اقتليني

[جهاد غريب]

اقتليني

(1)
اعتبريني أوراقاً
كان من الممكنِ أن تبقى بيضاءَ،
لولا القدر الذي أنبتكِ في طريقي،
وجرى مجرى الصفاء في وريدي.
ربما مصادفةً،
هبط الخريف على سُحب السماء،
وربما شعور كان يعتريني.
ثمر زرعكِ نضج فيه العناء
أتى ليشقيني.
هو الآن لي الغذاء..
في كبدي يحرقني ويكويني.
لا أظنه! هواكِ
قادر على سدِ رمقِ البقاءِ..
في قلبي يؤلمني،
وبسهامِ اللوعةِ يرميني.
هو حبكِ الذي كان يرتشفني
فيبلسمني ويشفيني.
:
(2)
قلبي يحدثني ويعذبني،
ماذا بعدما قرَّرتي عن قلبكِ تبعديني؟!
تأتي الإجابة توقظني، والمرّ تسقيني.
الآن عنكِ انزعيني ومزقيني.
مزقي الأوراقَ ومعها الأيام التي
كانت بهواكِ ترويني،
ولا تبقِ شيئاً في ذاكرة الزمنِ
وذاكرتكِ التي لا تحتويني،
وامسحي كل النجوم التي
كانت مضيئةً ذات اختصارٍ في عمركِ،
ومن وهج حروفي، كلماتي، وملامحي
اسكبيني وامسحيني،
وفي حنايا قلبكِ أبداً لا تبقيني.
:
(3)
لحظة أرجوكِ،
فرصة واحدة بها فقط!،
سأضع فوق حروفي كل النقط!،
وسأرسم الكثير الكثير
من علاماتِ الاستفهامِ التي
كانت بكِ ترميني.
هي لا تقبل غير الخلودِ
فوق سُحبِ الأوهامِ،
وعن ملاذي،
عن صدركِ
كانت تشرِّدني، لا ولا تدفيني.
منها سأرتشفُ الواقعَ الذي
كتبني هو ولم تكتبيني.
ربما كنتِ سطوراً مستوية
على وجارِ الهوى،
فيها الكلمات تشويني،
وتحرقُ قبل الجسدِ أوردتي،
ونبضات قلبي وحنيني.
:
(4)
أي حبيبتي،
في فضاءِ الغموضِ،
سأبدأُ في رصدِ كوكبٍ
يستطيعُ استقبالَ حيرتي
قبل وزني الذي
ذاب فيكِ عشقاً يغلغلني،
ودموعي التي
كانت بكِ تعطرني،
ثم على النارِ تغليني.
إذ بعدما تعاهدنا على الصمودِ!،
إلى صدركِ ضممتني ثم تركتني.
هناك أنا والكوكب
حيث "اللاوجود" في دائرتكِ،
و"اللاحدود" في صمتي،
وصبري عليكِ وحنيني.
محال الهوى إليكِ يعيدني،
وطعم الفراغ في قلبي،
وعقلي الذي
كان إليكِ من الجوى يهذي.
نعم هناك
لا محطات انتقال أخرى تؤرقني،
لا ولا ترحال إليكِ يشقيني.
سألملم انكسارات حبي لكِ..
في كأسي الذي
كان مملوء بوجدان نقية ترويني،
كنت اختزلهُ لكِ وحدكِ..
فلا تلوميني.
:
(5)
أشعر وكأنني
من البحور التي
بأسرارها تحتفظ في صناديق
بالهواء يملأها وبالطنينِ،
ومن غابرِ الزمنِ
ظننت أنها بكِ ستحميني.
هي الآن مختبئة هناك بذكاء،
لا يصلها الصيادون،
لا ولا أنتِ إليَّ تصليني.
فقط عابرون،
وبحركةِ الأقدامِ يعبثون،
وللخطوات دهساً يكررون..
وطئي
من حينٍ إلى حينِ!
سأسندُ على جدارِ الساعةِ
وسادتي،
وسأحدثُ رصيف أيامي الذي
بكِ أبداً لن يجمعني.
هو من الذكرى فقط
يسقيني.
ولوحدتي سيبقى الوفيُّ يعزيني،
وإليكِ لن يستطع يغريني.
هو الذي كان
يسمعُ كل مساءٍ
أنيني فيبكيني،
ويشهدُ دموعاً حرى
سقطت حائرة من عيني،
وعلى خدي تكويني.
كبيرة كانت هي
كاتساعِ المُقلِ،
مزقت كل تكويني.
وخلَّدت إطاراً على جفني
بلونِ الحدادِ أسود
يواسيني،
ولوعةٌ كانت بكِ ترميني.
يا نقاء قلب
زارهُ النبضُ عندما
عرفتكِ.
الآن بجفائكِ تعذبيني،
فلم تتركي غيرَ الجرحِ
هو عهدي بكِ والآه
أنىّ ابتعدتِ تأتيني.
:
(6)
هناك..
تحت بخار يتسرب
من فضاءِ رأسي المُتعب،
شموع بلا شموخ
تذوب وجداً إليكِ وتتعذَّب،
لن تجف جداولها في الوسادةِ،
فرائحتها باقية
كقطوف عنب دانية
تؤجج الحزن الذي
تركتِه في أحشائي جنين
يئن بانتظارِ
لحظةِ قدومٍ إلى الدنيا،
والمصيرُ المرُّ
من حبي لكِ.. أبداً،
أمام نفسي لن يُعرِّيني.
:
(7)
يا خسارة،
كيف الوفاء في الدنيا انتحر؟!،
وترك لي من بقاياه رماداً
بلا يقينٍ يبعثرني،
حتى على جمرِ البعدِ
يقلِّبني ويشويني.
آه لقد مات الجنين
وبقي الحزن والألم
مع الأنينِ،
في داخلي يلازمني،
غير الأسى ليس يعطيني.
سيغادر اليوم مع جسدي
إلى قبرٍ اختاره لي قلبكِ
بعنايةٍ يأويني،
كما اختار نهاية
لعلاقة بيننا
لم تستقر بعد.
كنت أحمل بين طياتها قدري،
وأحلم بالرضا والهناء والسعد.
حبيبتي، شفقة بي
لا أرجوكِ أن تحبيني،
فقط! في ميدان قلبكِ اقتليني،
لا تصلبيني،
لا ولا تدفنيني.
فقط!
اقتليني،
اقتليني،
اقتليني.
:
جهاد غريب

 

[سيرين]

ثمة نبض هنا
محفوفة بالمطر رغم الشجن أتت بصدقها ترفل نورا
دمت غدقا مبدعنا جهاد غريب
مودتي والياسمين

،،

 

[عبدالإله المالك]

تصعد بنا إلى الكواكب كوكبا كوكبا فنتحد مع الضياء لتنشئ الأرض
حييت يا جهاد

 

[جهاد غريب]

شكراً لمن عبر من هنا
:
فعلاً سبعة أجزاء (كل جزء يحمل فكرة ومشاعر مختلفة)
الجزء الأول
يتحدث عن الشاعر وحبيبته،
وكيف أثرت فيه وغيرت حياته،
وكيف أنبتت فيه الحب والصفاء.
الجزء الثاني
يتحدث عن الفراق والخيبة،
وكيف تركته حبيبته وحيداً ومكسوراً،
وكيف تساءل عن سبب تغييرها وجفائها.
الجزء الثالث
يتحدث عن الاستسلام والاستفهام،
وكيف طلب من حبيبته فرصة أخيرة ليفهم ما حدث،
وكيف وجد نفسه سطوراً مستوية على وجار الهوى.
الجزء الرابع
يتحدث عن البحث عن مخرج وملاذ،
وكيف حاول الشاعر أن يجد كوكباً يستقبل حيرته ووزنه،
وكيف شعر بالظلم والخيانة من حبيبته التي تركته بعدما تعاهدا على الصمود.
الجزء الخامس
يتحدث عن الانعزال والوحدة،
وكيف أصبح الشاعر كالبحور التي تحتفظ بأسرارها في صناديق،
وكيف أنه لا يصله أحد سوى عابرون يعبثون بأحلامه وذكرياته.
الجزء السادس
يتحدث عن الانهيار والموت،
وكيف ذاب الشاعر في حب حبيبته،
وكيف مات الجنين الذي كان يحمله في أحشائه،
وكيف بقي الحزن والألم والأنين.
الجزء السابع والأخير
يتحدث عن النهاية والطلب الأخير،
وكيف طلب الشاعر من حبيبته أن تقتله بدلاً من تعذيبه،
وكيف أنه لا يرجو منها أن تحبه،
فقط أن ترحمه.

 

[إبراهيم الجمعان]

*



هي سبعُ ورقات سقطت من تلك الشجرة
وأبعدتها الرياح ، فلا هي عادت ولا تركت أثر

 

[جهاد غريب]

بل تركت أثراً يا صديقي لأن النص يصف الفقدان والانفصال
ويحمل روحاً مليئة بالأسى والتساؤلات حول الحب والفقدان،
ويحمل شغفًا وألمًا عميقًا، ويصف العلاقة المعقدة بين الحب والفقدان،
ويعبّر عن مشاعر الحب والفقدان بلغة شاعرية مليئة بالأحاسيس،
مما يعزز التأثير العاطفي للنص الذي يحمل مشاهد طبيعية لتجسيد المشاعر والتوترات الداخلية،
ويعبّر النص عن الفقدان والألم بشكل عاطفي،
لأن اللغة الشاعرية هنا تحمل صورًا قوية ومشاعر مكبوتة، والتي تجسيد المشاعر العميقة.
أضف إلى أن القارئ من خلال الكلمات..
سيشعر بالألم والحنين، والكلمات أيضاً تعكس جمال الأدب وقوة العاطفة،
باختصار: النص - بإنصاف - يستحق التأمل والتفكير لاحتوائه كلمات عميقة ومؤثرة،
ومشاركتي معكم هذا النص يحذوه أمل أن يلامس قلوبكم ويدعوكم للتأمل.

دعونا نستمر في استكشاف الأبعاد الفنية والعاطفية لهذا النص:
1. الفقدان والانفصال:
o الشاعر يصف بشكل مؤلم الفقدان والانفصال من خلال صور قوية مثل “الأوراق” و"الأيام" و"النجوم".
o الصور الطبيعية تعزز الشعور بالفقدان والتشتت.
2. اللغة الشاعرية:
o اللغة الشاعرية تحمل مشاعر مكبوتة وتعكس الألم والحنين.
o الشاعر يستخدم الصور البصرية والمجازية لنقل المشاعر بشكل قوي.
3. التوترات الداخلية:
o القصيدة تستكشف التوترات الداخلية للشاعر بين الحب والفقدان، وبين الأمل واليأس.
o الصور الشاعرية تجسد هذه التوترات بشكل ملموس.
4. الألم والحنين:
o الشاعر يصف الألم والحنين بشكل عميق ومؤثر.
o الصور الشاعرية تعكس الألم الذي يعيشه الشاعر بشكل ملموس.
5. التأمل والتفكير:
o القصيدة تدعو القارئ للتأمل والتفكير في معانيها والتعبيرات الشاعرية.
o إنها تلامس القلب وتدعو للتأمل في العلاقات والمشاعر الإنسانية.

 

[جهاد غريب]

من جهة أخرى:
1. الحبيبة كمصدر للألم والتوتر:
يصف الكاتب حبيبته بالنص بأنها كانت تحمل الأمان والحماية في الماضي، ولكنها الآن مختبئة ومبعدة عنه،
وهذا الانفصال جعله يشعر بالاضطراب والحيرة، حيث يتساءل عن سبب ابتعادها وعن مكانها الحالي.
2. التناقض بين الأمل واليأس:
الكاتب يشعر بالأمل والحب العميق لحبيبته بالنص، لكنه يواجه اليأس والفقدان،
وهذا التناقض يخلق توتراً داخلياً، حيث يحاول الكاتب التواصل مع حبيبته ولكنه يجد نفسه محاصراً بالذكريات والألم.
3. الحنين والذكرى:
الكاتب يشعر بالحنين للأيام السابقة وللحبيبة بالنص التي كانت ترويه بالحب والأمان، والذكرى تبقى معه،
وهو يحاول البحث عن معنى لهذا الانفصال والغياب.
4. التأمل والتفكير:
الكاتب يستخدم القصيدة للتأمل في العلاقة المعقدة بين الحب والفقدان،
ويبحث عن معنى لهذا الألم والتشتت، ويحاول التواصل مع حبيبته بالنص عبر الكلمات.
:
في النهاية:
يظهر الكاتب في حالة من الاضطراب والتوتر بين الحب والفقدان، والحبيبة تلعب دوراً مؤثراً في هذه المشاعر المتضاربة.
والقصيدة تعكس العمق والجمال في التعبير عن المشاعر الإنسانية.

 

[جهاد غريب]

أما عن تحليل الجزء الذي يثير الجدل في النص، حيث يدعو الكاتب حبيبته بأن تقتله:
يمكننا القول:
1. التعبير اللفظي والتأويل:
يستخدم الكاتب كلمة "اقتليني" بشكل مجازي وليس حرفياً، وهذا التعبير يعبر عن شدة الألم والتوتر الذي يعيشه الكاتب بسبب الفقدان والانفصال،
ويمكن تفسيره أيضاً على أنه يرغب في نهاية المشاعر والأحاسيس التي يشعر بها نحو حبيبته بالنص.
2. التناقض العاطفي:
يعبر الكاتب عن تناقض داخلي بين الحب والفقدان، ويرغب في البقاء مع حبيبته بالنص، لكنه يعلم أنها لا تستحق ذلك.
3. التأمل والتفكير:
يدعو الكاتب القارئ للتأمل في معنى هذه الكلمة والتفكير في العلاقة المعقدة بين الحب والفقدان، حيث يعكس الجدل الداخلي الذي يعيشه بشكل مؤثر.
:
في النهاية:
يظهر الكاتب في حالة من الاضطراب والتوتر بين الحب والفقدان، وكلمة "اقتليني" تعكس هذه المشاعر المتضاربة.
النص يعبر عن العمق والتعقيد في التعبير عن المشاعر الإنسانية، والكاتب يستخدم اللغة الشاعرية لنقل هذه الجدلية بشكل مؤثر.