رجل من زجاج

[إيمان محمد ديب طهماز]

بالرغم من أن الفجر قد تلوّن على ضفاف روحك الا أنّ الحياة قد أبدعتك للعين على عكس
ما أضمره بك القدر



ذات ضياع تعثر الليل على حافة الوهم فتمسكت ضارعة بأردان السماء

أتوسل بصراخ تهتزّ له خلجات الصمت .. وتتهاوى له منابر اللاوعي ..

كنت ُ أدرك أن لصمتي حوارا على براق اليقين يعرج بروحي الى السماء السابعة

يدنيني قاب قوسين أو أدنى من يقني

فلا أرجع الا وقد ملأت روحي بكنوز النور من جلال روحه

وملأت جيوب ليلي من نجوم علاه

هكذا انا أتمطى بحزني بين الصبر والألم

وانتظر عباءة الغيب أن تنكشف لي بعد ضياع عن بارقة نور

فأتوسم الخير في كل غيمة واتفاءل بعويل الريح

متجاهلة أنها ذات زأير حطمت من قلبي النوافذ

وشتت من شطّي المراكب

وتركتني على قارعة البقاء أجداث حلم ليس الا



وتحملك لي الاقدار وتحملني لك النوايا الساجدة في حسن ظني

كما تحمل الهدايا للملوك والسلاطين

كنت لك على طبق النور قلبا من محار الغيب تلألأت به الطيبة وتجوهر به الكبرياء

وكنت لي من سحر السؤال وغموضه على حافة الدهشة لا أعلم أحقّ أنت أم خيال

بضع كلمات كنت في سطور( لا أدري )

فصرت لحنا في مزامير غيبي وانشودة تتمزق على أعتابها الأمنيات

ليتك لم تترجل عن صهوات القلم .. ليتك لم تغادر غموض السؤال و استحالة الجواب

ليتك بقيت هناك في مدامع القمر رجلا في خشوع البكاء

رجلا كالسماء جمالها في بعدها وغموضها

لم تعد بي اليك تلك الرغبة المحمومة وقد رفعت ستائر الأمس عن دروبك الأحجيات

ولسعني القرب بصقيع المعرفة

طالما عاهدتني نفسي على الزهد الحكيم بكنوز تحملها أمواج القدر

كنوز من رحم الصدف نحسبها لنا لا علينا

فإذا ما حانت ساعة الحساب دفعنا راغمين للدهر الثمن

وقد دوّنت في سالف العمر مذكرات سذاجة تدعى ( أنا )

مذكرات تحمل جراح البراءة في طفولتي

وانكسار الدموع في طيبتي

تجارب مغلفة بالذهول

وأخرى لم تنفض عنها بعد غبار الفاجعة

دونتها بالخط المريض هناك عند بوابة التجربة

وكتبت تحتها بعبرة الحكيم ( المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين )

فما هي الا صحوة غافية واذ بي على حافة رصيفك بلا مقدمات

واذا بفجر موهن يطلع من أكمام الصباح على خجل

واذ بي على قارعة اللقاء .. وقد أوصد الندم خلفي أبواب الرجوع

ولم أكن أعلم قبل أن دروبك من زجاج وأن ظلاما كان يحجبني عنك في عتمة ناظرة

ليته ما انزاح الظلام وبقيت على ساعات الانتظار أتأمل سماءك المقبلة المدبرة

أيا رجلا من زجاج :

كيف أتقدم بالحوار وكل كلماتي أمامك كالعصف المأكول

وكل دروبي اليك من طريق واحد ومشاعر متفرقة

كيف وقد جعلت بيني وبينك مرايا الشعور وبعثرت على أرصفة الكلام زجاج من غبار النور

وكلما دونت منك خطوة أوقفني صوت أواني البلور تتكسر على شفير هار وكأنك قد أحلت القرب الى

أحجية من رخام تتحايل بين الأرصفة

ويتعبني صراخ ( كيف ) و أنين ( لماذا ) ولهاث ( ماذا بعد )

وقد أعياني الوقوف بين بين انكسار ولا انكسار

بين الرجوع ولا استمرار

وصوتك المتوسل ( لا تتركيني )

كيف اتابع وما كنتُ طيفا بلا خطوات

ولا كنتُ صوتا بلا كلمات

وكيف أعود وكل ودروبك خلفي حطام زجاج وزجاج حطام

وكل أوردتي تتسلق قضبان الوقت عندك

وكل خطواتي ستنزف اقبالا أو ادبار

دماي على بلور عمرك تتقن الرسم بالأحجيات

ويتلون العمر على قدمي الأسئلة

ماذا بعد أيها السراب المدمّى ...؟

وقد تركت على ضبابك أيامي كألوان الطيف

ماذا هناك بعد يا شفاه الرغبة وقد ارتشفتِ دماي بكؤوسه المكسّرة

ولقّنته اساليب الارتواء

هي ذي بحار دموعه قد امتزجت بقطرات دمي فكان الجام على أهبة الانفطار

ماذا بعد وقد انشقت سماء الحيرة فكانت لوحة من بخار

ماذا بعد يارجل من زجاج القمر..

يا رجلا في شراع القدر ..

أفلا تلملم تلك الكؤوس

وقد ملأتها بحنين المساء وبعضي وبعض عواطفي

أفلا تنقّي لي الطريق

أفلا انفراج كي يسير الفجر بين الازمنة

فقد أنهكت الصباح

وتركت الفجر مسجّى بين الشمس وضحاها

يا رجلا من زجاج :

النور بي قد استحال لنار

والنار بي من نور تصبُّري

وكؤوسك البلور يغريها وهج نيراني على صفحات النور

ونيران نوري على خدود انعكاساتها

أفلا تترجل عن سراج اللهب

وتترك للنور حق الجمال بلا شهود

حق الأبدية في زوال لايزول

أفلا تفتح للأجنحة فضاء روحك

فتحلق بك بلا قيود

أم انك في كتاب الدهر جئت على قافية واحدة

وجئنا نحن منه خاطرة بلا قافية ولا حدود

؟

؟

 

[سعيد الموسى]

كل ماقد أقوله ياألحان , أنك ِتأتين بالمفردة ثم تهندمينها بالفكرة حتى تلبسينها طوق الدهشه ...
وكل مالاأقوله أنني ساأحتفظ بك ِ مابين الصمت والخفت حتى أستطيع إيقاظ محاولة الحديث عنك ِمابيني وبيني .
.
.
ألحان مذهلة والله

 

[صالح الحريري]

هو من زجاج ...!
شرخ الحزن صدره حتى تصدع قلبه ...!



وأنتِ هنا ..
مورد لغة تروي حناجر القراءة بماء الأدب ..!


يــ ألحان ..
لعزفك على أوتار الحرف ...
موسيقى تمنح السطور أبجديات الرقص ....!


أهلا بك كثيرا ....

 

[فاتن حسين]

ملحمة كتبت بـ إقتدار..
بنبض مشدود الوتر على إيقاع الفكر والإبداع..
ألحــان..
عميق الترحاب بهذا الألق..!

 

[إيمان محمد ديب طهماز]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعيد موسى

كل ماقد أقوله ياألحان , أنك ِتأتين بالمفردة ثم تهندمينها بالفكرة حتى تلبسينها طوق الدهشه ...
وكل مالاأقوله أنني ساأحتفظ بك ِ مابين الصمت والخفت حتى أستطيع إيقاظ محاولة الحديث عنك ِمابيني وبيني .
.
.
ألحان مذهلة والله

أخي الكريم :

شكرا لله / للقدر
أن هبت نسائم روح من سماوات الغيب
وتنسمتُ منها فراديسا كنت أبحث عنها في غيهب الانهاية

ممتنة لك أن عبرت بقوارب البوح حيث مراساة قلمي

تقديري

 

[إيمان محمد ديب طهماز]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالح الحريري

هو من زجاج ...!
شرخ الحزن صدره حتى تصدع قلبه ...!



وأنتِ هنا ..
مورد لغة تروي حناجر القراءة بماء الأدب ..!


يــ ألحان ..
لعزفك على أوتار الحرف ...
موسيقى تمنح السطور أبجديات الرقص ....!


أهلا بك كثيرا ....

الفاضل صالح :

لو لم تكن الموسيقا في روحك لما تلقيت ايقاعي على هذا النحو الذي أطربك
هو انعكاس للنور الذي تلقته مرايا الجمال في قلبك
فأبدعه اليراع هنا حيث سطوري تنتظر حروفا كحروفك

ممتنة لمرورك

 

[إيمان محمد ديب طهماز]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاتـــن حسيـــن

ملحمة كتبت بـ إقتدار..
بنبض مشدود الوتر على إيقاع الفكر والإبداع..
ألحــان..
عميق الترحاب بهذا الألق..!

الجميلة فاتن :

وما للكلمات من ألق ان لم تسلط عليها الروح بعض أنوارها
فيرتد ماهو منا الينا من جهة القلب وقد تسربل بشفافية الروح عبر بوابة اقلامنا

لروحك التي انارت حروفي بها
فتالق المعنى ايقاعا روحيا
تحية حب وامتنان

تقديري

 

[فرحَة النجدي]

الله يا ألحان !
الله !



ما أجمل ما جئت به ،
كل ما جئت لأقتبس قلت كلا هذه أبلغ و أثرها أعتى !

مرحباً بكِ كثيراً بيننا