ها هو العـيد يعـود

[عبدالإله المالك]

وكأننا نستحضر المتنبي ومطلع قصيدته
عيد بأي حال عدت يا عيد

في أبيات الشاعر حسن، صور حركية مذهلة صادمة ولكنها ذات قيم ومثل عليا فالعيد أتى مواجهة لا غدرا
تبدأ الأبيات بالوجع المصاحب للعيد كيف لا والأرض كلها موجوعة وسكانها خلفاء الله عليها كلهم رهن البقاء في بيوتهم قسرا ولا يستطيعون دفع ذلك،
يحاول الشاعر أن يسلي العيد ويلاطفه وأن يلقي شعره في مسمعه لعله يرعوي ويفند مزاعم الخوف والقيود، لكن العيد لا يبالي، رغم محاولة الشاعر الحثيثة التصدي للموقف الحاضر حاملا على عاتقه هموم وأوجاع بني البشر والذي يحاول أن يمثلهم شعرا أمام مهابة العيد وقداسته، وقد استطاع جلبنا معه شهود عيان لموقف قل تكراره.
تتهادى أسطر القصيدة والدفق الشعري والخلجات والتنهدات المصاحبة لكل كلمة منظومة بعناية شديدة ورشاقة عجيبة، ويطول ويقصر سطر منسجما والحالة التكوينية الشعرية الحاصلة وليدة انفعالها.
يختم الشاعر قصيدته بنهاية غير سعيدة ليست كالأحلام الوردية في الأفلام العربية، بل حاكى الواقع المعاش ولم يحد عنه قيد أنملة
أطربتنا شعرا رائقا حد الثمالة يا حسن، رغم الوجع والألم، ويبقى العيد يقدم لنا كل عام بصيصا من الأمل وبعضا من الفرح.