" سطور " من قصة ( متجدد ) ..

[سيرين]

شجرة مغبرة بمساحات الغربة
ومسافات ارهقت الزمن يحط عليها طائر الرهو الجريح
من بنادق الصيد يئن
في عشه وحوله صغاره يطعمهم وامامه نافذة لبيت من طين
وامرأة بطنها منتفخ تتكيء علي جذع شجرة
كحلم تداعت له العواصف والريح ضارعة ترتل الدعاء
مع تثائب الشمس في الشفق الاخير من اليوم
يباغتها مخاض مرمد بصرخات الالم
حتي تبرق عينيها وثغر يبتسم لصيحة ميلاد ارجفت اغصان الشجرة
فهي الوحيدة له المعيلة والوطن





\..

 

[سيرين]

في عودتها الي الشرفة رات الندي علي الزجاج تنسال قطراته
وشوك الصبار مدبب وقضبان البوابة سوداء والموج يقبل علي الشاطيء
ثم يهجره ثم يقبل ليهجره هي تكرار سخيف و " نصر " ايضا سخيف
وكانت تريد ان تراقصه الليلة رقصا عنيفا سريعا طوال الليل وحتي اللهثان
الرقص يريح العقل يكسر الملل ويحيي الجسد
ينهكه ويحييه كريح الخماسين العاتية



\..

 

[سيرين]

منذ تعلقت به اصبح نهارها شائقا مع التفكير في الحبيب
وحين يأتي الفجر كان يطيب لها ان تنطرح بين احضان فراشها
تتوسد ابتسامتها وتنتظر قدومه لزيارتهم في الغد
كما ينتظر الطفل طعامه
وبين النوم واليقظه كان قلبها الحالم بخطوة اكبر تتوج هذا الحب
تتململ في صدرها وما كانت تعرف اسما لهذه المشاعر
ولا نهايتها فهي مشتاقة لحد العطش لسماع كلمات الحب
علي لسانه فتتأكد انه يبادلها الحب




\..

 

[سيرين]

وتقدم مني يهنئني
ولكنني في حركة " صبيانية " اطلقت ساقي للريح والخطاب في يدي
ولم يجد الاب معاناة في اللحاق بي
وهو في دهشة من فراري وامسك بيدي التي بها الخطاب
وكان الغلاف يحمل اسم ابنته
ولعله ادرك كل شيء فاخذه مني بيده وامسكني باليد الاخري
ولكني تملصت منه وواصلت الجري الي الخلاء




\..

 

[سيرين]

وجاءني صوته من بعيد متهالكا متمزقاََ
كأنما مرت بين كلماته سكين حادة أسالت منها الدماء
وكتمت فيها الصوت
فجاءت مذبوحة ترتجف : هل اطمع في زيارتكِ قريباََ ؟
اني في حاجة اليكِ





\..

 

[حسام الأمير]

أمعن النظر طويلا ..
ثم أسدل أجفان لهفته و راح يتمتم ..
أ.. ح .. ب..ك ..
و زقزق عصفور ليعود للحياة ..

 

[سيرين]

التمع ضوء القمر المنعكس علي وجنتيه
وتراقصت اوراق شجر الليمون هسيسا من حولهما
والخطى اوغلت متشبثة بالطريق ثم الصمت ران على وجهيهما
في شرود يضاعف من اسرار سحر الغموض
لتلفحهما نسائم مطرزة بعبق فصول الجنون


\..

 

[سيرين]

تستلقي علي اعشاب حديقتها تنصت الي هدير البحر حارس لغفوتها
بجوار من علمها نظم البيان يدنس اطراف ثوبها بما ينفثه من دخان سيجارته
ونظرة لهفة تحثها علي النهوض ويسألها : هل انتِ بشوق ؟



\..