{ لازال ذلكَـ الكُرْسِي خاليًا} يا ــــ سلمّى - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
تجاربك . . . خبراتك . . . فائدتك (الكاتـب : نواف العطا - مشاركات : 1493 - )           »          شطحات وأمل (الكاتـب : نواف العطا - مشاركات : 3417 - )           »          كل يوم حكمة (الكاتـب : سلطانة الكلام - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 46 - )           »          روض الأبعاد ... (الكاتـب : ضوء خافت - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 75 - )           »          جُمُوحُ العَاطِفة (الكاتـب : محمّد الوايلي - مشاركات : 1686 - )           »          أحاسيس منثورة ,, (الكاتـب : نور - مشاركات : 1421 - )           »          مجنون قريتنا .. (الكاتـب : عبدالعزيز المخلّفي - مشاركات : 0 - )           »          اعلانـــات مبوبة ... ؟؟ (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 532 - )           »          تعجبني ! (الكاتـب : حمد الدوسري - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 3 - )           »          ....&& ندبات وجراح&&... (الكاتـب : زكريا عليو - مشاركات : 8 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-12-2008, 01:59 AM   #1
عاصفة الشمال
( مُهاجرة إلى زمن ٍ ما )

افتراضي { لازال ذلكَـ الكُرْسِي خاليًا} يا ــــ سلمّى





** يا إلهي أيضًا لم تحضر هذا اليوم ..!!!

حدثت به (سلمى ) نفسها و هي ترمُق زاوية الفصل بنظراتٍ فاحصة
و لم تُشاهد زميلتها ( سناء ) .. و مكانها لا زال خاليًا إلا من خربشاتها
و رسوماتها التي كانت تـُزخرف بها طاولتها بين الحصص ..

** مابِها ياترى ..مضت أيام و هي منقطعة عن المدرسة ...!!!

توجهت بالسؤال جهريًا إلى زميلاتٍ من حولها ...
أجابت إحداهنَّ بسخرية // و لِمَ السؤال عن هذه المعتوهة ياسلمى ..
تلك المنطوية على نفسها..
دعيها تنطوي بعيدًا عن مجموعتنا هي و نظراتها الممقوتة إلينا...

قاطعتها سلمى بصوتٍ عال / كُفّي عن هذا الكلام .. و اكتسح و جهها بالغضب
من هذا الرد العنيف و هي تتساءل ...
كأنَّ الهدوء أصبح عَـتْه ..!!!
و كأنَّ الصمت إضمار شر ..!!
و كأنَّ الانزواء بُغْض ...!!
و كأنَّ الطيبةَ لا معنى لها إلا الثرثرة و النفاق ... عجبًا!!!

عادت إلى مكانها و هي ترقُب كُرْسِي ( سناء ) عن بُعد ربما تحضر بعد الحصة الأولى ..
أو الثانية .. أو .. أو .. فهذا اليوم الدراسي الخامس لغيابها..

( سلمى ) كانت تنظر إلى زميلتها ( سناء ) أنها فتاة طيبة و هادئة حد الصمت
ربما انطوائيتها الحادة الّتي كوّنت سورًا بينها و بين بعض زميلاتها بالمدرسة
لم تجتازه إلا ( سلمى ) بِدماثة خُلِقها و حلاوة لسانِها ..

إذ كانت تحرص على مُبادلتها التحية و الاطمئنان عن أحوالها بين الحين
و الآخر و الحديث معها ...

و لأنهما في نهاية المرحلة الثانوية كانت تبوح( سناء ) لزميلتها القريبة منها بأحلامها
الممزوجة بالبساطة .. أحلامها البيضاء النقية .. أحلام طفلة ساطعةٌ كالشمس..

لذا كانت ( سناء) لا تبخل عليها بالابتسامة كلما التقت نظراتهما ببعض..
و إنّ كان يشوبها الحزن و الحيرة من أمرٍ ما لكن تقبلها الأخرى
بكل حُبٍ و ترحاب..

مضى وقت طويل و هي تفكر( أين أنتِ يا سناء ..!! )
و أخيرًا دار في خُلدِها أن تسأل عنها معلماتها
إلا أنّها تراجعت عندما لمحت تَجهّم إحداهنّ في وجهها ..

الساعات البطيئة و الحيرة و ثمة إحساسٌ بالخوف من مجهولٍ يُخالجها...

زحف وقت المدرسة كالسلحُفاة عن كاهل ( سلمى ) عندما دق الجرس
مُعلنًا انتهاء الدوام المدرسي..
و هاهي تخرج من المدرسة مُـلملمة باقي أفكارها العالقة بِصاحبة ذلك
الكُرْسِي القابع في زاوية الفصل...

بُخطىٍ ثقيلة دخلت حجرتها مُلقية بحاجياتها المدرسية على السرير ..
و الحيرة و القلق تُخيم على خاطرها المنكسر ..
لم ينفض عنها غيوم هذه الكآبة إلا طرقًا على باب الحجرة
ثم انفتح الباب ... ( أبي ..!!!)
بادرها على الفور ( ألا زلتِ قلقةٌ على زميلتكِِ سناء ؟؟
بأسى ( أجل يا أبي كلما طال غيابها كلما زاد خوفي عليها ..
أخبرني هل بلغكَ شيئًا عنها )..
( حسنًا يا ابنتي .. سأخبركِ بما علمته عنها و بالصدفة ..
لقد وجدت صباح هذا اليوم في المستشفى على مكتبي ملف طبي
بــ اسم ( سناء .......... ) ...
قاطعت والدها بلا روية / نعم .. نعم يا أبي إنّها هي هذا هو اسم والدها
.. لكن!!!!

ثم أردف قائلاً لها بحُزن / إذنّ هي ...للأسف أخبرني الطبيب أنها مُصابة
بالمرض الخبيث ..و مما زاد الأمر سوءًا أنّها في حالة متأخرة ...
حتى تمكن من جسدها فسافر بها والدها إلى ( الرياض)لعلَّ الله أن
يكتب لها الشفاء..

صرخت ( سلمى ) بِهلعٍ و كأنَّ صاعقةُ حلّت /
لا يا أبي مستحيل .. مستحيل ..هناك خطأً ما
أنّني أعرفها منذ وقت طويل لا تشكو من شيء ... و كيف ؟؟

ربتَ على كتفيها بحنانٍ قائلاً /
مهلاً يا عزيزتي إنّهُ قضاء الله و قدره .. فلا مفر منه .. دعواتكِ الصادقة لها ..

أنهمرت ( سلمى ) بالبُكاء ملقية برأسها على وسادتها غير مستوعبة للموقف ..
لتستعيد صورة ( سناء ) تلك الفتاة البريئة ذات الملامح الخجلى و الجسد النحيل ..
و بريق عينيها الخافت.. و قطرات حديثها المتلألأة بالطيبة .. كيف اجتاح براءتها هذا اللعين ..
بل كيف اقتطف تلك الزهرة الفوّاحة ...!!!

كيف و هي لم تلحظ عليها أي أعراض...!
سوى صمتها و لون الحزن الخفي الذي يكسو ملامحها ..
مر وقت طويل و ( سلمى ) شاردة بذاتها حيث تقطن أوجاع ( سناء ) و آلامِها..


و بعد يومين من هذه الصدمة توجهت إلى مدرستها على مضض
و كأنَّ جبال الدنيا بأكملِها جاثمةٍ على صدرها..

سرعان مادخلت الفصل وقعت عيناها على ذلك المقعد الخالي فاقتربت
منه أكثر قد كساه الغبار بعدما أعياه الانتظار .....
لا شعوريًا إذ بدمعةٍ تنساب من عينيها لتقع على الطاولة
و صادف أن ازاحت دمعتها هذه ذرات غُـبار تغطي اسمٍ منقوش
على سطح طاولة تلك الغائبة..ثُـمَّ بدهشة و صوت متحشرج

** يا إلهي إنّها حروف اسمي ( س ل م ى )نُقِشت بشكل زُخرفي جميل
(شهقة حُزن عميقة ) **ما أروعكِ يا ( سناء ).. سأذكركِ ياعزيزتي رُغمًا
عن تلك الهاوية..

تبًا .. تبًا مابال الطيبين لا يعمّرون طويلا ً..

تلفُظهم الحياة بلا هوادة ..!!!

أستغفر الله .. أستغفر الله




انتهت القصة ( و حتى اللحظة لايزال ذلك الكُرْسِي خاليًا )



ــــــــــــــــــ


{ ومضــةٌ من أجلِها..}

من حفروا بـِ القلب ذكرى جميلة ... رحلوا لم يُمهلهم الموت طويلاً
و من أدموا القلب لا زاال وجودهم يخنُـقنا .... هكذا هي عقارب الحياة
تسير عكس رغباتنا !!



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ






بقلم أختكم / العاصفة ..





 

التوقيع

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
أينَ أجــدُني !!!


التعديل الأخير تم بواسطة عاصفة الشمال ; 05-12-2008 الساعة 02:28 AM.

عاصفة الشمال غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:06 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.