مدرسة الحب - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
(( أبْــيَات لَيْسَ لَهَــا بَيــْت ...!! )) (الكاتـب : زايد الشليمي - مشاركات : 15 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75148 - )           »          فلسفة قلم .. بأقلامكم (الكاتـب : سيرين - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 3845 - )           »          غياب القناديل (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 3 - )           »          تخيل ( (الكاتـب : يوسف الذيابي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 428 - )           »          ورّاق الشعر [ تفعيلة ] (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 5 - )           »          بُعدٌ جديد ! (الكاتـب : زكيّة سلمان - مشاركات : 1 - )           »          عَـيني دَواةُ الحـرفِ (الكاتـب : حسن زكريا اليوسف - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 4 - )           »          " قلطة " : اقلطوا .. (الكاتـب : خالد صالح الحربي - مشاركات : 94 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 423 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد الهدوء

أبعاد الهدوء اجْعَلْ مِنَ الْهُدُوْءِ إبْدَاعَاً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-29-2009, 11:46 PM   #1
عبدالرحمن القاضي
( شاعر )

الصورة الرمزية عبدالرحمن القاضي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16

عبدالرحمن القاضي لديه هالة مذهلة حولعبدالرحمن القاضي لديه هالة مذهلة حول

Smile مدرسة الحب


قصيدة مدرسة الحب ..
في هذه القصيدة أراد نزار أن يجعلنا نقرأ في كراسة الشوق قصة حب تغزل نسيج الجمال .. فنتفق معه في محطات الأبداع وروعة التصوير..ثم نعود لنختلف معه في دخول بعض سراديب العقل المظلمة ..ويعترف لنا بهذا التجني ولكن لانختلف على عمق شاعريته وقوة شعره أبداعاً رائعاً في بديع الشعروإن عارضناه في بعض المفاهيم .
وحيث أن القصيدة أوجه عدة .. نسلط الضوء على مدرسة الحب من زواية واحدة نخرج من خلالها بإنطباع يحكي لنا حال الشاعرفي هذه المرحلة .
علمني حبك أن أحزن ..
عندما تقرأ هذه الجملة كمدخل لتعبيروجداني يتبادرللذهن بأن هناك عتباً أوتذمراً من هذا الحب .. ولكن ..
وأنا محتاج منذ عصور
لمرأة تجعلني أحزن
نقف مذهولين مع هذا الحس الغريب فكيف لهذا الشاعرأن يتحررمن ديباج الحياة ليرتدي أوجاع الزمان بإرادته ..
وكأنه أراد أن يهمس في أسماعنا بأنه سئم خمول المشاعروأباح القيد.ثم يسترسل قائلاً
لمرأة أبكي فوق ذراعيها .. مثل العصفور
هذه الصورة الرومانسية والتي يبحث عنها شاعرنا .. تجعلنا نعود إلى علم النفس لنبحث عن تشخيص لهذا العطش العاطفي ولكن عندما ندرك بأنه الشاعر..
نتذكرأنه الرجل الذي لايفارق طفولته حسّ مرهف .. مهما أنطوت به السنون وكأنه يعبث في دائرة الحب بحثاً عن لذة الحنان ليرتمي كالعصفورطفلاً في ذاك المهد الدافئ
لمرأة تجمع أجزائي
كشظايا البلورالمكسور..
أراد نزارأن يشعرنا بأن أجزاءه المبعثرة بين هموم الحياة .. لاتكفيه حزناً .. أو لاتثيره جرحاً ..فهي متاعب الزمن يقابلها بجلد الكفاح وصمود الصبروالتصبررغم أنها شفافة جداً كالزجاج الرقيق "البلور"تطايرت فوق أعباء الزمن وهذا يعطينا أحساساً بأنها تنبع من الشعورلشفافيتها .ولعل ثورة بركان الحب وهيمنة الشوق قوة تفوق قوة الزمن ولينفتق الأفق ويسبح الفكرفي مدن الأحلام ..وهذا ليس جرحاً في حساب الشاعربل هوتضميد الجراح ..
علمني حبك سيدتي أسوأ العادات
علمني أفتح فنجاني في الليلة آلاف المرات
وأجرب طب العطارين ..واطرق باب العرافات
نقف نتأمل ما هي مكتسبات نزار في مدرسة الحب .. أسوأ العادات "أفتح فنجاني"
أطرق باب العرافات "نشعربالعتب بل نشعربالغضب ..ونتساءل لماذا هذا الأنخراط في هذا الوهم الخرافي المحظور؟ وقبل أن نرفع
التهمة أونؤكدها .. نعود قليلاً إلى قوله ..
"علمني حبك سيدتي أسوأ العادات "فنقف أمام هذا الأعتراف ونتعامل مع هذا المحب معاملة الفاقد للوعي .
علمني أخرج من بيتي لأمشط أرصفة الطرقات
وأطاروجهك في الأمطاروفي أضواء السيارات
لايزال يتكلم عن مكتسباته من الحب ..
ولعل هذه المكتسبات الجديدة تجعلنا نؤكد حالة اللاوعي .."ونرفع التكليف"
فقد نراه في خدرالحب وحبيبته قد أنتزعت عقله ورمت به في غيب الزمن ..ثم أنتشلت قلبه وأيقضت براكين المشاعر..ليبدأ في المطاردة وهوأعزل العقل ..فوق أرصفة الطرقات،ولنا أن نتخيل ذاك المتيم وهويلهث وراء أنعكاس الضوء .. في الماء .. كحبات اللؤلؤ يتساقط أمام عيناه ويتلذذ بهذا البلل وبهذا السقم الطاغي ويخال له محبوبته كخيوط الذهب بين هذه الأضواء المتبعثرة بهذا الجمال .
والملم من عينيك ملايين النجمات
ماذا يقصد شاعرنا .. من ملايين النجمات ..
فإذا كانت هي من تجمع أجزائه أليست هي محبوبته ..ومن أحبته ؟..وعيناها هي فهرس مشاعرها ؟!..والنجمات ..هي دلائل تحديد الأتجاهات ..فشاعرنا يقرأ في عينها حقيقة المشاعر..ولكن ملايين النجمات تعطينا شعوراً بالكثرة غيرالمعقولة وهذا يشعرنا بأن الشاعريعيش حالة توهان ..ويؤكد لنا ذلك في قوله ..
يا إمرأة "دوخت الدنيا"..ياوجعي .. ياوجع النايات
لايزال مستغرقاً في غفوته وتوهانه "دوخت" فهو لايرى في الكون سوى من يحب .. وكأنه تصورهذا الكون يشاطره غفوته لذا قال "دوخت الدنيا"ولعل عذره ..
"ياوجعي "ثم "ياوجع النايات"..
فالناي عازف الحزن يتوجع وشاعرنا يرى هذا الأنين بتأثيرمحبوبته ..وهذه الأسقاطات تنم عن حال الشاعر..
أدخلني حبك سيدتي مدن الأحزان
وأنا من قبلك لم أدخل مدن الأحزان
عند هذه الجزئية الموجعة من القصيدة نشعربأن شاعرنا حقق غايته "وأنا محتاج منذ عصور.. لأمرأة تجعلني أحزن ".
وهو لم ينكرهذا الأحساس المنشود أويتذمرمنه ..فقد ناداها "سيدتي" وهذا أعتراف منه بالقبول .
ولكن هل يجوز لنا أن نقول بأنه أدرك الخطأ ويفكرفي الخلاص من هذا الحزن .
لم أعرف أبداً أن الدمع هوالإنسان
إن الإنسان بلاحزن ذكرى إنسان ..
أجاب بتأكيد يقطع الشك بأنه ليس في حالة تراجع .. بل في قمة الرضا ..
ولكن هذا الأدراك "لم أعرف" ألم يكن موجوداً عند شاعرنا من قبل ؟!
دعونا نفرض بأنه لم يدرك هذا الشعور إلا بعد أن عاشه .. فلماذا قال ..
وأنا محتاج منذ عصور.. لامرأة تجعلني أحزن ..
هنا يتأكد لنا أن الشاعرلم يدرك حقيقة الأنسان وجمال إنسانيته إلا بعد أن التفت على قلبه مشاعرالحب ..
لذا هو في حالة ندم على عصوره السابقة التي لم يداهمها هاجس الحب .
وهذه القضية تجعلنا نقول،شاعرنا يرى بأن الأنسان تتجلا أنسانيته في تجلي مشاعره حباً وبهذا الحزن وجد ضالته التي لم يدركها إلا بعد أن دخل مدن الأحزان ..
"حباً"
علمني حبك أن أتصرف كالصبيان
أن أرسم وجهك بالطبشورعل الحيطان
هذه الجزئية من القصيدة ، جعلتنا نؤكد تغييب عقل الشاعروعودته إلى ماقبل النضوج الفكري "حساً" في مراهقة الصبا ويؤكد لنا ذلك ..
يا امرأة قلبت تاريخي ..
فهويرى هذا التغييرفي تصرفاته وسلوكه هو أنقلاب سنوات عمره وكأنها إشارة العودة إلى زمن الصبا
إني مذبوح فيك إلى الشريان
هذا تأكيد على الأنتماء وأعتراف يؤكد تسلط الحب وأذهال الشاعر..فهي السبب في قلب التاريخ ..ويؤكد ذلك ..
علمني حبك كيف الحب يغيرخارطة الأزمان
لانختلف بأن شاعرنا في هذه الحالة يعيش هذا الشعورفيكفيه عذراً بأنها قلبت تاريخه ..وفي هذه االأنقلاب ،من الطبيعي أن تتغيرخارطة الأزمان في حس الشاعروينموهذا الشعور..
علمني حين أحب تكف الأرض عن الدوران
يعود بنا شاعرنا إلى "يا امرأة دوخت الدنيا" ويؤكد لنا مفهومنا بأنه يلغي كل الكون في تغييب عقله ولايرى سوى ثورة الحب وبهذا الشعورلايرى الأيام كما هي في الزمن .. بل توقفت عقارب الساعة ..عندما قلبت هذه المرأة تاريخية .. وغيرت خارطة الأزمان لذا جازله أن يرى بأن الأرض تكف عن الدوران ويعود عمره شعورأ بل يتوقف على زمن الصبا .
علمني حبك أشياء .. ماكانت أبداً في الحسبان..
هل نفهم بأن كل هذه الأشياء التي ذكرها من تغيرات كانت بالحسبان وقدم ليتعلمها في مدرسة الحب إذاً ماذا كانت تخفي له هذه المدرسة من جديد في مفاهيم الحب ؟
فعلينا أن لا نتفاجأ لوتجاوزبنا هذا الشاعرحدود الجنون إلى عالم قد لاندرك له مسمى تحت أكاديمية الحب .
فقرأت أقاصيص الأطفال
بدأت تداهم عقله الأساطيروالتخيلات
الكرتونية ..
دخلت قصورملوك الجان
أكد لنا هذا التصديق بالخرافات ..وبذلك وصل الشاعرإلى عرش ملوك الجان ..فان كنا نعرف حقيقة أو وهماً بأن الجان تغيرفي مفاهيم البشر"لبساً"وشاعرنا عند قائد قانون التغييرلذا جازلنا أن نقول بأن شاعرنا تجاوزمرحلة الغفوة لمرحلة الغيبوبة ..فشلت حركته ولم يبق له .. سوى الأحلام .. ويؤكد لنا ذلك ..
وحلمت أن تتزوجني بنت السلطان
لقد أسترخت كل قواه وبدأ في أغفال الواقع واستدراج الأحلام فالسلطان هنا .. هو من حول حاله إلى هذا الحال وهيمن على عقله أنه الحب .. ومن هي بنت السلطان ..هي من تنتمي لهذا السلطان "الحب"إنها الحبيبة .. أمرأة يبكي فوق ذراعيها "
تلك العيناها أصفى من ماء الخلجان
تلك شفتاها اشهى من زهرالرمان
هذه الصفات التي يحلم بها شاعرنا في حبيبته ..ثم يتمادى في الحلم .
وحلمت أني أقطفها،مثل الفرسان
عندما نضجت حباً وتحققت حلما قطفها شاعرنا بفراسة أحلامه ..
وحلمت أني أهديها ..أطواق اللؤلؤ والمرجان ..
هنا حلم يعبرفيه عن عمق شوقه وصدق شعوره بالحب فهو لم يكفيه طوق بل أطواق ..
اللؤلؤ والمرجان ..
علمني حبك سيدتي .. ما الهذيان
هذه النتيجة المنتظرة .. لمن يعيش في اللاوعي "علمني" يقصد الحب .. ماذا علمه ؟
علمني أخرج من بيتي لأمشط أرصفة الطرقات
واطارد وجهك في الأمطاروفي أضواء السيارات
علمني حبك أن أتصرف كالصبيان
علمني أشياء ماكانت في الحسبان
دخلت قصورملوك الجان ..
كل هذه الأشياء وغيرها تعلمها في مدرسة الحب ..نعم ..إنه الهذيان "تحت مظلة يقظة براكين المشاعر.."بعد أن بدأ يهذي شاعرنا ماذا حقق له الحب ..
علمني كيف يمرالعمرولاتأتي بنت السلطان ..!!
شاعرنا أراد أن يقول لنا بأن كل الذي ذكره في مدرسة الحب كان بفعل السلطان "الحب" ولكن بنت السطان "الحبيبة"لاتزال هاجساً يحلم به شاعرنا ويتعذرتحقيقه ..
وهذه المدرسة تعطينا حقيقة رائعة ..بأن الشعورلاينتمي إلى بشربشكله ولكن إلى كل مضمون جميل في ذات الأنسان ..ليكون الأنسان أنسان ..
لم أعرف أبداً أن الدمع هوالأنسان
إن الإنسان بلا حزن ذكرى إنسان
فحقيقة الأنسان تكمن في شعوره "الدمع هوالأنسان"ولولم يتحقق هذا الأحساس الجميل ..سيكون هذا الأنسان أجوفاً صامت الحواس لايشكل إلا ..ذكري إنسان "..
.
بقلم الأستاذ : محمد الخضيري ..

 

التوقيع

[poem=font=",5,blue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
ظنّوا الرقي بترك الدين لوعلموا = قد صافحت كفّهم كفّي ابي لهب
سيروا على وضح القرآن واعتصموا = بحبله ، فبه تسعون للغلب [/poem]
.
بدرشاكرالسّياب ...


التعديل الأخير تم بواسطة عبدالرحمن القاضي ; 12-29-2009 الساعة 11:55 PM.

عبدالرحمن القاضي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:02 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.