ثقب ذاكرة ينزف حلما ..!! - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
أُغنيات على ضفاف الليل (الكاتـب : علي الامين - مشاركات : 1209 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75155 - )           »          ستقول لي: _ تعالي بما تبقى منك إليْ.. (الكاتـب : جنوبية - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 10 - )           »          مُتنفس .. شِعري ! (الكاتـب : سعيد الموسى - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 785 - )           »          نفثات مقدسة من أنحاء اخرى .. (الكاتـب : محمد الجهني - مشاركات : 0 - )           »          فَــوَاق ! (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 14 - )           »          وصب ! (الكاتـب : تركي المعيني - مشاركات : 155 - )           »          هــايــكــو (الكاتـب : حسن زكريا اليوسف - آخر مشاركة : تركي المعيني - مشاركات : 299 - )           »          لاَ مِسَاس ... ! (الكاتـب : جليله ماجد - مشاركات : 509 - )           »          ارتداد (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 325 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-23-2006, 04:26 AM   #1
مالك أحمد العنزي
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية مالك أحمد العنزي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 0

مالك أحمد العنزي غير متواجد حاليا

افتراضي ثقب ذاكرة ينزف حلما ..!!


!!

!!

في البدء أرجو المعذرة لسوء التنسيق وعدم اكتمال النص فهو وليد لحظته ومُرْتَجَل كيبورده !!

سأعود له لاحقا ويكفيني أن يلامس أذواقكم الرفيعة !!
،

كل شئ قد يكون من المحتمل وروده في ذاكرة غريب لم يقطع كل تلك الآلاف من الأميال إلا هجرة

من ذلك الماضي الذي كأن الله كتبه عليه ليشقى به أبد حياته ويجعله رهن أدنى مثير لينكأ جرح

ذاكرته التي يعللها بالصبر عقدا من الزمن ويمني نفسه بالنسيان و كفالة الوقت بذلك كان أكبر أمله !

هكذا كان ظنه وكان مخطئا أشد الخطأ عاش مع جرحه ذلك عشر سنوات يسقيه دمه ويتخذ له

من الصمت لغة يداريها بكبرياء رجل يظهر به جلدا تفضحه عيناه عند من يحسن قراءة رجع الطرف

وناظر العين ليدرك قارؤها أن هذا الجلد المصطنع لم يكن إلا ستارا لطفل داخل قلب كانت كل

أمنياته أن يجد أما يبكي على صدرها يتم آماله وأمال يتمه ساعة لم يُأْوِهِ إلا قلب يراهن عليه على

طاولة الزمن مراهنة مقامر يطمح في تعويض الخسارة وفي كل خسارة تخون فيها عيناه قلبه

يشقيها بالصمت سهرا يسقيه من نائل طرفها ما يثمل ليل صبره حتى تتنازع كأس قلبه نصال

جرح أنفذها قدرٌ كتب عليه وهو في بطن أمه التي لم يرها ، كان سبب موتها وكانت سبب يتمه ،

فاعتاد اليتم باكرا يتم الصاحب والمشفق والمعين ويتم الفرحة ويتم الحبيب ولم تحسن

حظوته بدلال إلا الغربة ولم تستقبله بصدر إلا المنافي حين ضنت عليه الدنيا بصدر ينثر عليه

دمعه ، ويتلو على طهره آيات شقائه ..

ولكنها لقنته من دروسها عبرا يكتبها على ناصية الثكل عنوان بطولة لا تجد في السماء مصعدا ولا

في الأرض مقعدا وإنما تناط بجباه المحرومين أمثاله تجربة حياة وأنشودة سفر قاصد .

وطن ذاكرة وذاكرة وطن اختزلتها الأيام برأس صعلوك يجوب مقاهي فرجينيا ليلا يبحث عن مؤنس

على شاكلته ممن لفظتهم الحياة واستدبرهم الزمن !

ولئن كان كل ما سبق غثاء سنين جرى به من ماء الذكرى ذَنوب ألم ، فلتبؤ بجنايته من كانت

سببا في إثارة نقع ما درس من أحلام أوسدها الثرى ، ونصب على رمسها نصب الردى مكبرا

عليها أربعا !

كل شئ مما دار معقول إن جاب خاطره وهو قيد عزلة غرفته ونافذة نأيه ، أما أن يحدث في عيد

ميلاد فلن يجد له من العقلاء مصدقا .

سامحك الله رولين ! لم ألححتِ عليه بالحضور ؟!! وهل فيه مدعاة لفرح كهذا وأنت من تعلمين أنه لا

يصلح إلا للبكاء على حلم شاخ في مهده وشابت ناصيته وليدا ولو علمتِ من الغيب شيئا ما

دعوتِه وتلك الفاتنة التي كانت عن يسارك تحادثك بلهجة رقيقة عذبة تغار منها قطرات الندى !

وإليك من خبره ما يقدمه لك ولميلادك الثامن والعشرين عذرا إذ لم تغلب ابتساماتُ المجاملة سهما

رِيْشَ من عينيها فاستقر في سويداء قلبه فأغرى ذاكرته بالنزيف و هي لم تزل تسارقه النظر !!

ارتاع لنظرتها بادئ رؤيته لها واستعاذ ربه وسط أصوات الموسيقى وسبحه من خالق خلق من

شبه أربعين كانت هي !! وكاد يقسم على ذلك !! بل هي بكل صفاتها ! قسماتها !ملامح وجهها !

طولها ! ابتسامتها ! ولون بشرتها ! وعينيها ! .. هل تكون قد أتت للدراسة وتعرفتك في الجامعة وحضرت

عيد ميلادك وفاء لزمالة دراسة أو صداقة أو أي شئ من هذا ؟! لا فهذا بعيد .. إذاً لمَ تسارقني النظر

إن كنت أراها وتراني لأول مرة ؟!

أيصل الشبه إلى هذا الحد ؟! وهل تشبه فتياتُ أمريكا بنات العرب ؟! ، إن صح أن الدم العربي هو

أزكى دم على المعمورة ! وتكسوه ملاحة لا توجد في ( الخواجات) باهتي اللون وفاهيي الدم !

غرق في لجة تساؤلاته وأسلمه موجُها ذاكرةً سحيقة في واد ماضيه ومدارج طفولته ..

ذكر كلام أهلها وأهله أنه لها وهي له ، هنا كانا يعبثان بشجر الرمان ويتراميان بطلعه وهناك كانا

يتراشقان بالماء وفي زاوية ( الحجرة) كان يشرح لها درس العلوم ! وفي (حوش) البيت كانت تضع

يديها خلف رأسه وتغمض عينيه ولم تزل هديتها التي أهدته إياها بعدما آبت من سفر لأخوالها في

الخبر قابعة في صندوق أوجاعه يتعاهدها عن البِلى ، ويجدد بها نكء جرحه كلما آنس منه برءا !

وإن كان ينسى من وجع تلك الذكريات شيئا فلا ينسى يوم أن جاءته غضبى تستشيط عندما لعب

مع بنت جيرانهم بغيرة طفولية يدفعها حب بريء !

ولم ينس ذلك اليوم الذي رأى فيه عينيها مغرورقتين بالدمع تسائله عن سر الحرف الذي لم يكن

حرفها على أحد دفاتره !

وكم كانت ذاكرته كريمة معه إذ لم تزل تقض مضجع ما أوثر لسالفها فرش النسيان ، ذكر تلك الليلة

التي جاءته فيها تخبره أن أهلها ألزموها بأن تتغطى عنه وإن كانا بنظره طفلين لهما قلب عصفور

يحلق بهما صدر السماء لتعيش روحهما عيش الملائك ذكر تأخره عن مدرسته كي يوصلها باب

مدرستها ! حتى يرى شبحها يختفي بين أسراب الطالبات !

أواه لو أغنت الذكرى محزونا لأغنته عن الحزن ذكرى كان يراها في يوم من الأيام منتهى أحلامه .

آمال طوال وأحلام عراض تسعها أرض خيال طفل ، وتضيق بها سماء مذاهب البشر ودَخَل نفوسهم

وكأنهم لا يحسبون الحياة إلا مالاً يستعبدهم به ربُّه ، وإن كان لا يفقه من الحياة شيئا غير إضاعة

مال والده !

وإن كان للعقل طاقة يتعداها لآمن بها غداة يوم تحدث بخطبتها كلُّ متحدث وكان يظن أن لأذنيه عن

كل واشية وقر ! ولم يكن أدنى الشك منه بدانٍ فكيف التصديق بخبر كهذا ، أغضت له الجبال

وأشاحت عنه بوجهها سحب السماء !! والمذهول من هول الصدمة يتعلق بأكفال الظن وعجز الكذب

، حتى يبدي الصدق رأسه ويكذب أكذب الحديث .

أتفضله عليه أن كان ذا فضل مال ؟! وهو لا يملك من مال سوى قلب حمله على كف الصدق قربانا

لحب سقى بذرته بوابل شوق بريء وحب عذري حتى نما وأزهر ولما أثمر قطفت دنا جنيه يدا غيره !

أي حب هذا ؟!

لئن كانت تسمي ذلك في عرف قلبها حبا فرحمة الله وبركاته على قبر قيس بني عامر !

دليلَ وفاء رجل ونكثِ أنثى موثقَ شئ تدعوه العرب مجازا بــ حب !!

وأي وفاء سيتبوأ من قلبها منزلا إذ زادت على ضغث قبولها غيرَه إبّالة دعوتها له حضور زفافها وهو

يقاتل أشواقه بصبر تجلده وشَجِي بريقه وهي توغر طعنات خنجرها في قلب كان لها عرشا يخالها

ملكة له بدعوة يقفو إثرها تابع دعوة ، وكأن لا مطمع لها إلا أن ترى رفات حلمه يتوارى في عينيه

بين مباركي فرحها من سوء ما بشر به ! وليس لها من بعد حضوره من هم إلا أن تريه حلم صباه

يحتضر على ألسنة المباركين ، وتقطع وتينه من غدرها بسيف من إلحاح ! وتقضي على ما تبقى

من رمقه بدعوى مشاركتها فرحتها وفاء حب سابق بينهما ! وهي تزف لغيره ..!!

أستحلفكم الله أيحق لأنثى أن تتحدث بعد هذا عن حب ؟!

أستحلفكم الله أيحق لأنثى أن تتحدث بعد هذا عن وفاء ؟!

أستحلفكم الله أيحق لأنثى أن تتحدث بعد هذا مشاعر ؟!

لا حاجة له بجواب ! فهو يرى أنها طمعت في غير مطمع ، وإن كان يحتفظ لها إن خلا بنفسه بقلب

لم يسكنه غيرها إن أسكنته هي غيرَه ، ولم يزل لا يسمح لأحد أن يشوه أرض حلم له يتيمم من

صعيده طهرا يص ملييييييييييييييييييت أكمل بعدين !!


أعطر التحااااااااااااااااااااااااااايا

 

مالك أحمد العنزي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-23-2006, 04:53 AM   #2
قايـد الحربي

مؤسس

عضو مجلس الإدارة

افتراضي


مالك العنزي
ـــــــــــ
* * *

لغةٌ قادرة على زراعة السنابل
وأسطرٌ من مطر
وسنستسقي حرفك القادم ونتتبع أخضرك .

كل شكرٍ لك .

 

قايـد الحربي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-23-2006, 05:16 AM   #3
العـنود ناصر بن حميد

شاعرة و كاتبة

مؤسس

الصورة الرمزية العـنود ناصر بن حميد

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 510

العـنود ناصر بن حميد لديها سمعة وراء السمعةالعـنود ناصر بن حميد لديها سمعة وراء السمعةالعـنود ناصر بن حميد لديها سمعة وراء السمعةالعـنود ناصر بن حميد لديها سمعة وراء السمعةالعـنود ناصر بن حميد لديها سمعة وراء السمعةالعـنود ناصر بن حميد لديها سمعة وراء السمعةالعـنود ناصر بن حميد لديها سمعة وراء السمعةالعـنود ناصر بن حميد لديها سمعة وراء السمعةالعـنود ناصر بن حميد لديها سمعة وراء السمعةالعـنود ناصر بن حميد لديها سمعة وراء السمعةالعـنود ناصر بن حميد لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي




.
.

هذه الـــ اص

كانت مجحفه !!
.
.

ورغم تلك التساؤلات التي أثارت حفيظتي

الا أنك قادر أخي الكريم

على إدهاشنا والأستحواذ على انتباهنا

بانتظار ماتسفر عنه هذه الكيبوردية

من قلق / أو ألق

تحياتي

 

العـنود ناصر بن حميد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-23-2006, 07:33 PM   #4
د.فيصل عمران
( كاتب )

افتراضي


مالك احمد العنزي....


لغة مزهرة ، واشراقة للحرف من محض التجربة فقط
رواية مختصرة , بلغة تصنع من ثقب الذاكرة هذا ، فضاءاً واسع الأطياف
أحسنت بنا امتاعاً
مازلنا بانتظارك ...

 

د.فيصل عمران غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-25-2006, 01:08 PM   #5
بعد الليل
( كاتبة )

الصورة الرمزية بعد الليل

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 9442

بعد الليل لديها سمعة وراء السمعةبعد الليل لديها سمعة وراء السمعةبعد الليل لديها سمعة وراء السمعةبعد الليل لديها سمعة وراء السمعةبعد الليل لديها سمعة وراء السمعةبعد الليل لديها سمعة وراء السمعةبعد الليل لديها سمعة وراء السمعةبعد الليل لديها سمعة وراء السمعةبعد الليل لديها سمعة وراء السمعةبعد الليل لديها سمعة وراء السمعةبعد الليل لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


بعض الأحلام .. لا تموت يا مالك
تبقى الروح تتنفسها

مالك أحمد العنزي
أعجبتني سلاسة السرد هنا
تداخل الاحداث دون انقطاعها

وفي انتظار القادم الاجمل منك / لك
تحياتي

 

بعد الليل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-28-2006, 02:39 AM   #6
مالك أحمد العنزي
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية مالك أحمد العنزي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 0

مالك أحمد العنزي غير متواجد حاليا

افتراضي





Hi , whate are you doing here ?!0
!! She was asking about you all time


قلت محدثا نفسي ( الله لا يجيبك انتي واياها ) ، والشئ الذي استغربته من لهجتها هذه المرة هو أنها لم تكن بعفويتها التي أعهدها منها وكأنها أعدت هذا الكلام مسبقا لتقله وقتما تراني مما جعلني أحس ولأول مرة من نظرة عينيها الوادعتين شعور بالغيرة ! مع أني لا أجد داعيا وجيها لهذا والسبب أنه لم تكن تربطني بها علاقة فقد تعرفتها بالمصادفة في مكتبة للكتب القديمة عندما أتت تسأل عن كتاب كنت قد أعجبت به عند قراءتي له ومن ثم نظرته بعين النقد فوجدت فيه ثغرات جعلتني أشعر بأنني أنزلت مؤلفه فوق منزلته وهمشت على غلافه أهم مآخذي عليه ، أما هي فسألت عنه وكأنها برفع صوتها لطلب ذاك الكتاب قد ظنت أنها ستلفت نظري وأنا في زواية بين رفوف تلك المكتبة العتيقة للمثقف داخلها ! ولم يكن بحسبانها أنها لا تجده في هذه المكتبة إذ اعتذر صاحبها بنفاد ذلك الكتاب منذ زمن ليس بالقريب !( كنت استرق السمع واتظاهر باللامبالاة ) !! وكأني بها قد شعرت بالخيبة لمعرفتي هذا الشعور جيدا و الذي أشعره في قمة اندفاعي لأحد الكتب وللأسف لا أجده – خصوصا في بلادنا – التي طالما تعذر وجود كتب لمنع أو غيره .فذكرت لها أنه موجود لدي وأنه بإمكانها استعارته لحين الفراغ منه إذ أنه لم يعد يعجبني أو يغريني بالعودة لقراءته فظلت تجادلني في كلامي حتى قالت : أكون ممتنة جدا إن كان بإمكانك إعارتي إياه وسأرده في أقرب وقت بعد تصويره فقلت بكل سرور ! وتعرفنا بعدها إلى بعضنا وانقلبت هذه المعرفة إلى شئ أقرب ما يكون للود الذي لا تخالطه أي مشاعر من كلينا وإن كنا نأنس لبعضنا نظرنا لاتفاقنا في مسارات كثيرة من القراءة ومتابعة المشهد الثقافي ، ولم أكن أشعر منها بشئ من غيرة خصوصا وأنه جمعني بها وغيرها من الفتيات كثير من مكان وزمان !
ترى لم أحسست بهذا الإحساس ؟! لا أدري ، فربما أكون مخطئا في تقديري ! هذا وارد .
وحتى إن لم أكن مخطئا فما الذي يدعوها لمثل هذا خصوصا وأنه لم يدر بيني وبين صاحبتها التي استدعت أشباح الماضي في ليلة عيد الميلاد تلك أي حديث أو أي شئ من هذا !
هل تضايقت من سؤال صاحبتها عني كما تقول طوال الوقت ؟! ربما إذ أني لست متأكدا .
ولكن الشئ الوحيد الذي بت متأكدا منه أني أصبحت أستثقل رؤيتها بعد كنت آنس لها للتخفيف من ضغط الواقع وعناء الجهد من اكمال البحث والقراءة لا سيما وأنها مثقفة وقارئة جيدة إضافة إلى لطافتها وحس الدعابة فيها ، وزاد استثقالي إياها ما ذكرته لي من طلب صاحبتها أن ترتب لنا الثلاثة موعدا نجتمع فيه ! وهذا هو آخر ما كنت أحتاج إليه وأنا الذي لم أشف من نظرتها الأولى بعد ! ولغبائي ظننت أني قد طهرت جرح ذاكرتي وأوصدت دون غشيانه ألف باب إلى أجل غير مسمى ! وها هي الذكرى تعود كمن أخذه طيف حلم في خفقة نعاس لأيام سلفت وتقادمت بحلوها ومرها !

ألّح العريس وبشدة على حضوره حفل زفافه ( إليها طبعا ) وأنه لا ينسى له مشاركته ليلة عمره وفرحته ، فأجابه : إن شاء الله إن لم يمنع من ذلك مانع ! وفي الحقيقة كان بداخلة نيران تتوقد ولم يكن لها من وقود سوى آخر حلم من أحلام الطفولة وذكرى الماضي !
وكلما خبا أوار تلك النار أو شارف ألهبها تحدثهم بأنها قد جهزت من المدينة الفلانية واستأجرت الفرقة الفلانية ! واشترت كذا وكذا ، ليكون أكبر همه أن يتحاشى النظرات لا سيما وأنهم كانوا يرفقون به أشد الرفق إذ لا يتحدثون عنها بحضرته لعلمهم بحبه المقدس الذي تكسر على صخر الأمر الواقع إلا ما جاء على ألسنتهم عرضا ! ليمتن لهم بالتستر على جريمة انكسار بحق قلبه وضعف موقفه !
ولم تزل تلك الليلة حاضرة في غور الذهن وغياهب الذكرة يطمر ذكراها في لجج الذاكرة ويلحدها في قبر الماضي لتبعثها من مرقدها كلمة عابرة من شخص سخيف ! تتمرأى تلك الليلة بتاريخها ولونها وشحوبها ووصبها وآلامها وأحزانها ! لا يزال يذكر كيف شغل سيارته قبيل المغرب وأدار مقودها يجوب طرقا قد تشابهت عليه إذ كانت كل ما فيها يؤذن بالفقد ويتشح بالكآبة أرصفتها أشجارها وشوارعها ! حتى الصوت الذي ينبعث من مسجل سيارته كان سخيا معه إذ كان يتصاعد من سماعتيه : الأسامي هِيّ هِيّا والألووووب تغيرت !
خرج من المدينة وظل يرقب غروب الشمس ويحس الثواني كئيبة ثقيلة بطيئة كأنما هي شهور طوال ! يستجدي الدمع يستحث شؤون عينه ولكنها لم تسعفه بمأمل ! وعرف حينها المعنى الحقيقي الذي ينطوي على " عصي الدمع " شيمته الصبر !
لم ولا ولن يستطيع أن يترجم ما زاحم فراغ قلبه تلك الليلة ! ولم يشفه النسيان فترة من الزمن إلا وأمرضته الذكرى بهب سموم من طيفها لتقلبه كريشة في مهب رياح الماضي السحيق !
وأبت الجراح إلا أن تسيقظ تلك الليلة الشتائية الباردة ( في عز المربعانية ) حتى تصبب لها عرقا ويداه من البرد ترتجفان ! برده على الهاتف الذي قطع عليه قراءته بعد أن جد فيها ، وذهب ليفصله ولكنه رأى أن المتصل لم يكرر اتصاله إلا لضرورة ، وبعد تفكير لم يدم طويلا إذ قطعت احتمالية متداده يده التي التقطت السماعة ببطء : قائلا : نعم ..
وما إن سمع من المتصل سلامه حتى ذهل وتسمر في مكانه ، كانت هي على الطرف المقابل من المكالمة ..
غص برد السلام وتزايد نبضه لا يحير جوابا ولم يسعفه للرد فتات كلمة !

شلونك ؟! وش أخبارك ؟!
أنا ؟! طيب الحمد لله !!
وش مسوي ؟!
ماشي الحال بنعمه !
( أنتم ) !!! وش أخخ تعثرت كلمته بالصمت وذوت على شفته الجافة وعقها اللسان فلم يبن ! ولكنها أجابته أنهم بخير حال !
ما عليش ممكن اكلف عليك إذا ما كنت مشغول !!
لا عادي .. ليه وش فيه ..
والله اني محرجه منك لكن ما عندي أحد وخلص الغاز وبنتي ذبحها البرد ! اذا مافيه كلافه تعبيه لنا ! الحين اطلع الاسطوانة ومر أعطيك فلوسها !
خلاص دقايق وجاي !
أخذ من بيت أهله اسطوانة ليسوا بحاجتها وأخذها لها ، وضعها عند الباب ليعود ادراجه راجعا وإذ بها تناديه بعد أن سمعت صوت الاسطوانة لتعطيه قيمتها فرفض ! وإذ بابنتها تخرج وتقترب فتقول لها : سلمي على عمك بيووونه وادخلي عن البرد ! سلمي على عمك بيووونه !! سلمي على عمك بيووونه !!! قبّل بيوووونه وفي داخله ألف جرح ينزف ، وآهة مكتومة عصرت قلبه وأحكمت يد الزمن قبضتها عليه ! فاستفاق من سكرة ذهولة على صوت شكرها : يعطيك العافية ما قصرت ! كلفنا عليك !
قال وهو يعود القهقرى : لا أبد مامن كلافه !
استدبرته ريح الألم في يوم ذكرى عاصف فاستقبل ذكريات قديمة لم تزل بها الذاكرة حبلى لم يضع جنها مخاض النسيان !
وأشبه ما يكون حَبَلُ الذاكرة بحمل الأيام !! ولكن حبل الأيام أدرك جذع نخلة أكل من رطبها جنيا فأسفر عن وِلْد المفاجآت ! ولم تزل تلقحها النوائب فتُـتـْئم بهول إثر هول !
سامحك الله رولين !! لم ألححت عليه في الحضور !

 

مالك أحمد العنزي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-10-2006, 01:40 AM   #8
مالك أحمد العنزي
( شاعر وكاتب )

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العـنود ناصر بن حميد مشاهدة المشاركة


.
.

هذه الـــ اص

كانت مجحفه !!
.
.

ورغم تلك التساؤلات التي أثارت حفيظتي

الا أنك قادر أخي الكريم

على إدهاشنا والأستحواذ على انتباهنا

بانتظار ماتسفر عنه هذه الكيبوردية

من قلق / أو ألق

تحياتي

المجحف هو هذا المزاج اللعين .. بعض الأحيان أود أن أكتب ولو صفحتين فلا أستطيع كتابة كلمتين ، وفي خضم الأشغال وازدحامها تأتي الخواطر الجوالة تفرض نفسها ..

لن تسفر عن هذا ولا عن ذاك ولكنها ستسفر الأرق ، وتتنتهي بالغرق ...

كل الشكر والتقدير لك .

 

مالك أحمد العنزي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من أوقف عرض مسلسل (للخطايا ثمن) ؟ صالح العرجان أبعاد العام 7 09-19-2007 04:17 PM
يوسف الحربي في كتاب نصوص عربية من المحيط إلى الخليج بلغات عالمية ريم البان أبعاد النثر الأدبي 26 06-15-2007 10:29 AM


الساعة الآن 02:34 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.