يوم الاستقلال!! ( قصة قصيرة) - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
(( أبْــيَات لَيْسَ لَهَــا بَيــْت ...!! )) (الكاتـب : زايد الشليمي - مشاركات : 13 - )           »          فلسفة قلم .. بأقلامكم (الكاتـب : سيرين - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 3845 - )           »          غياب القناديل (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 3 - )           »          تخيل ( (الكاتـب : يوسف الذيابي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 428 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75147 - )           »          ورّاق الشعر [ تفعيلة ] (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 5 - )           »          بُعدٌ جديد ! (الكاتـب : زكيّة سلمان - مشاركات : 1 - )           »          عَـيني دَواةُ الحـرفِ (الكاتـب : حسن زكريا اليوسف - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 4 - )           »          " قلطة " : اقلطوا .. (الكاتـب : خالد صالح الحربي - مشاركات : 94 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 423 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-28-2019, 09:46 AM   #1
عمرو مصطفى
( كاتب )

افتراضي يوم الاستقلال!! ( قصة قصيرة)


حلقة 1

توهجت المباني في ظلمة الليل لثوان، بعدها دوى انفجار مروع تناثر على
إثره الشرر في كل حدب وصوب ..
كان مصدر الوهج شعاع ليزر أطلقه طبق طائر من إياهم..
وكان أول الغيث، حيث ظل الطبق لدقائق يمطر المربع السكني بأشعة الليزر
حتى تحول إلى خرابة ممتازة ..
لكن من بين الحطام برزت كف عبد الصمد ..
بعدها برزت ذراعه كلها وأزاحت بعض الركام لتسمح لرأسه بالخروج إلى الهواء ..
مرحى يا عبد الصمد مازلت حياً رغم تحول منزلك إلى رماد ..
هاهو ذا يزحف على بطنه بين الشظايا المحترقة بكلإصرار، وحينما قرر أخيراً أن
يقف معتمداً على كفيه اكتشف أنه لم يعد لديه رجلين!!
لقد بتر نصفه السفلي ..
لابد أن صدمة عصبية قد ألمت به إذ سرعان ما تهاوى بلا حراك.. وعاد السكون
يغلف المربع السكني .. لا شيء سوى طقطقة ألسنة اللهب التي تلتهم ما بقي من
أطلال البيوت .. وعاد الطبق الطائر ليدور دورة أخيرة مشرفاً على المحرقة ..
ووسط عاصفة من الغبار وفي رقعة خالية من الحطام، قرر الهبوط. لم يعد هناك
أحياء في المربع فلا بأس إذن من استراحة محارب سريعة .. لكن للأسف حتى
الأطباق الطائرة ترتكب الحماقات ..
فمن قال أنه لا يوجد حياة هنا .. لقد ظهر خالد مرتدياً زي ناقل الجزيئات على
بعد خطوة من الطبق الساكن ..ألصق قنبلة موقوتة بجسم الطبق الأملس وصرخ :
- هذا من أجل عبد الصمد ...
ثم حمل نصف عبد الصمد المتبقي واختفى في لحظة .. لقد انتقلت جزيئاته
وتجمعت في مكان أخر ..
وفي اللحظة التالية أطاح الانفجار بالطبق الطائر ودفعه ليرتطم بأطلال منزل قريب..
ثم ارتد ودار حول محوره قبل أن يسكن أخيراً والدخان الأسود يتصاعد منه ..
وعلى بعد عدة أمتار عاد خالد للظهور ...
كان يتأمل الطبق الطائر المحطم بوجه جامد خالي من التعبيرات لكن بداخله تدافعت
أحاسيس ومشاعر جارفة .. لأول مرة سيعود لمقر المقاومة برأس أحد الفضائيين الغزاة..
لقد أثبت الزي الناقل للجزيئات الذي حصل عليه مؤخراً من الإخوة الأمريكان كفاءة
غير عادية .. كذلك القنبلة شديدة الانفجار فخر الصناعة الإسرائيلية . للأسف هذه
السترات قليلة جداً وغالية جداً لذا لا يحصل عليها إلا عدد محدود فقط من قيادات
رجال المقاومة..
وبينما يتقدم خالد في حذر من حطام الطبق الطائر تداعت عليه ذكريات أيام خلت..
فلم تكن تلك أبداً هي بداية الأحداث..

***

قبل عدة أشهر ..و قبل أن يحدث ما حدث للعالم ..
كان خالد مجرد موظف حكومي من أولئك الذين يعودون لدارهم بعد الثانية
ظهراً ليأكل وجبة خفيفة وينام حتى السادسة، ثم ينهض ليقف حتى الحادية
عشرة في أحد محلات خدمات المحمول التي يملكها صديقه الوحيد عبد الصمد..
عبد الصمد متزوج ولديه طفلان لأنه سلك طريق الأعمال الحرة التي كان يجيدها
بعكس خالد.. لذا استطاع أن يتزوج سريعاً وينجب أسرع.. المال يجعل الأمور
تمضي بصورة أسرع وأفضل كأفلام السينما.. بينما يشعر خالد أن الفقر قد حوله
إلى سلحفاة ستصل إلى هدفها يوماً ما، بعد ألف عام.. ولو كان يملك عمراً كالسلحفاة
لما اكترث، لكنه يعلم أن العمر سيمضي سريعاً جداً.. ويوماً ما سيصير موظفاً على
المعاش يتحسر على المرتب الذي كان ثم صار.. إلى أن يحمل لقب مرحوم ..
هكذا مضى والده وجده من قبل.. الأمر هنا حتمي كالقدر..
بالرغم من ذلك كان خالد من أولئك الشباب ذوي الطموح العالي ..
كان يطمح أن يتزوج من نجلاء جارته في الحي ويكون أسرة.. الزواج في
هذا العصر يعد خطوة جريئة تعادل خطوة اتخاذ قرارات الحرب المصيرية..
لذا فهو بحاجة لإعداد ودراسة جيدة قبل كل شيء.. هو يعرف أن والد نجلاء
لن يرفضه، بل هو ينتظر اليوم الذي سيتقدم فيه للخطبة.. إنهم جيران وكانت
هناك علاقة أخوية تجمع بين والده الراحل ووالد نجلاء.. علاقة أخوية من
النوع الذي يجعل الأبوان يتفقان على أن الولد للبنت وهما مازالا بعد في مرحلة
الرضاع. لكن الهاجس الذي يسيطر على خالد لحد الرعب، هو أن يتقدم لخطبة
نجلاء من ثم يبدأ والدها في وضع النقاط على الحروف.. سيكون لديك في
المتوسط عام ونصف مهلة لتكون مستعداً لإتمام الزواج.. فهل ستكون مستعداً؟
هل ستكون رجلاً عند كلمتك أمام والد نجلاء أم.. أم الأخرى يتقلص لها أحشائه
لذا يضطر لتأجل قرار الخطبة المصيري.. صحيح أن لديه شقة إيجار ورثها بعد
وفاة والديه وزواج إخوته وتفرقهم في البلدان.. لكن من قال أن الشقة هي كل شيء؟
ومن الذي قال أن عم شوقي صاحب العقار سيتركه يتزوج وينجب بدون مضايقات؟..
مشاكل شقق الإيجار القديم هذه لا تنتهي.
طبعاً هناك العشم والجيرة وعظام التربة، عوامل كثيرة يعتمد عليها خالد بعد الله سبحانه وتعالى
كي يتركه عم شوقي وشأنه.. لكنه يعلم أن الأخير لديه ثلاث فتيات في سن
الزواج، وطبعاً قرارا زواج خالد من نجلاء سيطير العشم، وسيسحق أخر
عظمة من عظام التربة.. مع ذلك لم يكف خالد عن الطموح عالياً، وكل
يوم كان يقف في شرفة مسكنه، ويرفع طرفه للسماء كأنما ينتظر أن تهوى
عليه ثروة تحل كل مشاكله، أو صخرة تريحه من محاولات البحث عن حلول لمشاكله..
وكان دائماً يحدث نفسه مشجعاً بأن الغد سيكون أفضل.. كل المؤشرات تقول
هذا فلا تبتئس يا فتى!.
المؤشرات المحلية والعالمية تقول هذا بكل وضوح فلماذا يصاب الناس بالاكتئاب
هكذا بدون سبب مقنع؟! لماذا لا نطمح في غد أفضل؟

***

المقهى ولعبة أكل الوقت..
الطاولة الأثيرة وصوت ارتطام الزهر بالأرضية الخشبية.. يجده البعض
مثيراً للأعصاب بينما هو جالب للحظ عند أخرين كما يعتقد عبد الصمد..
هناك برنامج يدور على شاشة المقهى يتحدث عن مواقع التواصل الاجتماعي
التي نجحت في تحويل العالم لقرية صغيرة..
وعلق بعض رواد المقهى، وهو يعزف بالنرجيلة مقطوعة من الدخان القاتل..
أن مواقع التواصل تعين على صلة الرحم التي أمر بها الإسلام. يمكنك أن
ترى وتحدث ابن عمك الذي في كندا وأنت في القاهرة.. بعد ثوان قامت خناقة
عاتية بين عازف النرجيلة هذا وأخ له جاء يطالبه بمال له ، وسرعان ما طار
مبسم النرجيلة من فمه وتعالى صوت سباب الدين إلى عنان السماء..
قال عبد الصمد لخالد وهما منخرطان في لعب الطاولة :
ـ لماذا لا يتآلف الناس وتذوب ما بينهم من خلافات ؟
دائماً ما يتحفه عبد الصمد بتلك العبارات التي يجيدها المصريين ويحشرونها
حشراً أثناء معظم حواراتهم .. وفي بعض الحالات تكون مقدمة لبداية شكوى
مرة من زوجته أو حماته أو.. أو.. لكن خالد كان مشغولاً مع الزهر بشدة..
إن حظه في اللعب كما يقول له عبد الصمد دائماً (حظ عوالم)، لكنه كان
يعتقد أنه سعيد الحظ في اللعب لأنه تعيس في الحب..
وكان عبد الصمد مصمماً ..
ـ يقولون:العالم قرية صغيرة.. هراء.. هذا الحي الذي نسكنه من فيه يحب
لأخيه ما يحب لنفسه؟ من الذي لا يحسد غيره؟
ـ أنا.
قالها خالد وهو يرمي الزهر، فامتعض عبد الصمد لأنه لا يحب المزاح حينما
يتفلسف.. لكن خالد أردف بسرعة:
ـ أعني أنا وأنت.. ألسنا أصدقاء منذ الطفولة ونحب الخير لبعضنا البعض؟
ـ وماذا نشكل أنا وأنت في هذا الحي الطافح بالسموم والأحقاد.
ـ عبد الصمد .. هل أنت جاد؟.. أنا لا أرى الحياة بهذا السوء.
ـ فقط لأنك لا تحمل الهم مثلي.. لا زوجة ولا أولاد..
ابتسم خالد وهو يكتم غيظه.. كان على وشك أن يصارحه أنه يملك كل
مقومات الحياة السعيدة.. لديه زوجة وأولاد ومحل يدر عليه ربح وفير..
ليس مثله يحيا كالريشة في مهب الرياح الأربع، لا يدري أين يذهب به.
قال خالد:
ـ صدقت.. لا أحد هنالا يحقد ولا يحسد.
تنحنح عبد الصمد في حرج وقد فهم ما يرمي إليه صديقه..
ـ هل تعشيت؟
قالها ثم نادى مباشرة على رجب صاحب عربة الكبدة دون أن ينتظر جواباً من خالد ..
ـ سأطلب لي ولك..
ـ سأتعشى في البيت.
قالها خالد وهو ينهض ببطء وقد شعر أن ساقيه قد تحولتا إلى لوحين من
الخشب من طول الجلوس.. حلف عليه عبد الصمد مئة يمين لكنه كان
قد عاد لداره بالفعل قبل أن يتم المئة..

***

في الأفلام تبدو الأمور غالباً أكثر شاعرية..
حينما جلس يتناول شطيرة من الجبن مع كوب من الشاي أمام المرئي اكتشف
أن الحياة التي تطل عليه من خلال صندوق اللعب هذا مثيرة فعلاً.. مثيرة للخيال
والغيظ أيضاً.. هناك فيلم يتكلم عن غزو فضائي للكوكب.. وسكان العالم يلتفون
تحت راية الولايات المتحدة لمقاومة هذا الغزو.. الأبيض والأسود والأصفر
والأحمر، الكل يعمل من أجل مصلحة هذا الكوكب.. لكن هذا لن يكون إلا تحت
راية الولايات المتحدة كما هو واضح.. أمريكا هي الوحيدة القادرة على جعل العالم
كله قرية صغيرة.. أليس الشعار هو شعاراها؟.. أليس القرن كله قرنها؟..
هكذا جلس يتابع ويفكر..
هل العالم يحتاج فعلاً إلى كارثة كي يتوحد وينسى ما بينه من خلافات ومشاحنات؟
هل؟

***

كان هذا حينما بدأت إرهاصات ما قبل الغزو..


يتبع

 

التوقيع

" تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:
أنَّ سيفانِ سيفَكَ..
صوتانِ صوتَكَ
أنك إن متَّ:
للبيت ربٌّ
وللطفل أبْ
هل يصير دمي بين عينيك ماءً؟
أتنسى ردائي الملطَّخَة ..
تلبس فوق دمائي ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟
إنها الحربُ!
قد تثقل القلبَ..
لكن خلفك عار العرب
لا تصالحْ..
ولا تتوخَّ الهرب!"

( أمل دنقل)

عمرو مصطفى غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-28-2019, 11:05 AM   #2
محمود الجندي
( كاتب )

افتراضي


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

العالم أصبح قرية صغيرة في يد الأمريكان الرحيمة
حتى أتها جلبت لنا طرق عديدة تقود الأطفال الصغيرة
للموت المشتهى في ألعاب إنتحارية جديدة
و جعلت عبد الصمد العاشق للأرجيلة
يبحث عن حظ العوالم في مكعبات حجر النرد المثيرة
و في سندوتش كبدة من عم رجب أبو ضحكة بريئة !


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


القلم الجميل النبيل
القدير عمرو مصطفى

ماذا تبقى لنا من قيمنا الجميلة
بعد أن تبدلت ملامحنا الأصيلة
و تلونت بـ ألوان قاتمة عقيمة
ظهرت جلياً في بعض السلوكيات البذيئة !
خشوع في محراب إبن النيل العظيم
و تحية من نورس النيل تليق بهذا الحبر العميق

 

التوقيع

محمود الجندي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-28-2019, 02:17 PM   #3
عمرو مصطفى
( كاتب )

الصورة الرمزية عمرو مصطفى

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 2618

عمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود الجندي مشاهدة المشاركة
[center]

العالم أصبح قرية صغيرة في يد الأمريكان الرحيمة
حتى أتها جلبت لنا طرق عديدة تقود الأطفال الصغيرة
للموت المشتهى في ألعاب إنتحارية جديدة
و جعلت عبد الصمد العاشق للأرجيلة
يبحث عن حظ العوالم في مكعبات حجر النرد المثيرة
و في سندوتش كبدة من عم رجب أبو ضحكة بريئة !



القلم الجميل النبيل
القدير عمرو مصطفى

ماذا تبقى لنا من قيمنا الجميلة
بعد أن تبدلت ملامحنا الأصيلة
و تلونت بـ ألوان قاتمة عقيمة
ظهرت جلياً في بعض السلوكيات البذيئة !
خشوع في محراب إبن النيل العظيم
و تحية من نورس النيل تليق بهذا الحبر العميق
أستاذي الفاضل / محمود الجندي
أولاً : شكراً على هذه الكلمات التي تصلح كتتر للحلقة 1..
ثانياً جواباً على تساؤلك : وماذا تبقى لنا؟
مازال لدينا نيل أصله من الجنة.. لوثناه صحيح لكن يمكن بالإرادة
الحقيقية وبالتصفية والتربية أن نمحو ما علق به من شوائب وكدر..
فتصح به الأبدان والعقول التي في الصدور .. ونكون جديرين بهذا النيل العظيم ..
تقديري البالغ لحضرتك أ. محمود وأرجو أن تنال بقية القصة رضاكم..

 

التوقيع

" تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:
أنَّ سيفانِ سيفَكَ..
صوتانِ صوتَكَ
أنك إن متَّ:
للبيت ربٌّ
وللطفل أبْ
هل يصير دمي بين عينيك ماءً؟
أتنسى ردائي الملطَّخَة ..
تلبس فوق دمائي ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟
إنها الحربُ!
قد تثقل القلبَ..
لكن خلفك عار العرب
لا تصالحْ..
ولا تتوخَّ الهرب!"

( أمل دنقل)

عمرو مصطفى غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-29-2019, 09:26 AM   #4
عمرو مصطفى
( كاتب )

الصورة الرمزية عمرو مصطفى

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 2618

عمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


حلقة 2

تعود أبناء العالم الثالث على أن مشاهدة الأطباق الطائرة لا تحدث
إلا في دول العالم الأول دائماً.. وكأن ظهور طبق طائر لرجب بائع
الكبدة مثلاً، أمراً مبتذلاً سخيفاً يتناقض مع الذوق العام.
لكن لسبب ما بدأ سكان العالم الثالث في تلك الفترة يسجلون مشاهداتهم
أيضاً لتلك الصحون الغامضة .. وكأن لسان حالهم يقول متشدقاً لسكان
العالم الأول: أن الرؤوس قد تساوت أخيراً.. لكن بعض الساخرين علق قائلاً :
بل هذا دليل على أن حال الكائنات الفضائية قد تدهور، وجار عليهم الزمن فلم
يعد يتمكنون من الظهور لعلية القوم.
المهم أنه لم يعد يمر يوم بدون تسجيل مشاهدة من تلك المشاهدات، ومع وجود
أجهزة المحمول الحديثة، ومواقع التواصل التي صارت هي البديل عن نشرات
الأخبار تحول الأمر إلى ما يشبه اليقين..
ترك الناس الحديث عن الأسعار والغلاء وصار لا حديث لهم إلا الصحون الطائرة
التي تمرح في سماء عالمنا الثالث..
ـ هراء.. الحكومة تريد التغطية على فشلها ببث مثل تلك الشائعات المضحكة..
هل سمعت عن الرنجة الحمراء التي تضلل كلاب الصيد؟..
قالها عبد الصمد لخالد وهو يسلمه المحل عند السادسة مساء.. فرد الأخير ببراءة :
ـ أنا أحب الرنجة بشتى ألوانها كما تعلم .. لكن ألم يجدوا غير تلك الشائعات الساذجة
التي لا تمت لثقافة المواطن العادي بصلة؟..
ـ يبدو أن الحكومة الجديدة ثقافتها أمريكية.. معظم الوزراء قضوا نصف حياتهم
بالخارج..ولا يدرون أنه لو وجد أحدنا طبقاً طائراً لظن أنه طبق فول (ديليفري).
قالها عبد الصمد ثم مضى إلى بيته في شموخ العارفين ببواطن الأمور، وترك
خالد يتابع على شاشة المرئي تكذيب رسمي لشائعات ظهور أطباق طائرة في
القاهرة.. هناك كذلك تكذيبات مماثلة في عدة مدن عربية..
قال خالد وهو يقلب بصره بين القنوات :
ـ الحكومات تنفي فمن وراء تلك الشائعة السخيفة؟
ـ إنهم اليهود.
التفت خالد ليجد ذلك الزبون الذي وقف على أعتاب المحل واضعاً كفيه في
جيبي سرواله وهو يمط شفتيه مشمئزاً لسبب غير مفهوم.. إنه واحد أخر
من أولئك العالمين ببواطن الأمور.. لقد سار عددهم ينافس عدد الشائعات نفسها..

***

" لماذا يصدق الناس في العالم الثالث شائعة الأطباق الطائرة؟"
هذا السؤال هو عنوان حلقة جديدة من حلقات أحد البرامج الفضائية التي لم يعد
يهم المواطن حفظ أسمائها.. لأنها كلها ذات مضمون واحد.. الفارق الوحيد أن
هذا برنامج الإعلامي فلان وهذا برنامج الإعلامي علان.. وكفى..
هناك طبيب نفسي كبير سيتولى تحليل نفسية المواطن الذي صار يتحدث لسبب
ما عن ظهور أطباق طائرة بدلاً من الحديث عن الجن والعفاريت..
ظل يتحدث نصف ساعة عن الأنا العليا التي اضمحلت بسبب زيادة الاتساق البرعوثي
وتدهور الدكتافونيا.. بعدها انهالت عليه مكالمات من أولئك الذين شاهدوا تلك الأطباق
وسجلوا مشاهداتهم تلك ومستعدين لإرسالها إليه لعرضها في البرنامج.. في نهاية الحلقة
صار وجه الطبيب النفسي أحمراً كالطماطم.. وبدا كأنه بحاجة ماسة لزيارة طبيب
نفسي بعد الحلقة.
أصحاب القنوات التي تتبنى الشائعة يأتون بضيوف ضعاف الحجة ليؤكدوا الشائعة..
والعكس صحيح.
وانتهت الحلقة وقد حققت أعلى نسبة مشاهدة كما هو متوقع..
قال والد نجلاء وهو يغير القناة:
ـ هؤلاء لا يهمهم إلا نسبة المشاهدة وفقط.. وليذهب الشعب كله إلى الجحيم.
أما خالد فكان ما يشغل همه بعد شرب كوب العصير الذي قدم له، هو أن يجد
جملة مترابطة يقولها للسيد الوالد..
لماذا قرر أن يأخذ القرار الآن؟
هل هي الحاجة لعمل شيء ما كما يقال؟.. هل هو جنون الشباب الذي يجعلهم يقدمون
على قرارات غير مدروسة؟..
أم أن حديث الناس عن قرب الساعة دعته لأن تكون الفسيلة التي سيغرسها قبل
النفخ في البوق هو أن يتزوج نجلاء وبسرعة.
ها هو أخيراً قد قرر أن يفتح فمه ليقولها.. بعد كل سنوات التردد والمعاناة سيقولها..
لكن قبل أن ينزلق الهواء فوق أحباله الصوتية صمت أذنيه صرخات ملتاعة قادمة من
جهة المطبخ..لم يستطع تمييز صوت نجلاء في البداية فهو لم يسمعها إلا وهي تهمس ..
لكن هل قررت أن تموت أخيراً لتريحه من عناء الطلب؟
بدون وعي وثب الأب وخلفه خالد ناحية المطبخ ليجدا نجلاء مصفرة الوجه تلوح بمغرفة
في يدها وهي تصيح :
ـ كان هناك كائن أخضر اللون في المطبخ.. لقد وثب من النافذة وانزلق عبر مواسير الصرف..
أقسم أنني رأيته..
طبعاً تحولت جلسة الخطوبة إلى مطاردة حامية من سكان الحي كبيرهم وصغيرهم لذلك
الكائن المفترض، الذي شاهدته نجلاء في مطبخها.. وبعد نصف ساعة عاد خالد
منهكاً لداره بعد أن أثبت لنفسه أنه نحس، فلم ينجح في طلب يد نجلاء ولا حتى
في القبض على ذلك الكائن الفضائي..
لكن الاستنتاج المهم الذي خرج به يومها أن ما حدث يعد تطوراً بالغاً.. هذا أول
تسجيل لمشاهدة قريبة لكائن فضائي وليس لمجرد طبق طائر قد يكون أي شيء أخر متوهم..
صحيح أنه كائن فضائي تقليدي جداً، لكن من قال أن أسطورة الكائنات الخضر التي
قتلتها السينما ليس لها أصل صحيح..
كانت تلك المشاهدة أول الغيث..
بعدها سجلت عدة مشاهدات أخرى في الحي وتسببت في ذعر لا محدود جعل
الناس يشكون في أي شيء لونه أخضر ..

***

الآن تصمت كل الأصوات انتظاراً لكلمة الأمم المتحدة الفاصلة..
لقد خرج الأمر عن النطاق المحلي إلى ساحة النقاش الدولية..
ـ المثل يقول من ليس له كبير يبتاع له واحداً..
هكذا قال عبد الصمد لخالد وهما يتابعان الجلسة الاستثنائية لمجلس الأمن على
شاشة المقهى. اليوم سيتم البت في شائعة الصحون الطائرة التي تؤرق العالم الثالث..
اليوم سيجاب عن السؤال الذي أرق ملايين..
قال خالد :
ـ كأننا في جزء من ذلك الفيلم الأجنبي.. ماذا كان اسمه؟
هز عبد الصمد رأسه بتؤدة قائلاً :
ـ هذه هي فائدة السينما.. التوعية بما يمكن أن يحدث لنا في المستقبل.
رمقه خالد بنظرة جانبيه قبل أن يعود لمتابعة اجتماع مجلس الأمن..
وكان ما خرج به الاجتماع نهاية لمرحلة الحديث عن الشائعات، وبداية للكلام عن كارثة
حقيقية تواجه سكان الأرض..
كارثة حاولت حكومات العالم الثالث التعتيم عليها، ربما لأنها حكومات رجعية لا تؤمن
بحقيقة وجود كائنات أخرى عاقلة معنا في هذا الكون الفسيح.. إنها كارثة غزو فضائي
محتمل وبشدة، في الأيام القريبة.. كارثة تحتاج لتكاتف سكان العالم كلهم لمواجهته..
كارثة لن تفرق بين دول متقدمة وأخرى متخلفة .. بين دول غنية وأخرى تمزقها المجاعات ..
وكان هذا هو الحل السحري لكل الخلافات والمشاحنات على المستوى الدولي والفردي ..
لقد تعانق سلاح الجو الأمريكي مع سلاح الجو الروسي في سماء المحيط الهادي..
البحرية البريطانية تعانقت مع البحرية الفرنسية في مياه المانش
وتعانق اليابانيون مع الصينيين ونام الأهلاوية جوار الزملكاوية .. ..
بل شوهد الفلسطيني بحزامه الناسف يقف جنباً إلى جنب مع الجرافة الإسرائيلية في
شوارع القدس..
وجمع بابا الفاتيكان رموز الأديان وصلوا صلاة واحدة أملاً في
نشوب طاقة إيجابية تحرر الأرض من نير الغزو الفضائي!.
وتاب الناس واسترضوا بعضهم البعض وامتلأت المساجد والكنائس
والمعابد ..
صار العالم كله يهتف في نفس واحد ..
( كلنا إيد واحدة )
وخرج الرئيس الأمريكي ليدشن الدولة العالمية الكبرى التي انصهرت فيها كل الدول
والقارات في مواجهة الغزو الفضائي ..
ويومها لم ينس أن يذكر العالم الذي يستمع إليه عبر شاشات البث المنتشرة في
كل ربوع العالم ..أن أمريكا هي أول من حذر العالم من إمكانية حدوث غزو فضائي
للأرض .. وهي أول من دعى لقيام نظام عالمي جديد ..
نظام عالمي واحد تحكمه الأمم المتحدة ..
وأن الحكمة الأمريكية والفطنة الأمريكية والتواضع الأمريكي كل ذلك يدعوه الأن لنسيان
ما كان من سخرية واستهجان ..
بعد أن أثبتت السينما الأمريكية للعالم أنها لم تكن يوماً تقدم نوع من التسلية البريئة
المحبوكة .. بل كانت تنظر بعين أحادية إلى المستقبل القريب وتحاول أن تضيئ للعالم
شمعة على الطريق ..
وانتهى حفل تدشين الدولة العالمية بتكريم لمخرج فيلم
يوم الاستقلال!
ولم ينس الرئيس الأمريكي أن يصنع بأصبعيه قرنين (السبابة والخنصر ) في مواجهة العالم
وهو يغمز بعينه قائلاً :
ـ في الله نثق.
وجاء يوم حجبت فيه أشعة الشمس وراء أضخم طبق طائر رآه كل سكان الأرض
في آن واحد ..
ثم بدأت أطباق طائرة صغيرة تغادر الطبق الأم الجاثم على أنفاس العالم، وتنقض على
عواصم وبلدان القارات السبع..

***

يتبع

 

التوقيع

" تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:
أنَّ سيفانِ سيفَكَ..
صوتانِ صوتَكَ
أنك إن متَّ:
للبيت ربٌّ
وللطفل أبْ
هل يصير دمي بين عينيك ماءً؟
أتنسى ردائي الملطَّخَة ..
تلبس فوق دمائي ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟
إنها الحربُ!
قد تثقل القلبَ..
لكن خلفك عار العرب
لا تصالحْ..
ولا تتوخَّ الهرب!"

( أمل دنقل)

عمرو مصطفى غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-30-2019, 01:11 PM   #5
عمرو مصطفى
( كاتب )

الصورة الرمزية عمرو مصطفى

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 2618

عمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


حلقة 3

فتح عبد الصمد محل خدمات المحمول وبدأ يضيء الأنوار وخالد خلفه يستجديه :
ـ أنت تصر على المغامرة..
قال عبد الصمد :
ـ هل تعتقد أن الناس ستكف عن استعمال المحمول وسيعودون للمراسلة بالحمام الزاجل..
لو أردت رأيي هذا أفضل وقت للبيع ،يمكننا أن نجني فيه ثروة طائلة.. ستزيد الأسعار
مائة بالمائة..
ـ تريد أن تستغل حالة الحرب لتكوين ثروة من دماء البشر..
ـ خالد لا تضيع وقتي في شعارات فارغة .. إذا كنت تريد أن تقف معي فمرحباً.. تذكر
أن هذه هي فرصتك كي تتزوج من نجلاء وتستقر أمورك.
هنا دوى صوت صفارة غريبة قطعت عليهما تحاورهما.. نظرا لبعضهما البعض ثم هتفا بصوت واحد :
ـ غارة!
وجرى عبد الصمد بسرعة ليغلق المحل.. بينما جرى خالد كالمجنون نحو منزل نجلاء.
صوت الأطباق الطائرة وهي تقترب من الحي جعله يزداد رعباً .. حتماً سيفقد نجلاء..
كل الأفلام المأساوية تنتهي هكذا.. ستموت ومن ثم يظل هو يقاتل الغزاة حتى يستشهد
في النهاية ويصير أيقونة المقاومة.. رباه .. كان لابد أن يتزوجها وبسرعة قبل أن.. أن..
أشعة الليزر تدك الحي الذي ولد ونشأ وترعرع فيه.. ذكرياته الجميلة تنسحق تحت
وطأة النيران.. الطفولة .. الصبا .. الشباب..
أخيراً فرغت بطاريته عند بقايا منزل نجلاء.. ووقف مذهولاً يترنح..
ـ نجلاااااااااااااء.
دوت صفارة نهاية الغارة فجلس على الأرض ووضع رأسه بين كفيه..
أغمض عينيه وظل يردد:
ـ لماذا يا نجلاء؟.. لماذا؟
هنا سمع صوت بكاء وعويل سكان الحي وهم يغادرون المخابئ التي أعدتها
الحكومة العالمية قبل بدء الغزو.. حينما فتح عينيه أدرك أن الكثير من سكان
الحي سيبيتون الليلة في العراء.
لكن فجأة توقفت عيناه عند واحدة بعينها من بين الجموع.. هذه الفتاة منكوشة الشعر
التي تبكي مع والدها بين الجموع.. أليست هي نجلاء ؟..فرك عينيه حتى يتأكد، ثم لم
يلبث أن انتفض قائماً وهرول إليهما وهو يهتف :
ـ نجلاء.. لقد ظننت أن.. أن..
ثم وثب محتضناً والد نجلاء بحرارة..قال له الأخير وهو يجفف دموعه بكبرياء :
ـ يبدو أنك ستستضيفنا عندك لأجل غير مسمى.
هنا تذكر.. ضرب جبهته بكفه صائحاً :
ـ عندي!
مرة أخرى يعدو كالمجنون نحو منزله هو هذه المرة.. الغريب أنه كان يتمنى أن يجده سليماً
من أجل نجلاء ووالدها.. سيقبل أقدام الغزاة فقط لو تركوا له منزله كما هو..
لكن من قال أن الغزاة الخضر جاءوا من أجل تحقيق أمنياته..
ظل يبحث عن العقار غير مصدقاً أنه انهار.. لابد أنه تاه عن ناظريه وسط الأطلال والركام..
ثم توقف حينما ارتطم بعم شوقي وبناته الثلاث .. كانوا يندبن كالثكالى، وعم شوقي
على وشك الإصابة بنوبة قلبية حادة.. هنا أدرك أنه كان يلف ويدور حول
حطام بيته منذ البداية غير مصدقاً أنه كان هنا، ثم لم يعد كذلك..
في تلك اللحظات القاسية لم يجد بجواره سوى جاره وصاحبه عبد الصمد ..
دفن رأسه في صدره وقال له من بين دموعه:
ـ عبد الصمد لم يعد لي غيرك.. هل يمكنك استضافتي إلى أن.. أن..؟..
قال كمن تلقى إهانة :
ـ خالد ماذا تقول .. داري هي دارك.
مسح الأخير دموعه في كمه وقال :
- أنا ونجلاء ووالدها؟
ـ ........................

***

طابور طويل من المتطوعين سار فيه خالد وعبد الصمد.. ينتهي عند موظف
أممي يدون أسمائهم في كشوف..
بعد قليل سيتحول خالد من ذلك الشاب الطموح الذي يأمل في الزواج والراتب المجزي
إلى أحد أعضاء المقاومة الأرضية.. الحقيقة أن مأساة الغزو كانت تنقصه
وبشدة، كي تزداد الحواجز بينه وبين نجلاء، بحاجز من الكائنات الفضائية الخضراء..
عبد الصمد لم يجد بد من الانضمام للمقاومة بعد أن صار بلا عمل.. الدمار
الذي أصاب الحي جعل الناس يعودون للوراء عدة قرون.. صارت الهواتف
المحمولة بلا شبكة.. بلا فائدة.. لم يعد هناك وسائل اتصال سوى بين أفراد
المقاومة بعضهم ببعض..
المقاومة هنا وظيفتها حماية ظهر الجيش الأممي الرسمي الذي يخوض معارك
ضارية في البر والبحر والجو.. وطبعاً لن يكون هذا بلا مقابل.. والمقابل
هنا سيكون بالدولارات..
قال خالد لعبد الصمد وهما يوقعان في الكشوف:
ـ سنقاتل كائنات خضراء ونقبض بالدولارات الخضراء.
ابتلع عبد الصمد ريقه وقال :
ـ وعسى أن تكرهوا شيئاً.. ربك يقطع من هنا ويصل من هنا.
ـ فعلاً.
قالها خالد وهو يلمح نجلاء ووالدها يتقدمون من الصف .. إنه لم يرهم منذ يوم الغارة..
فقط عرف أنهما يبيتان في شقة مشتركة مع ثلاث أسر.. فأصحاب البيوت
التي انهارت عقاراتهم تم توزيعهم على البيوت المتبقية و.. لكن ماذا تفعل نجلاء هنا؟..
استوعب الموقف متأخراً، فترك عبد الصمد وانطلق إليهم وهو يغلي..
ـ نجلاء ماذا تفعلين هنا؟
نظرت إليه كي يصمت فتذكر وجود والدها .. تنحنح معتذراً فبادره الأخير :
ـ أنا رأيي من رأيك يا خالد .. لكنها مصممة.
قالت نجلاء بشراسة:
ـ أنا لي ثأر مع هؤلاء الغزاة .. أريد رأس ذلك الكائن الأخضر الذي اقتحم علي المطبخ.
قال خالد بدهشة :
ـ أنت جادة في ذلك؟
قال والدها وهو يهز رأسه:
ـ رأسها ناشف.
نظرله بمعنى : هل هذا هو ما قدرت عليه؟.. شعر كأنه يستفزه من جانب خفي فكور
قبضتيه قائلاً لنجلاء:
ـ نجلاء، أنا آتيك برأس ذلك الفضائي الوقح.
ثم استجمع شجاعته مردفاً:
ـ وسيكون هذا هو مهرك..
لم يفته اختلاج شفتيها بابتسامة سرعان ما وأدتها سريعاً حمرة الخجل.. لماذا يبدو له
الأمر كمؤامرة لتوريطه ؟.. عموماً ستكون هذه أجمل ورطة تورط بها في حياته..
مد والد نجلاء يده إليه وقال باسماً:
ـ نجلاء لك وليست لأحد غيرك..
تناول خالد يده بمجمع كفيه كأنه سيقبلها..
ـ والله العظيم..
هنا فوجئ بعبد الصمد ومعه المتطوعين من الصف قد أحاطوا بهم ليباركوا له ولنجلاء
على الخطوبة التي تمت أخيراً في أغرب وقت وأعجب مكان.
وفي طريق العودة حكى خالد لعبد الصمد ما كان فأخذ يضحك حتى كاد يقع على قفاه ..
ثم تمالك نفسه حتى لا يفتك به خالد في الطريق العام .. قال له وهو يمسح دموعه :
ـ لا تؤاخذني ..لكن لا أدري أشعر أن مهر نجلاء هذا لن يكون بالسهولة التي تعتقد.
قال خالد :
ـ لكنها تستحقه..
ـ هل أنت متأكد من أنها طلبت رأس ذلك الفضائي الذي اقتحم عليها مطبخها؟.. ربما كان الأمر رمزياً..
ـ قلت لك أنا الذي شرطت هذا على نفسي .. لقد سبب لها ذلك الفضائي أزمة نفسية بالغة..
ـ لكنهم متشابهون جداً.. كيف ستعرف أنه هو؟
ـ أي رأس فضائي أخضر ستحل المشكلة يا صاح.. الأمر كما قلت أنت لا يخلوا من رمزية !!
ـ تباً لك ولرمزية معاً !

***
يتذكر خالد التدريبات التي حصل عليها مجاناً كمنحة من الأمم المتحدة..
لأول مرة يشعر أن تلك المنظمة أم رؤوم تحرص على جميع أبنائها ولا تفرق
بينهم لا باللون ولا بالجنس .. لقد أظهرت تلك الأزمة معدنها الحقيقي، وأثبتت
أن ما كان يشيعه البعض حولها مجرد تكهنات من عقلية منهزمة منقوعة في
نظرية المؤامرة..
بعد تلقي التدريبات شعر خالد أنه كان مقاتلاً بطبعه وأن هذه التدريبات لم تزد
على أن أزالت الغبار الذي علاه.. مقاتل ضل طريقه إلى الوظيفة الحكومية
التي أقعدته عن الجهاد.. ربما كان والده وجده مثله كذلك.. من يدري ربما
كان أحد أجداده الأوائل قائداً عسكرياً، ثم ذاب نسله في سلك الوظائف الحكومية
حتى اليوم.
وهكذا صار ينتظر اليوم الذي سيواجه فيه حثالة الفضائيين الخضر..
وينتظر كذلك أن يحالفه الحظ ويعود بمهر نجلاء .

***

يتبع

 

التوقيع

" تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:
أنَّ سيفانِ سيفَكَ..
صوتانِ صوتَكَ
أنك إن متَّ:
للبيت ربٌّ
وللطفل أبْ
هل يصير دمي بين عينيك ماءً؟
أتنسى ردائي الملطَّخَة ..
تلبس فوق دمائي ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟
إنها الحربُ!
قد تثقل القلبَ..
لكن خلفك عار العرب
لا تصالحْ..
ولا تتوخَّ الهرب!"

( أمل دنقل)

عمرو مصطفى غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-01-2019, 05:10 AM   #6
سيرين

(كاتبة)
مراقبة

افتراضي


مابين الاسقاط وتكالب الاحداث التي تمر بنا حيث الغزو الفضائي من ذوي الاخضر
كانت الاحلام تُستنزف مع حياة غير قابلة للاستمرار إلا تحت انقاض الاطلال
وكان الحوار له من جاذبية المتابعة دون ملل او فقد الترابط للسرد القصصي الشيق
قلم مبدع واعي فكريا وادبيا ووطنيا لمجريات الامور
اتسع مدى الضوء ساحة خضراء بسنابل الارادة الحرة الغير قابلة للتبعية
كاتبنا المبدع \ عمرو مصطفى
دوما علي مرافيء الانتظار شغفا لكل مايحمل اسمك
متابعة هذا الالق ..
مودتي والياسمين

\..نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

سيرين متصل الآن   رد مع اقتباس
قديم 02-02-2019, 09:36 AM   #7
عمرو مصطفى
( كاتب )

الصورة الرمزية عمرو مصطفى

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 2618

عمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


حلقة 4


صوت الغارة من جديد..
هذه المرة كان كل يعرف دوره وموضعه..
النساء والأطفال والشيوخ في الملاجئ.. والشباب يحملون أسلحتهم
المضادة للأطباق الطائرة وينتشرون في أرجاء الحي..
خالد وعبد الصمد تمكنا من التصويب على أول طبق طائر ظهر في الأفق، ونجحا
في إسقاطه.. هوى كالصخرة العملاقة أمام أحد المقاهي التي كان يعج بها الحي
يوماً ما.. ربما كان ذلك هو المقهى الأخير المتبقي ..
تعالى التكبير وانهالت الطلقات على الطبق المحطم .. هناك كائنات خضراء ترتدي
خوذ شفافة تزحف خارج الطبق وهي تطلق الليزر باتجاه المقاومة.. كفاءة الليزر
لا تقارن بطلقات البارود العادية..
ولقد سقط العديد من الشباب بالفعل قبل أن يصوب خالد إحدى القذائف المضادة
المحمولة على الكتف باتجاه الطبق.. وسرعان ما تناثرت أشلائه في كل حدب وصوب..
وحينما اقتربوا من موضع الطبق بحثاً عن أثر لركابه الخضر بين الأشلاء المحترقة..
لم يجدو لهم أثر..
صاح خالد :
ـ لنقلب عليهم الحي.. إنهم لم يغادروه بعد..
بالفعل تم قلب الحي رأساً على عقب لكن النتيجة كانت بالسلب..
قال والد نجلاء وهو يلهث :
ـ ربما سحقهم الانفجار تماماً.
قال خالد في ضيق:
ـ لابد أن يتركوا أثراُ خلفهم ..
صاح عبد الصمد :
ـ فليذهبوا في داهية.. لماذا نحرص على تتبع آثارهم القذرة.
ثم تذكر.. أنه مهر نجلاء العجيب الذي يسعى له صديقه فابتلع لسانه وأشاح
بوجهه محنقاً..
هنا قال والد نجلاء لخالد مطيباً خاطره:
ـ لن تكون هذه أخر المواجهات مع الخضر يا بني.. فلا تبتئس..

***

يوم بعد يوم يتأكد لخالد أن مهر نجلاء ليس سوى فخ جديد من الفخاخ التي دائماً
ما تحاصره كلما فكر في مشروع زواجه منها..
لقد دمر وحده عدداً لا بأس به من الأطباق الطائرة..واشتبك مع العشرات من الفضائيين
الخضر .. لكنه اكتشف أنهم لا يتركون خلفهم جثث أبداً.. ربما هم غير قابلين للموت
كذلك.. لديهم سرعة الفئران وشراسة الضباع وجبنها كذلك، فهم يلوذون بالفرار دائماً
عندما يأخذ منهم رجال المقاومة المبادرة..
ومع مرور الوقت وتجدد الاشتباكات علا نجم خالد، حتى لقب بصائد الأطباق
الطائرة، و جاء وفد مخصوص من الأمم المتحدة لتكريمه..
صار قائداً لمجموعته الصغيرة التي فيها عبد الصمد ورجب بائع الكبدة ووالد نجلاء
وغيرهم من أبناء الحي المنكوب..
لكنه مع ذلك لم يتمكن من الانتصار في معركته الشخصية مع فتاته نجلاء.. ربما فكر
في أن يراسل مندوب الأمم المتحدة لعله يجد له حلاً.. حتى والد نجلاء لم يعد يتكلم معه
في الموضوع مجدداً وكأن هناك اتفاق ضمني على أن يتم غلق ملف الزواج حتى
الجلاء التام.. وإلى أن يرحل أخر فضائي عن أرضنا الغالية..
...................
حتى جاء ذلك اليوم..حينما تعرض الحي لغارة قوية حولته إلى خراب يباب ..
تصور خالد أنه هو المقصود بتلك الغارة كي يحرموه من نيل مراده .. استشاط غضباً
ونهض ليرتدي بزة ناقل الجزئيات التي تجعله يشبه رواد الفضاء .. لقد قرر أن يقاتلهم
حتى أخر عرق ينبض.. وإما أن يظفر بواحد منهم هذه المرة كما وعد أو أن يموت
دون ذلك ..
انتهت الغارة، وفوجئ خالد بالطبق الطائر إياه يحط على الأرض بعد أن دمر منزل
عبد الصمد وشطر الأخير إلى نصفين .. كانت فرصة لا تتكرر ..لذا فقد ألصق خالد
القنبلة بالصحن الطائر وحمل صديقه وانتقل به إلى المخبأ ليتم إسعافه، ثم عاد ثانية
ليحصل على جثة أحد الفضائيين من بين حطام الطبق الذي نسفته القنبلة..
وحينما وقف أمام الحطام الذي تتصاعد منه الأدخنة لمح الأشلاء الخضراء التي
ترتجف رجفتها الأخيرة..همس بأنفاس مبهورة :
ـ أخيراً..
ها هو ذا الرأس المقزز يبرز لك من بين ألسنة اللهب ..
الرأس الضخم وجسم دقيق تشتعل فيه النيران .. تماماً كما تخيلته قصص الخيال العلمي
وأفلام هوليود.. لعلهم كانوا يضربون الودع حتى يكون خيالهم بهذه الدقة..
المهم الآن هو أن يحافظ خالد على الرأس سليماً من أجل نجلاء..
وهكذا انحنى بسرعة لينزع الرأس عن الجسد ثم اعتدل ورفعه بكلتا يديه أمام عينيه..
كم كان ملمسه مثيراً للقشعريرة..
لكن ما سر تلك الأسلاك والدوائر الإلكترونية التي تبرز من جهة العنق؟..
قلب الرأس ليتأكد.. بالفعل هذا المخلوق ليس كائناً حياً !
إنه مجرد روبوت !..
هل كانوا يواجهون غزواً من قبل روبوتات؟
انتزع شريحة وأخذ يتفحصها عن قرب.. هنا سقطت الرأس من يده وتراجع مذهولاً..
كانت هناك كلمات مكتوبة بأحرف إنجليزية واضحة على الشريحة..
هذا الروبوت صناعة أرضية !..

***

تذكر يا خالد أن أمريكا هي أول من حذر العالم من إمكانية حدوث غزو فضائي للأرض..
وهي أول من دعى لقيام نظام عالمي جديد ..
كانت تنظر بعين أحادية إلى المستقبل القريب وتحاول أن تضيئ للعالم شمعة على الطريق..
كان هذا هو الحل السحري لكل الخلافات والمشاحنات على المستوى الدولي والفردي ..
حمل خالد رأس الفضائي بكلتا يديه وأخذ يدور بها حول حطام الطبق الطائر.. كأنما
يؤدي رقصة ما أو دور مسرحي بلا جمهور.. ظل يردد :
ـأنا دون كيشوت ..نجلاء دون كيشوت.. والدها دون كيشوت..
عبد الصمد دون كيشوت..كلنا دون كيشوووووووووووووت.
ثم توقف فجأة.. ورفع عينين حمراوين كالدم تجاه القمر..
الإيذاء..لابد أن يؤذي أحدهم .. لابد أن يدفع أحدهم الثمن .. وليكونن الثمن غالياً جداً
***
المائدة المستديرة التي يتداعى عليها الأكلة دائماً..
ومن خلفهم شعار الأمم المتحدة ..إنهم يناقشون أخر مستجدات الوضع مع الغزاة الفضائيين..
إنهم منهمكون وبشدة في حل مشكلات العالم كما هو واضح للعميان.. جمعية بر وتقوى
على مستوى عالي..
- نأسف على المقاطعة يا سادة ..
اضطربت النخبة الأممية وقفز بعضهم من على مقعده ..والبعض نزل تحت المائدة
المستديرة وأطل برأسه من فوقها في حذر وترقب
- كيف دخلتم هنا ..؟
- إنهم يرتدون بزة ناقل الجزيئات ...
- أين الأمن ..؟
كان خالد ورفاقه يحاصرون أركان القاعة .. كانوا جميعاً من قيادات المقاومة
المميزين لذا كان الجميع يرتدي زي ناقل الجزئيات.. قال خالد وهو يشير إلى الزي
الذي يرتديه :
- لا داعي للانزعاج يا سادة ..هذه البزة مرخصة حصلنا عليها مع نوط للواجب
والشرف من أمنا المتحدة..
- كيف سمحتم لأنفسكم باستعمال تلك التقنية في اختراق مقر الأمم المتحدة ..؟
- لدينا أخبار سارة لا يسعنا معها مراعاة البروتوكول ..
وجاب ببصره في وجوههم وهو يردف في حزم :
- فاليوم سيتم تحرير الأرض من نير الغزاة ..
أطل الحذر من البعض .. وعدل البعض من وضع ربطة عنقه.. ازدرد البعض لعابه
بصوت مسموع .. والبعض الأخر انشغل بالنظر لقدميه وقد اكتشف أن لديه حذاء جميل..
لكن خالد تجاهل ذلك كله وقال بنبرة ساخرة:
- لنشرب سوياً نخب يوم الاستقلال.
وفرد كفه اليمنى ليتدلى منها جسم كروى أسود مزود بصمام أمان
معلق بإبهامه .. وكذا حذا كل رفاقه حذوه .. كانت في يد كل منهم قنبلة يدوية قاموا
جميعاً بنزع صمامها في آن واحد.. وأكمل خالد :
- هذه القنبلة هي فخر الصناعة المحلية..
وقبل أن يستوعب أحدهم الموقف ألقى خالد ورفاقه قنابلهم اليدوية ناحية المائدة المستديرة..
بعدها تلاشت جزيئاتهم من القاعة ..
وحينما سبحت جزيئات خالد في الفضاء الرحب، كانت أمنيته أن يمكثوا في جمع
أشلائهم حتى تقوم الساعة ..

***

البعض قد يتساءل أين ذهب خالد ؟
لا أحد سوى خالد نفسه يمكنه الجواب على ذلك السؤال ..
يمكنك أن تتخيله يسبح في نهر السين أو يتسلق جبال الهيمالايا ..
أو يلهوا مع الدببة وسط ثلوج القطب الشمالي ..
يمكنك أن تتخيله جالسا يصطاد السمك من فوق كورنيش النيل ..أو يمكنك أن
تطمح عالياً فتتخيله قد تزوج أخيراً من نجلاء.. يمكنك أن تتخيله كما تشاء ..
كل ذلك لا يهم ..
المهم الآن أن الشمس قد عادت تشرق من جديد باعثة في الأرض الدفء والأمل..
بعد أن صار العالم أفضل بدون غزاة..

***

تمت بحمد الله

 

التوقيع

" تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:
أنَّ سيفانِ سيفَكَ..
صوتانِ صوتَكَ
أنك إن متَّ:
للبيت ربٌّ
وللطفل أبْ
هل يصير دمي بين عينيك ماءً؟
أتنسى ردائي الملطَّخَة ..
تلبس فوق دمائي ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟
إنها الحربُ!
قد تثقل القلبَ..
لكن خلفك عار العرب
لا تصالحْ..
ولا تتوخَّ الهرب!"

( أمل دنقل)

عمرو مصطفى غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-03-2019, 10:06 AM   #8
عمرو مصطفى
( كاتب )

الصورة الرمزية عمرو مصطفى

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 2618

عمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيرين مشاهدة المشاركة
مابين الاسقاط وتكالب الاحداث التي تمر بنا حيث الغزو الفضائي من ذوي الاخضر
كانت الاحلام تُستنزف مع حياة غير قابلة للاستمرار إلا تحت انقاض الاطلال
وكان الحوار له من جاذبية المتابعة دون ملل او فقد الترابط للسرد القصصي الشيق
قلم مبدع واعي فكريا وادبيا ووطنيا لمجريات الامور
اتسع مدى الضوء ساحة خضراء بسنابل الارادة الحرة الغير قابلة للتبعية
كاتبنا المبدع \ عمرو مصطفى
دوما علي مرافيء الانتظار شغفا لكل مايحمل اسمك
متابعة هذا الالق ..
مودتي والياسمين

\..نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
يشرفني متابعتكم بكل تأكيد أ. سيرين..
بوركتم.

 

التوقيع

" تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:
أنَّ سيفانِ سيفَكَ..
صوتانِ صوتَكَ
أنك إن متَّ:
للبيت ربٌّ
وللطفل أبْ
هل يصير دمي بين عينيك ماءً؟
أتنسى ردائي الملطَّخَة ..
تلبس فوق دمائي ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟
إنها الحربُ!
قد تثقل القلبَ..
لكن خلفك عار العرب
لا تصالحْ..
ولا تتوخَّ الهرب!"

( أمل دنقل)

عمرو مصطفى غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الومضة الشعرية في القصيدة العامية ( دراسة نقدية لـ الشاعر طاهر العميري ) عبدالناصر السديري أبعاد النقد 11 07-16-2018 08:44 AM
من بعيد \ قصة قصيرة \ د. علياء الداية عماد تريسي أبعاد المكشف 8 03-31-2017 05:52 PM
رزق الله / قصة قصيرة / ابراهيم درغوثي / تونس إبراهيم درغوثي أبعاد القصة والرواية 4 08-04-2013 11:38 PM
الصندوق : قصة قصيرة جدا لابراهيم درغوثي / تونس إبراهيم درغوثي أبعاد القصة والرواية 13 04-30-2012 09:41 AM


الساعة الآن 03:43 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.