يا قلبك الخواف

[نفع القطوف]

عدت إليه

عدت للكتابة عن
بدري الحبيب
فالإبتعاد عنه
أشبه بإنتزاع الروح

عدت إليه
لأجد ذلك الشعور المختلف .. الساكن بي

فمنذ أنسكبت قصائده بداخلي
وأنا أتلمس مابين الضلوع .. ليقيني بأنه قلب
فإذا بي أجده
بدر

لا ملامة علي .. وهو البدر
عشق تردده ذراتي
كلما استيقظت من منامي
لأعيذه من شر نائبات الدهر
ومما يمكرون
ومن هاجسي

وأقرأ فاتحة الكتاب
ليحفظه الرب بين جنبات صدري
لا ينتزعه أحداً مني
ولا يشاركه إحساسي بشر

أجد بشعره مالم يجده إنسان .. بإنسان
وأكتفي به دون الآنام .. إنسان

ولا يكتفي بإثارة مكامن .. الشوق
ويتجاوز بي إلى أقاصي .. الحنين

حين يترآى أمامي طيفاً متعلقاً بأهدابي
فأذود بيدي لعلي أبصره
وألجأ إلى نظارتي
لعلي أزيل ضباباً ركامياً عالقاً

ويزداد الأمر ضباباً .. لا ينجلي
فأغمض إحدى عيناي لأراه حلماً
يدغدغ مشاعري
وأدع الأخرى لأرسمه خيالاً
يهز مشاعري

ومابين إغفاءة شوق .. وإستيقاظ حنين
يتجسد ..عبث بعث .. من جديد
طاغياً على جميع جهاتي أصولها والفروع
فلا أبصر سواه

أعشقه .. عشق تيه
فالتسكن تلك الأحاسيس
ولتنصرف جميع الوساويس
وليهجرني الأحبة والأصحاب
لأكتفائي به روح

وأعود إليه:

لأن العشق كله .. البدر
ولأن الحب هو .. البدر
ولأن بعضي وكلي .. البدر

ولأن الخوف .. لم يغادر الجوف
مازال متشبثاً بي
حتى تيقنت بأنه من أصل حروف
تكتبني روحاً تنتمي للبشر

ويأتي البدر
حين بدر إحتياج
عندما يكون الإحساس نعامة خوف
فأدُسُّ رأسي في صدر رمال شعره

وبقيت أنت .. قيد خوف

لـ قلبك الخواف :

لا تسرق الوقت من غيري
أنا ما أبي زمن غيري
لا تسرق العمر يا طيري
مادام قلبك لأحد غيري
عطني من أيامك نهار
وباقي العمر للي تبي
مابه فرح يا معذبي
وأنت لأحد غيري
ناظِر وعدنا طاف
في الِّلي درى و مِن شاف
يا قلبك الخوَّاف

يا صاحبي الخوف
ما يطمن الخوف
لا تلمس الجوف
لا .. لا
وأنت أيدينك بارده
والفرقا دايم وارده
إنت وأنا بنفس الطريق
بس الخُطا متباعده

لا تسرق الوقت
يا أجمل الوقت
تكذب علي وأكذب عليك
وألقى الدفا برعشة أيديك
نقضي العمر
كل العمر
نحلم بلحظة شارده

ولـ قلوبكم :

حين تعشق القلوب .. يسكنها الخوف

خوف أن تنتزع لحظات السعادة
و يعود القلب خالياً لا تسكن حناياه ذرة حب
فيغدو كمغارة باردة تزيدها قطرات الدموع صقيعاً

هكذا يكتب البدر مشاعرنا
ويترجم أحاسيسنا
حتى بعد عشرات السنين

مصافحة عودة
لا تخلو من البدر