ذات شجن

[العـنود ناصر بن حميد]

.
.

تدق أجراس الزمن

لتعلن موعد الرحيل

يمضي على عجل , يمسح براحة كفه

وجوه الصغار

ويعدهم بعودة قريبة

فقط

لا تنسوا الابتسام

.
.

وأنا هناك أراقب حقائبه المليئة بالأمنيات

وأعجب كيف يستطيع هذا المسافر الوحيد

حمل كل تلك الحقائب !!

.
.

في طريق ذهابه

توقف أمامي

تأملني بنظرة ثاقبه

أحسست أنه يريد أن يقول

الا تريدين أن تعرفي

ماذا حل بأمنياتك ؟

كانت مجرد لحظة لم تطول

ولكنها كانت كافيه جداً

لتعرية مايحتدم بداخلي من شعور

ربما صمته

كان كل مادار بيننا من حديث

.
.

مد يده

ودس بكفي منديل

أبيض , ناعم , حرير

أبتسم

وقال بصوت خافت

ستحتاجينه .. ياعنود

وذهـب

................................


التاسع والعشرين

يوم

ليس ككل الأيام

شمسه تشرق على ملامحي

لتصلبني

في ساحة الذكريات

هناك

أرى وجهـك

تعتلي جبينك تلك الندبة

التي لطالما قبلتها

وتسألت بكل شغب

من أحدثها بوجهك يا أبي ؟!

كنت

تضحك

وتنهرني

بكلمة " وبعدين "

وكنت أتمنى أن تأتي لحظة

مصارحتك لي بهذا السر الذي

دائماً ما كان يغريني لملامسة وجهك

وتحسس تلك الندبة

.
.

الأن

ندبتك يا حبيبي

أصبحت بقلبي

لا تطالها يـد

ولا تغفو على سؤال

من أحدث هذه الندبة بداخلي ؟!

.
.


تمر السنون

ولا يخبو هذا الفقد

كأنه يعاهدني على التجلي

في كل مناسبة سعيدة !!

.
.
.

أيها المغادر

أن مررت في طريقك

على مثوى أبي

أخبره أنني

هجرت كل الأماني

فلم تعد تزهر بغيابه الأيام

.
.
.

وشكراً لك كثيراً

فقد عرفت الآن مدى إحتياجي

لما أهديتني أياه