!! زوجات يعترفن : أزواجنا حطمونا !!

[الوجه الأليم]

بسمه الهادي


الفوضى تعم المكتب .. !! فهذه الاوراق قد ملأت الطاولة .. !! وذاك الهاتف يأبى ان يصمت لدقائق متتالية .. ! يكاد يفقدني سمعني من كثر رنينه .. !! وملفات في الادراج .. ! ياه .. إن ذلك يحتاج لتنسيق .. ! فالعمل يبدو شاقا ً هذه المرة .. ! والبحث يحتاج لمسيرة طويلة .. !!


تناولت كوب الشاي .. وبدأت اتصفح بعض الوريقات .. التي تحوي أوجاع واعترافات نساء .. أو بالاصح متزوجات .. !! ( زوجات ) عشن وراء حلم يسمى سعادة .. إلا ان ذلك الحلم بدا بعيدا عن الواقع الذي أغتاله ازواجهن .. !! فكل زوج ٍ أبدع وتفنن في تحطيم زوجته .. ! ولماذا كل ذلك .. ؟؟ من اجل فقط ارضاء رجولتهم المزعومة .. !! عقول متحجرة حقاً .. !!!


أدعكم مع بعض التحقيقات .. !!!




.. :: المشهد الاول :: ..



انحت ( أم عباس ) قليلاً ذارفة الدموع والويلات .. !! تبكي على حظٍ عاثر .. وحلم تحول إلى كابوسٍ يرعبها في كل ليلة تمضيها بين احضان رجلٍ يجهل ابجديات الرجولة قبل ابجديات الزواج .. ! فيظن بأن تلك الرجولة كامنة في عضلاته الجسمانية التي يستعرضها على زوجته .. ! والتي تبقى هي عاجزة عن الدفاع عن نفسها .. !!! فمن يظن نفسه هذا .. ؟؟


ناولتها منديل لتمسح دموعها .. !! ثم شرعت اتساءل عن عمرها وشبابها الافل .. ! عن حياتها مع رجل كمثل هذا الرجل .. .. ؟؟ فأخذت نفسا طويلاً قبل ان تنطق .. وصمتت لثوان ٍ ثم تحدثت .. !!! فقالت :: شيءٌ واحدٌ فقط يصبرني على البقاء .. !!! وهم ابنائي .. !! نعم هم سبب تصبري على هذا البلاء .. ! هم من يجبروني على البقاء بين احضان هذا الرجل .. الذي لا يفقه في امور دنياه الا الضرب .. ! فما من ليلةٍ تمضي إلا وقد اشبع يده ضربا .. لا يستريح إلا اذا وجد بقعة زرقاء او خضراء على أحد يداي .. أو بادية في ملامحي .. !! حتى بتُ شبه عمياء .. !! لا اقوى على النظر .. وقد أبتيلت بامراض لا اول لها ولا آخر .. ! إذ امضي يومي من مستشفى إلى آخر .. ولم افكر يوما برفع شكوًى ضده .. ! حتى لا اخسر أبنائي .. ! فهكذا عشت .. وهكذا سأعيش .. في ظل رجل .. يطعمني بضرب .. ويسكنني بضرب .. ! هكذا سأعيش إلى أجل ٍ غير مسمى .. !!



قرأت ُ ذاك التحقيق لمرات ٍ طوال .. ! فأي رجل هذا الذي يدعي رجولته على زوجته .. ؟؟ وإلى متى ستسمر هذه المهزلة .. ؟؟ فأم عباس واحدة من آلالاف الزواجات الاتي يعانين من عنف الازواج .. ! فإلى متى التصبر .. !!!




.. :: المشهد الثاني :: ..

تقول ( ز . أ ) .. قد اجهل بداية قصتي وحديثي اللا متناهي .. ! ولربما الخبر الاخير جعلني ابوح واصرخ بأعلى صوتي .. زوجي قد حطمني .. !! نعم حطمني بكل ماتحمله كلمة التحطيم من معنى .. ! ففعلته بل أفعاله ما حصرت على حياتي وحدي .. ! بل توسعت لنطاق أوسع .. لتشمل فلذات أكبادي .. !! فقد بدأ الامر عادياً بعد أيام قلائل من زواجنا ... !! إذا كان يناديني ببعض الالقاب التي لا احبذها .. والتي هي بعيدة كل البعد عن أخلاقنا ومبادئنا .. !! ولكن ومع مرور اسابيع وجدت الامر في طور النمو نحو الاسوء .. ! إذ في اقل مشاجرة تحدث بينا يقذفني في شرفي .. في أعز ما أملك .. ! .. في بادئ الامر كنت اتغاضى عن افعاله .. وكان سلاحي الوحيد الصمت .. !! الا اني لم أجن ِ من ذلك الصمت الا ما هو اسوء .. !!!


وصل الامر إلى حد أن يتهمني أمام جيراني .. ! أما صحبي حينما يزوروني .. !! ونحن نعلم جيداً ما للسان من شر ونشر كل ماتلتقطه الاذان وإن كان زورا وبهتانا .. !! .. حتى تناقل الحديث بين مسمع الجيران .. !! ومن لا يصدق فليمضي للمنزل ليرى ذلك وليسمع .. !! وبالطبع كانوا يجدون ما يبتغون .. ! فزوجي لم يقصر .. !!! وبهكذا فقدت شرفي .. ! بتُ كمثل اولئك النساء اللاتي لا يدركن مفهوم الشرف .. ! وعشت بين الجيران بعديمة شرف .. على حد ما اتهمني إياه زوجي المحترم .. ! وسقطت سمعتنا وباتت بـ ( الحضيض ) .. !! وعانيت المر بعدها .. ضقت الالم بألوانه .. !

كبر ( بناتي ) .. وما إن يتقدم لخطبتهن أحد حتى يصدم بواقع شرف امهن المعدوم .. ! والناس احوال متقلبة .. ! فمن هم شرفاء وسلب ذاك الشرف زوراً لا يبتغون .. ! ومن ضيّع شرفه بذاته يبتغوه .. ! ويقولون عفا الله عما سلف .. !

وهكذا اعيش بلا شرف .. ! مع ثلاث ِ بنات ٍ في طريقهن للعنوسة الحقيقية .. ! وكل ذلك بسبب لسان زوج محترم .. !!






==== >>>> يتبع التحقيق

[ 22 يوليو 2005 ]

..