حَقِيقةً لا تُهِمُني الأمْثِلة التي سِيقَت في المَوضُوع من نَاحِية صِحة الحِدوث من عَدمِه لسَبَب بَسِيط أن الهَدف مِن كِتَابة هَذا المَقال وهو الأهَم لدي: التحول الفكري يمينا أويسارا
التَحول الفِكري نَتِيجة للتَبَحُر الفِكري المُتشَعب وما يُقابِلَهُ في دَواخِلَنا من تَناقُضَات ومن نِقاط ضَعف أو أسْئلة تَجَاهلناهَا طَويلا إلى أن أتَى فِكر مُعين أقنعَنا بمبَادئِه والتي تناقضت مع بديهي كَان يَسْكُن في دَواخِلنا.
التَحَول الفِكري نَتيجَة شَكْ زَرعَتهُ فِكرَه مُعينة أو زَرَعه شَيطَان , لا يَهُم .
مَدى تَقبُلَنا لهَذه الفِكرة أو تَمريرُنا لَها على مَبادئنا ومُعتقَداتَنا الفِكرية بِتقبلِها أو رَفضِها قد يُصَاحبُه الكَثير من التَردُد والتَشتُت وربما الضَياع. هَذه مَرحَلة قد يَمُر بِها الجَميع والإخْتِيار بين اليَسَار أو اليَمين لا يَكُون بمَدى صَواب هَذا أو ذَاك ولكِن بمَدى إقْتِناعنا بصِحة هَذا أو ذاك مقارنة بأفكارِنا السَابقة له.
غَيرتُ بَعض قناعاتي .. مثلا :كُنتُ أؤمن بالاشْتراكِية كَحل للفَقر .. وانْتقَلت للرأسْمالية كَحل للفَقر أيضاً .. واكْتشَفت أخيراً أن كِلا النِظامَين الاقتِصَاديين حَلٌ ولكن للغَنيّ ليَزيد في غِناه ولَيس للفَقر دَخلٌ فيه .. لَيس بِسبَب النِظام ولَكن بِسَبب من يُنفِذ هَذا النِظام أو ذاك.
إذاً التَحول الفِكْري نَتيجَة بعد مُرورِنا على مَحك التَجرِبة وإلى إي الطَرفين نَحنُ نَنتَمي .. لنَبقى ونَستَمر في التَصفِيق لنِظَام مُعين أو نَتراجَع فنَسُب ذاكَ النِظَام في طَريق بَحثِنا عَن نِظَامٍ أو فِكرٍ أخر.
يُقال أنّ أقل المُتدَينينْ تبديلاً لدينهم هُم اليَهُود .. ومَع ذاك نَحنُ جَميعاً نُؤمن أنّ دِينُهم مُحرف ويَجب تركُه وعليه فان هُناك أمُور أكْثر من الاقتناع فقط للتَمسك أو تَرك دين أو فِكر أو مبدأ. وأيضاً ورغم كل السِباب التي يُوجِهُونها إلينَا نَحنُ المُسلمِين فنُعتَبر مِن أكْثر المُتديِنين تَمسُكا بِدينِها كَعَقيدة توحِيد ولَيس كَتطْبيق !!
ما أعْنيه ..
تَحولِي او تَحولُك او تَحولَهم لِفكِر مُعين لا يَعني الاقْتنَاع التَام بِه فَقط ووجُوب الاستِمرار به .. فالمَحَك هُو التَجربَة والمَواقِف وهُناك الكَثير مِن المُؤثرَات التي تَلعَب دورَها في اقْتنَاعِنا بفِكر مُعين دُون سِواه.
* قبل إتبَاعِه .. مَرِر المَبدأ أو الفِكِر على ثَلاثَة أسْئلة: ماهُو ؟ لمَاذا ؟ كَيف ؟
سعيد الدوسري
مَوضُوع مُهم .. إسْتفَتدتُ الكَثير مِن حِوارِكُم حَولَه
شكري وتقديري