.
.
سأطعَنُ النّصَ في خِاصرتِهِ، حتى لا يستمرّ أكثَرَ مِنْ ذَلِك!..
حتى يتجنّبَ الصورَ المُتداخِلة، و اضطرابَ الضبابِ الذي غشّى دواخِلَ الواقِع..
ليخرج من ضائقة التفاصيل ، إلى سِعةِ الذاكرةِ الأبديّةِ، حيثُ ننسى في الظاهرِ كلّ شيء، ولا نَنسى في الواقِعِ أيّ شيء!..
سأطوي الحديثَ ، و دفقاتِ الدهشةِ التي تحومُ على أصابِعي الراجِفَةِ و أتعالى على اللحظة و أنا أمسحُ العرَقَ عن جَبينِ الارتِباكْ..
سأستَنِدُ إلى الاستِبداد في داخلي،
و إلى الكبرياءِ في ملامحِ وجهِك..
و أتدّثرُ بالخاتمة:
دَعْ عَنْكَ كلّ ما سَبقَ من لغوِ الأحادِيثْ التي بُحتُ بِها، لَكْ..
كلَّ ما كُنتُهُ ، كلَّ ما كَتَبتُهُ ، كلَّ ما عِشتُهُ..
لقَدْ كانَ مَحضَ تَجدِيفٍ باللّغَة!..
إغراقٌ سَفيهٌ للمعاني على هيئةِ جُمَلٍ طافية فوقَ النصوصِ العتيقةِ المُتهالِكة!..
جرّدْ عَقلَكَ منّي، مِنْ حِرفَتي في مُراوغةِ الدلالاتِ، و مِنْ غوايَةِ التراكيبِ الناضِجة!..
و اعلَم، آخراً، أنّني ابنةُ غيمةٍ ، لا حيّزْ لي في هذا العالِم!..
محضُ قطرةٍ، أتكاثَفُ و أضيع..
أتبَخّرُ و أتلاشى..
لا أثرَ حقيقيّ لي!.
لا رائحة حقيقيّة لي!..
.
.
.
و نعودُ إلى ما كنّاهُ دوماً..
شياطينُ شقيّة تسخرُ مِنْ الحياة!.