشّط شَعْري ..،
............. وأرمي القصيدة !
هذه القصيدة في سلة المهملات
وألبس أحدث قمصان إيطاليا،
وأُشَيّع نفسي بـ حاشيةٍ من كمنجات إسبانيا
ثم أمشي إلى المقبرةْ .... !،*


لحريةِ فلسطين رائحة قوية تجيءُ فقط مع صوته
درويش يا درويش .. *



 

التوقيع





لا أشعرُ بي !




أشياء غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-01-2010, 12:30 PM   #5
أشياء
( كاتبة )

الصورة الرمزية أشياء

 






 

 مواضيع العضو
 
0 هروله .
0 فزعٌ نازح !
0 مسَارْ .

معدل تقييم المستوى: 0

أشياء غير متواجد حاليا

افتراضي


«العنبر الرقم 6» لتشيكوف: شبه سيرة مواربة لزمن سوداويّ
ابراهيم العريس

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة




لم يعش الكاتب الروسي انطون تشيكوف ليقرأ ميشال فوكو خلال النصف الثاني من القرن العشرين... ولا هو اطلّع على أدب كثير كتب في القرن العشرين، حول قضايا المجانين والمستشفيات والسؤال حول من هو العاقل حقاً ومن هو المجنون حقاً. وهو لم يعرف بالتالي ان جزءاً اساسياً من هذا الأدب يدين لروايته القصيرة «العنبر الرقم 6» التي كتبها خلال العامين 1890- 1892... إذ اننا اذا قرأنا بعض هذا الأدب ولا سيما كما صاغه كين كيزي في مسرحيته الشهيرة «واحد طار فوق عش الوقواق»، ثم كما صاغه الكثير من الكتاب الألمان والعرب والروس والفرنسيين وغيرهم، سنرى تأثيرات ذلك العمل التشيكوفي واضحة. بل يقال ايضاً ان كافكا نفسه في الكثير من اعماله يبدو متأثراً بـ «العنبر الرقم 6»، حتى وإن كان هذا العمل لا يعتبر الأشهر بين اعمال تشيكوف. ومهما يكن من أمر، فإن تأثر كبار مبدعي القرن العشرين، من مسرحيين وروائيين وسينمائيين (وصولاً الى انغمار برغمان ووودي آلن) بصاحب «بستان الكرز» و «الشقيقات الثلاث» و «الخال فانيا» ليس ابداً في حاجة الى تأكيد. اما بالنسبة الى «العنبر الرقم 6»، فإن تأثيرها يبدو مفاجئاً بعض الشيء، لأن موضوعها يكاد يكون الأكثر التصاقاً بتشيكوف من بين جميع اعماله، انها النص الأكثر ذاتية، في اعماقه، الذي كتبه انطون تشيكوف. ناهيك بكونه النص الأكثر ارتباطاً بالظروف التي كتب فيها. في اختصار كتب تشيكوف كـ «فشة خلق» من دون ان يدري انه سيعيش طويلاً ويعتبر من بين اقوى اعماله، بل العمل الذي يختصر زمناً وذهنية وظروفاً تاريخية مرتبطة بهما.

هذه الظروف التاريخية تكاد تتلخص في تلك النزعة العدمية المريرة التي هيمنت على الذهنية الروسية، ولا سيما على أفكار النخب المثقفة الروسية خلال السنوات التي تلت اغتيال القيصر ألكسندر الثاني. في ذلك الحين كان تشيكوف لا يزال شاباً... فوجد فجأة أحلامه الإصلاحية والتغييرية تنهار، وسط انهيار اجتماعي عام في البلاد... ذلك ان الاغتيال في حد ذاته دفع الى استشراء تلك العدمية وانبعاثها من جديد بعدما كانت قد طويت - او خيل للمثقفين انها طويت - مع بروز الزمن الإصلاحي. وهكذا بدل الأحلام المستقبلية، حل البؤس والانهيار الطبقي وخيبات الأمل. والحال ان انطون تشيكوف كان، في ذلك الحين، في مقدّم المثقفين الذين راحوا يعانون ذلك كله. ومن قلب هذه المعاناة، تحديداً، ولدت رواية «العنبر الرقم 6»، التي كان تشيكوف يريد ان يتنفس من خلالها بعض الشيء وأن يرمي أحزانه وخيباته على الورق.

ولكن لأن المعاناة التي صوّرها انطون تشيكوف في «العنبر الرقم 6» كانت صادقة وتعبّر من خلال الكاتب، عن نظرة جيل بأسره، كان لا بد للنجاح من ان يكون حليفها. حتى وإن كان تشيكوف قد تردد شهوراً طويلة قبل نشرها، خصوصاً انه في شكل او في آخر رأى - كما سيقول لاحقاً - انها تمتّ بصلة الى دوستويفسكي، سلفه الكبير، اكثر مما تمت بأي صلة الى نزعاته الأدبية الخاصة... بل تبدو منتمية الى عوالم غوغول اكثر مما هي منتمية الى عوالمه الخاصة... لكن هذا كله لن يبدو صحيحاً على ضوء القراءة الثانية لـ «العنبر الرقم 6». هذه القراءة تؤكد تشيكوفية هذا النص، بل تكاد تجعله محورياً في ادب تشيكوف ككل، من الصعب قراءة هذا الأدب من دونه.

كما يشير العنوان، تدور احداث هذه القصة من حول صالة في مستشفى للأمراض العقلية يطلق عليها اسم «العنبر الرقم 6»... والمستشفى الذي تدور فيه الأحداث هو مستشفى ريفي، سيئ التنظيم وشديد القذارة. في العنبر المذكور يعيش خمسة وعشرون مريضاً عقلياً عيشة تغلب عليها الفوضى، إذ لا يعتني بهم سوى حارس وحيد، قاس وعنيف، لا يتورع في كل مرة عن ضرب المرضى لكمات قوية لكي يدفعهم الى الهدوء حينما يثورون أو تحل بواحد منهم نوبة عصبية. وذات يوم يحدث، على سبيل الصدفة، أن يمر بالعنبر الرقم 6، الدكتور اندريه افيمفيتش، وهو طبيب شاب يتولى مسؤولية المستشفى ويبدو زاهداً في كل شيء، وغير راض عن أوضاع أهل بلده، يشعر بمرارة كبيرة - هي المرارة نفسها التي سنعرف لاحقاً أن أنطون تشيكوف نفسه كان يعاني منها في ذلك الحين... وإضافة الى هذا نعرف ان اندريه لم يعد مؤمناً بفاعلية الطب، ويعيش قلقاً دائماً. لذلك حين يمر بالعنبر الرقم 6، يدهشه أن يلتقي بواحد من المرضى ليكتشف أن هذا المريض ذكي واع، ومطّلع على أحوال العالم، حتى وإن كان يعاني من عقدة الاضطهاد. وهكذا بعد التعارف الأول وبعد أن يكتشف كل منهما الآخر، وإن بحدود، يصبحان صديقين... ويصبح في وسع الطبيب منذ ذلك الحين أن يمضي امسياته في المستشفى يتجاذب أطراف الحديث مع صديقه المريض، فيخوضان في مساجلات وحوارات متشعبة تطاول أوضاعهما والأوضاع العامة في البلاد.

ذات مرة يمر بهما مساعد للطبيب، ويفاجأ بهذا الحوار بين الطبيب والمجنون... ويستنتج من هذا أن رئيسه صار مجنوناً بدوره... إذ هل يمكن أن يتحدث الى مجنون سوى مجنون مثله؟ وإذ ينقل المساعد هذا الخبر الى الإدارة يكون موقفها مشابهاً لموقف المساعد، ما يجعل الطبيب الذي يجابه بالأمر، يقدم على الاستقالة من عمله، خوفاً أو قرفاً أو زهداً لا فرق... ولكن في كل الأحوال كنوع من خيبة الأمل... ثم بعد أحداث عدة ومتنوعة، وبعد تصرفات من الطبيب باتت تؤكد ما يذهب اليه مساعده والإدارة، ينتهي الأمر به الى أن يودع بدوره في العنبر الرقم 6، كمريض هذه المرة... لا كطبيب. ففي ذهنية هؤلاء المسؤولين الريفيين لا يمكن شخصاً أن يتحدث بالعقل وبالحجة... وتحديداً مع مريض مجنون، إلا أن يكون فاقداً عقله بدوره. وهكذا يتحول طبيبنا الى مجنون، ثم تكون له مجابهته الأولى مع الحارس القاسي نيكيتا، الذي كان الطبيب قد نهره وعارضه وعاقبه مراراً من قبل. وخلال هذه المجابهة، وإذ يبدي اندريه رغبته في الخروج من العنبر لتنشق بعض الهواء، يفاجئه الحارس بضربة قوية على رأسه تقتله من فوره بسبب داء قديم كان يعاني منه.

كان من الواضح أن هذه النهاية السوداوية التي اختارها انطون تشيكوف لقصته، تعكس حالته النفسية الخاصة، هو الذي كانت العدمية قد استبدت به في ذلك الحين، علماً أن النهايات السود طالما ميزت خواتيم معظم أعمال هذا الكاتب. فأنطون تشيكوف (1860 - 1904)، وحتى في أكثر لحظات حياته وعمله زهداً وقوة، كان ينظر بقدر كبير من الحزن الى المصير الإنساني، ولا سيما الى المصير الذي ينتظر كل انسان عاقل ومثقف في آخر الطريق. وفي هذا الاطار لا يبدو لنا مصير اندريه افيمفيتش شديد الاختلاف عن المصير السيئ الذي ينتهي اليه أبطال قصص ومسرحيات تشيكوف الآخرون. وبهذا كان تشيكوف رائداً من رواد الكتابة السوداوية التي ستستشري في القرن العشرين... هو الذي إذا قرأنا بإمعان نصوص الحوارات التي يجريها على لسان المجنون والطبيب خلال تلك الجلسات المسائية التي يتسامران فيها معاً قرب العنبر الرقم 6، سنكتشف انها تكاد تنطق باسمه، معبرة عما كان يفكر فيه في ذلك الحين. وعبّر عنه دائماً في أمهات أعماله، من مسرحية وقصصية، وحتى في الكثير من النصوص التي كتبها والتي يمكن أن تحسب، في شكل أو في آخر على فن السيرة الذاتية مثل «روايته» المبكرة «السهوب».

 

التوقيع





لا أشعرُ بي !




أشياء غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-03-2010, 12:51 PM   #6
أشياء
( كاتبة )

الصورة الرمزية أشياء

 






 

 مواضيع العضو
 
0 هروله .
0 مسَارْ .
0 فزعٌ نازح !

معدل تقييم المستوى: 0

أشياء غير متواجد حاليا

افتراضي دالي تدلت هنا يا قاسم حتى سقطت بوجع *




إحتمالات المخاض

تلــد
تحرك أطرافها كالشمس التي أرهقتها الليالي
تخضّ الدماء النبية في وردة الفجر
لكن تلد
تلملم أحلامها من شظايا الشهيق البدائي
تبدأ في هسهسات الضحايا على البحر
لكن تلد
توزع أشلائها في القرى كالهدايا الطرية
لكن تلد
دعوها
ستعرف كيف تعالج أوجاعها
ستشرب من صبرها الدموي المعتق
تسقي العصافير
تسكر
يهصرها الانتظار الفدائي
لكن تلد
تغرق في وجل الاحتمال
يصير الجمال
و ينبثق اللون في وجنتيها
تمد يديها المضرجتين بماء الخيال
و يضطرب اللون في وجنتيها
فتبدو عليها
و لكن تلد
دعوها
ستأكل دبابة لحمها في الشوارع
تهتز أشجارها بغتة بالزنابق
يغرق في مشهد الدم

همّ الولادات
تختال آياتها بالحقائق
تسرج الخيل في الليل
تجتاز باب السماوات أخبارها
صعبة ، شهقة
نهضة الصبر في القبر
لكن تلد .
تلبس الفجر قمصانها السود
تخرج من كل ليل إلى الظل
تركض نحو الحدائق
جثة فسّخ الموت فيها
تلوح بالصبح كالدود
لكن تلد
توشح زك؛تافها بالتواشيح
مزدانة بالجراح الجميلة
تخرج من رحلة الاحتضار الطويلة
تصرخ في ذروة الطلق كالطلق
توشك
يعدل الكون ميزانه حين توشك
تقفز كل القلوب
لتحضر في عرسها الدموي القوي
تكاد .. و لكن تلد .
دعوها تشكل أطفالها لحظة
و امنحوها الدم المستباح
قبيل الصباح
ستفتح للماء باب السماء
لتغلق باب الدماء
و تكسر سفك السيوف
دعوها تطوف

تغني و تدفق نزفا عظيما ..
و لكن تلد
يحاصرها الوحش بالنعش
( سوف تموت ، و تحمل كذبا ..)
يحاربها بالحراب
يحرض أرض الضحايا
فتخضر أشجارها بالدماء
يحاصرها الوحش بالنعش
تهتز في رعشة كابتداء الخليقة
تجمع أطرافها في اتئاد
و تنفض أعطافها المتعبات
كأن الحياة
تــــلد .

* * * *

سيرسم ثقب الرصاصات في شرفة الصمت وقتا على كتفها
و يمشي العساكر بالنار في هتفها
فامنحوها يدا
دعوها تجوس الكهوف بأعصابها
دعوها تطوف القرى و المسافات
تجمع أشلائها من صدور العذارى اللواتي بكين من الحب
دعوها تلملم أحلامها من بكاء الثواكل
من كل خمر المنافي و حجر السجون
دعوها ، فان الجنون.
دعوها ترتب أشياءها عبر لهج الولادة
تمرغ تاج العبادات تلبس ثوب السيادة
دعوها .. دعوها سيرهقها الطلق
لكن تلد ، تلد ، تلد .

* * * *

أعدوا لها عرسها
و كونوا لها جوقة في الزفاف
و خلوا لها غرة الشمس طاقية
و العصافير أرجوحة و الهدايا هتاف
اغزلوا شالها لؤلؤا قزحياً
و حطوا سرير الضحايا ضفاف
إنها لا تخاف
ستعبر هذا العذاب البطوليّ
تعرف فيه عذوبتها
و تشكل فيه طفولتها
توشك
لكن تلد

* * * *

شاهدتها تغسل الضيم بالدم
تمسح الوهم بالحلم

شاهدتها ترتدي حلة الياسمين
تؤرخ . تحتل ذاكرة العصر
شاهدتها تحتفي بالبيارق
تعطي المطارق عنوانها
و تجمع جوع القرى و المدينة
و تحزم كل العيون الحزينة
تحرضها
تستعير لها شرفة و تقول : ( اصعدي ، و هاك يدي )
و شاهدتها مثل نار الرياح
توزع في غابة كالصباح
و تنشر أشلاءها في السهوب
تغني ، كأن الضحايا تجوب
تبشر باللون
تدفق أزياءها في الولادة
و تبدو كأن القلادة
تزين صدر الصهيل الذي
حين شاهدتها تحتفي بالسواد
كأن الحِداد طريق إلى الفجر
شاهدتها نجمة في القيامة
ستوصل نهر الدماء بنهر الغناء
و تغلق عصر الفتوحات ، تفتح باب الأبد
و تلبس غار . و لكن تلبد تلد تلد

* * * *

دعوها
دعوا لحظة الخلق فيه تؤج دعوها على شرفة الوهج ضوءا يلج
دعوا
لذة الطلق لهج
انظروها .. ستمشي على مهلها في الحريق
تؤرجح هودجها مثل نهد يراهق
يعرف أين الطريق
انظروا
متعة الخمر فيها
و فيها الفواكه ناضجة
و العذاب الذي يشبه الحب
و فيها ...انظروا
على مهلها سوف
لا تغفلوا عن هواها
توزع أقراطها في الهواء على الفقراء

و شاهدتها تتحول مثل الدماء
انظروا
إنها المهرة الجامحة
والرؤى الفاضحة
ضجة الدم في نبضها
إنها خفقة الاحتمال الجميل .
انظروا اللحظة الواضحة
تعدل هودجا و تهيم نحو السواحل
في لحظة البدء تبدأ
ها إنها الفاتحة

دعوها تلد
إنها زوجة البحر منذورة للسفر
و موشومة بالقهر
دعوها فان هدايا القمر
ستحمل في العرس شمسا
دعوها.
فقد عذبتها المواعيد عذبها الانتظار
دعوها فان النهار
سيغسل أطفالها بالمرايا
و يغمرها بالصور.*

 

التوقيع





لا أشعرُ بي !




أشياء غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-29-2010, 10:39 AM   #7
أشياء
( كاتبة )

الصورة الرمزية أشياء

 






 

 مواضيع العضو
 
0 مسَارْ .
0 هروله .
0 فزعٌ نازح !

معدل تقييم المستوى: 0

أشياء غير متواجد حاليا

افتراضي يا درويش ..*






"أنزِل ، هنا ، والآن ، عن كتِفَيكَ قبرَكَ
وأعطِ عُمركَ فُرصةً أخرى لترميم الحكاية
ليس كلُّ الحبِّ موتاً
ليست الأرضُ اغتراباً مزمناً ،
فلربما جاءت مناسبةٌ ، فتنسى
لسعةَ العسلِ القديم ، كأن تحبَّ
وأنت لا تدرى فتاةً لا تحبّكَ
أو تحبُّكَ ، دون أن تدرى لماذا
لا تحبُّك أو تحبُّك /
أو تُحسَّ وأنت مستندٌ على درَجٍ
بأنك كنتَ غيرك فى الثنائياتِ /
فاخرج من "أنا" ك إلى سواكَ
ومن رؤاكَ إلى خطاكَ
ومد جسركَ عالياً ،
فاللامكانُ هو المكيدة ،
والبعوضُ على السياجِ يحُكُّ ظهرَكَ ،
قد تُذكّرك البعوضةُ بالحياة !
فجرّب الآن الحياةَ لكى تدربكَ الحياةُ
على الحياةِ ،
وخفِّف الذكرى عن الأنثى
وأنزل
ها هنا
والآن *


 

التوقيع





لا أشعرُ بي !




أشياء غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:25 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.