فِي لَحْظَةٍ سَكْرَى بِخَمْرِ صَبَابَتِيْ
تَاهَتْ مَرَايَا الَّلَيْلِ يَوْمًا فِي دَمِيْ
وَتُحَبِّرُ الصَّمْتَ الَّذِيْ يَغْفُوْ عَلى أَوْرَاقِيْ
يَا يَوْمَ تَعْبَقُ وَرْدَتِيْ
تَنْدَاحُ مِنْهَا مُقْلَتِيْ
وَتَجُوْدُ شَمْسُ الْوَصْلِ بِالإِشْرَاقِ
وَتَهِيْمُ فِي رُوْحِيْ بَقَايَا مُهْجَةٍ
وَتَثُوْرُ أَشْوَاقِي عَلى الأَشْوَاقِ
الَّلَيْلُ يُرْسِلُ أَنْجُمًا
تَرْنُوْ إِلى تِلْكَ الرُّؤَى
وَيَجِيْءُ مُشْتَاقٌ إِلى مُشْتَاقِ
يَا هَذِهِ الْمُثْلى كَرَامَتُهَا بَدَتْ
كَصَحَائِفِ السِّفْرِ الْمُخَبَّأِ تَارَةً
كَالْخَمْرِ فِي كَاسَاتِهَا
وَالدَّمْعِ فِي الأَحْدَاقِ
وَالسَّامِرُوْنَ مَضَوا هُنَا
لَمْ يُثْنِهِمْ صَعْبٌ وَلا نَامُوا عَلى الإِخْفَاقِ
وَدَفَاتِرِي الْخَضْرَاءُ وَحْيُ حِكَايَةٍ
مِنْ عَهْدِ بَلْقِيْسٍ وَعَهْدِ بُثَيْنَةٍ
كَتَمَازِجِ الأَرْوَاحِ بِالأَعْذَاقِ
وَتَدَاخُلِ التَّارِيْخِ بِالأَنْسَاقِ
لِلْمَاثِلِيْنَ طَرِيْقُهُمْ
عَبَثًا يَطُوْلُ الدَّرْبُ بِالأَعْنَاقِ
وَأَنَا أُفَجِّرُ أَحْرُفِيْ
وَأَجُوْلُ فِي أَعْمَاقِي
خَمْرِيْ تَرَاتِيْلُ الْهَوَى
وَالْكَأْسُ مِنْ وَحْيِ الْقَصِيْدِ فَمَنْ يَكُوْنُ السَّاقِي ..؟!
يَا أَيُّهَا الْغَافِيْ أَدِرْ كَأْسًا لَهَا رُوْحٌ شَدَتْ
حَظِّيْ مِنَ الدُّنْيَا جَمَالُ عُيُوْنِهَا
وَلَقَدْ رَضَيْتُ بِقِسْمَةِ الأَرْزَاقِ
وَأَنَا الْمُتَيَّمُ مِنْ خِلالِ صَحِيْفَتِيْ
مِنْ أَيْنَ لِي السَّلْوَى
› شعر: عبد الإله المالك الجعيب š