( الليــــلة الألف بعد الذاكـــــرة )... - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
آهات متمردة (الكاتـب : أحمد آل زاهر - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 12 - )           »          مُتنفس .. شِعري ! (الكاتـب : سعيد الموسى - آخر مشاركة : صالح العرجان - مشاركات : 782 - )           »          تبـــاريــح : (الكاتـب : عبدالعزيز التويجري - مشاركات : 41 - )           »          العيد والغياب!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 3 - )           »          جواب (الكاتـب : إبراهيم بن نزّال - مشاركات : 1 - )           »          [الحُسنُ أضحكها والشوقُ أبكاني] (الكاتـب : محمد بن منصور - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 3 - )           »          Bonsoir (الكاتـب : مي التازي - مشاركات : 47 - )           »          [ سُلافة ] في لزوم ما لا يلزم .. (الكاتـب : خالد صالح الحربي - آخر مشاركة : خالد الداودي - مشاركات : 50 - )           »          بدر المطر (الكاتـب : وليد بن مانع - آخر مشاركة : خالد الداودي - مشاركات : 3 - )           »          لاَ مِسَاس ... ! (الكاتـب : جليله ماجد - مشاركات : 508 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد الهدوء

أبعاد الهدوء اجْعَلْ مِنَ الْهُدُوْءِ إبْدَاعَاً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-27-2009, 03:23 AM   #1
نهله محمد
( كاتبة )

افتراضي ( الليــــلة الألف بعد الذاكـــــرة )...


لم أتردد كثيراً في فتح هذا المتصفح , لأن أبي سيكون حاضراً فيه , نضالاً , عظمة , تضحية , إيثار , إنقلابه على الحياة ,
تعادي للظلم , أمانة في زمنٍ قلت فيه حيلة الذمة , ورأفة , وجسارة حتى في استقبال النزعة الأخيرة .....
بين الموت الأول والموت الأخير , تكرر الموت بألف صورة وأخرى , حتى كنتُ أراهن على انتصاره ميتاً في وسط دهشة الجميع....وربما دهشة القدر نفسه أيضاً...
حقيقةً, لا أعرف إن كنتُ قادرةً على سرده هنا كما يليق به كعظمةٍ استثنائية !لا أشك في ذاكرتي التي ستزودني بما أحتاج قدرما أشك في أصابعي خيفة أن تيبس رهبةً أمام غلطةِ حرفٍ قد تضعه في عين أحدهم في غير موضعه المفترض ...
لطالما شعرتُ بي أتلاشى أمام كل ما هو أكبر من قامتي , أنا التي أشبهه حد التطابق باختلاف الجنس و طول القامات, الأقدر في عينيه على كل شيء يفعله تباعاً لتطابقنا الغريب , أظن بأنني سأحاول قدرما أستطع , فقد نضجت حزناً ...
والفقد فتح في وجهي نافذة , لا تستر رائحة قدرٍ يطبخ ألماً مذاك ...





لأن أبي أكثر من يستحق
( اعتمد الموضوع الجديد )..

 

التوقيع




لم يكتب فيّ أحدٌ قصيدة واحدة ..
ولا ربع كلمة !
كنت دوماً خلف كواليسهم أرقبهم يُقرون
بأن الضوء يتسرب من يدي ..
بأن واحة اعتدل حالها عندما كتبت عنها ..
بأن سنجاباً تأقلم مع صحراء عندما غازلته بأُقصودة ..
بأن المسارح غطاها الغناء ونفضت الغبار بالستائر ثم غسلتها بحبري ..
بأن الجحيم سيصبح بارداً أكثر كلما راسلته .. لديهم أمل أن ينطفئ ..

نهله محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-12-2009, 07:34 AM   #2
نهله محمد
( كاتبة )

افتراضي


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة






إهــــــــــــــــــــــــداء...



إلي الرجل الذي مازال حزنه يأخذ بالثّأر من الحياة في صدري...
إلي دموعة السرّية التي بللت مقاعد الذّاكرة , كلما عدتُ أبحث لي عن كرسيّ شاغر
وجدته مكتفياً بوهنه ..
إلي رغباته التي صلبها الظلام على مرأى من الضوء ...
إلي الضوء الذي بات مقبرةً جماعية للفراشات...
إلي كل الفراشات التي فقدت بين متراسٍ وآخر جناحاً وبقي لها جناحٌ ينتحب ..
إلى أبي من قبل ومن بعد ..
إليه وحده أكتب أكثر مما أكتب لأيّ حيٍّ آخر ...



( الليلة الألف بعد الذّاكرة )

 

التوقيع




لم يكتب فيّ أحدٌ قصيدة واحدة ..
ولا ربع كلمة !
كنت دوماً خلف كواليسهم أرقبهم يُقرون
بأن الضوء يتسرب من يدي ..
بأن واحة اعتدل حالها عندما كتبت عنها ..
بأن سنجاباً تأقلم مع صحراء عندما غازلته بأُقصودة ..
بأن المسارح غطاها الغناء ونفضت الغبار بالستائر ثم غسلتها بحبري ..
بأن الجحيم سيصبح بارداً أكثر كلما راسلته .. لديهم أمل أن ينطفئ ..

نهله محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-12-2009, 07:54 AM   #3
نهله محمد
( كاتبة )

افتراضي (1)


" بعيداً جداً عن طموح السنابل "







عندما اخترع الظلم لنفسه اتجاهاً مرعباً - لا يمتُ للبوصلة بصلة , يسننه , يحدّه ؛ ليصيب به من عجز عن ملء صدره بقطعةٍ من الفولاذ , من لا يملك عضلةً قويةً لنفضِ الصمت عن لسانه ورفعه عالياً بكلمة حق - كان الله قد سبق الظلم بعدله , وأودع سرّه المكنون في أرواحٍ بعلوّ القامة بين آخر سماء وآخر أرض , لا تهزها القشعريرة التي تقلِب حالَ هزيلي العزم قبالة تقطيبة حاجبيه , تلك الأرواح السامقة , تتسع هالاتها , يتضخم مجالها , تتكور شيئاً فشيئاً تحت المدى مباشرةً؛ لتحتوي أخرى صغيرة كما تفعل بطن أم تلف جنينها بلطف الله معبرةً عن الاحتواء كأتم ما يكون..
تلك الأرواح ترشح رحمةً , كأن يداً خفيةً دوزنت بها ما يكفي للتوحد بالحنوّ , حتى يكاد الواحد منا ليصدق القائل بأن أرواح البشر كافةً خرجت من جلباب أثيريتها , وأنهم حتماً عائدون لها , وهم أعرف بأنهم عادوا أو لم يعودوا , لن ينقصوا منها مثقال ذرةٍ من رحمةٍ ولا أقل ..!
المتأمل في الأفق مثلما أفعل الآن , يمكنه الانتباه لرهافةِ سحابة , كيف تشق صدرها لتكف عن الأرض أذى الشمس , يمكنه أن يراها وقد انتفشت لتستحيل مظلةً قطنيةً تزرع الظل بحذاء الظلال المتقادمة بعبث الشمس , يمكنها أن تهمس في آذان الشجر :
أيّتها الواقفة زمناً تحت طيش الشمس,اقتطعي ما يكفكِ من ظلالي لإغاظة قرص الجحيم...
اقتطعي ما يكفكِ من برَْدِي , وهبيه حلةً جديدةً للحشائش , فتجديد الظلال أمرٌ لابد منه لمواصلة العزم في مواسم الحرائق ...
تلك السحابة , أعادتني للأسمرِ الذي التف الزمن حول عنقه مُذ كان ابن عشرة أحزانٍ ويتم , حين لم تثنه عجرفة الريح عن فتح كفيه , ليرسل معها عطاءه طلعاً يلقح كل ذي حاجةٍ لموسم فرحٍ يعيد ترتيب ابتسامات المواسم , ماراً بسهول إخوته , شاقاً بساتين أخواته , حتى أمه التي فتح وعيه على الدنيا وهو لا يعرف عنها سوى مخيلة , واسم تحاول تراكمات التقويم طمسه , وصورة استهلكتها أشواقُهُ كلما كشفت له الحياة ورقة جديدة كانت تخبئها تحت فخذيها في لعبةٍ قذرة...

أذكر أني كثيراً ما رأيت جدتي تُبعث من شفتيه كخيطٍ رفيع , يتطاير , يتبعثر ؛ لتتشكل أمام شعوري كلمات محشوة بالحسرة أكثر مما تحشوها نجدته : ( آه يا أمي يا شايلة همي ) ..
لم يحدث أن سمعت أحداً قط يجيد نفث الموت بعبارة , وينقلني للحياة بالصمت , ليتركني عالقة في نفسي , ممدة لعبث سؤال يمد الحيرة مشرطاً حاداً لصميمي ويمزقني : ( بماذا تراه يشعر الآن ؟ ) , وهو اليتيم الذي احدودب صبره هماً ولم يعثر على راوٍ غير جدي يسكت فقده لأمه ببضع حكاياتٍ مجدوعةٍ , مافتئ أن نسيها ونسيه على سرير زوجةٍ أخرى , كما نسي حبه الأول في حضن مقبرةٍ دون أن يتم رضاه عنه بدعوةٍ وحيدةٍ , تشق قبره , وتتساقط ثلجاً في مرقده..
لا يمكنني غسل نظراته من أحداقي , فالشعور المرتد بداخلي كلما رآني أمرّغ دلالي في جنة أمي , يتسلل إلى رأسي , يُسرج التذكر على صورةٍ للخريف يأخذ قياس أحداقه , ينتعل فقده ورقة ضالة , ويرقص بها فوق حزنه , فترتعش أهدابه لمرورِ دمعةٍ خائرة الكبرياء , تلتحف بتجعيدةٍ قريبة المتناول .تلك التجاعيد كم حمّلتني وزرَ وجودها , وأنا أرى عمره ينغرس في شبابي أكثر , كأني ما خرجتُ من صلبه إلا لأشرب منه باقي القدح , وهو في تمام رضاه بالعطش...

أصعب تعامل مع الأفلام التي خبأها النسيان في جعبته حتى اهترأت, إدارة القرص الجانبي " ببنسةِ " شعرٍ صغيرة جداً , وإرجاع الشريط لمكانه المفترض , كي يتسنى لنا لمّ شتات ذاكرته الممزقة , وإعادة هندمته للمشاهدة من إهمال معامل التعب والوقت أحياناً ...
واستجلاب الذاكرة ليلةً ليلة , لاستحضار القطع الأعظم من الماضي برأس قلم بعد خثرةٍ من الجرح , أشبه ما يكون بذلك , بل وأعقد بكثير من استعادةِ الرماد من فوهةِ مدخنة سلّمت نفسها لطقسِ يومٍ غاضبٍ..
غير أنها-أحياناً- تتجنب حاضري , وتتواطأ مع شوقي متخطيةً مُستجداتي بخطوةِ نسيان كبيرة , لاغيةً الكثير مما لا يعني مُفكرتي , حيث لا بقاء لمواعيد مهمة وأخرى محتملة الاهتمام , ولا وجوه ضيّعت أسماءها , ولا أسماء بُترت من أصحابها ؛ ذلك كي تخفض جناحاً لمطلع طفولتي , لنهاراتٍ استلقيت في ظهيرتها على أملي بحِمْلِ أقداري, وأبي بجانبي, يوازي براءتي بوعي , يلوح برجليه مثلي , وأنا بزهوّ الصغار أتصنّع تجاهلاً يستفزه , فيستعير من عينيّ لوناً خشبياً فاقعاً , يقاسمني بصخبهِ استدراج البياض وإخراجهِ من وبالِ الصمت ، وبابتسامةٍ يكشفها المكر ورعشةِ حاجبين خاطفةً لانشغالي المُفتعل , يحرّضني على نزاله بلونٍ وورقة ,و يغريني بانتصارٍ له حجم أصابعي الصغيرة , هو الذي طالما آمن بأن كل إصبع منها عصارٌ جديدٌ في عالم الألوان , كما آمن بأن المجال بين عصارٍ وآخر لوحةً أشفُّ من أن تلتقطها بداهة فنان عادي...

ذاتها الذاكرة التي خفضت لنهاراتي " جناح الذّل من الرحمة " , لم تبخل بجناحها الآخر لليالٍ توسدتُ فيها ساعده , واختبأت خلف أضلعه لائذةً بحنانه من خيالاتٍ تتراءى لي في الثياب المعاقبة بالمشاجب , فيما أحاول تجاوز رعبي بالبقاء دونما حراك ؛ خشية أن يطردني الله من حديقته الكبيرة كما أفهمتني معلمة الدين ,والتي نبهتني مقابل ذلك بوعيدٍ صبّته في رهبتي وهي تقول بصوتٍ حاد وعينين جاحظتين وحركة تقلب بها كفيها :
( لو ضايقتي ماما وإلا بابا , بيشويك الله شوي ) ,
ما جعلني أمدد طاقات سهري , حتى لا يأخذني النوم بحيلةِ الوسن , فيطفئ الله جمار غضبة على طول ظهرٍ أدرته له , محتملةً شغب الشعر الناشز عن صدره وإثارته لنوباتِ العطس , مختزلةً تأثيرها المتتالي في اهتزازاتِ جسدٍ خاطفة, ودمعةٍ صغيرة تنسكب من ركن عيني الخارجي على تعبه مباشرةً دون أن تحرك فيه مقدار رفة عين ...
ولأن الله عرف مسبقاً مقدار الذّعر الذي يعتري بذرةً سقطت من غصنها الأصل , وفّر لي جنةً تناسب بنوّتي في زاوية حنان قصيّة بين ساعد أبي وترقوته , حيث ضاق بكموني المكان , وفاض أمانه ليجعل من كل ميتٍ حيّاً , فاهتزت أحلامي , وربت تطلعاتي لدمى "الباربي " كرويشةٍ صغيرة توالى عليها الاخضرار , حتى رآني فجأة أستلُّ من حماستي قلمَ رصاصٍ أقتلُ به صمت مكتبه لأول مرة , كاتبةً عليه اسمي معانقاً اسمه , قريباً منه للحد الذي يربك قارئاً مبتدئاً بكونه علم واحد,
( نورهأحمد ) هكذا متمرداً على الطقوس الحبرية , خارجاً عن عرف الورق , وتقاليد الكتابة ....
سماد تلك الجنة , لم يكن عادياً بقدر ما كان عطاءً معجوناً بأبوّة كفتني كمتسلقةٍ يانعة ,لأتمدد براحةٍ تامة على قامة الزمن , ألاحقُ الشمس حيناً , وحيناً أتنفس برئةِ غيمة لا ينازعني فيها طموح السنابل , كيف لا..؟!
وأبي يمد يديه , مفرغاً السماء مما يملؤها كما يفرغ الأطفال بالوناتهم , لكي يتأكد بأن الأفق كله قد أصبح محميّةً لسعادتي , فيما يعرف في قرارة تضحيته بأنه عقد جذوري بشرايينه وأحكم الصمت , ليذبل يذبل , بينما أكبر أكبر بأحلامي , بآمالي , ببرّي قبل عصياني...




يُتبع
.
.
.



,

 

التوقيع




لم يكتب فيّ أحدٌ قصيدة واحدة ..
ولا ربع كلمة !
كنت دوماً خلف كواليسهم أرقبهم يُقرون
بأن الضوء يتسرب من يدي ..
بأن واحة اعتدل حالها عندما كتبت عنها ..
بأن سنجاباً تأقلم مع صحراء عندما غازلته بأُقصودة ..
بأن المسارح غطاها الغناء ونفضت الغبار بالستائر ثم غسلتها بحبري ..
بأن الجحيم سيصبح بارداً أكثر كلما راسلته .. لديهم أمل أن ينطفئ ..

نهله محمد غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:00 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.