جاذبيّةُ الرّياح .. ! - الصفحة 2 - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
شطحات وأمل (الكاتـب : نواف العطا - مشاركات : 3414 - )           »          ....&& ندبات وجراح&&... (الكاتـب : زكريا عليو - مشاركات : 8 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75181 - )           »          روض الأبعاد ... (الكاتـب : ضوء خافت - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 74 - )           »          ( كان لا مكان ) (الكاتـب : ضوء خافت - مشاركات : 586 - )           »          العين (الكاتـب : عبدالإله المالك - آخر مشاركة : حمد الدوسري - مشاركات : 15 - )           »          ارتداد (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 326 - )           »          [ #مَعْرِضٌ وَ تَعْلِيْقٌ ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : ماجد العيد - مشاركات : 8215 - )           »          مِن ميّ إلى جُبران ... (الكاتـب : نازك - مشاركات : 878 - )           »          الزمن بوّار (الكاتـب : عادل الدوسري - آخر مشاركة : عبدالإله المالك - مشاركات : 3 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-27-2009, 01:28 AM   #1
د. منال عبدالرحمن
( كاتبة )

افتراضي جاذبيّةُ الرّياح .. !


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

لستُ امرأةَ من الشّمع أذوي لرغبةِ الضّوءِ و يعبرني حدَّ النّشوةِ و الاحتراق

ثمَّ أعاودُ الوقوفَ و التّشكّل بفتيلِ أملٍ آخر

قلبي ليس رقعةَ شطرنج يسيرُ على خطّةٍ محكمةٍ للنّيلِ من أوردتِهِ نصراً لشرايينه

و يغزوهُ الصّمتُ لنبضةٍ قادمة خوفاً من حزنٍ مفاجئٍ أو فرحٍ غير متوقّع

يدايَ تحرّرتا من الخشبِ منذُ أن امتصّت النّارُ اهتمامَ البشرِ و تغذّت على مخاوفهم

و نبتَ مكانَ أصابعي عشرةُ أشجارٍ بلوريّةٍ جذورُها الرّياح

قلبي تعلّمَ الطّيرانَ مُذ أن سوّلت لهُ نفسُهُ أنّهُ غيمة

محجوزةٌ أنا في فضاءٍ يتّسعُ لعالمٍ من الأحلام و يضيقُ بلحظةِ توحّدٍ مع الشّوق

عبثاُ أحاولُ التّحرّرَ من سطوةِ جناحيَّ ,

عبثاً أنهالَ بذاكرتي على عينيَّ المتّجهتينِ أقصى الحبّ

عبثاً ألقي بستائرِ الخيبةِ الرّماديّةِ على أشجارِ الصّنوبرِ دائمةِ الأملِ في قلبي

و بقميصِ الخريفِ على خضرةِ انتظارها

عبثاً أصمتُ ,

ليغنّي الحزن ..

:

في حزني مساحةٌ شاسعةٌ اسمها الوطن , و في وطني حزنٌ شاسعٌ كما المسافةُ إليكما

كلّما مددتُ لهفتي , عادَت بخيبتين !

:

الحزنُ لغةُ اللّيلِ , يكسو بهِ صمتهُ العاري

و الصّمتُ حزني الّذي يكشفُ اكتساءَكَ باللّغة

:

بيني و بينكَ تتّسعُ اللّهفةُ و يأخذُ الشّوقَ شكلَ مغاراتٍ تعتلي جبلاُ شاهقَ الدّهشةِ و البكاء

لا تملكُ الذّاكرةُ سُبلَ الصّعودِ إليه و لا يتسلّل إليهِا الماضي ,

أنا بمستقبلٍ دونكَ , تماماً كالحبِّ دونَ بدايات

يسترقُ اللّهفةَ من ارتجافِ أصابعِ الآخرينَ في لحظةِ عناقٍ أوّلٍ يتكرّرُ مئةَ عام

يتشابهُ غرقي بتفاصيلِ الحبِّ مع مراكبِ البّحارةِ البسطاء

يخرجونَ بها إلى عرضِ البحرِ

و هم يعلمون أنّهم يخاطرونَ بحياتهم لأجلِ سمكةٍ قد لا تسدُّ رمقَ حرمانهم !

و يُشبهُ حبّكَ عرباتِ الأمراءِ الفخمة

مزيّنةً بالضّوءِ و القوّة و التّرف

بينما يزلزلُ مطبٌّ صغيرٌ سكينةَ ركّابها حتّى هاوية الابتساماتِ المصطنعة !

:

لماذا كلّما كتبتُ إليكما سالُ الدّمُ من أصابعي و تحوّلت أحلامي السّريّةَ إلى نوارسَ بلا موانئ ؟

لماذا كلّما أفشيتُ بسرّنا إلى الرّيحِ قبّلتني خناجرُ الظّنونِ في عنقي ؟

أيكونُ بيننا وهمُ الطّعناتِ كما الوطن ؟

أم أنَّ أجراسَ حبّكَ ملّت الأنغامَ المعلّقةَ على حبلِ الرّيحِ

و تسعى نحوَ قيدِ اللّحن المجهولِ المتكرّر على ذاتِ الخيبة ؟

:

لا أفتقدكَ ..

تماماً كما لا يفتقدني الياسمينُ المنثورُ في باحةِ طفولتي و صوتُ جدّتي المعتّقِ بالضّوء

لا أفتقدكَ ..

تماماً كما يجيءُ بي الشّوقُ و يروح ,

و يعصفُ بأرجوحةِ لهفتي المعلّقةِ بين شقائقِ النّعمان في حبّك

و لا أهوي !

أو كما لا يفتقدني الوطنُ إلّا على جوازِ سفرٍ قديمٍ و تذكرة

لا أفتقدكَ حتّى حينَ أتركَ ورقتي بيضاءَ بلا شوق

و تطؤها أجنحةُ العصافيرِ فتمتلئُ حزناً !

:

ملامحُ غربتي يلوّنها القمرُ ببريقٍ فضيٍّ يُشبهُ لونَ عينيك

يربّتُ على أرقي و يكتبُ لامبالاتِكَ بالماءِ فوقَ الأزهار

و عندما تُشرقُ الشّمس

يتبخّرُ صقيعُ صمتكَ من أطرافي

و أصحو على مفاجأةِ ربيعٍ آخرَ في صوتك !

:

حبّكَ بعيدٌ كالأفق

متّسعٌ كمعنى الوطن

أستقلُّ الغربةَ فلا أهربُ إلّا إليكما

أمارسُ النّسيانَ فأكتشفُ إدماني بكما

أحدّقُ بالشّمسِ فيشتعل في عينيّ الحنين و في قلبي تتقدُّ حرائقُ الشّوق ..

أخطُّ تمرّدي عليكما بالأحمرِ , فأكتشفُ أنَّ دمي يغزوهُ الياسمين

و يضيعُ في بياضِ الورق .

حائرةٌ أنا بينكما أتحسّسُ الجرح الغائرَ في قلبي

فأكادُ أتلاشى ككلامِ اللّيل

مع أوّلِ خيوطِ الحقيقة

بين دفّتي حنيني بكاءٌ فتيّ مخضّبٌ بالحنّاءِ

يُنبتُ الأعيادَ المزخرفة و الأحزانَ المعشبةِ

كغيثِ الصّحو كلّما هبَّ النّسيان .

يكبرُ الوطنُ في داخلي , و أكبرُ أنا في الغربة ..

أتوهُ في زحامِ العودةِ و الرّحيل

أجدني دوماً بين وداعين

و على حافّةِ فراق

تزلُّ عينايَ و يُمسكني الشّوق

يُمسكني صوتُكَ الهاربِ من ثلوجِ صمتكَ

يشدُّ بأهدابهِ على دمعي

فيطارحني الشّوقُ البكاءَ حدَّ الثّمالة ..

:

يعاتبني المنفى : تحبُّ الفراشاتُ حتفها المُضيء

فيسيلُ شوقي : أحلى الإحتراقينِ مرّ !


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

التوقيع

و للحريّةِ الحمراءِ بابٌ
بكلِّ يدٍ مضرّجةٍ يُدَقُّ

د. منال عبدالرحمن غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:42 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.