مسودّة و .. - الصفحة 2 - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
ارتداد (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 324 - )           »          [ #مَعْرِضٌ وَ تَعْلِيْقٌ ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : ماجد العيد - مشاركات : 8212 - )           »          العيد والغياب!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 6 - )           »          غُربة .. (الكاتـب : نوف مطير - مشاركات : 13 - )           »          الهبوب الصلف (الكاتـب : عادل الدوسري - مشاركات : 0 - )           »          فلسفة قلم .. بأقلامكم (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 3847 - )           »          صالون النثر الأدبي 3 (الربيع ) (الكاتـب : نادرة عبدالحي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 66 - )           »          مَا لَمْ أقله لكـ (الكاتـب : محمد سلمان البلوي - آخر مشاركة : صالح العرجان - مشاركات : 1977 - )           »          بَازَلْت (الكاتـب : عَلاَمَ - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 12 - )           »          ورّاق الشعر [ تفعيلة ] (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 12 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد الهدوء

أبعاد الهدوء اجْعَلْ مِنَ الْهُدُوْءِ إبْدَاعَاً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-12-2010, 05:09 PM   #9
عبدالعزيز رشيد
( شاعر وكاتب )

افتراضي


_9_






بدأت الحكاية بعد كارثة تشيرنوبل عام 1986م فقد شعرت البشريّة لحظتها بانّ العالم سوف يمرّ بخطرٍ مُحدق بعد إنفجار المفاعل النوويّ هنالك غطّت أوروبّا غيومٍ إشعاعيّة وأصبح الجوّ مليئا بالإشعاع في أرجائها أكثر من معدّله الطبيعيّ! الكلّ قال:ياإلهي كم مفاعلا نوويّا في أوروبّا لم يكن تشيرنوبل وحيدا فقد كان هنالك مفاعل في بريطانيا انفجر قبل ذلك ! ولو كان مفاعلا آخر لأقلى بسكّان الجزيرة البريطانيّة في البحر!


بدأت تتشكّل الجعيّات الخيريّة لمتضرّري الإشعاع في بلدان أوروبّا الشرقيّة وبالشرق الأوسط وكافة أنحاء العالم ومن تلك الجمعيّات كانت هنالك ندوات للنقاش وكان من بينهم أصحاب عقول وفكرٍ عظيم قاموا بدراسة الحال بجوانب عدّة وبعد مرور السنين وفي نيويورك وفي اجتماع كان من المفروض أن يكون وديّا ونقاشيّا إلا أنّه أصبح الأساس لتأسيس عصابة هدفها انقاذ العالم من ذلك الدمار وكيف؟ بواسطة قتل العلماء! ولماذا وماذنب العلماء؟؟ الكلّ يعرف أنّ ألبيرت انشتين كان أحد العلماء الذين ضغطوا على ترومان رئيس الولايات المتّحدة الأمريكيّة وأقنعه بإلقاء القنبلة الذريّة على اليابان! تُرى هل كان إصراره من أجل العلم ورؤية التجربة بصورة أوضح؟! وطبعا لم تنسى المنظّمة كيف أنّ ماك آرثر قائد القوّات الأمريكيّة بالمحيط الهادئ كان قد طلب إلقاء 7 قنابل نوويّة على روسيا وكوريا الشماليّة والصين بعد الحرب العالميّة الثانية! ألهذه الدرجة قد تصل الحماقة بإنسان

" عبدالقادر خان كان مستعدّا بأن يفترش الأرض لبيع السلاح النوويّ مقابل حفنة من المال!"
قالها إدغار وعنى بذلك عالم الذرّة الباكستاني الذي اخترع وسيلة أقلّ تكلفة بإمكانها صنع السلاح النوويّ وشكّل ذلك قفزة نوعيّة في علم الذرّة وقد أجبرت الولايات المتحدة الأمريكيّة باكستان على فرض الإقامة الجبريّة عليه , لم يكن عبدالقادر لينجو ولو ثانية واحدة لو بقي على قيد الحياة , كان إدغار قد تبنّى طفلة صغيرة مشوّهة والدها كان يعمل في أحد المفاعلات التي أصيبت بعطلٍ ما ومات أبوها كان لايطيق رؤيتها على هذه الحال وكم تصوّر الفارق بين مايجب أن يكونوا عليه البشر وماهم عليه الآن هو يحتاج لمقدار كبير من التأقلم ليبدو طبيعيّا أمام طفلته المحبوبة وبمقدار هذا التأقلم كان العالم يتغيّر أكثر فأكثر لن يستطيع العالم تحمّل ذلك

على كلّ حال مرّت سنين عديدة والإلكترونات تدور حول النواة والعلماء من خلفها ولم تستطع المنظمة انقاذها لكن تحقيق نتائج ملموسة بدى واضحة كانت المنظّمة نشطة في المجال السلميّ كذلك وخاصة بشأن التحذير من أخطارها لكن الكارثة أن ذلك خلق صورة مشوّهة لبعض المنظّمات السلميّة فقد كان من السهل اتّهامها بالإنتماء لمنظّمة "بيتّا" كما يسمّونها أو كما كانت المنظّمة أطلقته على نفسها فأشعّة بيتّا جزء من الإشعاع لكنّه متوسّط وهم يرون أن الحياة يجب أن تكون كذلك وأن لاتكون جامحة كأشعّة "جاما" اللعينة ولا كأشعّة "ألفا" النائمة!

"العلماء ليسوا مذنبين كلهم"
قال ذلك أندرو في احدى صالات الاجتماعات والتي كانت على هيئة اجتماع اقتصاديّ لاأكثر
وتابع كارليل:
" ماذنب الفرنسي فيلارد الذي اكتشف أشعّة جاما اكتشافه كان بمثابة التحذير ولاننسى كذلك بيير وماري كوري العالم كان في مرحلة الطفولة بالنسبة للذرّة لكنّ البشريّة على مايبدو وصلوا لمرحلة المراهقة بشأن علم الذرّة والأمر خطر ولكيّ يصل الإنسان لمرحلة متعقّلة سيكون قد فات الأوان , نحن لانستهدف كلّ العلماء"
قال أحدهم:
" لماذا لانحاول إقناعهم سلميّا أو نشكّل منظّمة أخرى سريّة وسلميّة تحاول إقناعهم بخطورة مايرمون إليه"
يجيب هوارد وهو أحد كبار المجتمعين:
" من غير الممكن فقد حاولنا كثيرا لكنّ المركز المالي والاجتماعيّ يحول دون ذلك فهم بالكاد يقتنعون بالفكرة من الأساس وكيف يقتنعون وغالبيّتهم يتحوّلون لمستشارين رسميين لجهات حكوميّة في بلدانهم"
ليقول أحدهم:
" لقد استطعنا تعطيل أحد المشاريع النوويّة في أوروبّا وتمكّنا من إقناع المصوّتين بطريقتنا بالتصويت ضدّ ذلك القرار ومايثير المخاوف هو تفكير جنوب افريقيا بفتح الملفّ النوويّ من جديد"
يقول الآخر:
" أوه لاإفريقيا!"
ليقول إيدغار:
" أخشى أن نكون على موعد مع حفل زفاف بين الإيدز والإشعاع!"

 


التعديل الأخير تم بواسطة عبدالعزيز رشيد ; 01-12-2010 الساعة 05:40 PM.

عبدالعزيز رشيد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-12-2010, 05:20 PM   #10
عبدالعزيز رشيد
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية عبدالعزيز رشيد

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 2212

عبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


_10_


"وَقَد زَعَمُوا أَن المُحِب إِذَا دَنَا::: يَمَلُّ وإََن النأي يَشفِي مِنَ الوَجدِ"
* ابن الدمينة


وصل هارولد أو مايكل بيترز من رحلة طويلة إلى أهلة كانوا مشتاقين إليه كثيرا اندفعت أخته بسرعة عندما رأته يمشي عائدا وعانقته طويلا ودخل على أبويه وبدأت حفلة من العناق المحبّب لكلّ مشتاق , لم ينسى هارولد أن يرسل رسالة من هاتفه النقّال إلى خطيبته ليزا
فقد أرسل لها:
" عزيزتي هاقد وصلت الآن لن أخذلك سآخذك معي إلى حديقة الزهور تلك والتي قلت لك بأنّ فيها زهرة تشبهك"
أجابته:
" ظننت بانّك نسيت ذلك كعادتك تعيد الوعد في كلّ مرّة وقد تعيدها مرّة أخرى"
ابستم مايكل (هارولد) من تلك الرسالة وبدأ يحكي لأبويه حكاية التمثيل على المسرح وبعض مدخلاته على السيناريوهات وكيف أنّها نالت أكثر الاستحسان , لم يكن يكسب الكثير من المال من عمله فهو لايحتاج لذلك لأنّ أسرته ميسورة الحال كثيرا لكنّه لم يحتج لأيّ شيء في يومٍ ما , كان يعيد ترتيب حياته بعد كلّ رحلة يعيد ترتيب غرفة قلبه فمن غير اللائق أن يعود وقلبه مليء بالفوضى ! فهذا لن يعجب الساكنين فيه أبوه وأمّه وخطيبته وأخته طبعا! , كان يمارس حياته وكأنّه يلهث من أجلها يستغلّ الثواني وكأنّ أشياء ستفوته في يومٍ ما

 


التعديل الأخير تم بواسطة عبدالعزيز رشيد ; 01-12-2010 الساعة 05:27 PM.

عبدالعزيز رشيد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-12-2010, 05:35 PM   #11
عبدالعزيز رشيد
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية عبدالعزيز رشيد

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 2212

عبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


_11_


"ماهي المافيا؟, يقال أنّها كلمة مشتقّة من كلمة عربيّة وتعني المفاز وهو الخلاص إذ أنّها أسّست في صقلية بهدف إنقاذ المظلومين من محاكم التفتيش لكنّها مع الأيّام أصبحت عصابة هدفها القتل أكثر من إنقاذ الحياة"






كانت ليلة باردة ومليئة بالضجيج أصوات أبواق السيّارات وهطول الأمطار والرعود كلّ ذلك الضجيج الحاد لم يكفي ليخفي ضجيج ضرباتٍ شديدة على الباب الباب وصياح أحدهم ينادي بـ:السيّد إدغار !

"ماذا هناك"
أجاب إدغار بعد أن فتح الباب برعب
يلهث الطارق وهو يقول:
" كارثة هل تعرف والتر؟"
إدغار:
" من؟ والتر!"
الطارق:
" نعم والتر الذي انضمّ كان قريبا من الكثير من عملائنا سمعت بأنّه كان السبب وراء اختفاء العديد من عملائنا!"
إدغار:
" وكيف ذاك؟؟؟؟"
أجاب:
"لقد استطاع زرع عملائه وقد تحقّقنا من ذلك والأكثر من ذلك أنّه يملك الكثير من الأدلة المخبّأة في صدر أسراره ولو كشف عن الكثير سنكون في مأزق"
يواصل:
" هل نتخلّص منه؟"
يجيب إدغار بغضب:
" لاأيّها الأحمق علينا أن نتمهّل هل يعرف بأنّنا كشفناه؟"
يجيب:
" لاأعتقد"
إدغار:
"جميل سأدعوه يوما لأتحدّث معه فمنذ فترة طويلة لم أتحدّث عليه ومن بعدها سأرى"


وبعد بضعة أيّام التقى إدغار بوالتر بدى الأمر طبيعيّ ولم يبدي إدغار أيّ ردّة فعل فهو يعلم أنّ والتر على وشك تسليم اسمه والعديد من كبار المنظّمة للحكومات الاوروبيّة والأمريكيّة مقابل الحماية والمال لكنّه حافظ على هدوئه حتّى أنّه لم يبدي استغرابه عندما علم مسبقا أن والتر محاطا بالحرّاس الشخصيين السرّيين وأن الوصول إليه سيكون في غاية الصعوبة


كان كارليل في غاية الغضب فقد حاولوا إرسال العديد من العلماء لقتلة ولم يستطيعوا فعل أيّ شيء كانت الصعوبة تكمن بأنّ عمليّة القتل يجب أن لاتحتمل إلقاء القبض على منفّذها فالمنظّمة إلى الآن سريّة ويعتبرها العديد وهميّة كحال الماسونيّة غير ملموسة كالمفافيا وهذا سرّ قوتها كان العلماء يؤخذون على حين غفلة لكن والتر محاطا بالحرس السرّين وكأنهم يريدون أن يجعلوا منه طعما!

قال إدغار:
" ليس لنا أيّ حلّ إلا أن نرسل أحدهم ويقتله رغم كلّ شيء وان تمّ إلقاء القبض عليه عليه أن يكون صامتا "
كارليل:
" ولكن من؟ من يستطيع فعل ذلك الأمر في غاية الخطورة"
يجيب إدغار:
" أعرف الشخص المناسب"

الأمر أصبح فعلا في غاية الخطورة المشكلة أن القتل أصبح الطابع السائد في المنظّمة لم يعد قتل العلماء الأشرار يكفي فهاهم على استعداد لقتل آخرين وربّما يقومون بصنع التفجيرات الإرهابيّة لاحقا اختلط الحابل بالنابل ولم تكن هنالك فرصة لكبح جماح ذلك الإنسان متهوّر بطبعه قليل التفكير قبل وكثير التفكير بعد

 

عبدالعزيز رشيد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-12-2010, 06:52 PM   #12
عبدالعزيز رشيد
( شاعر وكاتب )

افتراضي


_12_

لم يمهل الوقت هارولد فقد أتاه اتّصال يطلبه ونادته أخته وهو غارق بالحديث مع أبويه
وقالت:
" أخي هنالك رجلٌ يدعى إدغار يريدك"
هارولد:
"إدغار"! أخذ السمّاعة وقال:
" مرحبا سيّد إدغار"
يجيبه:
" اهلا هارولد , أودّ أن أقابلك وأن أطلعك على أمر في غاية الخطورة "
هارولد:
" لكنّني عدت للتوّ عند أهلي"
إدغار:
" المسألة في غاية الخطورة"
يجيبه:
" حسنا"

يقفل هارولد السمّاعة وبعد أن أقفلت غصّة ما بوّابة أنفاسه "ليس الآن" قال ذلك وهو يمسك برأسه لكنّه لم يتوانى عن تنفيذ الطلب فقد عزّم على الرحيل كان يعتقد أنّها مسألة بسيطة اتّصل بخطيبته:
" ليزا"
تجيبه:
" عزيزي , للتوّ التقطت فرصة لتكلّمني؟ سآتي لزيارتك اليوم حبيبي أرني المكان الذي يحوي تلك الزهرة سأتخيّل زاويتها وبالغد أرني إيّاها لأعرف إلى أيّ قدرٍ سيكون خيالي صادقا معي"
يجيبها بحسرة:
" عزيززززتي"
تقاطعه:
" أعرف لن أقول شيئا وآسفه لأنّك مرغمٌ على إجبار نفسك وكلماتك على الخروج سأعفيك من ذلك " , أغلقت ليزا الخطّ بغضب وهي تبكي
بدأت دموع هارولد تنساب لكنّه أخفى ذلك ليذهب إلى أبويه ويستأذنهما دهشا كثيرا لكنّه أقنعهما بأنّ الأمر مهمّ ولن يطول اقتنعوا أخيرا وحسنٌ فعلوا ذلك فلم تكن هنالك زهرة بانتظارهم!

يطرق هارولد الباب ليفتح له أحدهم ويدخل في المكتب السرّي ليجد إدغار وكارليل حائرين

قال إدغار:
" هارولد الوضع في غاية الخطورة علينا أن نفعل شيئا والتر يكاد يكشف عن العديد من عملائنا إنّهم يحيطون به يريدون أن يجعلوا منه طعما محتملا يعرفون بانّنا نريد التخلّص منه لكن المشكلة من الصعب حدوث ذلك دون مخاطرة وعندما أردنا اختيار الشخص المناسب القادر على كتمان الأسرار "
هارولد:
"ولكن والداي! وليزا وأختي؟؟؟"
كارليل:
"عزيزي هارولد أنت لن تفعل ذلك إلا من أجلهم فكّر بالأمر مليّا نكاد ندمّر المشروع المدمّر والذي تنوي به الدول الأوروبيّة والأمريكيّة الغنيّة بموجبها بناء مفاعلات نوويّة في افريقيا لتتخلّص افريقيا من النفط الذي يسبّب التلوّث على حدّ زعمهم"!
إدغار :
" الأمر ليس بالهل أعرف نريد أن نستأذنك بالأمر ولانستطيع إرغامك على ذلك لكن عملاؤنا لو تمّ كشفهم وهم المتواجدين في مراكز مهمّة سوف تُلغى أصواتهم وينكشف أمرنا وسنكون في عداد المجرمين , وآسف لو قلت ذلك ربّما في عين أبويك لاحقا"!
ارتعش هارولد لم يطق سماع ذلك لكنّه وبإصرار غريب وافق ! يالله كم هو غريب إصرار الإنسان وايمانه ببعض الأفكار هل تعلمون أن المافيا كانت ترسل شخصا ما لقتل أحدهم علنا أمام شاشات التلفزيون؟! هل فكّر كيف أنّه سيكون بالسجن حتما من أجمل ماذا فعل ذلك؟ قاتل جون كنيدي لم يتكلّم ولم ينطق بشيء ومع ذلك أرسلوا له شخصا مجهولا وقتله علنا كي يسكته للأبد الغريب أن القاتل هو الآخر يريد من يسكته لاحقا!!!! إصرار الانسان على شيء ومعتقد حيث يكون على استعداد لخسارة حياته في سبيل ذلك لغزٌ محيّر بالفعل


"جميل"
صاح إدغار
وتابع :
" سوف تكون هنالك مسرحيّة عن المعركة التي الدارت بين وليام الفاتح وهارولد _شخصيّتك المفضّلة_ وسيحضرها والتر!"
هارولد:
" هل تعني ذلك؟"
إدغار:
" نعم وقد دبّرنا أمر تمثيلك بذلك الدور دور هارولد هناك وسنكلّم عن التفاصيل لاحقا"

 

عبدالعزيز رشيد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-12-2010, 07:13 PM   #13
عبدالعزيز رشيد
( شاعر وكاتب )

افتراضي


_13_


"هارولد الذي انقلب على أخيه بعد أن فرض الضرائب العالية وتوّج ملكا وبعد أن قدم أخيه برفقة ملك النرويج لينتقم منه ويقتسما المملكة لكنّ هارولد هزمهم عند ستامفورد بريدج وأنهاء بذلك غزوات الفايكنغ على الجزيرة البريطانيّة نهائيّا بفضل معاهدة عقدها معهم بعد انتصاره لكنّ الوقت لم يمهله فقد كان وليام _الملقّب بالفاتح_ دوق نورماندي قد نزل الى انجلترا قادما من فرنسا مطالبا بالعرش مستغلا انشغال هارولد عنه طبعا التقى جيش هارولد الملك الأصليّ المنهك بجيش وليام الفاتح وهزم وقُتل في معركة هاستينغز ليبدأ حكم سلالة وليام التي كانت تمنع الصيد بالغابات كونها ملكا للملك! وقد تسبّبوا بنشوب حربٍ طويلة سميت لاحقا بحرب المئة عام"



كان الحضور كبيرا فقد كانت المسرحيّة التي ألّفها أحد الأدباء والتي تتحدّث عن هارولد كبطلٍ انجليزيّ وعن وليام كغازي طمّاع كانت بالمسرحيّة العديد من الأمور المثيرة للجدل جلس والتر وهو يحيّ رفقاءه من بين الحضور ويصافحهم كان يبدو مسرورا رغم كلّ مايدور حوله!

ارتدى هارولد الزيّ الخاص بهارولد ! , استلّ سيفه وأشار إلى المكان الذي قدم منه وليام وهو يقول:
" من أجل ماذا عبروا البحر؟ كلّ ذلك العبور كان بسبب جشع بضعة أشخاص على حساب آلاف الأشخاص الواهمين"
كان هارولد متألّقا كان الحديث مهيبا وكان اكلّ مندهشا بدت العديد من المعاني المعبّرة تنساب من كلماته
" لن نسمح لأحدٍ أن يفرض علينا كيف ستكون بلادنا"
" لنغرض هؤلاء في البحر وهناك سيجدون كيف أنّهم بالغوا في طموحاتهم , انّهم لايعلمون أنّهم صنعوا بحرا مميتا بتلك الطموح الجامحة لنغرقهم بها"

وحان مشهد معركة هاستينغز بدى الكلّ مترقّبا سيموت هارولد وكيف سيكون ذلك بالمسرحيّة الكلّ متحمّس جدّا والتر اندمج كثيرا مع المشهد وبدا سعيدا عندما وافقت نظراته نظرات هارولد! , انتظر الحضور لحظة موته وفجأة , يخرج هارولد مسدّسا! لم يستطع أحد استيعاب ماحدث فالعالم لم يكن لملك مسدّسا في تلك الأيّام هل كان الكاتب يسخر منّا؟ لكنّها الحقيقة لم تمضي إلا ثواني إلا وأطلق هارولد بضع رصاصات أردت والتر قتيلا أمام الحضور!!!!

سادت الفوضى الكلّ هرب واختفى إلا هارولد بقي هادئا وكأنّه يقول في نفسه:
" قتلتك أخيرا ياويليام! لن يرى العالم حرب المئة عام"
اندفع رجال الشرطة والأمن والحرّاس الشخصيين لم يتوقّعوا أن يكون القتل بهذه الوقاحة وألقوا القبض على هارولد

 

عبدالعزيز رشيد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-12-2010, 07:22 PM   #14
عبدالعزيز رشيد
( شاعر وكاتب )

افتراضي


_14_

لاداعي للإندهاش لم يكن هارولد إلا عضوا فعالا في تلك المنظّمة وكان قاتلا محترفا! , ألقى بكلّ احلامه بعيدا في سبيل تنفيذ هذه العمليّة كان الأمر أكبر مما نظنّ في مخيّلته فعنده أسبابه لكنّها أبدا لن تكون مبرّرة خاصة عندما يتذكّر حال أبواه وليزا وأخته وهم يرونه يحاكم علنا كونه عضو في منظّمة غلاأحد يعرفها عنها الكثير

" من أنت ؟ ومن أتى بك؟"
قال المحقّق ذلك وهو جالس ومن خلفه نورٌ مضاءً بشكلٍ مزعج
تكرّر السؤال كثيرا وكثيرا ولم يجب هارولد! لقد كانت المحكمة تسير وقد فسّرها الساسة على أنّها جريمة منظّمة في حين أن سكوت هارولد جعلها جريمة عاديّة من أجل حقدٍ ما لم يكن والتر انسانا نظيفا على كلّ حال فكان هذا الاحتمال كبيرا وطبعا لتنتهي المحاكمة على ذلك كان على هارولد البقاء صامتا كلّ ذلك الوقت وهذا مايبدو مستحيلا لقد طالت المحاكمة كثيرا والرأي العام يريد الإجابة على تساؤلاته والدا هارولد لم يصدّقا ماحدث وكيف أنّ ابنهما كان يقرأ نبأ موت ضحاياه برفقتهم يوما! الأمر بدى غير مفهومٍ على الإطلاق
لم تحتمل ليزا أي شيء من ذلك كانت غارقة بالبكاء مفجوعة وكذلك أخته الصغيرة الأمر أصعب من أن يَحتمل التفكير حتّى !

لم تجد المحكمة أي دليل وتمّ الحكم علي بالإعدام بواسطة الكرسيّ الكهربائيّ ! وانتهى كلّ شيء وانتصرت بيتّا وإدغار وكارليل, لكنّ ذلك لم يدم طويلا فقد تمّ تأجيل حكم الإعدام وإعطاء القاتل فرصة للاعتراف وعند ذلك لم يذخر رجال "مافيا بيتّا" وهذا هو أسمها لاحقا أيّ جهد فقد أرسلوا لهارولد مسدّسا وكان قد طلب ذلك على أيّ حال!

 

عبدالعزيز رشيد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-12-2010, 07:34 PM   #15
عبدالعزيز رشيد
( شاعر وكاتب )

افتراضي


_15_


"أضمّك إلى صدري بونابرت"
* رسالة نابليون لزوجته جوزفين

لم يعترف هارولد وكان يكتب كثيرا ويمزّق الأوراق أكثر لم يكن يعرف ماذا يقول لأهله لكنّه استجمع قواه وكتب لهم:
" أبي ,أمّي أرجوا أن لاتشعروا بالذنب بسبب فعلتي تعرفونني جيّدا لاأستطيع الإقدام على أمرٍ جلل إلا لشيءٍ ما أرجو أن تقدّروا ذلك كيف أنّني تجاهلت كلّ حياتي وأحلامي في سبيل مافعلته وصدقا أقولها كان ذلك من أجل الجميع "

" أختي الحبيبة تركت لكِ حلوى لذيذة نسيتك أن أعطيك إيّاها أرجو أن تدفنينها مثل البذور فقد تنبت في يومٍ ما , أحبّك"

" عزيزتي في كلّ مرّة أعدك أكاد أدرك بأنّني سأخذلك لكن هذه المرّة لاأستطيع تخيّل مرارتي الآن أقول لك فعلا سأخذلك إلى الأبد على مايبدو أحبّك ولم تكن تلك الزهرة التي أعدك بها إلا زهرة رسمها وكانت موجودة في غرفتي كنت أفكّر بوضعها هناك مسبقا هلا أخذتيها من غرفتي قد نلتقي عندها , من يدري يقولون بأنّ العالم الآخر أجمل وأن الناس هنالك في غاية اللطف يعزل فيه الئام مع اللئام والطيّيبون مع الطيّيبون وأنا واثق بأنّني سأكون معهم عندها سأطلب مساعدهم كي أستطيع تدبير فرصة لزيارتك في أحلامك أحبّك أدرك بأنّ ثرثرتي قد تزعج لكنّكِ قلتيها يوما أحبّك عندما تزعجني أكثر آه لاأستطيع التفكير بفراقك لهذا أكتب لكِ وكأنّني سأبقى معك لن أعدك بذلك بل سأكون كذلك"

لم تنفع المهلة في شيء تمّ الحكم النهائيّ وهمّ رجال الشرطة بالدخول لزنزانته كي يقتادوه للإعدام

وقبل ذلك وقف هارولد وحيدا وهو يبكي فقد كان يرسم على الجدار بدموعه من أجل الحياة نموت وان كانت حياة غيرنا , وأخرج المسدّس الذي تمّ إيصاله إليه ليضعه على رأسه ويطلق رصاصة الرحمة على نفسه!



تاركا رسالة أخيرة يقول فيها :
" من فضلكم وفّروا الكهرباء الذي تريدون بهي قتلي فهو يكفي لإضاءة غرفة لأحبّائيّ"

 


التعديل الأخير تم بواسطة عبدالعزيز رشيد ; 01-12-2010 الساعة 07:41 PM.

عبدالعزيز رشيد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-13-2010, 01:33 PM   #16
عبدالعزيز رشيد
( شاعر وكاتب )

افتراضي


_16_


"مالك ومامالك وهل يوجد مثل ذلك؟"
*علي بن أبي طالب _رضي الله عنه_

رحل هارولد أخيرا وإلى الأبد لقد بدى الأمر محزنا جدّا لكبار المنظّمة فهم أسفوا على فقدان ذلك الشاب المهذّب اعتبروه شهيدا في سبيل البشريّة خاصة عندما ألغى البرلمان الأوروبّي أخيرا قرار بناء مفاعلات نوويّة لأهداف سلميّة لدولٍ افريقيّة إذا لم تذهب روح هارولد سُدى

العالم أصبح أكثر انتباها فلاتزال تلك العمليّة غامضة المعالم وملامح منظّمة بيتّا أو مافيا بيتّا كما يسمّونها غير واضحة , لكنّ تأثيرها بدى أكثر وضوحا

"السلام أمرٌ محبّب لكنّ البشريّة بحاجة لدفع الكثير كي تحصل عليه"
هوارد قال ذلك أثناء أحد الاجتماعات بعد أن فكّروا بالتخفيف من عمليّات القتل والترهيب لقد أحسّوا بأنّهم قتلوا الكثير فعلماء الذرّة حاليّا باتوا أكثر خوفا وأقلّ عددا بل انّ الحكومات تقدّم المنح الماليّة للإغراء!

سنين طويلة مرّت وهاهو إدغار وعلى كرسيّة يقف وهو يتذكّر منظّمة بيتّا التي حلّت نفسها أخيرا وتفرّق أصحابها وفضّلوا الحياة بعيدا عن الضوضاء لكن كانت البيتّا مرحلة لاتُنسى كالمافيا ربّما كانت ظروريّة لزرع مفاهيم جديدة وان كانت بطريقة عنيفة وخاطئة كليّا , إدغار كان قد دفن الطفلة التي تبنّاها وكره كلّ ماتبقّى من حياته أحسّ أن البشريّة تسير وهنالك رحمة ربّانيّة ستتكفّل بكلّ شيء


كانت الحكاية قد انتهت فعلا لكنّ النهاية أتت بقصصٍ أخرى ربّما اختفت بعضها خاصة لبعض أعضاء المنظّمة فالزمن التهم كلّ شيء ولم يبقي إلا القليل

لكن أهمّ ماتبقّى من تلك الحكاية أن هنالك أناس إلى يومنا هذا يعتبرون المنظّمة حكاية من نسج الخيال!

 


التعديل الأخير تم بواسطة عبدالعزيز رشيد ; 01-13-2010 الساعة 01:36 PM.

عبدالعزيز رشيد غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:24 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.