يا سيد الكون
قوافلُ النور ِ صوبَ البيت ِ تنعطفُ
وراية ُ الشرْك ِ في الآفاق ِ ترتجفُ
*
كسرى وقيصر مِن أنواره انتفضا
واهتزت الأرضُ والإيوانُ والغرفُ
*
إنْ زلزل الحقُّ أرضا ً تحت طاغيةٍ
فالظلمُ يسقط ُ والطاغوتُ ينجرفُ
*
الشركُ جاءك في كفيه جوهرة
وتاجُ مُلْك ٍ وعيشٌ كله ترَفُ
*
صبوا عليكَ بذيءَ القول عن سَفه ٍ
وفوق ظهركَ مِن أقذارهم قذفوا
*
همُ اليهودُ شِباكَ الغدر ِ قد نصبوا
وأتقنوا الدَّسَّ بين الناس ِ واحترفوا
*
عيْنُ السلامة ِ في الإسلام ِ لو فطنوا
وفي الرسول ِ صلاحُ الأمر ِ لو عرفوا
*
يا سيد! الكون ِ أدركْ أمة ً وسطا
أمسى التطرفُ فيها دينَ مَنْ ضعفوا
*
القدسُ تحت سياط النار ِ نازفة ٌ
والشامُ تُذبَحُ والأنبارُ والنجفُ
*
قد أطلقَوا النارَ صوْبَ الشمس ِ فانطفأتْ
وأسكنوا الرُّعْبَ في أكباد ِ مَنْ رجفوا
*
الدينُ أكبرُ مِنْ سيف ٍ على عنق ٍ
الدينُ مَرْحَمَة ٌ أوصى بها السّلف ُ
*
زيفُ الحضارة ِ أنْ نمْتصَّ قِشرَتها
ونهجرَ التّبرَ إنْ يلمعْ لنا الخزفُ
*
يا سيدَ الكون ِ أنتَ اليوم مدرسة ٌ
منهاجُها النبلُ والأخلاقُ والشرفُ
*
كل الشعوب ِ أضاءتْ منكَ شعلتها
ومِنْ مَعينك بات الغربُ يغترفُ
*
يا ربّ ضاقتْ بنا أرضٌ بما رحبِتْ
فالناسُ تُذبَحُ والأعراضُ تختطفُ
*
يا ربّ هيّىءْ لنا مِنْ أمرنا رشدا
أنتَ الوليُّ وأنتَ الحصنُ والكنفُ
صبحي ياسين