(( نِــسْكَافَيـــه ....))

[زايد الشليمي]

توقيع


؛

الليلة ..الأولى ..
:
متــوتّرٌ .. !
بدأتُ أرى وجــهي ..
في كفيّ ... وأحقنُ الرعبَ قي ثناياه

قليلاً .. من الهدوء لو سمحتم
أريــدُ .. أن أفهم
هل هي حقيقة .. أم ماذا؟!
أهدأ .. أهدأ ...
فقدّموا .. لي كوبا (من النسكافيه )
وقالــوا ..
هنــا النسكافيه يعتبر من المهدئات
عيني سقطت مني في كوب القهوة
بل كلّي ...
وبدأت .. أشرب.. نفسي
وجوه غير مألوفة ..
وجه في آخر المجلس ... يغني
(( ياللي نسيت المحبّة ربك أولابك..))
وفي الزاوية .. شخص .. يقلّبُ المصحف
ويقرأ آية ( قال ربِّ السجن أحب الي مما
يدعونني إليــه ..)
وآخـر .. يضحك بهــدوء ..
ومجموعة ... في حالة انسجام
يتابعون في التلفاز .. فلماً بدويا .. قديم جدا
وفوق رأسي .. مراهق
كأنه يعرفني ... قال :
كيف حالك يا استاذ...؟
هنــا ..!
سقــط رأسي بين قدمي
:

زايد

 

[زايد الشليمي]

؛

الليلة الثـانية
:
بدأ الظلام ينمو بأصابعي ..
وينتشر في جسدي ...
أرى .. ( خالد ...)
وأدعوه .. أن يغفر ذنب لم أرتكبه
إنها قوّة .. عظمى امتلكت الهواء
:
بدأتُ .. أمعن النظر ... في الوجيه
هنا
من تعرفه ... لاتريد أن تعرفه
ومن لاتعرفه .. تريد أن تعرفه
سألتُ :
كم الساعة الآن ؟
فضحكَ الجميع ... واعتبروا سؤآلي
سخيفاً..!
فسألتهم :
أين الشّمــس ...؟
قال : أحدهم وهو رجُلٌ وقور
إن الشمس تخاف أن تدخل .. هذا
المكان فتسجن ... ولكن
تأتي خلسة ... وقت الزوال في توقيت
القيــد ..
انتظرها .. في تلك البقعة
انتظر دورك
:
وقفتُ .. على صدري
ومشيتُ برئتيّ .... النفَس مكسور
ماهذا ....؟


:

زايد

 

[زايد الشليمي]

؛

:
اليــوم الثالث
؛
أريد أن أرى السماء حتى أدعوها
مع يقين بأنها صمّاء...
قلتُ لشخص استلطفته ...
أريد قلم وورقــة...
قال : عليك الانتظار غداً..حتى
تمتلك القلم والورقة
ماذا تريدُ أن تكتب ...؟
قلت : لا أعرف ... ولكن القلم الألم
الشافي ....
قال : انتظر سأعود إليك
جاءني بعدها .... بقلم مكسور وورقة
مع هذه الظروف نسميها ورقة
قال اكتب ...!
مسكتُ القلم ....
وبدأتُ أفكّر .... ماهو الشيء الذي يعنيني
الآن ... فكتبت :

الويل للي على نيّاته مصدق
ان الكرامة بهذي الارض محفوظة
:
بدون ماتفهم الموضوع ..وتدقق
روحٍ غدَت في بلاد الكفر محظوظة
:
نظر الي هذا الصديق الذي لا أعرف
اسمه .. وقال : أنت أليــم
انتبه لنفسك ...
:
قلتُ لهُ .. بسذاجة البدوي
( أنا أخربش...)
حتى يستطيع الوقت السير ..
قال :
اكتب ... ولكن ..
قلت ُ :
أريد نسكافيـه ...
قال : تريد أن تتعاطاه أو تشربه
قلت : لم أفهم
قال :
تتعاطاه .. أي ( تلهمه ) بدون ماء
أما تشربه ... فنضعه في الماء ونشربه
قلت : وأيهما ... له فاعلية أكبر
قال : تعاطاه
قلت : هاته .......
:





زايد

 

[زايد الشليمي]

؛

:
(( الليلة الرّابِــعة ...))
:
الى الآن ... لم أنَــمْ..
وأشعر بدوار القضبان ... وأسأل نفسي
متجهّماً ..
هلْ نـَــجن ... أبرياء مرضى ؟
الحكــاية .. أضحوكة بالدموع
ومن غبائنا ..وسذاجتنا
نعتقد أنه في الخارج الدنيا قائمة
من أجلنا .. ولانعلـم .. أننا أتْفه
من أن .. نشغل الرأي العام
:
بدأتُ أمشي بين الغرف ..
في مترين ...
أجرُّ أذيــال الدهشة
وأتكِئ ... على الأمل ... الهش
وأهُشُّ بعيني قدري ..
وأتذكّر أشياء لأصنعَ شماعةً
أعلّقُ الخُطا ...بالخطأ
ذهبتُ الى .. سيّد عالمنا .. وقلتُ
أريدُ .. الدواء ..
أريد ... أن أنــام
قال : كم سيجارة تدفع
ضحكتُ لدرجة ( التشجنّج ...)
وذهبتُ .. أغسلُ .. وجعي بالماء
فخرج .. خالد من ( الحنفية ...)
وهو يقول آخر ماقاله
( الله لايحرمني منك ....)
بل حرَمني ..
عقاب ساخط .. ومطب صناعي
غيّر .. موازين القوى
ونظام عبارة عن هيكل عظمي بدون
عمود فقري
:
شيء من النسكــافيه .. أبِلُّ بها
حلقي ...
( أبو بدر ... )



زايد

 

[زايد الشليمي]

؛

(( خَــبر حار ومؤلم...))
رجلٌ جميل ... اسمه اخو بنّا
يتكلّم عن (النوق ...)
كأنهُ يتكلم عن أهله
ويسألني :
وأقول له : ليس لي علاقة بالحيوانات
الا الكلب ... أرى أنه الحيوان الوحيد
الذي يستحق أن يعيش معك
كثيرا
أنا وهذا الرجل تحدثنا ... وكان رجل مرح طيب القلب بريء لم تدنسه أضواء المدينة
أحببته لأنّه .. أحبني
أحببتُ بساطته .. وغرامه الشديد بالنوق
لكن ..
للأسف
( أخو بنّا ....) مات
مات وهو بريء..




زايد