بُرونْز - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
ارتداد (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 328 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : ماجد العيد - مشاركات : 75196 - )           »          ~ وش يقول الشاعر 🍺 (الكاتـب : رحيل - مشاركات : 240 - )           »          صباح الـ إيش !!!!! (الكاتـب : رشا عرابي - آخر مشاركة : رحيل - مشاركات : 1391 - )           »          ياروح الروح ^_^ (الكاتـب : رحيل - مشاركات : 265 - )           »          في المقهى .. ؟ (الكاتـب : سيرين - آخر مشاركة : رحيل - مشاركات : 4464 - )           »          ستقول لي: _ تعالي بما تبقى منك إليْ.. (الكاتـب : جنوبية - آخر مشاركة : رحيل - مشاركات : 11 - )           »          >الحــالــة الآن ! (الكاتـب : رحيل - مشاركات : 438 - )           »          جُمُوحُ العَاطِفة (الكاتـب : محمّد الوايلي - مشاركات : 1691 - )           »          مأوى الأحلام. (الكاتـب : آية الرفاعي - مشاركات : 106 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات العامة > أبعاد أبعَادية > أبعاد المكشف

أبعاد المكشف يَفْتَحُ نَافِذَةَ التّارِيْخِ عَلَى شَخْصِيّاتٍ كَانَتْ فَكَانَ التّارِيْخُ

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-16-2022, 07:59 PM   #1
عَلاَمَ
( هُدوء )

الصورة الرمزية عَلاَمَ

 






 

 مواضيع العضو
 
0 " تَلّ لَيْلَكيّ "
0 وَجْه ،
0 شي,
0 رِيْش.

معدل تقييم المستوى: 50977

عَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة







في 22 نيسان 1922م.
كتب فليكس فارس ..



أخي جبران

انتظرت ليصفو صوتي من غصّة الدُّموع، فما جفّت مناهلها، أردت أن أكتب إليك، مغرّداً، لا نائحاً، فرأيت القلم يَعصيني ، فأطعته.

كدت أسلم نفسي لمبضع الجرّاح لو لم أجد علاجاً أوقف به الآمي التي حملتها ستّين يوماً، فما أبقت لي غير عظام تسيُّرها الإرادة على الأرض، فتمشي.

جبران، إِنَّ رؤيتي إياك عليلاً، كانت أشدَّ عليّ من علَّتي، تعال لنذهب إلى وطن الجسد نحيْيه هناك. إِنَّ للجسم نَزَعات إلى ترابه كما أَنَّ للرُّوح نزعات إلى جوهرها عندما تثور عاصفة الآلام.

تعال، يا أخي، إنّ لنا كلينا في المصدر وفي المظهر جنحاً سليماً وجنحاً مكسوراً، فلنرم المكسورين ولنَطِر بالسّليمين إلى مستقرّ السُّكون..

إِنَّ في روحي إليك شوقاً يشبه الشّوق إلى المقرّ الذي تركت قلبي فيه، هنالك على مرفأ بيروت تتطلَّع عيناي إلى جِنان أرزي وجنَّات بلادي، وقُربَكِ، يا جبران، تتطلعُ روحي إلى أرزها الخالد كأَنّها على شاطئ الكون الحق...

تعالَ لنظفر بالوطنين ونداوي العِلَّتين، إِنَّ هذه المدنيّة التي نالت منك تبريحاً بعد سنين، قد نالت عليَّ بشهور، فتعال نستثمر آلامنا منها تحت ظلال الأرز والصّنوبر إذ نكون هنالك أقرب إلى الأرض وألصق بالسَّماء.

أتيت إخواني المهاجرين، شاعراً، فأراد بعض المتُسّيسين أن يمسخوني نفيعاً، وما كانت استفادتي في هذه الرّحلة غير غصّة في الروح وقَرْحَة في الحشاشة، ولكنَّني أتعزى بقطرات دموع أسالتها كلماتي على المنبر من جفون المهاجرين اخوتي. تلك القطرات هي كلّ غنيمتي : لقد أيقظت شوقاً كاد يموت في رقدته ونبّهت ألماً كاد في هَجْعته يجعل الداء مزمناً عُقاماً. وما من داء أقتل للأفراد والأمَّم من عِلّة لا تؤلم ضحيّتها..

كلّ ما أطلب من القوة المسيّرة العليا، هو أن تقدّر الوصول لي معك إلى بلادنا، فاستند إلى ذراعك وتستند إلى ذراعي، فنتمشّى على مهل بين أوديتها وجبالها، وعلى ضفاف أنهارها ، ونسمع زقزقة عصافيرها، فنفهم ما تٌسرّ الانهار، وما تقول الأطيار، وما تعلن الأنجاد والأغوار.

لقد اشتاقت عيناي إلى مرأى تراب الأرض وما فيه من تجليّات العالم الخفيّ، صدّق، يا جبران، أنَّني ما رأيت زهرة ناضرة، ولا نشقت عَرفاً ذكياً، ولا سمعت تغريد شحرور ولا مرّبي نسيم بَليِل منذ توارت آخر أشعّة رمقتها عيناي على آخر مشهد من أرض الشَّرق بلادك وبلادي.

دَعْ هذه البلاد العظيمة الغنية، وتعال معي إلى بلادنا الصّغيرة الفقيرة حيث لا تتكسّر الزنابق ولا تذبل الأزهار.

تعال، لقد عرف العالم الجديد فيك ما يُتاح للعالم القديم أن يخلق من قوّة في ضعفه، وقد حان الزَّمن الذي يجب فيه أن تعمل هنالك من إخوانك، قرب مقابر الأجداد على أحياء المبادئ السَّامية التي تمخّض الشّرق بها، قديماً، وهي تنتفض اليوم لتسود مدنيّة العالمين في آتي الزّمان.

تعال، لننبّه الآلام الساكنة تعال لتسمعَ سماؤك الصّافية كل ما في أناشيدك من الصّفاء، ولترسُم ريشتك عن الأصل ما ترسمه، الآن عن انطباعات الخيال في قلبك.




سلام إليك من أخيك :
فليكس فارس

 

عَلاَمَ غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:18 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.