شمالاً .. جهة القلب ..!!

[منى السويدي]

.
.

!!.. لكَ متسع .. وسكن

.
.

 

[منى السويدي]

.
.




تهتاج الدنيا في عينيّ وتتضاءل
وتتشابكَ خطوطها
حين أتلفت حولي
ولا أجدك وبقايا عطرك في أنفاسي
وعلى أطراف وسائدي

مؤلم أن أتلفت حولي ولا أجدكْ
وأشد إيلاماً أن تبدأ بالتلاشي مني
وأنا التي لكَ جد أحتاج
أتعي معنى أن تفتقد نكهتكَ دقيق شراييني إلى عظيمها
ولا أجدكَ ذائبا في دمي
ولا أجد لعطركْ منفذا
ولا حبرٌ منكْ يثير إستقامة أسطري
ولا مشاكسة منك تقتحم ضجيج فكري
ولا مواساة تبتر أطراف تعبي

لا تلمني إن تمردتُ على وقتي وغضبتُ مني
وحطمتُ قناني هدوئي وأتلفتُ إنسيابية أوردتي ..!

ألا تفهم يا أفيون القلب ..
أدمنتكَ أنا .. ولجرعات منكْ أحتاج ..!!

أتعي منى الإدمان وما يخلفه من دمار في الذات ..!؟

أملامة أنا
إن لويت ذراع عقارب ساعة لا تفهم إحتياجاتي
ولا تأتيني بكْ ؟؟

.
.

 

[منى السويدي]

.

وأحاول أن أعيش وقتي متجاهلة كل تلك الفراغات التي سبّبها رحيلك ..
لكن كم من الفراغات سأتجاهل ..
وكم منها سأسدُ بخبرتي القليلة في شؤون الحب ..!!



بعضها ..
سأتعامل معها ..
وأملؤها بفرحة حلّت عليّ ..
لكنها لم تلمسني حد العمق ما لم تكن أنتَ مسببها ..
يكفي أنها لمست بعضي .. تاركة إياي أردد
( اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك .. وعظيم سلطانك) ..!

وجزء منها ..
سأحشوها بذكرى غالية علينا ..
لم ينسها قلبي قط ..
تستكين معها وحدتي ..
ومعها يستكين خافقي .. مذكرة نفسي بدعوتي تلك ..
( إلهي إن كان لي غير معه .. فأجمعنا .. وإلا
فأصرفه عني .. وأصرفني عنه .. وأكتب لنا الخير حيث كان .. وأرضنا به ) ..!

ومعظمها ..
كلما أرعبني اتساع فجواتها .. وفراغات مقاعدي .. وذهول غرفتي ..
سـ ألف زراعيّ حولي بقوة ..
أواسيني بصبر ..
( لا تحزني .. إن الله معي )..!!

وأغلبها ..
بعد أن تغيظني بإلحاحها وتحرشها بإحتمالي
سـ أرتبها .. وأدرسها ..
لكن ماذا إن كانت جميعها بأسبابكْ ..
حينها .. أأدعو عليك ؟؟
بأن إلهي عدد ما أتعبني معه .. أفرحه .. وهب نفسه ما تتمنى ..
أم أدعو عليَّ ..
إلهي بقدر تورطي معه وأكثر .. زدني وزدهـ رحمة من عندكْ ..!!

:إقرار لن يخدش مكابرتي
بجميع أدعيتي
صغيرها وكبيرها
تتواجد أنتْ
فـ أي خوف يمرني عليكْ
!!.. وخالقي يحفظك .. ويبارك لك في رزقك

 

[منى السويدي]

.
.
لستُ أدري ما أُسمي مشاعري تجاهك
وتحت أي بند من العاطفة أدرجها ..
لكن ..

إن كان ترقبي لكْ ..
وإنتظاركْ بلا موعد بحضوركْ .. حب !؟
إذاً أنا أحبكْ

وإن كانت عنايتي بكْ
كإهتمام أم .. تحنو على طفلها الأوحد ..
تنتفض سريعاً لتوجعه .. وتتبلل أدمعاً لفرحه .. حب !؟
إذاً أنا أحبكْ

وإن كان حرصي عليك
سؤالي الدائم ( إنته بخير؟ )
وإلحاحي وإطمئناني عليكْ
رغم تضايقكْ .. ورغم تهربكْ .. حب !؟
إذاً أنا بلا شك أحبكْ

وإن كان إمتلاء فكري بذكراك ..
وإعادة توجعي بأسباب حادثة كانت ومضت ..
وترقرق أدمعي شوقاً لكْ .. حب !؟
إذاً أنا بحماقة أحبكْ !

وإن كان زجي بكَ في أدعيتي
وإسرافي في طلب الخيرلكَ من خالقي.. حب!؟
إذا أنا بإمتنان أحبكْ

وإن كان إندماجي في كل رواية أقرأها بأسبابكْ
حتى أجدك متقمصاً دوراً البطولة فيها
وإنخراطي في تتبع الأحداث نهماً .. حب !؟
إذاً أنا بشغف أحبكْ

وإن كان صبري على تجاهلكْ
وإهمال رسائلي
وإلحاحي في إعادة الإرسال حب !؟
إذاً أنا بعناد أحبكْ

وإن كان كل عطر رجولي الأنفاس
يقربني منكْ وهماً ..
ويعزز مدارك حلمي .. حب !؟
إذاً أنا بجنون أحبكْ

وإن كان كل صوت دافيء النبرات يتناهى إلى مسمعي
يربكني .. لتجمد لحظتي حينها
متخيلة أنه صوتكْ .. حب !؟
إذاً أنا بترف أحبكْ

وإن كان فرحي اللامنتهي
بما كان من هداياكْ
وتكرار ضمها
ولمس ما لمسته يديكْ
حب !؟
إذاً أنا بجنون أحبكْ

وإن كان تهور سبابتي
للمس إسمك في كل موضع يصادفني
ثم تقبيلها بحبور .. حب !؟
إذاً أنا بتهور أحبكْ

 

[منى السويدي]

حين يُكسر غصن من جذعه .. لماذا يجف وييبس
ولا يستمر في الإخضرار ..؟؟

كـ رواية فقدت لذتها وتشويق أحداثها بأذية بطلها .. ومقتله ..
كـ جمرة مشتعلة مشتعلة .. تجرأ عليها الرماد وأبدل حلتها ..
كـ نقشات حناء طرية .. عبثت بها أيادي طفلة شقية ..
كـ زجاجة عطر .. ارتطمت بأرضية الرخام .. وتيتم عطرها ..
كـ سفينة تائهة .. تدور على السواحل تنشد مرفئها ..
كـ قلم مذهب أنيق القوام .. انقضى حبرهـ ..
كـ وردة تسلل الذبول لبتلاتها .. ولتوبيخه غير قادرة ..
كـ صدر أم بُترت أمومته .. وشُج جبين عاطفته ..
كـ كأس انشرخ .. وتسرب محتواهـ قطرة .. قطرة ..
كـ غصن كُسر .. يبست ثمارهـ وما نضجت ..
كـ رسالة مبللة .. ذاب حبرها .. وضاعت معاني كلماتها ..
كـ نظرة فارغة .. تمتد إلى اللانهايات .. ولا ترى شيئاً ..
كـ طفلة شُوهت جدائلها .. وقطع لشيكولا لمريولها لطختْ ..
كـ كوب .. نُسيت قهوته .. حتى ضاع عبقها .. وأهملت ..
كـ لغة ضاعت مفرادتها .. ومعاني كلماتها ما فُهمت ..
كـ قطرات مطر بحبور تساقطت وأضاعت بعضها بين تيه حبيبات الرمل ..

حالي مُثل كل ما وُرد أعلاهـ تماماً ..
منذ وصلني خبر رحيلكْ ..

 

[منى السويدي]

.
.

وماذا أيضاً ..
هل نسيتَ أن تشتاق ؟؟!

بعض الحنق والعتب ..
تخفق الأحاسيس في صياغتهما ..!

.
.

 

[منى السويدي]

.
.

وللعلم فصولاً لا تنتهي ..
كما أنا تماماً ..
منكَ لستُ انتهي .. ومعكَ لستُ أفقه ملامح نهايتنا ..!!

علمني .. كيف أُداري عيوبك المستبينة بوضوح ..
وأغض الإحساس عنها ..
ولغير حسناتك لا أنظر ..

علمني .. كيف أُجهض غيرتي ..
فلا أحمل جنين إحتراقي كلما اندلق إعجابك على هذه وتلك ..
وأوصمكّ بذنب ألمي ..

علمني .. أن لا تبادرني أنتَ وجميل ذكراك ..كلما بللتني قطرات المطر ..
فـ تزيح كل شيء عن أسطح ذاكرتي ..
وتتعمق بداخلها أكثر ..!!

علمني .. أن ألتقي البحر وأصافح شطآنه ..
ولا تعترضني أنتَ ..
وحميمية أحاديثك تلك .. عن زرقة البحر وطيش مويجاته ..!!

علمني .. أن أنهرُ نفسي ..
ولا أتنهد كلما ذُكر إسمك .. أو لمحته نظرتي ..

علمني .. أن أرفع يديّ لخالقي .. وأبتهل بتضرع ..
ولا تنال أنتَ الجزء الأعظم من أدعيتي ..!!

علمني .. أن لا يقتص مني الفقد في غيابك ..
ولا يحتجزني الانتظار بين جدرانه ..

علمني .. أن لا يبتلعني الغضب ..
كلما ظلمتني .. ورميتني بأنانيتك ..!

علمني .. أن أخطَ حروفي .. وأترجم إحساسي
دون أن تخترق أنتَ نطاق تمنعي .. وتشددي في إقصائك عني ..!

علمني .. أن أُقنع قلبي وأعلمه ..
أنك رجلاً تتنازعكَ النسوة دوماً ..
فـ إما أن يثق بك ويحبك بما أنتَ عليه ..
أو أن يعتزلك .. ويعتزل معك شؤون الحب بجميعها ..

وهنا تلتقي الأنفاس:
وإن مررتَ هنا وقرأتني .. ابتسم ..
ولا تبتئس بما سببته لي من وجع أدرجته أنا هنا ..
فمازالت ابتسامتك .. تُعمر دنياي ..
وتمسح غبار الحزن عن نوافذ روحي ..!

.
.

 

[منى السويدي]

.
.

إلهي ..
تركت ما تحبه نفسي إلى ما تحبه أنت وترضى ..
فأبدلني برزق أفضل منه من حيث لا أحتسب ..

إلهي ..
تركت ما تحبه نفسي من صوته - وضحكته الأحب لروحي -
وأبدلته بإنصاتي إللى صوتي حين مناجاتك
وإلحاحي عليك بأن نفسي تريده
فهبني هو إن كان لي معه الكثير من الخير ..!!

إلهي ..
تركتُ ما تحبه نفسي من قربه ..
وأبدلته بالتقرب إليك والتضرع
بـ (( اللهم ألهمني رشدي وأعذني من شر نفسي ))

إلهي ..
تركتُ ما تحبه نفسي من التمعن في صورهـ
وأبدلته بالتمعن في كتابك وتأمل عظيم كلماته
وأسندتُ حاجتي على صدر آيتك العظيمة
(( و عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم و عسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم ،
والله يعلم وأنتم لا تعلمون ))

إلهي ..
تركتُ ما تحبه نفسي من الانثيال على رسائله والبحث عنها ..
وأبدلته بالبحث عن أدعية قرآنك وأذكار نبيك محمد صلي الله عليه وسلم
حتى وجدتني أتمسك بجلباب هذا الدعاء ..
(( يا أرحم الراحمين .. يا أرحم الراحمين .. يا أرحم الراحمين ..
إن كان لي معه خير فأجمعني معه .. وإلا أصرفني عنه وأصرفه عني ..
وأكتب لي وله الخير حيث كان .. وأرضنا به ))

إلهي ..
تركتُ ما تحبه نفسي من الاختلاء به ..
وأبدلته بخلوتي معك وبك ..
دون أن ينتهك حرمة هذه الخلوة أحد سوى طيفه
الذي يذكر نفسي بالابتهال أكثر
(( اللهم اغنني بحلالك عن حرامك ..
اللهم اغنني بحلالك عن حرامك ..
اللهم اغنني بحلالك عن حرامك ))

إلهي ..
تركتُ ما تحبه نفسي من رفع كفينا وامتزاجهما
وأبدلته برفع كفيّ والتقائها بتضرع
راجية إياك
(( اللهم قنعني بما رزقتني وبارك لي فيه واخلف عليَّ كل غائبة لي بخير ))

وهنا تلتقي الأنفاس :

داهمتني الذكريات دفعة واحدة عند شاطيء البحر ..
ولم تأتني - كعادتها - بدفعات مقسطة ..
حتى أرهقت صبري وأرهقتني ..
فما كان مني إلا أن كتبتُ هذه الكلمات لنفسي ..

.
.