يا دنيا العطار ..
أفضلت ..
والله انكِ قد جمعتي أكثر شعراء العروبة رقّة وجزالة وفحولة وعرامة ما بين أبي الطيب وأبي فراس الحمداني ..
هما عاشا في عصر ٍ واحد |.. لهذا جمعتيهما في موضوع واحد شيق وعبق وعطر وجميل ..
تشكري عليه ..
أني أرى أنّ أبا فراس لم يكتب له حظاً في الاستمرار في كتابة الشعر لإنشغاله المستمر في الحرب ضد الروم ..
لقد عانى المتنبي ق بدايته أشد المعاناة عندما كان في العراق .. وواجه غيرة وحسد وحقد الشعراء .. ومحاولتهم إقصائهم إياه..
فرحل وخلى لهم أرض العراق .. وقال:
أنا في أمُّةٍ تداركها الله *** غريبٌ كصالح ٍ في ثمـــــودِ
وما مقامي بأرض نخلةٍ *** إلا كمقام المسيح بين اليـهـودِ
قال عنه الشيخ عائض القرني :
"خرج هذا الشاعر كالبركان الثائر الهادر يقذف بالحمم ..واقبل كأنه السيل الجارف الزاحف يقلع الشجر... , ينقل الحجر, يملأ..... يمطر الأسماع .... يخطف الأضواء ..... ويرغم الجميع على الإنصات له وحده ...والنظر إليه بمفرده ..والأهتمام به ليس إلا... يمدح الوزراء ثم يتذكر إنه أعظم ثم يندم ويتوب ...هذا الشاعر عضته الأزمات ولسعته النكبات ... ومزقت فؤاده الكوارث ...، رضع اليتيم..واكل الجوع.. ولبس الفقر.. يمدح الملوك ..ثم يمحو ذلك بمدح نفسه .. وتقديس مجده.. فؤاده الكوارث.. يسكت يسكت ثم يزمجر ناقمًا على زمانه وإخوانه..، يهدأ يهدأ ثم يهب من غفوته متمرداً رافضاً محتجاً..
واقول من قرأ لهذا الشاعر يعرف انه كانت دم ا العروبه تجري في عروقه". إنتهى
فشرط على سيف الدو لة ... أن لا يبقى واقفاً مثل غيره من الشعراء ووا فق ..... وكان الشعراء يلقون قصائدهم عند سيف الدولة وقوفاً ولايجلسون .. وأبو الطيب لايفعل ذلك .....
إنّ هذين الشاعرين لعينان في رأس الشعر العربي ..
شكرا يا دنيا ..