الأخــوّة والحياة .

[إبراهيم عبده آل معدّي]

الحياة والأخوّة ليس اقتباسات من الانترنت أو قصص جروبات ، أو تأثر بمقطع فيديو ، الحياةوالأخوّة ليست أنانية وفجور في الخصومة ، وبحث دائم دائب عن الزعل والخصام ، الحياة والأخوة ليست ترصد للآخر ، الحياة والأخوة ليست مكاسبا فردية ، الحياة والأخوة ليست ( أنا ومن بعدي الطوفان ) ، الحياة والأخوة ليست شعارات جوفاء تمثيلية في حالات الواتساب أو صوره الرمزبة ، الحياة والأخوة ليست مماحكات وضرب بالكلام من تحت الحزام ، الحياة ليست استغلال أدب البعض في عدم الرد لاعتبارات معينة والنيل منه شفاء للغليل ،الحياة والأخوة ليست مؤامرات بين الأخوة على بعضهم أو تحزبات فارغة تزيد من الغل والكره والحقد ، الحياة والأخوة ليست أن أخطئ في الآخرين لأنني فعلت حسنة أو خيرا لأحد فعليهم تحمل فضاضتي ونزقي ، الحياة ليست تهييج أسباب الزعل وتعميق الجراح بدلا من بذل جهود الصلح ، الحياة والأخوة ليست صراعا دائما دائبا على تفاهات ولا حتى على مصائب ، الحياة والأخوة أن نعقد العزم على التغير مع أخوتنا للأفضل والأحسن ، وأن يحتوي كل منهما الآخر ، الحياة والأخوة أن نتحمل صفات زوجة الأخ السيئة لأجل الأخ ، وصفات الزوج السيء لأجل الأخت ، ولاينتصر أحدنا للباطل ، الحياة والأخوة ليست بأن نظهر ونوصل للوالدين خلافاتنا كأخوة حتى نكسب غضبهما على الطرف الآخر ، الحياة والأخوة هي الحب بصدق لا أن نرى أفعالنا كلها خالية من الأخطاء ونرى الآخرين هم المخطئون فقط ، الحياة والأخوة أن يكون هناك احترام متبادل مقصود وغير مقصود سواء أزادت المحبة أم قلت ، الحياة والأخوة هي تكون صادقا مراعيا لاتكون وقحا فجا بحجة الصراحة ، وأن تعرف كيف ومتى وأين نتكلم وبأي طريقة عن أي نصيحة نريد إيصالها ، الحياة والأخوة نعلم ونربي أبناءنا أن يحترموا أخوالهم وخلاتهم وأعمامهم وعماتهم مهما كان بينهم من خلافات ، الحياة والأخوة أن نظهر احترامنا لبعضنا أمام أبنائنا وأزواجنا وزوجاتنا ، الأخوة ألا أفتري إذا غضبت ، والأخوة ألا أكون سيئا في تعاملي مع الآخرين بحجة ظروفي الحرجة فغيرك لاتعلم ماهي ظروفه التي يصمت عنها .


الأخوّة ليست مافعله أخوة يوسف عليه السلام ، بل الأخوة هي مافعله يوسف عليه سلام الله .


موسى عليه السلام كان معه أخ واحد ولكنه كان مشفقا ومحبا ورحيما بموسى عليهما السلام فاكتفى به ، بينما يوسف عليه السلام كان لديه عدد من الأخوة ولكنهم كان يكرهونه ويكيدون له بحجة جوفاء وهي محبة أبيه له أكثر رغم أن تلك المحبة لم تكن لأجل السكوت على الباطل حاشا على يعقوب عليه السلام أن يفعل ذلك ، ولكنها النفوس المريضة وعندما يتحول الأخوة من رحمة إلى عذاب ، ومن محبة إلى كره وبغضاء . وإن كان أخوة يوسف ليسوا أشقاء له ولكن هذا ليس سببا كافيا ، فكم من أشقاء وهم كأخوة يوسف أو أشد عناء ومكرا وكيدا .
لم يجعل الأرحام تنقطع وحبالها لاتوصل إلا العلاقات السلبية والسيئة بين الأخوة ، إما تجنبا لازدياد سوئها ، أو حذرا من تعامل رسمي جاف تبدو منه البغضاء وتثاقل الآخر .


هناك أمران يواجههما المرء : إما تصديق الرحمن الرحيم والعمل بما يقتصيه هذا التصديق من عمل وتعامل وخوف من الله ، أو تصديق للشيطان الرجيم والعمل والتعامل بما يقتضيه هذا التصديق والتقرب منه .

قال تعالى : " إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "