وللكتابة أبعاد
بقلم : ليلى الشهراني ( الشيهااانه )
البداية كانت رسالة عتب وسؤال عن غياب الأخت العطر والتي كان ردها أنها منشغلة بتصميم مجلة لموقع أبعاد أدبية ولعلمي بأن العطر تعطي العمل حقه وأكثر عذرتها على الغياب وأخرست رسائلي عنها حتى لا تعكر صفو اندماجها في التصميم .
بعد الإنتهاء أرسلت لي العطر مجلتهم الإلكترونية في عددها الأول والتي توقعتها ستكون مطبوعة ورقية لن أقول تنافس المطبوعات الورقية لأن الساحة لا تبشر بمجال للتنافس وتقديم الأفضل بل ستكون من المطبوعات المتصدرة قائمة المكتبات لبعدها عن الإسفاف وتقديم مادة سهلة الهضم والفهم للقراء وامتاعهم بأدب جميل في زمن خلط بين أدب العقل وأدب الجسد فغلب جانب الجسد على كثير من موائد القراءة والإصدارات .
ما أعجبني في الموضوع أنها مجلة أبطالها من شباب وشابات بلادي انطلقوا بالفكر والأدب من حدود الضيق إلى دنيا النقاء وأشعلوا بأيديهم شموع المعرفة والأدبيات التي افتقدناها خصوصاً وأن بعض المنتديات تعتمد على المنقول أو اللامعقول من الخربشات الأدبية الغير جدية .
ولكن في أبعاد الوضع مختلف ليس فقط لأنه يحوي أسماء كبيرة ولامعه بل لأنه يعرف من أين تؤكل الكتف فلم يكتفي الموقع بكتابة الكتاب والشعراء وكتاب النثر والقصة والمقال بل وثقوها بمجلة تكون خير جليس لكل من يبحث عن التميز في مكان واحد .
ففي المجلة جمعوا من كل بستان زهرة ووضعوها في تصميم أنيق ليس مستغرب فمصممته العطر , ولن أمتدحها لأنها أخت وصديقه بل لأنها تتقن ما تقوم به لهدف وغاية نبيلة وهي الوصول بالمكان الذي تنتمي له للأعلى كما كانت وما زالت .
عندما تصفحت المجلة أدهشني بساطة مع تعقيد التصميم بساطته في ألوانه وتناسقها مع شعار وألوان الموقع وتعقيدها مع تلك الصفحات التي جعلت منها العطر واحة غناء تبهج العيون بمناظرها وتفتح العقول بمحتواها .
قرأت المحتوى فوجدته قليل مقارنة بغيره من المجلات الكثيرة ولكن قليله جميل وراقي ومترابط فمن يقرأ أول الصفحة التي تبدأ بأسرة التحرير والكتاب والتصميم لا يجد نفسه إلا وهو في آخر الصفحة متمنياً أن قطار الرحلة لم يقف وأن الصفحات في أزدياد .
لا أخفيكم أنني بين فترة وأخرى اقرأ في أبعاد ولكن لم تشدني كما شدتني في المجلة ربما لحصر الجمال في زوايا واشعال الضوء وفتح النوافذ لنرى مكمن الجمال أو أن للمجلة سحر خاص وهو الأنامل الماسية للعطر .
أتمنى للمجلة وللموقع وللقائمين عليها مزيداً من التقدم والرقي وأن يثروا المجلة بحوارات للنصوص الأدبية وبزوايا للقصة القصيرة وبكثير من النصوص الأدبية الراقية وإن وضعوا فيها صفحة للتصوير الفوتوغرافي والرسومات التي تكون من نتاج الأعضاء لأكملت حبات اللؤلؤ وأصبح عقدها من أجمل العقود التي تزين صدر الأدب .
شكراً للعطر لأنها زودتني برابط المجلة وشكراً لرقيها الذي يزداد كلما أخذ منه تشبه البحر في عطاءها والشمس في اشراقها والورده في عطرها ونقاءها , واغبط الأمكنه التي تزورينها فأنتي تضيفين لها وهي لا تزيدك شيئاً .
لأبعاد أدبية من جد وجد ومن سار على النهج الصحيح وصل , أردتم النهوض بالمواقع من حيز "جاملني واجاملك" و "المنقول" و "الفكاهة والإسفاف" فنهضتم وعكستم التيار وواصلتم التجديف رغم تلاطم الأمواج وهيجانها , فلا تتوقفوا ففي الأفق بارقة مستقبل مطمئن إن كان السير على نفس الخطى .
آخر المشاركات
05-31-2009, 02:07 AM
العرض الشجري