خذلان...
عاشقة كنت أحرقت كل خيوط التيه ومسافات الرجوع بيننا خلف الأبواب المعتمة, لا شبابيك للقلب لا عيون للنهار بعدنا لاشيء أبدا غير زاد الوهم طلاسما تعيدنا إلى دروب الوله كلما حاولنا النسيان أنت وأنا... كل ما يمكنني أن أمنحك إياه الآن قلب جرحه يتم الأيام وخديعة خذلانك, لاشيء لاشيء أبدا أصعب من فجيعة الخذلان أبدا أبدا...
هل أخبرتك أني أعطيتك قلبا تعثر بأشواك يديك وباح بما فيه من قوافل الجوى فما عاد بعد يميز وجهات العودة إلي, ضاعت قبلة الروح فلا درب للهدى يوصلني إليك ولا ضوء ينجلي في ظلام عيوني فأعود إلي, لاسبيل منك إلا إليك وكل طرق الخديعة بدأت إنتهت منك وإليك...
لا شيئ في غرابة العشق يرتب مسافات البعد وفصول الحنين بيننا أنت وأنا إلا بعضا من جنون الطفولة فينا كما لو أي شيء كما إيقاع الافتعال كما يأتي الفرح بطيئا والخوف بطيئا والجنون دفعة واحدة, كما الهوى يقودني مغمضة الأقدار كما الانشطار مابين اللحظة واللحظة مابين أنفاس الغربة كما لو أن لا شيء لاشيء أبدا يفصل بيننا...
مثل الدمعة التي تخط درب نسيان بين نهرين من حجر ونار كفوضى الانتظار كغيمة صبا عندما أسقط من أعلى الروح إلى أرضك عندما كان علي أن أنسى وأنسى وأنسى وكنت أنام مفتحة الشوق كي أتذكرك خشية نسيانك...
عندما أتلمس تفاصيلي الباردة ورتابة الحزن فينا أنت وأنا ماذا لو كنا جسدا واحدا لمرة واحدة مرة واحدة فقط ما الذي كان سيشبهنا أكثر ما الذي كان سيختلف فينا أنت وأنا؟ وأي معنى لأشيائنا دوننا والعمر بلا شبابيك ولا أبواب بلا جنون الحب فينا, لاشيء أنكى لا شيء أعذب من حروب الخيبات بيننا أنت وأنا...
يحمل كون هذا القلب ما لا طاقة لك به من أسرار الجنون كيف وأنا امرأة معتقة الأحزان بعد خذلانك متعب هو مشواري, مثقل هو هذا العمر بخيبات فقدانك فلا معنى للأشياء بعدنا بعد اقتراف خطيئة الحب أنت وأنا... قهوتي متعبة المذاق مثلي قد فقد شوق القهوة رائحة الحنين مواسم هطول أحزاننا فما عدنا نشبه حتى أنفسنا, ثمة أشياء ستعاقبنا لأننا أهملنا تفاصيل الحب فينا أنت وأنا لأننا نسينا أو تناسينا أن للأشياء ذاكرة مثلنا كما لأماكننا ذاكرة ستحفظ ود الخديعة فينا ذاكرة تنسى أكثر مما تتذكر أننا كنا يوما هنا عاشقين أنت وأنا...
جهاد الجزائري