في الثأر - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
اقرأ الصورة بمِدادٍ من حبر (الكاتـب : نواف العطا - آخر مشاركة : ضوء خافت - مشاركات : 2779 - )           »          ( كان لا مكان ) (الكاتـب : ضوء خافت - مشاركات : 582 - )           »          (( أبْــيَات لَيْسَ لَهَــا بَيــْت ...!! )) (الكاتـب : زايد الشليمي - مشاركات : 15 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75148 - )           »          فلسفة قلم .. بأقلامكم (الكاتـب : سيرين - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 3845 - )           »          غياب القناديل (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 3 - )           »          تخيل ( (الكاتـب : يوسف الذيابي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 428 - )           »          ورّاق الشعر [ تفعيلة ] (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 5 - )           »          بُعدٌ جديد ! (الكاتـب : زكيّة سلمان - مشاركات : 1 - )           »          عَـيني دَواةُ الحـرفِ (الكاتـب : حسن زكريا اليوسف - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 4 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي > أبعاد القصة والرواية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-17-2020, 11:57 AM   #1
ود
( كاتبة )

الصورة الرمزية ود

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 1633

ود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي في الثأر


في الثأر
لست نادماً على أي شيء فعلته في حياتي، لم أكن لأعزف على وتر الندم الحزين ، كل ما ارتكبته كان مخطط له منذ البدء ، ربما قبل أن أُولد حتى، أنا المحكوم بقدري التافه الممزوج بألمٍ منحط لنساء يفقدن أزواجهن تباعاً في لجة بحرٍ غادر إو عيار طائش كما يزعمون وينتهون كلهم الى البيت الكبير ، خادمات لرغبات ذلك النوخذة المتسيد على البلاد والمهيمن على قريتنا وهو مثل طيفٍ لا يُرى في قلعته القرموطية البناء.

دعوني أبدأ معكم منذ جدتي ، قبل أن يجف النهر الصغير بين البلدين المسميين بأسماء السحرة هاروت وماروت لتعاظم اعمال الشعوذة في القريتين وانتشارها ، هاروت في الشمال وماروت في الجنوب ولأهلي في هاروت أفضلية القتل بالنظرة ، كنا اذا الواحد فينا اشتهى شيئاً أصاب منه إو أصابه بعينٍ فمات أطفال وبهائم وقُيضت بيوت وكنا في أرض الجبل نزرع حقل موز ورمان ونحيطه برياحين خضراء واعشاب مختلفة لنبعد الطيور والمتطفلين عن زرعنا وفي وسط الحقل فقط نزرع دواء لنظرتنا لا نبح بأسمه حتى لأنفسنا حتى لا نفقد سلاحنا ونتجرد منه، فإن وُجد للداء دواء فقد هيبته وانتهى.

وقبل ان يجف هذا النهر وفي زمن العيب والباطل ، كانت جدتي الزاهرية من ماروت الجنوب تمتهن المشي على النهر لتوصيل الرسائل والحاجيات بين البلدتين ، وقيل انها اكتشفت ان بإمكانها الوقوف على جذع رمانة منحوت والعبور دون بلل الى الشمال وانها حين فعلت ذلك فقدت قدرتها بالمشي على الماء
وهي قالت لي انها لم تفقد تلك القدرة قط وانما أشاعت ذلك تهرباً من النوخذة في قلعة هاروت والذي يجعلها تحمل كل اكتمال بدر عذراء لم تكمل العشر بعد على ظهرها وتعبر بها اليه حيث يزعم ان معاشرة الصغيرات قبل بلوغهن يمكنه من حكم العالم ويعزز قواه التي لم نعرفها قط ، كان يلوح بها ، ويهدد بها لكننا لم نرها ابداً.

وعلى مشارف النهر الشرقية وجدت مزرعة عظيمة الشأن محاطة بأشجار السدر ومبطنه بقضوب اللوز والنارنج وكانت جدتي تنزل اليها اذا وصلت ليلة برد في وقت متأخر وتكون القلعة قد أغلقت أبوابها في الرابعة من زوال الشمس حسب التوقيت العربي فيستضيفها يحيى فلاح المزرعة التي لا نعرف ملاكها ولا من يحصد خيراتها ويحدثها عن رؤى عجيبة تتراءى له كل مطلع موسم وإن المواسم كثرت وامتلأ شعره بالشيب من هول ما يسمع ولا يشاهد فقد أُخذ عليه العهد أن لا يخرج من داره المبني من اللبن على أطراف الحقل ابداً ومهما سمع من منتصف الليل حتى شروق الشمس فكان يسمع في بداية موسم التوت وسحب الحرير آهات فتيات ضعاف وعذاب قلوبهن وصوت خافت مرعب لسحب الخيوط الملتفة حول شرنقة الدود وأصوات السيقان المجردة من أوراقها وثمارها ونزيف الرمان الأحمر عند وقوعه بين قدمي الحاصد كما ان نافذته تصطفق وتتقلع بريحٍ لا يعرف من اي جهة تلف ويحتار معها المزلاج والظرفات فكأنها رياح لولبية عاتية تأتي وتلتف وتدور وهو مُغمض العينين لا قدرة له على القيام من مكانه.

هذا الفلاح للمزرعة المسكونة بالمغيبات والأسرار عشق حكايا جدتي ، وتطعم خبز تنورها ، كانت أكبر منه بعقدٍ من الزمان وكان والدي ولدها البكر ووحيدها بعد أن أخذ البحر وحورياته جدي الشاعر العاشق كما كانت تلقبه جدتي ، وكان أن خطبها الفلاح وقد كانت تعاف الزواج لسبع سنين متتاليات وتعمل لتعيل نفسها وطفلها والآن وهذا الفتى الغر المرتعد الفرائص يطلبها للزواج وأن تُبقي على عملها ان أرادت أو تدعه ، جل ما يطمع فيه رفقتها وحكاياها والتدفيء بجسدها الذي ما فقد عنفوانه بل ازداد نضجاً وشموخاً في مشيها الحذر على الماء وتجديفها في قارب شجرة الرمان فأستوى وتدور وانصقل وجف بعض ما يجب أن يجف فيها ووجهها لا بأس بملاحته وأميز ما فيه عينان من خضرة الريحان بومض بنفسجي في دواخلهما نار لا تُرى الا لمتبصر وكانت ذات هبة لم تخبر أحداً بها ، هبة أخرى فالمشي على الماء آنذاك لم يكن غريباً على الناس.

ثم أن جدتي أتت بمتاعها وولدها وتزوجت بشهود اثنين اتيا في معيتها واختفيا قبل القيام بواجب ضيافتهما ولم يسأل فلاح المزرعة عن شيء اكتفى بأنها زوجته نفسها بلا صداق ولا شرط أو مؤخر ، ومن يوم أن إتت وابنها للسكن معه لم يعد يسمع تلك الأصوات في مواسم الحصاد بل وأصبحوا أصحاب المزرعة يتركون لهم بعض الثمار والأشجار والمساحات فبدأت جدتي تزرع أعشابها الغريبة وتظللهم بعرائش ياسمين في الشتاء وبعض لبلاب متسلق في الصيف وتقفل عليهم باب بطلسم لا يفتحه احد ولا تكسره آله مجتمع من عناصر عصية وبمقاييس وحدها تعرفها وفي غياب الفلاح حين تنتدبه ليبيع فائض الثمار في سوق القلعة تُعلم أبي أسماء الأعشاب وأنواعها وأجزائها الشافية وجزئها السام وترقيق عطورها وتصعيد أبخرتها وأنواع البذور والأحجار المتراصة مثل السوفة والعقيق والزبرجد واليشم وتحفر بالنبات تلو الآخر على جسد الحجر لتجانس بينهما وترى التفاعل على حيوانات المزرعة الصغيرة وهكذا تكونت معرفة كبيرة لدى والدي بطب الاعشاب والأكاسير السرية والخفية وأنواع المحو والطلاسم التي تُقرأ على الأشياء فتغير تكوينها الأصلي وتجعلها شافية أو قاتلة حسب الحاجة

وكانت جدتي قد عالجت بعض فلاحات عابرات من عسرهن وبعضهن من عقمهن وآخرون من كبوة حظوظهم ، وازدهرت الناحية بوجودها ولم يمض حتى ثلاث سنوات حتى أصبح لها مجاورين ومريدين يحاولون فك الألغاز وينظمون مراجعيها ويأكلون من خير المزرعة التي في ليلةٍ عجيبة خلت من حصادها واستولت عليها جدتي وكتبتها باسمها عند قاضي الناحية بيعاً وشراءاً من شخص ورث المكان وهجره اسمه حاتم الأزرق ولا يعرف أحد كيف استدلت عليه وهو الجوال المسافر لكنها حين نادته أتى وباع لا نعرف مقابل ماذا وهل كان لديها ما يمكنها من شراء المزرعة أو لا ، كل ما نعرفه أنه أتى ووقع العقد راضياً ومن ثم جاور المزرعة بنفسه وجلس الى قدمي جدتي مثل قط يتمسح بها ، قال البعض أنها شفته من داء الصرع الذي نكد عليه حياته وقال آخرون انها أنقذته من مرض جلدي كان يؤذي حتى من يراه ويصبغ جلده بالأزرق ومن هنا أتى لقبه ورُفض من كل عشيرته بسببه وانها قايضت شفائه بالمزرعة ووافق.

لم تكن نفس المرأة التي تزوجها الفلاح، تغيرت وأصبحت قوية وغريبة ، وكان الفلاح مثل خادم لديها لا تعامله كزوج ولا تلتفت له ، كأنه مطية اتخذتها لتملك هذا المكان وصنع هذه المكانه وبعد مضي سنوات لا أذكرها وكانت جدتي قد زوجت والدي لواحدة من بنات النوخذة الذي اصبح لا يستغني عن اكسيرها وطلاسمها وأنجبني أبي ، لي عين جدتي وصحتها ، ولي لون إمي وبياضها وشقارها ، ولي طول أبي وجسده وتناسقه ، فكنتُ آية الله في خلقه وكل ما في يدل على استحقاقي لوراثة هذان العظيمان جدي لأمي وجدتي لأبي حتى بلغت الرابعة عشر من عمري وقد تشربت كل الفنون والحنكة وزدت الى ان ائتمرت بإمري الدواب والحشرات وكان الحدث العظيم.

كنت أجلس الى النهر الذي بدأ ينحسر ويجف ، أشاغب الفتيات اللواتي يأتين لأخذ الماء او غسل الملابس أو اي شأنٍ آخر وكنت في سني الصغيرة هذه قد بلغ شكلي مبالغ الرجال حتى فكرت جدتي كثيراً أن تزوجني وقد اعتبرتني ابنها لا حفيدها بعد أن رفضها أبي لحادثٍ يخص أمي ولم أعرفه أبداً ، ظل في صندوق سره وقد تحول الى الصمت وجاور مسجداً صغيرا ابتناه بعد أن قضت والدتي نحبها في ولادة لإبنة شوهاء غريبة الشكل، وكنت أسمع في الناحية أن جدتي مسؤولة بعد خلاف بينهما عن الولادة تلك والتي بدأ النهر بعدها بالجفاف وأن أمي شهقت شهقة وحيدة بعد رؤية ابنتها وتوفت ، أختي هذه التي لم يبادر أحد الى تسميتها وحبستها جدتي في دارٍ محكمة مع خادمة لها لا يدخل عليها الا خادمتها ولا يراها أحد ، قيل أن الفتاة الشوهاء تحرك الأشياء بمجرد النظر اليها وانها منذ وُلدت انحسر النهر وجفت الأعشاب في الناحية ، أما انا فقد أطلقتني أفعل ما يحلو لي بعد أن شربت علوم طبها كله وكنت اتفوق عليها أحيانا فتمنحني عناقاً غريباً على شخصها وتهبني فتاة العب بها حتى أملها وأتركها .

وغفوت قرب النهر ذلك اليوم الذي حلمت فيه بأختي التي لا اسم لها تأتي لتطلب الي أن أقتل جدتي ثأراً لوالدتنا ، وكانت تأمرني دون حديث، أرى في عينيها ناراً لا أقوى على الفكاك منها ولا أعرف أنها أختي الا بشعورٍ غامض ينتابني ، وبسلطة عجيبة لها علي، ووجدت يداً حانية توقظني من غفوتي وأنا أصرخ من النار التي تلسع قلبي فإذا هو والدي الذي لم أره منذ أزل يهز كتفي ويأخذني الى حضنه ثم يقرأ علي تمتمات حفظٍ ويغسل وجهي بماء الزهر ويعود للتمتمة واردت أن أقول له الحلم لكنه أسكتني، وسحبني شبه محمول الى زاويته وقال لي :
( هذا حلمٌ لا يُقال ولا يُطاع وليس لجدتك ان تعرف عنه والا لحل البلاء بأرضنا ، سألتك بأبوتي أن تحفظه في صدرك وأن عاودك عد لي ، وان رأيت في الحلم أداة لا تحملها، وأن وجدت باباً لا تفتحه ، فهذا باب الويلات السبع يا ولدي وكن مثل اسمك صامداً وعسيراً على جلب كدرها، لا تدع نار السواد فيها يطالك وافهم وانتبه)

ثم أنه منحني بعض بذور لآمضغها وأطعته ذاهلاً ، واستيقظت لأجد نفسي في مكاني جانب النهر الذي كأنما بدا لي قد جف أكثر الا أنني لا اتذكر ما حدث كله الا بشكل طيف خفي لا أجيد لملمة صوره وتصاريفه

وكان القمر في منزل النحس من العقرب حين كنت أحضر ترياقاً لقرصة العقرب كما يجب في هذا الوقت وأحرق الفلفل الأسود الصحيح وأطلسم مداخل القرية لأحمي الناحية من هجمة ٍ قالت جدتي أنها ستكون لدواب قارضة وقارصة حين شرقت برائحة الفلفل المحروق ودخلت الى عالمٍ آخر سقوطاً على ظهري وأتت لي أختي كما لم اعرفها بعينين من نارٍ سوداء تطلب الثأر من جدتي لوالدتنا وبيدها سيف أحمر محفور ٌ عليه حروفٌ متداخلة للصاد من اسمي والعين من اسم والدتي ونقطة الباء الاولى والألف الملتف بهمزة شقية متململة وكانت الحروف تصب وتخرج من بداية حرف الكاف الى نقطة النون على التوالي لا تهدأ وقالت خذ وأقطع دابرها وهممت بمد يدي وانتفضت وقمت كلي على قدمٍ واحدة على أثر صرخة مدوية بصوت والدي أن قم يا صامد ولا تتناول كدرها.

تركت ما كنت أفعله في منتصفه فتغيرت تراكيب الزمانات والأماكن ، وهرعت الى زاوية والدي ولم أجده ودخلت الى المسجد ووجدته يصلي في بقعة نور ومددت يدي اليه فاحترقت وتعجبت وسلم والدي والتفت الي قائلاً :
(لا تدخل الى الطهر الا بعد ان تغتسل عن كل ما فعلت )
أما الآن والأهم هل تناولت السيف قلت له ان لا فقال تعال معي، عدنا الى دار الأعشاب وأردت أكمال ما بدأته الا أنه قال لي انني تأخرت وأعطاني حفنة من جيبه لألتهمها وفعلت وأخرج من جرابٍ معه آلة عجيبة وقال ان أتتك ثانية فحرك هذه الآلة تحاه الشمس وأقرأ (ربي أني مسني الضر ) سبعاً وعد الي وذهب... في هذه الأثناء كانت أفاعٍ وعقارب كثيرة قد انتشرت في الناحية وبدأ الصراخ يتعالى والقتل للدواب يتصاعد حتى قررت جدتي أخذ مريديها الى القلعة وحرق المزرعة بما فيها وكان هذا بعد أن قتلت الأفاعي منا عشرة أطفال وعدة نساء ورجال في اسبوعين .

الا أن جدي رفض استقبالها وبرر ذلك بان طفلة عجيبة تأتيه كل ليلة في المنام وتحذره من ايواء الزاهرية وتقول له بدون كلام ان كفلتها كفلت موتك ومنعت سلالتك.

وهنا عرفت جدتي بالموضوع كله، وقد تعجبت طوال الشهر المنصرم من عدم معرفتها فقد كانت تعرف كل شيء دون أن نقول الا أنها ربما شُغلت بالجفاف والآفات والثعابين ، رمت بلعنةٍ غاضبة على القلعة ولم تلتفت وأمرتنا أن لا نفعل وقالت اذهبوا الى هناك وأشارت الى جبل قريب به كهوف عدة وقد كان المكان الوحيد الذي تمنعني من قبل من الذهاب اليه ووزعت علينا جنيهات ذهب وقالت كل من سألنا لم أتينا مهما كان وعلى اي شاكلة تهيأ فلنقراه السلام ونضع في يده اليمنى هذا الجنيه ولا نترك يده حتى نأخذ عهد الأمان وقالت لي أن أقود المجموعة وانها قد نست شيئاً وسوف تعود جهة المزرعة وترجع الينا بعد أن تنتهي من مهمتها .

عندها وبعد أن مشينا قليلاً وابتعدت جدتي رأيت رؤيا العين تلك الفتاة التي أنا على يقين الآن أنها أختي، رأيتها تحضر كفناً وتنوح وتزرع كفها في حروف السيف وتخرجها من جديد وفي كفها صورة والدتي تبكي بحرقة وعندما رأيت وجه أمي ودموعها ، نسيت آلة أبي وتوجيهات جدتي ، وناديت من قلبي يا ام صامد يأ أمي فناولتني كفها السيف وأخذته ، وبمجرد أن إخذت السيف أرعدت الدنيا وهطل المطر غزيراً فأستظل الناس ببعض شجيرات ، أما أنا فأخذني السيف وجرني وأصحاب جدتي لأبي ينادونني لكنني لا أتمكن من ردٍ أو التفات وأخذت أعدو دون ارادة مني ولا تحكم حتى وصلت في لمح البصر الى باب خلوة أختي المحبوسة فيها ووجدت جدتي تهم بإحراق الدار بمن فيها فأخذني السيف وأخذته وغرسته في ظهرها عميقاً حتى خرج من قلبها الذي تفطر وبلل الباب بدمٍ أسود ، الباب الذي فتحته فتاة لا ملامح فيها سوى عينين سوداوين لامعتين ولا شيء آخر وجه لا شيء فيه الا عينين لا أنف ولا فم ولا أذن ولا شعر فقط جسدها مثل الفتيات وببشرة صفراء كامدة ونظرت الي كأنما تهنئني وأنا لا أعرف ماذا فعلت وأخذت من يدي السيف وأطلقتني بلا حديث فعدت أدراجي أركض وأركض وأرى النهر في مدٍ مستحيل لا يشبه الأنهر في شيء والماء يبدأ يغمر الأشياء وأنا اركض على الماء حتى وصلت لقوم جدتي ولملمت من تبقى منهم وصعدت الى الجبل ومنحنا كل ذهبنا لمخلوقات تتهيأ وتتشكل والماء يتطاول وكلما ارتفعنا ارتفع معنا ولا شيء تبقى لنرتفع عليه .


والآن وأنا اتنفس الماء ويهدهدني حريق في رئتي لستُ نادماً أبداً على أي شيء فعلته أو انتهكته ، كان كل ما يهمني الآن نظرة الرضا التي نلتها من أختي وأنني أخذت ثأر أمي وحسب.

 

التوقيع

روح عتيقة

ود غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-21-2020, 10:19 PM   #2
نادرة عبدالحي
مشرفة أبعاد النثر الأدبي

الصورة الرمزية نادرة عبدالحي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 72240

نادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعة


مـجـمـوع الأوسـمـة: 1

فعالية النثر الوسام الفضي



افتراضي




طريقة السرد جاءت لترصد الأسلوب الفني والعناية به أشد عناية
ليصل لذائقة القارئ كما يرغب وبلغة قريبة وجدا لحياته اليومية ،
حركة اللغة السردية داخل القصة مبهرة ومكتنزة التشويق ، هذا
الاسلوب يجعل القارئ لا ينفصل بسهولة عن المادة الأدبية التي بين يديه ،
وفي قصة الثأر تستخدم الكاتبة ود السرد الذاتي بالرؤية التي تحملها
والأثر الذي تود تحقيقه في وجدان القارئ ،
ما زلتِ رائعة الأسلوب والقص وتشويق لا يُنسى
الكاتبة الفاضلة ود دمتِ بحفظ الله ورعايته ،

 

نادرة عبدالحي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-26-2020, 07:36 PM   #3
عبدالإله المالك
إشراف عام

الصورة الرمزية عبدالإله المالك

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16866

عبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعةعبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعةعبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعةعبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعةعبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعةعبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعةعبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعةعبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعةعبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعةعبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعةعبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


هذه سردية مشوقة يا ود
تشد القارئ للأخير دون كلل أو ملل
هناك القليل من الهفوات النحوية يكتمل الجمال بتفاديها
مثلا احتار الصواب حار بين كذا وكذا
شراءً لا شراءا

حييت يا ود

 

التوقيع

دعوةٌ لزيارةِ بُحُورِ الشِّعرِ الفصيحِ وتبيانِ عروضِهَا في أبعادِ عَرُوْضِيَّة.. للدخول عبر هذا الرابط:

http://www.ab33ad.com/vb/forumdispla...aysprune=&f=29


غَـنَّـيْـتُ بِالسِّـفْـرِ المُـخَـبَّأ مَرَّةً

فكَأنَّنِيْ تَحْتَ القرَارِ مَـحَـارَةٌ..

وَأنَا المُـضَـمَّـخُ بِالْوُعُوْدِ وَعِطرِهَا ..

مُــتَـنَاثِـرٌ مِـثلَ الحُــطَامِ ببَحْرِهَا..

وَمُــسَافِرٌ فِيْ فُـلْـكِـهَا المَـشْـحُـوْنِ
@abdulilahmalik

عبدالإله المالك غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-30-2020, 12:22 AM   #4
ضوء خافت
( كاتبة )

افتراضي


نَسيت نفسي هنا لساعات و ساعات ...
رغم أني انتهيت من القراءة لأكثر من مرة ...

ما بين إعجاب باللغة و السرد و الدهشة و عالم السحر الذي يتجاوز مفهوم السحر ليتوغل في خبايا النفس بطهرها و دنسها بخيرها و شرورها
...
في اللحظة التي قبض فيها على السيف ... حقاً تظلّلت مع الناس ... و عدوتُ مع صامد و شهدت خروج الدم الأسود ...

مبهرة يا ود ...

 

ضوء خافت غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-05-2020, 03:18 PM   #5
ود
( كاتبة )

الصورة الرمزية ود

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 1633

ود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نادرة عبدالحي مشاهدة المشاركة


طريقة السرد جاءت لترصد الأسلوب الفني والعناية به أشد عناية
ليصل لذائقة القارئ كما يرغب وبلغة قريبة وجدا لحياته اليومية ،
حركة اللغة السردية داخل القصة مبهرة ومكتنزة التشويق ، هذا
الاسلوب يجعل القارئ لا ينفصل بسهولة عن المادة الأدبية التي بين يديه ،
وفي قصة الثأر تستخدم الكاتبة ود السرد الذاتي بالرؤية التي تحملها
والأثر الذي تود تحقيقه في وجدان القارئ ،
ما زلتِ رائعة الأسلوب والقص وتشويق لا يُنسى
الكاتبة الفاضلة ود دمتِ بحفظ الله ورعايته ،
طابت اوقاتك ايتها النادرة الحبيبة
يبدو يا غالية انني أمام لطفك الجم لا املك الا ان أُفرد لك مكانًا ومكانة في قلبي
الف شكر لثناءك الذي أتمنى حقًا أنني استحقه جميلتي
ممتنة لدعمك الكريم الا نهائي وأنتِ الأديبة المبدعة التي لا تجد اي غضاضة في التربيت على كتف حروفي دائمًا
سعيدة بكِ الله يسعد قلبك ويخليك
لكِ محبتي ولك الفرح كله وتمام الرضا سيدتي💕

 

التوقيع

روح عتيقة

ود غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-05-2020, 03:23 PM   #6
ود
( كاتبة )

الصورة الرمزية ود

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 1633

ود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالإله المالك مشاهدة المشاركة
هذه سردية مشوقة يا ود
تشد القارئ للأخير دون كلل أو ملل
هناك القليل من الهفوات النحوية يكتمل الجمال بتفاديها
مثلا احتار الصواب حار بين كذا وكذا
شراءً لا شراءا

حييت يا ود
طابت اوقاتك سيدي عبدالإله
لعلك بخير وسعة ان شاء الله
سعيدة اذ استمتعت بالقراءة ومقدرة كثيرًا لوجودك
نعم ستجد لي هفوات كهذه لانني أغلب الوقت أرتجل الكتابة الى شاشة المنتدى مباشرة
ولا اراجع لأنني لا اقرأ ما أكتب الا بعد وقت ،اخاف ان دخلت في التعديل ان أُفقد الحكاية سيرتها الأولى
ليس لي عذر يكفي انما سمعي في سعة صدركم وعذركم يهبني المساحة
ممتنة لك كثيرًا
لك كل الفرح وكل الرضا سيدي الكريم🌸

 

التوقيع

روح عتيقة

ود غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-05-2020, 03:28 PM   #7
ود
( كاتبة )

الصورة الرمزية ود

 






 

 مواضيع العضو
 
0 في الثأر
0 في الصبر
0 الصياد (قصة قصيرة)
0 على الوعد

معدل تقييم المستوى: 1633

ود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ضوء خافت مشاهدة المشاركة
نَسيت نفسي هنا لساعات و ساعات ...
رغم أني انتهيت من القراءة لأكثر من مرة ...

ما بين إعجاب باللغة و السرد و الدهشة و عالم السحر الذي يتجاوز مفهوم السحر ليتوغل في خبايا النفس بطهرها و دنسها بخيرها و شرورها
...
في اللحظة التي قبض فيها على السيف ... حقاً تظلّلت مع الناس ... و عدوتُ مع صامد و شهدت خروج الدم الأسود ...

مبهرة يا ود ...
يسعد لي اوقاتك ضوء خافت وكل عام وأنتِ ومن تحبين بألف خير عزيزتي الكاتبة الرقيقة
أبهجني ردك جدًا ضوء خافت وهذا طبيعي وأنتِ الضوء الخافت الذي يستجلب السلام وراحة النفس
سعيدة جدًا بتفاعلك والنص والمبهر حقًا تداخلك معه ،بعض القراءات سيدتي تضيف الى النص وترتفع به
امتناني لا يكفيني جزء مما اريد لأعبر لك من خلاله عن تقديري وشكري لوجودك ضوء خافت
لك محبتي ولك من الفرح انقله ومن الرضا أعظمه 💖

 

التوقيع

روح عتيقة

ود غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الثأر غابة العالم.... لم ينشر فى الصحف الا منذ 6 ساعات إبراهيم امين مؤمن أبعاد المقال 6 11-21-2018 03:49 PM
مركى وسوالف موضي أبعاد الهدوء 88 12-22-2012 12:57 AM
"خيمه رمضانيه" لــكل أعضاء أبعاد هدب أبعاد العام 32 10-04-2007 12:25 PM
ماذا تشرب في رمضان ؟؟ :) لحظة أبعاد العام 58 09-25-2007 01:44 PM
حرب الثأر ..... الحرب الأنجلوامريكية .... الجزء الأول محمد صالح النجم أبعاد المقال 4 03-28-2007 11:11 PM


الساعة الآن 05:45 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.