اختفاء الساعة التاسعة - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
(( أبْــيَات لَيْسَ لَهَــا بَيــْت ...!! )) (الكاتـب : زايد الشليمي - مشاركات : 13 - )           »          فلسفة قلم .. بأقلامكم (الكاتـب : سيرين - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 3845 - )           »          غياب القناديل (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 3 - )           »          تخيل ( (الكاتـب : يوسف الذيابي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 428 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75147 - )           »          ورّاق الشعر [ تفعيلة ] (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 5 - )           »          بُعدٌ جديد ! (الكاتـب : زكيّة سلمان - مشاركات : 1 - )           »          عَـيني دَواةُ الحـرفِ (الكاتـب : حسن زكريا اليوسف - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 4 - )           »          " قلطة " : اقلطوا .. (الكاتـب : خالد صالح الحربي - مشاركات : 94 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 423 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي > أبعاد القصة والرواية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-07-2013, 11:01 AM   #1
تركي الرويثي
( قاص وكاتب )

الصورة الرمزية تركي الرويثي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 0

تركي الرويثي غير متواجد حاليا

افتراضي اختفاء الساعة التاسعة


حارتنا المتركزة وسط المدينة , جارة وادي بطحان , أقدم أحيائها و أكثرها ضوضاء . تعرف مدينة السراب مكانة حارة التاسعة حسب جدتها. الحارات الجديدة أو المطورة , التي كانت فيما مضى مزارع و أحراش ملحقة بالمدينة , ترعبها الحارة, مصدر القلاقل , فساد أهلها ورائحة المياه الآسنة و الطرق الملتوية , حتى صارت ملحة السمار. يرددها الكبار , يجيرونها لحساب صاحب النكتة الأعظم في حينا أبو فله .
- يحتاج الداخل حارتنا حبلا يربطه عند مدخلها ليخرج منها سالما لا في بطن الوادي.
أما الحارات القديمة , ملاصقة حارتنا , فما زال للمعانها الآفل بريق بأعينهم . منذ زمن قبل اختفاء الساعة التاسعة , كان لحارتنا صدر مجلس المدينة , يئمها الوالي و يسكنها التجار و الأعيان , تحيطها مزارع نخيل و زروع أخرى , يسقيها الوادي من قريب كأبن . شوارعها لم تكن كما هي الآن , فسيحة واسعه , يغطي بيوتها حجر و رواشن , مساحتها تعتمد على دخل الأسرة , بالمجمل كانت جيدة , بقي منها إلى الآن بيت سفران كدمعة نبكيها جميعا لزمن لملم أحلامنا ورحل.
لم يعد للساعة التاسعة في حارتنا وجود, كان هذا الحدث الأبرز لسنوات وما زال . قبل اختفاء الساعة التاسعة كانت الحارة تهوي وبعد الاختفاء وصلت لجة القرار . الآن لم يعد للتاسعة وجود في حارتنا دون غيرها , هذا ما حدث . تمشي عقارب الساعة بتؤدة إلى أن تشارف التاسعة , تتجاوزها وتكمل من العاشرة . المصيبة ليست هنا ولكن ما يحدث خلال التاسعة لا نذكره و لا نعلم عنه إلا ما نرى آثاره . حملت التاسعة أكثر مما تحتمل . كل الكوارث تحدث في التاسعة . سرقات قتل نهب اغتصاب خطف تدمير و اختلاط حديثي الولادة و أمور أخرى أشد . ولا أحد يتذكر . قبل التاسعة بدقيقة نكون بمكان ما ,تمر الدقيقة وتحل العاشرة ليجد كل أفراد حارتنا أنفسهم بمكان آخر لا يعرفون كيف جاءوا و لا من أين أتوا . ساعة كاملة في التيه , يبحر الجميع في اللاوعي . كثيرا ما تحدث بعد التاسعة مشاحنات تطلق اللعنات تعمل الأيادي و تفور الدماء , ولا أحد يتذكر . ربما كان أخطرها ما حدث لزوجة الشيخ عيد . بعد النكبة بأيام , وجدت فطيمة الساعة العاشرة غارقه بنِّزَّها, مباعدة بين فخذيها , ينَّزُّ دم بكارتها , وغير بعيد عنها سعدون الفتى العشريني متلبس عضوه المنتصب بمائهما , أطبق الحضور عليهما . استدعي الشيخ عيد , يمشي على مهل مرتديا ثوبا أبيضا ,حاسر الرأس عيناه تكاد تخرجان من محجرهما , رأى بعينه جرم زوجته , بهدوء غير متوقع سحب زوجته ورحل . صوت رجائها آخر ما وصل للجمع , كانت تقسم على أنها لا تذكر ما حدث ولا كيف حدث . في الغد عند التوقيت نفسه , وجدت فطيمه مبقورة بطنها عند فرجها , أَنَزَّت الأرض دم بكارتها الأحمر القاني سال بطول شارع الحارة الكبير , قيد رجل الشيخ عيد عند مدخل الحارة , لم يستطع الفكاك وبيده ساطور يمطر دما . فعل الجمع ما تعودوا عليه , تحلقوا حول الشيخ , حاول خمسة رجال استخلاصه ما استطاعوا , صراخ الشيخ و همهماته لا تتوقف ولا تبين . لا يذكر أحد من قال أسم سعدون , تحرك جمع بحثا , كانت جثته ملقاه بأرض بيتهم , مبقور البطن , مبتور عضوه , ما إن رأته أعينهم , حرر الدم قدم الشيخ ينوي صاحبته. سأل الشيخ عن ما حدث لسعدون , زاغت عيناه وهوى أرضا , حين أفاق تتذكر الحارة ما قال:
- أقسم بالله لم أفعل ولم أنوي على فعل شيء , ولو نويت لفعلته بالأمس , أقسم أني سرحت زوجتي وأوصلتها بيدي لبيت أهلها , فقد سامحتها لأنها صبرت علي , فأنا عنين , أقسم .
أغشي عليه ثانية , حين أفاق صار المجنون عيد . سامحوه مكتفين بالعقوبة الربانية ,هزت الكارثة الحارة , ما حدث لفطيمه وسعدون وأخيرا ما يرون من حال الشيخ عيد. فسرت كلمه الشيخ عيد الأخيرة فعلت فطيمة ,. تحملت فطيمة ما اكتشفته ليلة زواجها عشرين عاما . أخوتها بدورهم شهدوا للشيخ ارجاع أختهم . ولأحداث أخرى لا تقل غموضا فسرت الحارة ما حدث . في الساعة التاسعة تحرك النوى أهلها.
سببت آثار الاختفاء هلع في القلوب , كانوا يهربون من ذكر السبب , لربما لحقت ساعة أختها . ومع مرور الأيام تلبس السبب ثوب الأثر , لكنه لم يختفي بل توارى , إلى أن تناسل , وعاد مع جيل ولد بعد الكارثة يسأل عن السبب دون خوف من أثر عايشه واعتاد وجوده .
كنت وهتان نطارد السبب منذ الصغر كمثل البقيه , نسأل آبائنا فلا نجد أجابه شافية . والدي قال حين سألته قبل التاسعة بخمس دقائق .
- يا ولدي لا زلت في العاشرة سوف تعرف عندما تكبر .
بهذا المنوال تكون أجابه أهلنا , لا نعلم إن كانوا يعرفون ويخفون أم لا يعرفون ويخفون . مع كلا الوجهين لم نستسلم .
إلى أن جاء ذلك اليوم , رجل كهل شعره أبيض أكثر مما يتحمله زمن , مع تجاعيد وجهه لا يكاد فمه و عيناه تبينان, صوته كصرير باب قديم. عرفنا فيما بعد أنه شقيق فطيمة .هجر الحارة بعد الحادثة , ذاق طعم التاسعة هناك, عاش دقائقها, مذهلة ورائعة كما وصفها , لم يكن يهمنا طعم ونكهة التاسعة بقدر سبب اختفائها . حكى قصتين لاختفاء التاسعة .

في القديم , قبل الاختفاء , زار ضيف رجلا صالحا وأسمه صالح . جاء من مدينة بعيدة , يقال أنها تقع خلف بحر كبير , أراد صالح إكرام الضيف لكنه أبى و أصر ألا يذبح ويكتفي بالبروست . أكتفى المضيف بهز رأسه , أسرع لأكبر ابناءه عبدالله , سأله عن البروست إن كان يعرفه. خاف عبدالله وأقسم بالله ثلاثا أنه لم يره و لم يلمسه , ضنا منه بأن البروست أمر مخل بالآداب . طلب صالح أبن عمه يسأله عن سابق الذكر . أجاب علي.
- أذكر قبل خمسة أشهر أتى صديق لنا بالبروست من أطراف المدينة , لكن لا أعرف المكان بالتحديد.
أنطلق علي و عبدالله الساعة السادسة خلف البروست , وعند التاسعة دخلوا الحارة بالتزامن مع نواف, ومن يومها اختفت الساعة التاسعة .صحيح أن صالحا لم يستوعب كون البروست دجاج بطريقة أخرى , على العكس منه أهل بيته فقد كان يوما لا ينسى بحارتنا , أغلق ابناء صالح الباب على أنفسهم فرحين بما جلبه أخاهم , وعيون الحارة تتمنى رؤيه البروست ولو من بعيد , قبل أن يقسمهم خبر ثان .
و نواف هذا , أول طالب جامعي بحارتنا , في ذلك اليوم كان عائدا من مدينة الحمام , جالبا معه لأخوته هامبرجر . أمسك والده قطعه اللحم , وسأل مرارا عن الاسم , وفي كل مره يجيب نواف , لتسأل الأم
- أتأكلون البرقع؟
أسكتها أبو نواف و سأل بحزم .
- أهذا لحم خنزير يا نواف , جاوب ولا تخف؟
شرح نواف لأهله , طريقه تكوين الهامبرجر . لم يقتنع كثيرا أبو نواف بقول ولده . وارى الهامبرجر التراب . خشي أن يرميه فتأكله الكلاب ويتحمل وزرها.
- ومن بعدها يا أبنائي اختفت الساعة التاسعة .

 

التوقيع

الكتابة ليست عميلة بناء دائما
قد تكون أحيانا معول هدم..!

تركي الرويثي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-15-2013, 02:34 AM   #2
نادرة عبدالحي
مشرفة أبعاد النثر الأدبي

الصورة الرمزية نادرة عبدالحي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 72240

نادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعة


مـجـمـوع الأوسـمـة: 1

فعالية النثر الوسام الفضي



افتراضي


اقتباس:
اختفاء الساعة التاسعة
قصة أخذتني معها لزمن مضى كنا نفرح لإقتنائنا أحد الكتب أو الروايات
ولا نجعل الفجر ينبلج إلا وقد إلتهمنا جميع صفاحاتها حتى النهاية .
التأثيرات الدرامية مثل الحزن الخوف الفرح . الوصف للزمن وأحداثه
النهايات المفاجئة على حادثة غير مُتوقعة أو تُظهِر تتوقعا ما
وقد أستخدم الكاتب النهاية المفاجئة وبنفس الوقت متوقعة
ولم يتخلى عن مواقف بروح الفكاهة والمرح . وقضايا عدة طرحت
بنفس الوقت وبنفس المكان التي نبعت منه القضية الأساسية ....
تقديري وإحترامي الكاتب تركي الرويثي
لا تحرمنا من إبداعك

 

نادرة عبدالحي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أكلت الشعوب من تفاحة المعرفة فبدت لها سوءات الخنوع عبدالناصر الأسلمي أبعاد المقال 4 04-12-2011 08:44 PM


الساعة الآن 03:55 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.