امير شعراء النبط في ( حيص بيص )

[عبدالناصر الأسلمي]

ابن لعبون يكسر في البحر اللعبوني
( الشاعر الذي اوقف الساحة على رجل لا يفرق بين كلمة (جعل) و كلمة ( حط)واخطاؤه لا يفعلها صغار الشعراء فضلا عن الافذاذ
يجمع المفرد ويفرد الجمع وعلى القاريء ان يشرب من البحر!!!
وصف فتاة رآها سريعا في الظلام ..كيف حصل هذا؟؟؟
ابن لعبون يناقض نفسه في قصيدة واحدة ؟؟
ويكرر كلمة واحدة بنفس المعنى والمبنى في اقل من خمسة ابيات؟؟
ليتخلص من الكسر... الشاعر العظيم ابن لعبون يكرر كلمتين في الشطر الواحد بنفس المعنى!!
ثقافة الشاعر الدينية لم تمكنه من التفريق بين المس والحسد والشيطان والانس.

،،،،،،،،،،،،،


يكتظ الشعر الشعبي بجمهرة من الشعراء الذين ذاع صيتهم ووقف لهم عدد كبير جدا من شعراء الساحة احتراما وتعظيما لما لهم من باع طويل في الساحة التجديد فيها والاضافة ، لكن اولئك المعظِّمون منهم من كانت وقفته عن علم والبعض كانت وقفته لمجاراة والتقليد غير المجدي ومن اولئك الشعراء الذين عظمتهم الساحة الشعبية وهو يستحق التبجيل والتعظيم الشاعر محمد بن لعبون ، لكن علينا ان نتمعن بإحدى قصائده التي قالها في باب الغزل حيث كانت له بعض الهنات البلاغية فيها وهو من الشعراء الافذاذ ولاجل ذلك لابد لنا ان لا نعظم الشعراء تعظيما مقدسا مهما كانت منزلتهم بل نقول للقصيدة الجميلة جميلة والتي لا ترقى للمستوى الجمالي لا نعطيها اكبر من حقها ومن هذا الباب سنتاول ابياتا لابن لعبون في قصيدة يقول فيها.

ليلة الاثنين في وقت العتيم
شفت ريم عارضني ياسلام

هنا يقرر ابن لعبون انه رأى مجموعة من النساء في نفس الوقت الذي يؤكد انها واحدة ( ريم ) وهنا يكمن الخل اذي يقلل من علو كعب القصيدة بلاغيا وقد يقول قائل لا بل هو يقصد انه عارضته في الطريق فتاة واحدة فقط فأقول له اين نضع وما معنى كلمة ( عارضنّي ) ، هذا من جانب ومن جانب آخر فإن الشاعر يقرر انه في اليل اعترضته الفتاة او سرب النساء فمن اين له تأكيده لصفات الجمال التي اغرق في وصفها في القصيدة والمعروف ان النساء في الماضي يمشين في وضح النهار وهن مجلببات بالسواد لا يرى منهن شيء بينما هو يؤكد انه رأى جمالها كما في قوله

ذا قمر خمسة عشر نوره مديم
او بروقٍ تشتعل وسط الظلام

بل انه راح الى ابعد من ذلك حيث اكد ان حتى الثنايا رآها وهي من صنع الكريم كما في بيت في القصيدة حيث يقول (والثنايا الغر صانعها الكريم) ، اضافة الى ان حتى هذا البيت لا بلاغة فيه لانه قال صانعها الكريم وهو خالقها ؟؟ وذلك بديهي فمن غيره سبحانه الخالق المقتدر ؟؟.

قلت له اهلا وسهلا يانديم
مرحبا والفين ياسيد العمام
وفي هذا البيت يفترض بشاعر بمنزلة وحسب ونسب ابن لعبون ان لا يجعل من فتاة سيدة له لمجرد انها جميلة فقط اذ ان هذا يعتبر من السقطات التي لا تغتفر .

قلت له يازين من اي الحريم
قالت مالك فيه يكفيك السلام
فضلا عن ان البيت هذا في شطره الثاني مكسور كسرا واضحا الا ان تأتي رواية تفند ان هذا من قول ابن لعبون او ان النقل الاملائي لم يكن دقيقا.

صابني بحالتي امرٍ عظيم
طحت انا مصيوب مابديت الكلام
في هذا البيت حدث ان وقع ابن عبون في خل الوزن حيث ان قراءة الشطر الاول من البيت توجب على القاريء ان يشدد ويضغط على اسنانه وهو ينطق ياء كلمة (صابني) ليسلم وزن البحر في الشطر وينجو من الكسر.

عارفه معلوم ماني بالغشيم
هو كما القنديل في ليل الظلام
هنا في هذا البيت يناقض ابن عبون نفسه في اقراره ونفيه ،، كيف ؟؟ انا اقول كم في احد الابيات السابقة يقر الشاعر انه يسأل الفتاة عن نفسها او من أي الحريم ( قت له يازين من أي الحريم ) ؟ مع ان يازين و أي الحريم لا تستقيم وهي من الاخطاء الشائعة التي يصف بها الشعراء الانثى بصفات الذكور ، نعود لما بدأناه حيث خالف الشاعر نفسه بأنه سأل عن الفتاة ومن أي الحريم هي ثم عاد ليقول ( عارفه معلوم ماني بالغشيم ) !! أي تجني على البلاغة هذا من شاعر اوقف الساحة على رجل ؟؟؟ اضافة الى ذلك فإن الشاعر وقع في خطا جم لا يقع فيه الشعراء الكبار وهو الايطاء وهو إعادة الكلمة المشتملة على حرف الروي بلفظها ومعناها من غير أن يفصل بين الكلمتين سبعة ابيات فأكثر كما فعل الشاعر في تكرار كلمة الظلام لفظا ومعنى في خمسة ابيات

،،،

جادلٍ حطت عظامي كالرميم
سنها حروة يجي عشرين عام
هما طامة جاء بها الشاعر ابن لعبون اكبر من الايطاء وهو تكرار كلمة بمعناها في شطر واحد وليس في بيت واحد حتى يسلم الوزن بإخلال المعنى كما في قوله ( حروة يجي ) وكلاهما تؤديان نفس المعنى فماذا قصد الشاعر من هذا التكرار المجحف ؟؟ اضافة الى ان الشطر الاول فيه ركاكة فيقول الشاعر (حطت عظامي كالرميم ) ويثصد جعلت والمعنى يجب ان تأتي فيه كلمة ( خلّت ) او ( سوّت ) بمعنى جعلت ويس حطت ؟؟.

،،،
عذتها بالله من عين الرجيم
من سفيهن مايثمن للكلام
في هذا البيت يعري الشاعر خلفيته الدينية حيث جعل الرجيم وهو الشيطان صاحب صفة المس له صفة الانسي صاحب صفة الاصابة بالعين بمعنى ان الناس هم من يصيبون بالعين وليس الشياطين الذين صفتهم مس الانس اي ان الشاعر اراد ان يعيذ المحبوبة من الحسد والعين التي هي من صفات الانس فقال من عين الرجيم الذي صفته المس وما ذلك الا لجبر القافية ولو على حساب الثقافة الدينية.

،،،،

هو حبيبي هو وليفي من قديم
جعل من عاداه في ظل وعدام
هنا يكرر الشاعر تناقضه في انه لا يعرف الفتاة ثم يعود ليؤكد معرفته بها كما سبق فضلا عن ان كلمة ظل لم استطع معرفة مقصد الشاعر منها وهل هي خطأ املائي وان المقصود الضلال فقال ظل ويقصد ضل وحتى لو كان كذلك فمن من العرب قديما وحديثا قال ضل وهو يقصد بها الضلال ام كان يقصد ظل بذات الاحرف فما معناها ؟؟؟

 

[أحمد الهايس]

قرأت هذه القراءة في احدى المجلات قبل فترة يا عبد الناصر
كان عنوانه على ما اذكر ابن لعبون يكسر البحر اللعبوني ....
فكرت في نقلها هنا كثيرا ً
لكني فقدت تلك المجلة / كل الشكر يا عبد الناصر :

 

[عبدالناصر الأسلمي]

نعم واهلا بك اخي احمد
انا كنت نشرتها في مجلة قطوف قبل شهرين تقريبا
وها انا اليوم اعيد نشرها هنا لتعم الفائدة من جديد
واشكر لك اهتمامك اخي العزيز
تحياتي اليك والف شكر

 

[عبدالناصر الأسلمي]

لا ينكر احد ان للشعر العربي
بـ شقيه الفصحى والشعبي اعلام وقامات كبيرة
ومن اولئك الاعلام والقامات الكبيرة الشاعر محمد بن لعبون
لكن قانون التميز يفرض علينا التدقيق في علاقة التميز بالقصيدة.
والقصائد المميزة نقول عنها مميزة والتي لا تتميز لا تعطيها اكثر من حقها

 

[سعيد الموسى]

ومع أني أمقت قوانين الشعر المهترئة إضافة ً بـ أني لاأعترف بها عدا الأصل المشتق من اللغة الأم [ الفصحى ]
إلا أنني مؤتمن على ردّي هذا ... عليه أقول :
أمّا مايتعلق بالكسر فلو أسلمنا أن الشاعر / محمّد بن لعبون [ رحمه الله ] كان يكسر فلاأعتقد أن باقي نصوصه ستسلم من الكسور نظراً لأنه كسراً على غير عِلم وبجهل ِ تام !
فلو أسلمنا أيضاً بذلك لما قيل عنه شاعر ولماوصل شعره إلى جميع أرجاء الجزيرة العربيّة حتى أصبح علماً في الشعر لايختلف عليه عاقلين .
لذلك أرجّح أن يكون ذلك خطأ في التواتر نفسه لاعلاقة للشاعر به لامن قريب ولامن بعيد , فقد قرأت قصائد كثيرة مكتظة بالكسور وسبب ذلك جهل الناقل لا الشاعر ذاته .
.
.
[ ومضه ]
أما بالنسبة لقرأتك : فهي بعيدة كل البعد عن الإنصاف وفيها إجحافٌ يُرى بالعقل المجرّد ولايحتاج لتفكير إذ أنك لم تعطي الشاعر حقه المستحق ولم يسلم من إبرازك لبعض السلبيات التي لاوجود لها ..
كنت أتمنى من قلبك أن تعطيه حقه كما يجب بلا زيادة أو نقصان بمعنى أن تبرز لنا الإيجابيات كما هي إيجابيات والسلبيات كما هي سلبيات !
بيد أنك ذهبت لأبعد من ذلك لتسلط الضوء على الجزء الفارغ من الإناء مع إضافة فراغات أخرى لاوجود لها حتّى وهذا أسوء النقد !
.
.
أعترف لك لايعجبني شعر محمد بن لعبون ولن يعجبني ولكني لو كنت مؤتمناً وأثير علّي ذلك : لقلت قدّم الكثير للشعر النبطي إن لم يكن لي فلغيري وهذا يستحق مني ومن غيري
أن نقول : رحمه الله .. عاش علماً ومات علماً , صدقني أنا أمقت الشعر التقليدي أمقته تماماً ولكني لاألغيه من الوجود لأني لو فعلت ذلك لألغيت تاريخ ثقافة سابقة ...
في عهدهم لم يكن هناك جامعات ولا مدارس حتى نعتب عليهم , ويتم إستبدال ذلك بالكتاتيب أو الحفظة أو الشيوخ وهم من يعلمون الناس آن ذاك حفظ القرآن والسنة النبويّة وحروف الهجاء
بعيداً عن التعمق في البلاغة التامة والنحو والصرف ولو أُثري ذلك فهو قليل لايكاد يذكر إلا من بعض المتعلمين الذين تلقوا تعليمهم في قرى الشام وحضروا لإفادة بعض المتمدنين ... أو القليل جداً من القرى
لاأقول الصحراء وأهل البادية .
إذاً لاعتب عليه ولا على شعراء جيله وكل العتب على أبناء هذا الجيل ....
.
.
أعتذر منك وأشكرك أيضاً

 

[عبدالناصر الأسلمي]

الزميل سعيد الموسى شكرا لحضورك