الدوسري مسفر:عافت ليس استثنائيا..!

[حابس المشعل]

احياناً تجد نفسك مجبراً على ارتداء ماتيسرلك من الغباء
فقط كي لاتتهم بالذكاء ويتم نفيك خارج حدود (الرغيف)!
وللمعلومية فقط: نشر هذا الحوار في مجلة وضوح (لاأذكر في أي عدد) تحت ادارة: راشد الجادلي وانثى ما!
راشد الجادلي هو: حابس المشعل / وانثى ما: هي الأخت الكريمة فرح الغامدي



1/ بدأت مع مجموعة كبيرة من الشعراء الا انكم
لم تتمكنوا جميعكم من الوصول الى النقطة الأهم(النجومية) بإستثناء عافت!
هل الذكاء له دور في هذا الفشل وفي هذا النجاح( العافتي) مثلاً؟!!

ج1: هل النقطة الاهم في الشعر هي: الوصول للنجومية؟!
ألا قاتل الله ثقافة "الفاست فود" وستار أكاديمي وإعلام الشعر الشعبي على هذا التسطيح الثقافي،تغيب القيمة الإبداعية وتتجلى الروح الإستهلاكية للفن والتي تظل تلهث تبحث عن "نجم" ما..
لا ياسيدي.. النقطة الاهم في الشعر هي الوصول لـ.."الشعر" ولاشيء سواه!!
ولكن دعنا نتجاوز إحدى صور مآسينا ونعود للسؤال،أنا اعتقد أن فهد ليس إستثنائيا بنجوميته فقط ولكن بشاعريته أيضا،وهذه ليست موضع خلاف ،ومع ذلك اقول إن لك أن ترى من النجوم ماتريد ،وتتجاهل ماسواها،ولكنك بالتأكيد لن تلغي بذلك السماء بما حفلت من الضؤ..إنك لن تلغي نجومية مساعد الرشيدي،ونايف صقر،وناصر السبيعي مثلا بجرة "وهم" فقط لأنك لاترى.. ولن تلغي نجومية صالح الشادي، وطلال حمزه، والحميدي الثقفي فقط لأن عينيك يعميهما مزيد من الضؤ!!
لا ياسيدي.. في السماء المزيد من النجوم..ولكن هل في عينيك المزيد من الافق لاحتوائها؟!


2/قصيدة مسفر عبارة عن: روح بدر عبدالمحسن وفن فايق عبدالجليل
اي انها بلا هوية خاصة تدعمها لتحقيق ذاتها والتحليق خارج حدود السرب
ماقولك؟!!
ج2: أنا اعتقد أن السائل يقع ضمن احد الإحتمالات التالية:
الاول: لم يقرأ تجربة فايق عبدالجليل.
الثاني: لم يقرأ تجربة بدر بن عبدالمحسن.
الثالث:لم يقرا تجربة مسفر الدوسري
الرابع:لم يقرأ أيّا من التجارب المذكورة اعلاه.
الخامس(وهو الكارثه):أن يكون قد قرأ تلك التجارب جميعا ولكن لم يستوعبها،وإلا كيف يمكن أن تتطابق تلك التجارب أو بعضها بالرغم من إختلاف كلّ منها من حيث التكنيك وبناء الصور وطريقة التناول بل وحتى المفردات،ناهيك عن إختلاف روح كل شاعر عن أي شاعر سواه؟! السائل يقول في سؤاله:"إن قصيدة مسفر عباره عن "روح" بدر بن عبدالمحسن و"فن" فايق عبد الجليل..حتى لو سلمنا بصحة هذا الرأي لكفى بان نقول أن قصيدة مسفر تختلف عن قصيدة كل من بدر وفايق،لأنها ناتجة عن علاقة "جدلية" بين قصيدتين،ولكي اوضح اكثر أقول أن اللون الاخضر هو نتاج علاقة جدلية بين اللونين الأزرق والاصفر،ولكنه يظل ذلك اللون الاخضر،ليس أزرقا وليس أصفراً،لون يختلف عن كل الالوان الاخرى

3/مسفر هل تعتقد ان الجماهيرية هي المقياس الحقيقي لنجاح الشاعر ومدى
تقبل الشارع الشعبي لطرحه؟!
واذا كان الجواب(نعم)..هل يمكن أن نعدّ أنك احد الغير مرغوب بهم خاصة وان امسياتك تفتقر للحضور الجماهيري الملفت!!
ج3: قلت رأيي بهذا الموضوع مرارا وتكرارا في حوارات سابقة،أنا لست ممن يؤمنون أن الشعر "بوستر" إعلاني يهدف إلى جمع أكبر عدد ممكن من المؤيدين،وهو بالتأكيد ليس مباراة لكرة القدم يظل الجمهور المحرك الاساسي لها..
انا أفهم ان الشعر حالة تجلي وانعتاق من السلاسل والقيودنبما فيها الجمهور،..الشعر ليس كتابة على الجدران،وإنما كتابة على جناح فراشة "تعي" تعي ان قدرها المحتوم هو النار،ومع ذلك تطير فرحة بما حملا جناحاها من سحاب!!
الشعر هو السير في طريق موحش تحت تأثير"وهم" لايتقنه سواك بان هناك ثمة ما يغري في مكان ما!!الشعر ضد الإنضمام للقطيع ولا حتى الرغبه في قيادته،إنه التفرد بنسيج صوتك،وخطوط كفك،وأنفاس رئتيك،وقمر مسائك..إنه ذلك المزيج الغريب والمدهش من الوحده والتوحّد!!
بعد كل هذا من ذا يفكر بالجمهور عند كتابة القصيدة؟!
إن جدنا المتنبي العظيم علمنا درسا مجانيا بليغا عندما قال:
أنام وملء عيني شواردها ويسهر الخلق جرّاها ويختصم
كان الدرس واضحا لا لبس فيه،ويبيّن علاقة المبدع بالجمهور،وبالرغم من مجانية الدرس إلا أن المضحك المبكي أنه وبعد مئات السنين لم يزل فينا من لم يفقه ذلك الدرس!



4/بإعتقادك.. ماهي مقاييس الشاعر المخلد/ الشاعر الذي لن ينساه الجمهور..
وهل تعتقد بان القاريء الشعبي سينسى مسفر الدوسري؟!
ج4: الفن بصفة عامة هو بصورة من الصور محاولة لتحييد الزمن والتحايل عليه،هو محاولة لتخليد لحظة ما،حالة ما، دهشة ما،........ وقد ينجح المبدع في ذلك وقد لاينجح في هذه المحاولة،ولكنها تبقى بالتأكيد محاولة ذكية !






يتبع

 

[حابس المشعل]

5/مارأيك بالشعر العمودي؟...ولماذا لاتحاول ان تمزج مابين روح قصيدة التفعيلة
وقوالب النص العمودي....هل الأمر صعب الى هذا الحد؟!

ج5: رأيي في الشعر العمودي ذكرته في حوارات سابقه ولامانع من تكراره،وليعذرني القاريء العزيز.
الشعر العمودي – كما أي شعر آخر- الجيد منه جيد والسيء منه سيء،واضيف لعلم السائل فقط – لعله لايعلم- لقد كتبت العديد من القصائد العمودية ونشرتها..لذا ليس لدي موقف ضد القصيدة العمودية كشكل من أشكال الشعر،اما فيما يتعلق بالجزء الآخر من السؤال فلعلي أضيف لعلم السائل أيضا أنني كتبت بعض القصائد التي تمتزج فيها قصيدة التفعيله مع القصيدة العمودية وقد نشرتها،ولعل آخرها قصيدة"لمنديلها السهران" والتي نشرت في مجلة فواصل قبل أن أسأل هذا السؤال في هذا الحوار بأكثر من سنتين ،أظن أن السائل عرف الآن ان الامر ليس صعبا إلى هذا الحد!!

6/اغلب اصدقاءك القدامى يتجاهلونك في حواراتهم...ماالسبب؟!
ج6: عفواً ..ولكن هذا غير صحيح.


7/مارأيك بظاهرة(الشحاذة) واللتي انتشرت بين الشعراء بشكل غريب ومضحك؟

7/: لست وزيرا للشئون الإجتماعية والعمل في دولة الشعر،ولست ضمن فريق مكافحة التسول،لذا لاتعنيني هذه الظاهرة إن وُجدت.

 

[حابس المشعل]

8/الساحة الشعبية الان اصبحت ملاذاً للاغبياء والسذج...بعكس (ساحة الثمانينيات) مسفر..هل كنتم ملائكة مثلا؟!

ج8: إذا كانت الساحة الشعبية الآن ملاذا للأغبياء والسذج على حد قولك،فهي أيضا وطن لكثير من الشعراء المبدعين والمتلقين المميزين الذين يتفاعلون مع الشعر الحقيقي ويعون قيمته،بل إنني أزعم أن الساحة الآن زاخرة بالعطاءات المدهشة اكثر من أي وقت مضى!! ولكن.. أعتقد أن بعض الإعلام الحالي والمهتم بالشعر الشعبي هو الذي "سوّق" للغباء والسذاجة وحاول ان يجد لهما مكانا في الساحة،فمع تزايد الإهتمام الإعلامي بالشعر الشعبي وظهور العديد من المطبوعات والمنتديات والقنوات الفضائية القائمة على الشعر،أصبح المجال الإعلامي "ملاذا" آمنا لأناس غير جديرين بمهنة الإعلام،نشروا بعض جهلهم في الساحة،الإعلام الشعبي في الثمانينات كان محدود الإمكانات وبسيطا وبريئا وصادقا إلى حد كبير ونزيها،كان يهتم بتكريس الشعر وليس بصناعة النجومية،وكان جواز المرور للشاعر شاعريته وليس جماهيريته،كان الهم الاكبر بالنسبة له هو الوصول لقصيدة جميلة تضاف للذائقة الشعرية،اما الآن.......!!

9/اين تقف المرأة في حياة مسفر..؟!..وهل انت معها في دخول المعترك السياسي؟!
ج9: المرأة لاتقف في حياتي..وإنما تعتليها،وأنا معها في كل شيء.


10/ بصدق..هل اتعبك الشعر وجمهورة؟!
ج10:الشعر نعم،جمهور الشعر لا، الشعر أتعبني ولازال،ولكن ذلك التعب اللذيذ الذي أحبه وأشتهيه وأريده وارى حياتي فيه،ولا أتصور حياتي بدونه،ولا اظن انني سأطيقها.

 

[حابس المشعل]

11/ أخيرا وجدناك على شبكة الانترنت هل هذا المنبر أفضل للشعراء _حيث لا رقيب_ من المجلات والتلفزيونات؟


ج11:الإنترنت ليس افضل من المجلات أو التلفزيونات،ولكنه ببساطه نافذة أخرى وجسر آخر للتواصل،لايشبه النوافذ والجسور الأخرى!


12/ البرامج الشعبية بين لا الرفض ونعم التطبيل ما يعجبك منها ما يعجبك فيها وما مآخذك عليها؟
ج12:هناك بعض البرامج التي استفادت من التقنيات الموجوده في التلفزيون وليست موجوده في غيره من وسائل الإعلام الأخرى،وتمكنت هذه البرامج من توظيف تلك التقنيات في صالح الشعر ليخرج أكثر إبهارا وجاذبيه،وهناك برامج أخرى لم تستفد من ذلك فجاءت اقل من المستوى المأمول.


13/ برأيك من قد يكون أكثر براعة في تقيدم برنامج شعبي : مسفر الدوسري أم نجاح المساعيد؟

ج13: مع احترامي لكل مقدمات ومقدمي البرامج،انا لا اطرح نفسي مقدما لبرنامج حتى وإن كانت هناك فكرة في هذا الإتجاه،فهذه الفكره أتت على خلفية رغبة للمرحوم طلال الرشيد قبل أن ينتقل إلى رحمة الله،حيث كنا نعمل معا على تنفيذ برنامج شعري لصالح إحدى القنوات الفضائية وكان مصرّا –رحمه الله- على أن أقدم انا ذلك البرنامج،إلا أن جلسات الإتفاق مع تلك القناة قد توقفت قبل رحيله وتم تأجيل الفكره،لذا عند التفكير بقناة فواصل حرص القائمون على إحياء الفكرة مجددا.