طقوس الموت

[محمود حبوش]

طقوس الموت

عادة، عند موت الإنسان، نقوم بعمل بعض الطقوس، كغسل الميت والجنازة والدفن والعزاء.
وللناس طقوس شتى في دفن موتاهم. يتفننون في ذلك.
حتى إن الميت ليبدوا أنه عريس سيزف، أو مولود قد ظهر إلى الحياة، لم ير شيئاً فيها، فيهيئون له السبل لدخولها. لدخولها نظيفاً طاهراً.

أهم شيء في هذه الطقوس هو أن نواري الجسد الميت تحت التراب. هكذا فعل ولد آدم عندما قتل أخاه، وهكذا علمه الغراب
—يجب أن يوارى الجسد تحت التراب، هذا هو الشيء الأهم.

لكنني اليوم أريد أن أصنع شيئاً جديداً، ربما لم يخطر ببال أحد. لا أريد أن أواري أجساد الموتى.
أريد أن اسحقها أولاً بطريقة ما، ثم بنفخة واحدة أذيبها في الهواء. ثم استنشق ذاك الإنسان الذي كان.

أفكر بأن أحرق نفسي عندما أموت وأصنع من رمادي الأسود، الشديد السواد، حبراً.
ثم أكتب بخط بسيط يفهمه الجميع، وبلغة سهلة: تباً.

الأحد 3/5/1998

 

[عروب باكير]

تعددت الأساليب والموت واحد
راق لي ماقرأت هنا
تحياتي

 

[علي آل علي]

هذه تعود لفهم حالة الموت حتى تؤدى تلك الطقوس والتي أشرت إليها
وعلى نمط ما ذكرت أظنها حالة يأس شديدة أدت إلى تمني تلاشي الجسد نهائيا
بقي أن تضع قطعة نقود على النعش أجرة لتلك الرياح والتي ستتكفل بأن تحمل بقايا الأشلاء
وقد يأتي ( شارون ) أو ( قارون ) ليتكفل بذلك وهذا معتقد الرومان فيما مضى من الزمان
ولو أسردنا عادات الشعوب في طقوس الموت لما اكتفينا بصفحات طويلة
وتبقى الشريعة الإسلامية هي السمحة في تكريم بني آدم
فالموت ليس إلا مرحلة انتقالية لحياة برزخية
ولا هروب البتة من ذلك حتى ولو أحرق الجسد بكامله
فبعد وفاة الإنسان يتفتت منه كل شيء ولا يبقى إلا عجب الذنب والذي منه يعاد ويبعث

تقديري لك أخي الفاضل
ودام لنا عطاءُك وقلمك وفكرك

 

[نادرة عبدالحي]

يا لهذا الموت كم هو كبير كم هو مسيطر على عقلية بني البشر
تتعدد طرقهُ وتتعدد طقوسهُ . ويلقى بألأجساد إما بالنار أو بالبحر
أو بالحفرةِ أو في أحشاء الطيور والمخلوقات الأخرى .
أما أن يعود الجسد بعد الموت ويكتب برماده هذا ما لم يستطع فكري الصغير إستيعابهُ
ممتنة لكَ الكاتب محمود حبوش لهذهِ النظريات التي لها علوم عدة منها النفسي والإجتماعي
والسياسي ......الخ

 

[محمود حبوش]

أشكركم على كلامكم الجميل. من الصعب أن يغادرنا الموت كفكرة، كواقع، كحتمية في كل لحظة من حياتنا.
مع تحياتي