المحاولات الشعرية وتصويبها

[سعيد الموسى]

الكريم إبن الكرام : الأستاذ عبدالإله المالك ..
أثمّن لك جهدك في هذا الموضوع الهادف , وهو حقيقةً من أجمل المواضيع كـ قيمةً فعليّه , وتُشكر عليه بلا حدّ ...
فقط لي ملاحظة أخ بسيطة ...
لاينكر مجهودك في هذا الموضوع أي شخص إلا الجاحد , ولكن المفترض هو عدم تعديل الأبيات لأي شاعر أو شاعره ...
والمفروض : هو إظهار الأخطاء وتصحيحها وترك المحاولة للشاعر ذاته ....
عندما كتب الشاعر قصيدته , كتبها في طقوس خاصه تختلف عن طقوسك ربما أثناء التعديل لاأشكك في مقدرتك بل على العكس أنا أثني على مقدرتك وعلى شاعريتك وهذا لايختلف عليه عاقلين , إنما بودي وهذا إقتراح أخ وليست ملاحظة , أن تبين لأي شاعر الخطأ في النص وكيفية تفاديه لاحقاً إذ أنني أتمنى أن يكون تطبيقاً للحكمة [ لاتعطني سمكة بل علمني كيف أصطادها ]
لافائدة من تعديل نص أي شاعر والفائدة كلها تكمن في تعليمه وتصويبه , ليصبح ملمّاً ولاينفع نفسه فقط بل ينفع غيره أيضاً ويكون الثواب لك بإذن الله .
.
.
لدّي ثقة كاملة أنك ستتقبل حديثي كأخ وصديق وعلى هذا أشكرك مقدماً وأشكر رحابة صدرك الكريم .

 

[عبدالإله المالك]

أخي سعيد موسى

أثمن وأقدر وأحيي مداخلتك ووجهة نظرك القيمة.

وإن كنت أحب أوضح لك ما قد ألتبس وأشكل عليك،

أولا هذا القسم بعامة والمتصفح بخاصة فتح للمحاولات الشعرية غير المتأكد من سلامتها من حيث الوزن أو اللغة ونحوها وصرفها، كاتب المحاولة نفسه. إذا هي تختلف تماما عن القسم الفصيح الشعري حيث أن المفترض هنا بداهة أن يكون صاحب المشاركة قد بلغ من المقدرة على طرح القصيدة سليمة الأبعاد.

ثانيا في القسم الفصيح أو حتى الشعبي سياسة المنتدى واضحة تماما فالقصيدة التي يتجاوز عدد الكسور بها أكثر من إثنين فتستبعد ويطلب من كاتبها تعديلها بنفسه ومن ثم إعادة طرحها. إما إذا كان هناك خلل ما في معنى أو مبنى القصيدة أو وجود كسر واحد أو أثنين فقط فيطلب من كاتبها تصويبها ومراسلة المشرف بالتعديل المطلوب لأنه هو من يستطيع ذلك تقنيا فيتدارك الخلل هنا. ولكن قد يرفض الشاعر الموافقة على طلب التعديل فنرجع هنا إلى سياسة المنتدى والواضحة والتي تتيح للمشرف التنويه عن الخلل صراحة أمام جمهور الأعضاء والقراء لأن هذه أمانة علمية ومصداقية مطلوبة.

ثالثا التعديلات المقترحة من قبلي هنا في متصفح المحاولات الشعرية هي ليست ملزمة لصاحب النص بل هي ارشاد إلى مواطن الخلل ومحاولة تصويبها لكي يتماشى بموجبها صاحب النص ويحاول إن رغب حفظها أو الجري على نسقها. وإن كنت أرى أن هذا تطبيق عملي حي وأجمل من النظريات وشروحها والتي قد ترهق الكاتب وتشتت تركيزه.

رابعا لقد وضعت هنا مختصر خاص بعلم العروض ومتصفح مستقل لعدد لا بأس به من البحور الشعرية كثيرة الإستعمال والتناول وهي جهد مضن وخلاصة تجارب شخصية لازال يحدوني الأمل حثيثا أن أكون شاركت ما وهبني الله من علم بها القراء على حد سواء لمن لا يعلمونها أو أشكل عليهم علمها أو فهمها ولهم رغبة في تعلمها ولكن أعيتهم الوسيلة في ذلك. ولعل ذلك يكتب في ميزان الحسنات كعلم نافع يدعى لنا وينتفع به.

خامسا سأعمل جاهدا إن شاء الله وما أمكنني ذلك على تبيين موقع الخلل تحديدا إن وجد ولماذا اقترحت التعديل بعينه لربما تزداد الفائدة المرجوة. بناء على ما أسجيته أنت من مقترح.

سادسا وأخيرا أشكر لك الإطراء والثناء على شخص أخيك في الله، واستعذاب واستذواق قريحته وشاعريته وجهوده، فذلك من طبب ذاتك وكريم محتدك.

وتقبل مني وردي وودي

 

[تراتيل]

صباحكم أجمل

سعه صدوركم جعلتني اتجرأ بتقديم هذه قصيده أو هكذا اسميها هي محاوله قد كتبتها في خسوف القمر
أتمنى من أساتذتي الأفاضل إعلامي بما أقترفته بحق العروض ولكم أمتناني..



غاب القمر رغم التصاقه في السما
............................................ نصف تعرى للكواكب مرغما
يهديها نوراً والظلام يشدهُ
............................................ وتغار من أجل الضياء الأنجما
مستوحداً في قلب سيده( الدجى)
............................................ كان يأمّل في رجاءه معدما
ويظن أن لقاءه يكفي و لن
............................................ يلقى بديلاً في الغياب ترنما
حتى أتى من قال في وجه القمر
............................................ أتظن أنك في اليالي الأعظما..؟؟
أم أن ليلك يكتفي بتوهجٍ
............................................ في كل شهرِ مره ..تشفي الظما؟
فـ بكى القمر وعلى الغيوم تجهما
............................................ قسم الحضور بحسرةِ متألما
نصف يضيء محبة وتقربا
............................................ و دجاه اهداه النصيف المظلما


تراتيل~

 

[محمد فرج]

استمتعت بالحوار الدائر بين الكريمين سعيد وعبد الاله
وشجعني كرمهما وسعة صدريهما أن أدلف هنا إلى نص الكاتبة تراتيل مباشرة
بناء على رغبتها في التصويب ، ولأن النص جميل جدا ولا يشوبه إلا بعض الهنات البسيطة .
فأرجو قبول وجودي هنا .
غاب القمر رغم التصاقه في السما
............................................ نصف تعرى للكواكب مرغما
(القمر ) تم تسكينه هنا لضرورة الوزن وهذا غير مقبول
( التصاقه ) أيضا سكنت الهاء للوزن وهذا غير مبرر
يهديها نوراً والظلام يشدهُ
............................................ وتغار من أجل الضياء الأنجما
يهديها / اشباع الهاء يكسر الوزن
الأنجما / لا يصح أن تكون منصوبة لأنها فاعل
مستوحداً في قلب سيده( الدجى)
............................................ كان يأمّل في رجاءه معدما
الشطر الثاني غير مستقيم الوزن
رجاءه / تكتب على كرسي إذا كان ما قبلها مكسورا / رجائه
حتى أتى من قال في وجه القمر
............................................ أتظن أنك في اليالي الأعظما..؟؟
الوزن سليم
الأعظما / أرى أنه يجب أن تكون مرفوعة على اعتبار أنها خبر أن ،
لكن إذا أرادت الكاتبة أن تجعلها مفعولا به ثانيا ل أتظن ,,, فهذا موضع خلاف
أتمنى على الاستاذ عبد الاله أن يفتينا فيه .
اليالي تكتب : الليالي .
أم أن ليلك يكتفي بتوهجٍ
............................................ في كل شهرِ مره ..تشفي الظما؟
مره : مرةً
فـ بكى القمر وعلى الغيوم تجهما
............................................ قسم الحضور بحسرةِ متألما
الشطر الأول غير مستقيم الوزن
لو قلت / فبكى .. وساد على الغيوم تجهم
لأن القصد واضح أن الذي بكى هو االقمر
نصف يضيء محبة وتقربا
............................................ و دجاه اهداه النصيف المظلما

ختامه مسك كما يقال
فقد سلم البيت الأخير معنى ومبنى
وأجد فيه صورة غير مسبوقة تحسب للكاتبة ,
وقد التزمتُ بما طلبه الاستاذ سعيد موسى بعدم التدخل في إعادة الصياغة بقد ما هو إيضاح لموقع الخلل فقط .
وما دخولي وتعقيبي إلا حبا للشعر ومن يحبه ،
ولأن الأبيات فيها من الصياغة اللغوية والشعرية الشئ الكثير دخلت وعقبتُ ,
أشكر للشاعرة / الكاتبة تراتيل أن فتحت النافذة لقراءة أحرفها هنا ,.
والشكر موصول للشاعر عبدالاله المالك صاحب فكرة الموضوع .

 

[عروب باكير]

موضوع جدا رائع وقيم
ولي عودة أخرى
تحياتي

 

[تراتيل]

الشاعر محمد فرج أمتناني لأعطاء هذا النص شيئاً من وقتك الثمين
لست شاعره عروض حتى لا يؤخذ عني أني شاعره وأكسر جل ما أفعله أني أكتب على نغم وأستنجد بعروبتي
وبودي أن اترك النبطي حتى يستقيم شغفي بالشعر الفصيح ،،



لي عوده بأستفسارات تخص ملاحظاتك أستاذي ،،وألف شكر

 

[عبدالإله المالك]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد فرج

استمتعت بالحوار الدائر بين الكريمين سعيد وعبد الاله
وشجعني كرمهما وسعة صدريهما أن أدلف هنا إلى نص الكاتبة تراتيل مباشرة
بناء على رغبتها في التصويب ، ولأن النص جميل جدا ولا يشوبه إلا بعض الهنات البسيطة .
فأرجو قبول وجودي هنا .
غاب القمر رغم التصاقه في السما
............................................ نصف تعرى للكواكب مرغما
(القمر ) تم تسكينه هنا لضرورة الوزن وهذا غير مقبول
( التصاقه ) أيضا سكنت الهاء للوزن وهذا غير مبرر
يهديها نوراً والظلام يشدهُ
............................................ وتغار من أجل الضياء الأنجما
يهديها / اشباع الهاء يكسر الوزن
الأنجما / لا يصح أن تكون منصوبة لأنها فاعل
مستوحداً في قلب سيده( الدجى)
............................................ كان يأمّل في رجاءه معدما
الشطر الثاني غير مستقيم الوزن
رجاءه / تكتب على كرسي إذا كان ما قبلها مكسورا / رجائه
حتى أتى من قال في وجه القمر
............................................ أتظن أنك في اليالي الأعظما..؟؟
الوزن سليم
الأعظما / أرى أنه يجب أن تكون مرفوعة على اعتبار أنها خبر أن ،
لكن إذا أرادت الكاتبة أن تجعلها مفعولا به ثانيا ل أتظن ,,, فهذا موضع خلاف
أتمنى على الاستاذ عبد الاله أن يفتينا فيه .
اليالي تكتب : الليالي .
أم أن ليلك يكتفي بتوهجٍ
............................................ في كل شهرِ مره ..تشفي الظما؟
مره : مرة ً
فـ بكى القمر وعلى الغيوم تجهما
............................................ قسم الحضور بحسرةِ متألما
الشطر الأول غير مستقيم الوزن
لو قلت / فبكى .. وساد على الغيوم تجهم
لأن القصد واضح أن الذي بكى هو االقمر
نصف يضيء محبة وتقربا
............................................ و دجاه اهداه النصيف المظلما

ختامه مسك كما يقال
فقد سلم البيت الأخير معنى ومبنى
وأجد فيه صورة غير مسبوقة تحسب للكاتبة ,
وقد التزمتُ بما طلبه الاستاذ سعيد موسى بعدم التدخل في إعادة الصياغة بقد ما هو إيضاح لموقع الخلل فقط .
وما دخولي وتعقيبي إلا حبا للشعر ومن يحبه ،
ولأن الأبيات فيها من الصياغة اللغوية والشعرية الشئ الكثير دخلت وعقبتُ ,
أشكر للشاعرة / الكاتبة تراتيل أن فتحت النافذة لقراءة أحرفها هنا ,.
والشكر موصول للشاعر عبدالاله المالك صاحب فكرة الموضوع .

ألف مليون شكر للشاعر الكبير محمد فرج ..

وهذا التداخل والتفاعل والتلاقح الأدبي الفكري هو المكنز الكبير لنا على حدّ السواء ..

وقد لا يفتى وفرج في المدينة!.

ولكن سأقرأ معكم وبصوتٍ مرتفع

غاب القمر رغم التصاقه في السما
............................................ نصف تعرى للكواكب مرغما
كما تفضل الأخ الشاعر محمد فرج

صدر البيت مكسور ولا يجوز أبدًا تسكين الكلمة المتحرك آخرها (القمر .. و.. التصاقه)، لأننا هنا بحضرة الشعر الفصيح لا النبطي. فهذا هو التفسير والتبيين.

ولو كنت مكان الشاعرة لقلت:

قد غابتِ الأقمارُ عن هذي السّما .. نصف تعرى للكواكب مرغما (عجز البيت سليم)


يهديها نوراً والظلام يشدهُ
............................................ وتغار من أجل الضياء الأنجما
يهديها / اشباع الهاء يكسر الوزن
الأنجما / لا يصح أن تكون منصوبة لأنها فاعل
نعم هنا خطأ نحوي وعروضي فيلزم القول: الأنجمُ وليست (الأنجمَ)

ولو كنت مكان الشاعر لقلت:

نورٌ هداها في ظلام ٍ حالك ٍ .... وتغازلُ الأضواءُ فيها الأنجما

مستوحداً في قلب سيده( الدجى)
............................................ كان يأمّل في رجاءه معدما
الشطر الثاني غير مستقيم الوزن
رجاءه / تكتب على كرسي إذا كان ما قبلها مكسورا / رجائه


حتى أتى من قال في وجه القمر
............................................ أتظن أنك في اليالي الأعظما..؟؟
الوزن سليم
الأعظما / أرى أنه يجب أن تكون مرفوعة على اعتبار أنها خبر أن ،
لكن إذا أرادت الكاتبة أن تجعلها مفعولا به ثانيا ل أتظن ,,, فهذا موضع خلاف
أتمنى على الاستاذ عبد الاله أن يفتينا فيه .
اليالي تكتب : الليالي .
هنا نلاحظ ما يلي:
1- الصدر لا يجب أن يقف على متحرك هنا (القمر) هي في حالة جر (مضاف ومضاف إليه) وليست القافية في عجز البيت .. فالبيت صدره مكسور ومخالف عروض الشعر ... فمن الأولى أن تقول الشاعر (الدجى) على سبيل المثال بدلا من القمر.

2- أمّا عجز البيت: أتظن أنك في اليالي الأعظما..؟؟
هذا التأويل لا يجوز فهي مرفوعةٌ خبرًا لأنّ ,, أما مفعولي الفعل تظنُ فقد حلت محلهما الجملة الاسمية (أنك في الليالي الأعظمُ) .. فاختل الروي .. أو القافية هنا مختلفة عن باقي الأبيات.

فـ بكى القمر وعلى الغيوم تجهما
............................................ قسم الحضور بحسرةِ متألما
الشطر الأول غير مستقيم الوزن
لو قلت / فبكى .. وساد على الغيوم تجهم
لأن القصد واضح أن الذي بكى هو االقمر

نعم نقول هنا تجهم ٌ (مرفوعة بالضمة الظاهرة على آخر الكلمة) ..
فيكون صدر البيت كما ذكر الأخ الشاعر محمد :

فبكى وساد على الغيوم تجهمٌ ..

وعلى الشعر نلتقي .. شكرًا لنا جميعًا ..

 

[مجاهد السهلي]

صعوبة التنسيق في لوحة الكتابة صعبٌ قليلاً .. لا أدري أ أنا السبب أم أنه يجب إعادة إصلاح اللوحة؟
فعند الإقتباس يتغير تنسيق اللغة تقريباً.
فسأكتب بطريقتي التالية:
قال : (صدر البيت مكسور ولا يجوز أبدًا تسكين الكلمة المتحرك آخرها (القمر .. و.. التصاقه)، لأننا هنا بحضرة الشعر الفصيح لا النبطي. فهذا هو التفسير والتبيين.)

قلتُ : أفلا يجوز التسكين باعتبار الوقوف على التفعيلة الأولى من البحر؟

قال: (
حتى أتى من قال في وجه القمر
............................................ أتظن أنك في اليالي الأعظما..؟؟
الوزن سليم
الأعظما / أرى أنه يجب أن تكون مرفوعة على اعتبار أنها خبر أن ،
لكن إذا أرادت الكاتبة أن تجعلها مفعولا به ثانيا ل أتظن ,,, فهذا موضع خلاف
أتمنى على الاستاذ عبد الاله أن يفتينا فيه . )
قلتُ: "الأعظما" محلها الكسر صفةُ ل "الليالي" المجرورة بحرف "في" و لا يصح غير ذلك. و الله أعلم.
جميل هذا الموضوع و لا عدمناكم.
و وجهة نظري أن الشاعر في محاولته هذه يبشرٌ بولادة شاعرية مميزة نظراً لحضور القدرة البيانية و البلاغية في بعض أبياته بغض النظر عن الأخطاء اللغوية أو العروضية ، فالمهم هو المَلَكَةُ الفنية و من ذلك:
غاب القمر رغم التصاقه في السما
غاب.. رغم وجوده... فيه معاكسة جميلة في الوصف.
و قوله :
وتغار من أجل الضياء الأنجما
تعليل ممتع لغياب ضوء القمر..

و أضاف:
ويظن أن لقاءه يكفي و لن
............................................ يلقى بديلاً في الغياب ترنما
زيادة في توضيح التعليل.. بتيه القمر بأنه كان يظن أن مجرد وجوده يكفي و إن فقد رونقه.

قوله :
فـ بكى القمر وعلى الغيوم تجهما
............................................ قسم الحضور بحسرةِ متألما
استعارة البكاء للكسوف ، و تخيُّل قتام الغمام مناسبٌ لهذا المأتم البلاغي.

قوله:
نصف يضيء محبةً وتقرُّبَاً
............................................ و دجاه اهداه النصيف المظلما
تخيُّل مَنْحِ النصفِ من القمر ليلاً خاصاً ، لم أره لغيره .. و هو مميز.

بالتوفيق