في مدينتي
النساء تحمل الحنين كالجنين
تقدر المشاعر
و مجبورة أن تبهج المشاعر
و ترضي كل خاطر
النساء تعشق النخيل و الطريق و الشموع
تقدس التفاصيل
تدندن المواويل العتيقة
و مغصوبة أن تجد لكل شيء
ألف ألف ارضاء طريقة
الرجال في مدينتي لا يدعون للأمهات إلا بعد أن تموت
يدعون على الأباء بأنها تموت
فالآباء في مدينتي ليست جميلة رشيقة
وجوهها مكفهرة إلا للجارات و العابرات القارات
الآباء يمتهنون التعدد رمزا للخيانة و الترف
الأبناء عندهم من شابههم فما ظلم و لو كان القرف
و من خالفهم انتكس و بالاوجاع انثلم و عاش عندهم
كما يدعون بلا كرامة و شرف
الرجال من يحمل القلب الرحيم منبوذ ذميم لا يصطف
مع الرجال
الرجال في مدينتي يعشقون النساء كالمطارات الفسيحة
كالكروت التي تحرق و ترمى خارج البيوت
كالأسواق كالبضاعات العتيقة ترمى
تستعاض بالجديدة
الرجال في مدينتي يحلمون بالنساء ألف ألف يوم
و البيوت عندهم تعج بالنساء
و النساء تحلم ألف ألف وجع بالرجال
و البيوت ليس فيها عم و لا خال
النساء في مدينتي تقدس الدراسة
تمتهن الفراسة
تعشق القلم و الفكر
تنسج من آهاتها الجناح
الرجال لا تحتاج اجنحة
فكل كل شيء مباح
و كل شيء يمتلك بكل ارتياح
الشموع عند النساء ضوء الأمل
في عمرها الطويل البهيم
الشموع عند الرجال نساء خائبات
في البيوت
في الشوارع ، في الحب في الحنين
غباء تذوب
و بعضهن تذوب من منح الجيوب
و الرجال في مدينتي رجال بالحبوب
قد ضيعوا الفحولة
و امتهنوا الكهولة و الشيخوخة المبكرة
قلوبهم منفطرة
مدخنون تائهون بكاؤون
بالجراح مثخنون
غاضبون
مزمجرون مجلدون
على يد الآباء
باسم الرجولة و الإباء
ضاعوا شبابا بين الشباب و النساء
لا دراسة
موؤدة مواهب القلوب تلك
بلا رحمة بلا فراسة
مسيرون مسيرون
مظلومون ظالمون
مخنوقون مجبورون أن يكونوا رجالا
قبل أن يكونوا أطفالا
في حضن رحيم ، مجبورون على العطاء أن يكونوا الآباء
و هم لم يروا رجالا
لم يحضنوهم أطفالا
ما قبلوهم ، ما اسمعوهم السلام و طيب الكلام
الرجال منهكون بلا قلوب يبلغون مبالغ الرجال
و النساء اناث رجال مغصوبون أن يركبوا الأهوال
في مدينتي كل يمارس غير دوره
كل في داخله الف الف ثورة
ستنفجر ، أو تموت
حين يموتان الجسد
و القلب معا