بـعـثرة حـروف..!!

[خديجة إبراهيم]

لا أجيد الحديث فيما حدث معي دائماً
فذاكرتي لاتحتفظ التفاصيل بدقة ولا أجيد ترتبيها كماهي
لكن هي محاولة للثرثرة..!!

 

[خديجة إبراهيم]

في الطابق الأول بقسم العناية المركزة
كان منظر المنومين مؤلم بل قاتل
تمنيت أن أهبهم روحي فقط ليفيقوا من غيبوبتهم
وماغير الأجهزة التي حولهم توحي بأنهم على قيد الحياة..!!

في الغرفة المجاورة إعلان حالة وفاة بعد محاولة كبيرة لإنقاذه
وبعد إبلاغ الأهل وصلوا ومابين غير مصدق وبين مصدوم
كانت النظرات تتوسل بأن يكون الخير غير صحيح
لكن القدر أصدق والساعة أزفت..!!

 

[خديجة إبراهيم]

غرفته أتحاشى الدخول إليها مراراً رغم تغيير المرضى المنومين بها
وبرغم مرور أكثر من شهر على وفاته..!!
والمحاولة بفصل المشاعر عن المهنة ليست بتلك السهولة كما يقال
ومازالت محاولة..!!
فهو من الشخصيات التي أثرت كثيراً علي
رحمك الله ياأخي وياأستاذي..!!

 

[خديجة إبراهيم]

أعترف أني بكيت كالطفلة بكيت
بعد أن خارت قوة صبري وتجلدي أمام تلك المناظر المؤلمة
وأنا لا أستطيع أن أقدم لهم غير الدعاء الصادق

في صباح ذلك اليوم حين حضرت مبكرة
وعند رؤيتي لأسماء المرضى ولم أجد إسمه بينهم
قلت في نفسي أنه بالتأكيد قد غادر المشفى
فذهبت لأتأكد من التمريض
ولكني فوجئت بقولهم بأنه قد مات
لم أشعر بالمسافة الى غرفتي كيف أجتزتها
وكيف هربت مسرعة من نظراتهم قبل أن أنهار باكية..!!

اللهم إرحم موتانا وجميع موتى المسلمين