لا أحب الحديث عن الموتى

[سارة النمس]

أنا لا أعشق
و لكنني إن عشقت
فإنني أعشق بجنون
لا امرأة مثلي يمكنها أن تعشق بهذا الجنون
بإمكانها أن تبعثَ رجلا إلى الحياة
أو ترسله إلى الجحيم
أو أن تطعنه مئة طعنة إلى أن يفارق الحياة
و هو على قيدها
فيصير جثة بين الأحياء
يمشي و يبتسم دون ابتسام
ليس له وجه و لا قدر و لا ماضي و لا مستقبل
آخذ منه الروح و أترك له الجسد
ليعيش بلا حياة
أقوده مغمض العينين
مكبل الجوارح بشغفه الذي يلتهم امراة فتختفي
في غياهب شهوته
و إن حدث و خرج من هذا العالم المجنون
فلن يهوى غير الجنون بعد ذلك

أنا كذلك لا أخون
لكنني إن خنت
فانا أخون علنا
لا أحب تلك الخيانات النتنة
كجثة مخبأة
تفوح رائحتها على بعد أمتار
أنا عندما أخون
أول من يعلم بخيانتي هو حبيبي
أقابله بوجه غريب و ثوب كئيب
و أقول له
امضي يا عزيزي
لم أعد انبهر بزيفك
عندما سقط قناعك ذلك اليوم
ابتسم بوجهي القدر و عادة قدري لا يبتسم كثيرا
لكنه أهداني رجلا ليس كغيره و ليس كأنت
يستحقني أكثر منك هو
يثير جنوني و قلمي و شغفي و شهوتي
ارحل و تمنى لي حظا سعيدا !
مع غيرك


انا لا أغار
و لكنني إن حدث و فعلت
فانا أحرق الأخضر و اليابس
و كل الذكريات
و أنسى الماضي و الحاضر و المستقبل
قد أقتلع عينا حبيبي
أو لسانه من" لغاليغه " !!!
قد أبتر أصابعه
كي لا يلمس ظل امرأة أخرى
و أبتر ساقيه
كي لا يمشي نائما و هو يحلم بأخرى

أنا لا أنس الأوفياء
و لكن إن نسيت
فانا كمن يفقد الذاكرة
لاأاتذكر لا اسما و لا وجها و لا تاريخا و لا عنوانا
لذلك حبيبي
لا ترهق نفسك بالعبث
في صفحات الماضي
فأنا لا أقتل أحدا
لكنني إن قتلت رجلا
فأنا أدفنه فورا
و بعدها لا أحب الحديث عن الموتى



بقلمي
سارة .. " ملاك الجزائر "