[ برد ] ! - الصفحة 3 - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
شطحات وأمل (الكاتـب : نواف العطا - مشاركات : 3412 - )           »          ....&& ندبات وجراح&&... (الكاتـب : زكريا عليو - مشاركات : 8 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75181 - )           »          روض الأبعاد ... (الكاتـب : ضوء خافت - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 74 - )           »          ( كان لا مكان ) (الكاتـب : ضوء خافت - مشاركات : 586 - )           »          العين (الكاتـب : عبدالإله المالك - آخر مشاركة : حمد الدوسري - مشاركات : 15 - )           »          ارتداد (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 326 - )           »          [ #مَعْرِضٌ وَ تَعْلِيْقٌ ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : ماجد العيد - مشاركات : 8215 - )           »          مِن ميّ إلى جُبران ... (الكاتـب : نازك - مشاركات : 878 - )           »          الزمن بوّار (الكاتـب : عادل الدوسري - آخر مشاركة : عبدالإله المالك - مشاركات : 3 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-25-2010, 09:36 PM   #1
فرحَة النجدي
( كاتبة )

الصورة الرمزية فرحَة النجدي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 744

فرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي [ برد ] !





نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


حتى و إِن كُنتُ في غُرفةٍ مِن نارٍ ، كيفَ أُدفأُ و الصقيعُ ينبتُ في صَدري .؟!





أشعرُ بِالبرد ! و مع أن بلادي هذه السنةَ لم تبرُد كثيراً و لم يباغِتها البردُ بما لم تتوقع ، إلّا أنني أشعرُ بخلافِ ذلك ، رُبما كان افتقادي للدفء الذي اعتدتُه برفقتكَ سنواتٍ طويلة و على الدوام في صيفٍ أو شتاء هو السبب ! أحياناً و حين أفكرُ في هذا الأمر أشعرُ و كأنني حمامةٌ أُنتُزِع ريشُها من بعدك فأصبحت من ذواتِ الدمِ البارد رغماً عنها ، فَأطرافي باردةٌ على الدوامِ و المدفأةُ تُحرق شعيراتِ وجهي قبل أَن تدفأَ أطرافي و قبل أَن تذوبَ جبالُ الثلجِ المُتراكِمة في صدري . صدري الذي ينبُت في أرضه الصقيع و تتلبدُ في سمائِه غيومُ الحنينِ إليك حتى إِذا ما تصادمت ذَرَأَ تصادُمها شحنةً تهُزُ قلبي لقوتِها فَأرتعِد و أتألم و يسقُط على إِثر ذلك شيئٌ من دموعي ببطئٍ شديدِ كقطراتٍ أتعبها البرد و قاربت على التجمُد فانحدرت بِرفقٍ و تكاسل . لا أستاءُ حين ينعتني كل من حولي بالعجوز فلطالما شعرتُ بأنني عجوزٌ في غيابك أياماً قليلة ، فكيفَ بهذا الغياب المؤبد الذي أنتزع الدفء من قلبي انتزاعاً .. أتُراك تعلمُ أني أشعرُ الآن بالبردِ و لم يغْنِني دفءُ العالم أجمع عن دفئك .؟! أتذكرُ كيف أني كُنت أستغني عن كل المَعاطف التي تُزوِدُني بها أمي فيما مضى و أكتفي بحرارة جسدِك مِعطفاً لي ، و كذلك أتذكَرُ اصطحابك لي إلى البحر أوّلَ الشتاء حيثُ الهواء باردٌ و مؤذٍ كما تقول أمي : لا يخدعنكم هذا الهواء اللطيف فهو أول مُسببات المرض .. هذا الهواء الذي كان يزيدني بك ارتباطا و حباً و دفئاً برفقتك أصبحَ الآن لا يُشعرني إلّا بمقدم المرض حقاً من دونك ، كانت أُمي صادقةً فيما ذهبتْ إليهِ و لكِنها لم تكُن تعلم أَن حصانةً مؤقتةً من المرض كانت تُلازمني مُلازمة الظِل للجسد و مُلازمة الإثم للخطيئة !

تجوالنا بصحبة المطر و جُلوسنا ساعاتٍ طويلة تحته ، أتذكرُ كل ذلك جيدا ! أتذكَرُ كيف بُحتُ لك يوماً في غمرةِ استمتاعنا به بِشيء من خاطري و كأنني إمرأةٌ حُبلى في الشهورِ الأُولى مَأخوذةٌ بِنهم الوِحام : أشتهي أن أشربَ المطر . مددَتَ يومَها يديّك أماماً و جمعت كفيّك في مُحاولة لإلتقاط الماء و تجميعِه حتى أشربَ منه و حينَ قربتَهُ من فمي تسرَب من بيّن أصابِعك و من بين نهايتيّ ثنية مُنتصف كفك ، كلما حاوَلت جاهداً انتهى الأمرُ بِتسرُبِ المَطر ، ضحِكنا كثيراً يومها ، كنتَ تسخرُ من رغبتي تلك حتى قلت في نهاية الأمر افتحي فمك و أنظري نحو السماء ! آهٍ لو تعلم أني من بعدك لا أفتحُ فمي حين أنظر لأعلى و لكن أفتح موقَ عينيّ لكي تفيض أمطارها بألم و أشكوك لأهل السماء .! حتى رائحةُ الطين المُتكونِ بعد سقوطِ المطر مُباشرة ، تلك الرائِحة الشهيّة التي تعبقُ بها الأجواء و التي تنتشر بسرعَةٍ مُذهلة ، أتذكرها و أتذكرُ أني كُنت أقتسمها معك . كل شيءٍ أُحبه اقتسمته معك إلّا أنا لم أقتسمك معي و إنما وهبتُك كلي ، وما كان ذلك ليملأ عينيك فتركتني و رحلت !

الآن و بعد أن تخليت عني بمقدمِ الشتاء و ذهبت بعيداً دون عودة ، و حيثُ أَمضيَّت على ما يؤكد عدم تقهقركِ و إلتفاتك للوراء لترى ما خلفته من دمار فيّ بعدك ، هـا أنا أُقاسي وحدي صلف البرد و حنق الشتاء الذي أتى و لا يريد أن ينفك محاولاً قهري ببرده كما قهرته بدفئي بك في شتاءات مضت .. حتى الشتاءُ يقتُص مني أن أحببتُك ! و أشياءُ كثيرة تفعلُ أيضاً ليس الشتاء وحده ، فالأماكن التي أزورها الآن و قد زرتها معك من ذي قبلٍ تسخرُ من وحدتي و تأبُطِ ذراعي اليمنى أختها اليسرى في مُحاولة لضمِ جسدي النحيل و تدفئته ، أراها كَطفل نزِق يحاول أن يقهرني لا لشيء سوى أنني لم أبتسم له ، مرة يخرج لسانه لي بإزدراء ، و أخرى يرفع سبابته نحوي و يطلق ضحاتٍ مدوية و كأنه يتابع حركاتِ مهرجٍ أبله ، أو يضع ابهامه الأيمن في أذنه اليمنى و ابهامه الأيسر في أذنه اليسرى و يبدأ بتحريك يديه مشكلاً قرنيّ أيل بكل سُخفٍ و يضحك . و ترتجُ الصورةُ في عينيّ و تنزلِقُ الألوانُ و الصور بعضُها فوقَ بعضٍ ، و أُطلق العنان لمدامعي حَسرة على ماضٍ لن يعود . أما الأشخاصُ الذين كانو يلمزوننا يوماً ما و كأننا أولُ عاشقين يفتتحان سجلاً في التاريخ للعشاق ينظرون إليّ بشفقة مَرَة و بِسخريةٍ مَرتين . و رَسائلنا ! آه منها هذه التي برغم احراقي لها كلما أغمضتُ عيني رأيتُ حُروفها تتأرجحُ في مُخيلتي و تضحك مني ، أ ح ب ك ، أرى الألف تتضخم ضحكاً فتتضاءل الحاء في محاولة لإلتقاط أنفاسِها بعد أن أجهدت بطنها المنتفخة ضحكاً ، و الباء تركُض نحوي جارة خلفها راء و دال ، برد برد برد ، لم تتبق إلا تلكم الكاف التي أستنجد بها أن كوني نبيلة معي و أرسميها [ كفى ] فتصمت ظانة أنها تسديني صنيعاً بصمتها ! فأبخس حقي في النوم و ألجأ لورقةٍ و قلم أو كوبَ قهوةٍ مُرة و قطعِ بسكويت جافةٍ أُسكت جوع معدتي بها و أُفكر كثيراً : كيف أسد جوع قلبي إليك ؟!

لم يا ترى أتعذب بحبي هكذا .؟! لو كنت أعلم أن الحب إن وُثِق يصبح مستقبلا لعنة ما وثقته ما وثقته .. و هل كان الحب يوماً إثما .؟!
البرد يلفني ، تصطك منه أضلاعي ، و ما أعلمه أنه [ يستاهل البرد من ضيّع دفاه ] و لكنني ما ضيعته بل سُلب مني فلم استحققت البرد ، لِمَ .؟!!





أُعذريني يا حبيبتي الشمس إن تخليت عنكِ فحتى حرائقك لم تعد تصهر جليد صدري !






قابلٌ للنقد حتماً / نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


 

التوقيع



قَدْ سَفِهَتْ عُقولُ بَعْضِ الّناسِ حَتى اعْتَبَروا
قِلَةَ الّتَأَدُبِ مَعَ اللّهِ في أطروحاتِهمْ أَدَباً .!!


.



لله رب العالمين ،
ثابتة على قيَّمي نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


My Facebook
https://www.instagram.com/alnajdi_f/

فرحَة النجدي غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:41 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.