سافر

[محمد السالم]

..

..

إحّزم اوجاعك على اضلاعك : وسافر
ولا تفكّر في ممالح ؛ تنهش دروب المسافة .
كل مامرّك شعور يقول تايه .
قول تافه
هي بعض لافكار تاتي لك غبيّة
بسّ سافر . البس اطقوس السّفر
وضمّ كفّينك على برد الجمر
ولا تمر ؛ فـ/درب في السّابق رهش لك .. أوبكالك
ولا تعلّم كفّك الأيمن مواجع في شمالك
السّفر قطعة عذاب بسّ سافر
لا تناظر في مواطي خطوتك
ولا تذكّر كيف كانت شهوتك
كلّ خطوة شلّ من صدرك جروح
وحطها فوق السّهام بكلّ روح
وكلّ ماصاح السّهم ينحره جرح
لين يتناما السّراب وتيبس القربة عليك
ويتغشاك الهجير
والعرق يلثم عصاك … ما عليك
فداخل أحشائك ونبضك
ألف ألف … وألف بير
كلها جمّة حزن
لا يغالبها نهر ولا يغالبها بحر
ولا تضاهيها مراهيف المزن
مدّها بدلو الأسى ؛ واجذبه من فوق ضلع
لين تتشظا السّواني ؛ ويضرب الواقع بكفينه
على وجه الآماني . خلّك مسافر
السّفر قطعة عذاب بسّ سافر
يمكن بنصف المدى ؛ تثقل خطاوي
أو يغالب حسّ سمعك ذايب عاوي
أو يمرّك هدهد ريشه جميل
عايش حزنه خلاوي
لا تضجّر خلك بدربك هميم
السّفر قطعة عذاب .. لا .. لا .. السّفر قطعة جحيم
لا تسآل أين ظلك ؟
وهل صحيح الدرب ملّك ؟!
أقّسى شيء أنك تصالح لاسئله .
وقولها المكرور .
لا تشخّص في مسارب لاخيله .
وطبعها المحذور .
يا أخي عمر الغصن ما شاف لون السُنبلة .
وهاهو يواصل طريقه من عميق أعمق عميق
صوب وجهٍ يجهله !
بسّ .. سافر
ربما تزمي هضاب من حنين !
وربما تلقى شواطئ تايهة طول السّنين !
وربما تلقى النّوارس هاجروا !
إلاّ ؛ واحد مثل ظلّك جالس وحده حزين ؛
ماعليك واصل الرّحلة وسافر
لوّ ضوا لك ليل ماتعرف نجومه !
أو بدا لك صُبح ماتعرف ليومه !
ماهو بشيء غريب هو ذا ديدن غريب .
بسّ سافر
لوّ تمرك ريح مافيها شجن ؛
ماعليك أنت أقدامك وطن .
يرتحل في كلّ صوب .
ماتجغرفه الأماكن ؛ أو عوامل تعرية .
بسّ يدميه الغروب
كلّ فهمه ساكن بداخل سفر .
وآخر حدوده على حد النظر .
بسّ سافر مامن الواقع مفر .
وإن حدث في يوم وانتابك جراد ؛
ماعليك أعرف ان هذا الحصاد .
انزع أكمامك وشرّع له صدر
وابتهج لآخر مداك هوذا هوذا …
كلّ .. السّفر
ولا تسافر.

..

..
م.س.