في كنـف النـرجـس !

[محمود الجندي]

يا من كل نجمات الكون تسكن بين عينيكِ
هل أخبرتكِ أحاديث أصابعي بطول مسرى ليلكِ
و كم اشتاقت لـ إختراق مدى مسافاتك
من أقماركِ الساطعة و حتى أخمص قدميكِ
كي تسكن مدائن صدركِ
لتحترق بــ ناركِ وهي ترافق ظلكِ
فلا تسأليني
كيف لا أرى نور الفجر إلا في بريق حلم يسكن وجنتيكِ
وأسمع همهمات الصمت كطائر عشق يغرد بين شفتيكِ
بينما نسيم الصباح يستعير منكِ
عنفوان شاطئيكِ
حين ينام عصفور الهوى بين نهديكِ
وجدائل شعركِ أراها و قد غفت على خاصرتيكِ
قيداً محموماً يقيدني بــ سلاسل تستمد نورها من وهج ضفتيكِ!



رسم و نفش نورس النيل

 

[محمود الجندي]

معكِ أدركت أنه
"ما الحب إلا لــــ قارئة الفنجان
وبكِ اكتشفتُ أن الربيع
لا يأتي إلا إكراماً
لــ رشفة واحدة !

 

[محمود الجندي]

على أجنحة النوارس
تقمصي من الشمس حكايات الأفول
و اقتاتي من تنهيدة إغترابي فيكِ
و أهذي ما بين نبض الشريان
بهذيان أنثى اللوتس والجلنار
و دعيني أشعل فتنتكِ المكتنزة في لجية إبهامي
المصلوب على أغنيات ناي جرحي
وأزرع في روح الأرجوان رنين جواهري
تتوق إليه مخالب جموحي
أتيمم بـ زمزم أمنياتي
و تغتسلين أنتِ كـ كليوباترا
ببعضٍ من طلاسم أوكتافيوس
إحتضاراً لمدن العطر
وعلى أطراف الكوثر دعيني أنحر حميمية التكوين
فــ أشكلكِ بــ أناملي شهقة مدى
وأكتبكِ يقيناً رجل المنفي و الملكوت !

 

[محمود الجندي]

أيا حلمي المعقود
على جناح فراشة ربيع
لاتدعينى من نبيذ خمرك أفيق
أدرك أني أعيشك بعثرة صمت حنين
حين يشتعل الشوق في جسد الزهر حريق
و أنتِ بين مساحات ظمأ السنين
مقيدة كـ طير سجين
فـ دعيني أنزع عنكِ رجفات طفل حزين
و ارسم البسمة على شفاه توق الأنين
في منفى وطن كتبته الأقدار حلم شهيد
حتى يغفو عصفور البراري في مستقر النعيم
يا وطناً وحيداً لـ أهازيج الخدر المقيم!

 

[محمود الجندي]

تهندمت الأحلام أمام ضجيج الأمواج
تبحث عن بقايا الظل القابع في زوايا الأحلام
و الأماني متكئة على لحن أغنية عذراء
و على صدر الهزيع الأخير من ليل العناق الطويل
يغمر ماء البحر سفينة الوعد الأكيد
و دليل القبطان لـ أرض اليقين
ضوء نجمة عشتار و رعشة عُصفور الحنين
و هو مسجى بين سراديب الأنين
حتى تعثرت روحه بظل الياسمين
حين بزوغ فجر ليلة عيد صلاة العاشقين !

 

[محمود الجندي]

في عيون بئر الهوى
حين تتهادى في رباكِ ملامح لـ شفاه غرقى
و اظل أبحث في عيونك عن مداري
يشتهيكِ حلماً كهفياً
قرات فيه هذيان المطر شفغا يأسر الوجدان
استفز صمتي رعشة الجليد فوق أهدابك
و حتى ذلك اللون الوردي المرسوم بين حورعينيكِ
فبعثر العناق كل أضلعي
وـ أسرعناالخُطى للرحيل نحو كهف متاهة
حتى أبكتنا ترانيم هديل الحمام
و نام الموج الهادر على صدر الأعاني !

 

[محمود الجندي]

قيثارة مساء



بوهج غنجك دفؤها يمتد لحضارة من ألف عام
تقطن بين وسائد الدهشة
بقبلة قمر مذاقها كـ لوعة سُكرة اشتياق
فتشاطرنا نكهة المساء و شذى زهر الأقحوان
لذة الحلم المسافر في عيون فجر الميلاد
فكيف لا أسكن نبض الخافق
و صحوة المطر لا يتوقف ربيعها عن ظل التوحد
سوى بغفوة سكون تشعل الحرائق في صمت الأرائك!

 

[محمود الجندي]

كيف لا أمنحكِ زورقاً مخملياً
يجمح نحو لجين البحر
و يطوف بكِ مدن الحلم
لتظلي أنتِ و لا سواكِ
حكاية عذراء القمر التي رقصت
رقصة الموت المشتهى على
أجنحة نورس غزير المطر !