لِسَان أهْل السَّمَاء عَرَبيّ!

[نوف سعود]

,
"عربيًا" أي أنزلناهُ بلسانِ العرب ؛ لأن كل نبي أنزل كتابه بلسان قومه ؛ قال سفيان الثوري وغيره.
وقال مقاتل : لأن لِسَان أهْل السَّمَاء عَرَبيّ .... التفسير

,
في كلِ يومٍ يحتفل أحباب اللغة العربيَّة بترنمهم بها في قلوبهم , فهي المطر الذي يسقيها ,
والنور التي يستضاء بها , والألحان التي تستقيم بها الحياة !

واليوم يحتفل العالم ونحتفل أجمع بلغتنا المجيدة لغة العرب لغة حبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام ,
الموافق 18 ديسمبر , وكانت المناسبة لهذا الإحتفال حيثُ ( تَقرر الاحتفال باللغة العربية في هذا
التاريخ لكونه اليوم الذي أصدرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 3190، والذي يقر
بموجبه إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة , بعد اقتراح قدمته
المملكة المغربية والمملكة العربية السعودية خلال انعقاد الدورة 190 للمجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو ) .

فاللغة العربية لغة رسمية منذُ أن نزل القرآن الكريم بها على نبينا الأمين , فحفظ لنا لغتنا العربيّة
بمنتهى الشمولية من نحو وبلاغة وصرف وكافة علومِها التي هي كالجسدِ الواحد , لها علاقات
ودلالات تربط بعضها ببعض .

فلا يعني تخصيص يومًا كهذا حصر وقصر ذكرها فيه فقط , بل على العكس هو يوم نحلق فيه بهجةً
وسرورًا لبروز وشموخ هذه اللغة الأصيلة المتمسكة بروعتها والبحر الذي حمل الدُرر في أحشائه!

ولا نزال نردد هذا الجمال لحافظ إبراهيم :
"أنا البحر في أحشائه الدر كامن
فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي"

نعلم جيدًا بأن كل علم له قلوب تهواه , وهذا الهوى ليس إلا غِراس من أحد الأطراف المقربة لهذا
الهاوي فالبتالي كان النجاح! إذن فلنكن أسباب ونقدم للمجتمع حب هذه اللغة من ذكرٍ لفضلها
ومكانة متعلمها , وتذكير بهذا العلم العظيم لغة القرآن المجيد .

سيمضي هذا اليوم! وتمر الساعات سريعة , وتغرب شمس 18 ديسمبر , لكن!
لن يتلاشى حبنا لهذه اللغة الفريدة وستبقى حيّة أبد الدَّهر معشوشبة في نفوسنا متأصلة
في عروقنا ساقية باقية لنفوسنا ننهل منها الدُّر والجوهر .