دارُ المسنّين ...
تِلكَ الدّار التي ذَهَبتُ إليها في عاميَ الماضي بُغيَةَ الأجر
وفي نيّةٍ مَخفيّةٍ مرجوّةٍ لعلَّ دعاءَ أحد المُسنّين يُستَجاب فألقاهُ بركةً وصحةً وعافية ..
كانت السعادة والغِبطة تَمشي بِـ معيّتي الخَطوَ بـ الخَطو ذاتَ ذَهاب
فإذا بي أُكابِدُ الغصّة والألم ذات إياب ...!
دِيار رِعايَة المسنّين، ملآ قلوبهم بِحزنهم وبِحكاياتِهم
أيُّ دائِرة ظُلمٍ تلكَ التي أحاطَتهُم لِيَكونوا في النّهاية عالَةٌ على أبنائهم في سياسة عقوقٍ جائرة ؟!
كان لكلِّ وجهٍ عبَثَت به السنين حكاية ؛ ولكلِّ حكاية مرارةٌ وغصّة
ولكلِّ غصّةٍ اختِناق
وليسَت تَكفي إيماءة حزنٍ أو هدهدَةُ مواساة على كَتفٍ خّذلتها المُجريات
ولا قُبلَة اكبار على جبينٍ اعتَلَتهُ الحادِثات على هيئة تَجاعيد..!
ليسَ يُجدي كلُّ هذا في حين أنَّ قِطعةٌ من الروح هانَ عليها أن تُلقي بِبركة العمر، وزاد الدّعاء، وجنّة الدّنيا
بين جدران " دور رِعاية المسنّين " ....!
لماذا تجعلهم المواقيت الجائرة عالَة على ضلع العقوق من أبنائهم، في حين قدّموا أرواحهم في الفائتات
فداءً لِـ تلكَ القلوب كي تَكبُر لا لِـ تتحجّر..!
لماذا يكون العقوق جزاءً بالإنابة عن البرّ احتِواء ...؟!
" دور المسنّين " لماذا تَكتظُّ بِهِم ...؟!
من المسؤول الأول في قضيّةٍ قَسَت قلوبُ أبنائِها وما لانَت ...؟!