البحيرة والنورس

[حمد الدوسري]

يوم من الايام كنت مرتاح البال وأحرك ركوة القهوة بالمطبخ ذات اليمين وذات الشمال كان فيه نافذة صغيرة بالمطبخ فتحتها للتهويه فدخل علي روائح طبخ الجيران وأصوات مزعجه وأدخنة وروائح كريهه فأختنقت وتمنيت بأني لم أفتحها الشاهد لاتحاول تبحث وتنبش وتتلصص على رفيقك أو شريكك
وتتجسس وتحاول تكتشف خفايا من باب الفضول فتنصدم وتنهار حياتك والدنيا لاتخلو من الغلطات والخطايا وقسها على نفسك وخطاياك ربما اكثر
ولديك اسرار اكبر من سره

 

[حمد الدوسري]

تحملني غمامة مسحورة
كالبرق عبر أفق مكشوف
خمريّة الحرير و الشذا معا
تعجّ من مناي بالألوف
تلثّم الأنجم من أحلامها
بالأرجوان العبق الشفيف
على غناء و رؤى و وتر
ترنّحت ترنّح النزيف
و لا تتيه في الدّجى غمامتي
شوقي دليلي و الضحى رديفي
أسأل عنك كوكبا فكوكبا
بنزق المعذّب الملهوف
ألفرقدان أنزلاك منهما
على النديم و على الوصيف
كعبتي السمراء قد لقيتها
بين عويل الجنّ و العزيف
فلن تحنّ بعدها لوثن
عبادتي الولهى و لا عكوفي
أمرّ فيه و كأنّي لم أكن
أفديه بالتليد و الطريف
كعبتي السمراء أنت قبلتي
على بليل بالندى و ريف
حسنك لم يؤلف و لا ألومه
تكبّر الحسن على المألوف
تبرّجت لك الشفوف دلّها
يا من رأى تبرّج الشفوف
و الأيك حنّ و انحنت و سلّمت
غصونه على القدود الهيف
تحيّة القربى و ما أرقّها
و حنّة الألوف للألوف
طارت إليك كبدي محمولة
على جناح الرجز الخفيف
ألمرقص السماء في عرس الهوى
و الحور ينقرن على الدفوف
الناثر الأنجم في فرحته
دراهما نهبا على الضيوف
و ضنّ بالشمس فضمّ يده
حرصا على دينارها المشوف
النغم الناعم في اختصاره
أحلى من المطوّل العنيف
و رنوة الحييّ ألف قصّة
عن الهوى و غمزة العفيف
***
نائية القطوف ، كلّ نجمة
من شفتي دانية القطوف
الأقحوان ثغرك المندّى
و نحن بالعطر و بالرفيف
دعي النصيف و أطلّي (جنّة)
هل تستر الجنّة بالنصيف
شربت أقداري في مصفّى
سهدك حتّى سكرت حتوفي
تسأل كلّ أيكة جارتها
عن قدّك المهفهف النحيف
تمّ رشيقا أملدا و لقيت
منه الفضول نظرة العيوف
قدّك و الضمير من سجّية
بورك بالرهيف و الرهيف
و الناهدان و ثبا كرصد
على الكنوز الحالمات يوفي
تحالفا تصوّنا و عزّة
و امتنع الحليف بالحليف
مضمّخان خمرة و شهدا
أهكذا يصمد للزحوف
أذكى بقلبي إن خبا لهيبه
جمر الغضا أو دمعه اللهيف
هل يسمح الضحى ببعض ظلّه
قد طال في هجيره وقوفي
أحمل في مجامري بخورها
هديّة المشرّد الضعيف
و لبنا من فضّة و لبنا
من ذهب لقصرك المنيف
تعطّري فهذه صبابتي
و اكتحلي فهذه حروفي

 

[حمد الدوسري]

إنا لله وإنا إليه راجعون توفي أمس شقيقي وقطعة من كبدي ونور عيني من كورونا الله يرحمك ياخوي الجميل
ويحسبك من الشهداء والصديقين مو مستوعب حاس كأني في كابوس أصحى منه أحس كأنه بيدخل البيت في أي لحظه
وعلى أطراف القبر وهو مكفن قلت لأخوي الصغير يعني خلاص يازياد مارح يرجع ؟ ليتني ماسألته ماعاد قدرنا نمسكه يركض بالمقبرة يبكي
أكتب الحين وباقي والله مو مستوعب كل مادق الجرس طرى علي لو كتبت بالدم مراثي ماتكفيك ياخوي

في قدري نارُ نوىً موقدةٌ
في كبدي حزنُ دُجىً قَد سُكبا

يا غصنُ يا مسكُ وَيا بدرُ سناً
ما أَزهرا ما أَنورا ما أَطيَبا

يا مرشداً أَحبَبتُ مِنهُ السننا
وَيا كتاباً نلتُ مِنهُ الذهبا

يا قمرا في أفَقٍ مِن كرمٍ
في كفهِ لاح لَنا منتصبا

لَو أَنَّهُ يحضرُ من مدفنهِ
كانَ ملاكاً فَلِهذا اِحتَجَبا

نفسُ تقىً في جَدَثٍ باردةٌ
مسكُ نداً في رَوضَةٍ قَد كسبا

نحتُ لَها من حَزَنٍ منتحبا
وَالترْب أسقيهِ دماءً صَيِّبا

إِن غَرَبَت كانَت بعَيني دررا
لو شرقت كانَت لشيبي سَبَبا

مُذ لبس الورد عَلى مدفننا
تاجاً مِن المطرِ زرعتُ العنبا

لَو أَنَّ إكسيرَ دنا مِن راحلٍ
ترَ مطيّانا إليهِ ما خبا

لَو أَنَّ إِغريقَ رَأى ما كتب ال
فقد بكفينا إِذاً ما كَتَبا

لَو أَنَّ بلقيسَ رَأَت هدهدنا
ما كبرَ العَرشُ وَلا النقش بِبا

يا رحلةَ الوادي وَيا نارَ الغَضا
أهدوا لَنا مِن ذكرهم مَعَ الصبا

 

[حمد الدوسري]

ومسّ عيونَ من فارقت شرٌّ
فأصبح كلّ إنسانٍ جزوعا

أما والجاريات بصحن خدّ
بكت والموريات ورت ضلوعا

لقد أطفأ شميعة نور بيتٍ
ردًى كم مثلها أطفأ شموعا

 

[حمد الدوسري]

https://youtu.be/JsmPwPrbsek

 

[حمد الدوسري]

يا أيها الغصن المُسجّى عاطراً
والريحُ أزكى من شذا .. ما أطيبا !


قد كنتَ نوراً هادياً لي في الدُّجى
إلاك َمن يجلو الشقا والتعبا

يا قمرا في أفَقٍ مِن كرمٍ
في كفهِ لاح لَنا منتصبا

لو أنه يُشرقُ من مرقده
كان ملاكاً من ضياءٍ قَرُبا


نفسُ تقىً في جَدَثٍ باردةٌ
مسكٌ بروضٍ من نعيمٍ سُكِبا


نحتٌ على مرقده منتحبٌ
والدمعُ قد روّى ثراهُ صيِّبا

القلب مفجوعٌ .. رحيلٌ عاجلٌ
ولِشَيبِ رأسي قد يكون السببا


وردٌ على مدفننا محتضنٌ
نبعاً وإن قالوا ( قضى ) ما نضبا

يا رب إنا قد رضينا بالقضا
ندعـو له والذكر يبقى طيِّبا

 

[حمد الدوسري]

الله يرحمك يانور عين أخوك

 

[حمد الدوسري]

وحزني طويل .. وويلي شقيق..
...............وأتبع صبرا كثيف الضباب
وما زلت أعزف نايا حزينا
.................تعرق مني.. على كل باب
‏‎‎أصارع دمعا غزيرا.. غزيرا
‏‎..................أضمد قلبا بأرض خراب
‏‎وألقي بظهري على كل ناب
.............وأدفن وجدي فيأبى التراب