فَلَا يَفْطِمُ الْجَلْبَ إلَّا الْغَيَابُ

[سِرْبَالُ الشّمْس]

.♦.♠.♦. أيا مَنْ ظَفِرْتَ بِشَمْسِ الثّيَابِ * وَزِدْتُ عَلِيْهِ بِظِلِّ الْغَمَام ِ إلِيْكَ أبُثّ حَدِيْث السَّحَابِ * تَحِيَّةُ وِجْدٍ كَمِسْكِ الْخِتَام ِ فَحَرْف الْحَنِيْنِ وَحِبْر الْعِتَابِ * يُبِيْدَان وقْتيْ بِفَوْضَى الظَّلَام ِ وَمَا زَالَ رِيْشيْ يَجُوْبَ الرِّحَابَ * فَكِيْفَ يُشَظّى سَرَاح الْحَمَام ِ ؟ وَمَا مِنْ غُرُوْبٍ يُحِيْل الْمَآبَ * يَطِيْرَ بِعُشّيْ لِأَرْضِ السّلَام ِ وَلَا مِنْ شُرُوْقٍ يُبِيْنَ السّرَابَ * يَفِيْء عَلِيّ بِبَدْرِ التَّمَام ِ فَلَا يَفْطِمُ الْجَلْبَ إلَّا الْغَيَابُ * وَغَلْقُ الصّحَائِف دَوْنَ كَلَام ٍ وكُلّ مُرِيْد لِسَيْلِ الْعَبَابِ * سَيَسْعَى بِكُلِّ رَجَاءِ الْمَرَام ِ فَفَارِقْ وَلَكِنْ بِدُوْنِ الْيَبَابِ * بِثَغْرٍ مُحِبٍّ لِطِيْفِ الْيَمَام ِ فَمِنْكَ اسْتَسغْتُ مَذَاق الشَّرَابِ * شَرَابُ النّوَى بَعْد عَام ٍ لِعَام ِ وَآخِرَ سَكْبٍ , إلِيْكَ الْجِرَاب * يَفِيْضَ عَلِيْكَ بِحُبِّ السّهَام ِ سَيَبْقَى فُؤادِيْ كَمِثْل الصِّحَاب * عَلَى رُغْمِ مَا حَاشَ فَوْق الرِّضَام ِ بِخَلْقٍ لِعُذْرٍ يُزِيْح الضَّبَابَ * وَذِكْرٍ جَمِيْلٍ لِصُبْحِ الْوِئَام ِ .♦.♠.♦.

نظْرَتْكُم مِنْ كَافَة النَوَاحِيْ

 

[عبدالإله المالك]

سريال الشمس


حييتِ أهلا ً وسهلا

أحب أن أشكرك على المشاركة وطرح ما جادت به قريحتك العذبة الشفيفة من أبيات مرهفة الشاعرية، وجميل تنسيقكِ للقصيدة وتشكيل أبياتها.

وحيث قد طلبتي وجهة النظر:
البحر المتقارب، وقد اجدتِ وابدعتِ في الكتابة عليه تماما وكمالا. الروي الألف والميم جميل جدا في عجز الأبيات..
بدءًا من المطلع القصيدة: الصورة الشعرية "شمس الثياب" صورة شعرية غريبة لم استسغها وبظني أنها ملء فراغ للقافية فعذراً على ذلك. يناقضها "حديث السحاب" صورة شعرية ابداعية.
حقيقة لا اعلم لماذا تمت المحاولة لتقفية صدر الأبيات بالروي الألف والباء ومرة مجرورة وتارة منصوبة، ونحن في حضرة الشعر الفصيح وليس الشعبي. وهذا قيد قد كبل تجنيح وتحليق الشاعرية.
هذه ما قد اخل بكل صراحة بروعة موسيقى بحر المتقارب

من أروع أبيات القصيدة شاعرية هذه:

إلِيْكَ أبُثّ حَدِيْث السَّحَابِ * تَحِيَّةُ وِجْدٍ كَمِسْكِ الْخِتَامِ

فَحَرْف الْحَنِيْنِ وَحِبْر الْعِتَابِ * يُبِيْدَان وقْتيْ بِفَوْضَى الظَّلَامِ

وَمَا زَالَ رِيْشيْ يَجُوْبَ الرِّحَابَ * فَكِيْفَ يُشَظّى سَرَاح الْحَمَامِ ؟

وَمَا مِنْ غُرُوْبٍ يُحِيْل الْمَآبَ * يَطِيْرَ بِعُشّيْ لِأَرْضِ السّلَامِ

وَلَا مِنْ شُرُوْقٍ يُبِيْنَ السّرَابَ * يَفِيْء عَلِيّ بِبَدْرِ التَّمَامِ

شكراً لكِ بحجم الابداع والحروف العربية

 

[سِرْبَالُ الشّمْس]

وحيّاكَ الرّحْمَن بالخَيْرات
وشُكْر وَعِرْفَان لِـ إلقاء نظْرَتِكَ التي بالتأكِيْد سَتُسْهم فِي التَنْويْرِي
ممتنة لِـ طِيب الكَلِمَات لأن الإنْسَان حتى يصبح لبيب في ما يتعلم عليه أن يركب البحر ويوجه الغرق دون استسْلم وحتى يكون سباح
لابد من عرضٍ لأصحاب الدراية ليتفاد السلبيات في المرات القادمة من نقد أستاذٍ مثلك

في البداية
لأني من مناصرين الرمْزية . ربما تأخذني أحيانا فأتخبْط وأتخبط
لكِن أنا ما كتبته من فراغ , لأني هكذا فكرت , من صفات الشمس الدفء
وأنا بدلا ما أكتب دفء الثياب , أخذت شيء يدل على معنى الدفء وهي الشمس فكتب ( شمْس الثَيَابِ ) أي رمزت بشمس لـ دفء الثياب
ومعروف أن الثياب تدفئ الجسد والنفس , مثلما القلم يدفئ المشاعر والروح
فالقلم والثياب كلاهما سيان , مشتركان في الدفء

أم عن تقفية صدر البيت , قد طاب لي أن أُقفه بالألف والباء
يعني كأن يكون شكل مرتب ومنظم لا أكثر مثل ما يفعل أهل النثر في نصهم بوضع السجع
فهل تختلف تقفية الصدر البيت في شعر الفصيح عن الشعبي ؟!
أم أنه لابد بما أني قفيت الصدر , يجب أن يكون على حركةٍ إعرابية واحِدة
مثلما نفعل في عجز البيت تفاديا للإقواء في القافية ؟

فعذرا على أسئلتي فهذا ثاني قصيدة أكتبها
بعد محاولتين كانت عبارة عن أربعة أبيات

وسأكون جدلت جدًا بجِوابٍ يبْصِرني يكسبني علما
وكل الاحْتِرام والتقديْر على كل شيء خُط هنا

 

[عبدالإله المالك]

يا سربال ُ

حياكِ الله مرة أخرى ..

وهذا البحر المتقارب كان من روّاده بكثرة شاعر العرب الكبير "ألمتنبي".

من يكتب على هذا البحر رغم قصر التجارب الشعرية فهو صاحب ملكة شعرية خلاقة.

أما عن القافية فقواعد الشعر الفصيح تتعارض مع الشعبي جملة وتفصيلاً .. صدر البيت في الفصيح لا يقبل أن يكون على قافية واحدة، خلافا للحال في الشعبي والذي -بحسب اعتقادي- قامت العرب بعد فقدان التشكيل في آواخر الكلمات (النحو والصرف) وضياع قواعد اللغة لديهم لتفشي العامية وكثرة دخول الأقوام الأخرى، باستخدام القافية في الصدر والعجز محاولة لضبط الأوزان وايقاع الأبيات وحفظ عدد حروفها وانعكاساً لحالتهم وحالهم بعد فقدان نفوذهم على من تعرب ودخل فيهم.

إنّ استخدام القافية في الصدر والعجز في كل أبيات القصيدة له هو أمر مرذول وغير مستخدم في الفصيح ولا ينبغي القيام به، لأن التحليق في فضاءات القصيدة والتجنيح في الأخيلة يتطلب عدم كبح جماحها والابتعاد عن القيود المتمثلة في تكرار القوافي في الصدر والعجز.

القافية هي من اقتفاء السامع لها وكذلك الشاعر يقتفي الكلمة والجرس الموسيقي الدَّال على ختام جمل ذات تناغم موسيقي موحد تنتهي في عجز البيت لا في صدره.
إن الشعر الفصيح يسمح بتماثل القافية وتكرارها في صدر وعجز البيت الأول فقط من القصيدة وتسمى هذه الحالة الشعرية بـ "التصريع" . ومثال ذلك البيت التالي:

[poem=font=",6,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=1 align=center use=ex num="0,black""]
لأهلي بعرعرَ مني سلام ُ=تعطر منهُ الشذى والخزامُ[/poem]

الروي هنا الألف والميم

وشكرا

 

[سِرْبَالُ الشّمْس]

أهلاً بعَوْدَة استَوْعبتُ حُرُوْفها وكسبتُ منها معرفة
وأنا فعلا كتبتها على بحر المتقارب من خلال اللحن في يومٍ وَاحِد تقريبا ويوم أخر لتنقيح والترتيب
وهي أول محاولة كتبتها عن طريق اللحن لا بما لدي من معرفة في علم العروض وتقطيعه كما قمت سابقا , فاكتشفتُ مدى سهولة وما أسرعها
شتان بين وبين حقا في الجهد واسهاب التعبير , بل باللحن وجدت أن المرء يستطيع معرفة قصيدة ما , على أي بحر فقط حين يلحنها بلحن أنشودة كانت على نفس البحر

مشكُوْرة على كل شيء وربما كان العنوان لم يحالفه الحظ في التسويق والتوفيق

كل الاحترام والتقدير أيها الأخ الكريم

::

 

[حنان العصيمي]

كَـ مُتذوِّقة أقول :
طاب حرفكِ يا جميلة

 

[سِرْبَالُ الشّمْس]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حنان العصيمي

كَـ مُتذوِّقة أقول :
طاب حرفكِ يا جميلة

وشاكرة أن نال استحسان ذوقك
هذا الأمر يزيدني رفعة يا حنانً .
^_^

 

[إيمان محمد ديب طهماز]

سربال :

كمحاولات أولى موهبة واضحة وجميلة

وان اتبعت نصح الفاضل عبد الإله المالك استاذنا الجميل

ثقي تماما سنقرأ لك المميز بعد مدة

تابعي يا سربال

أتمنى لك التوفيق