ما الهدف مِنهــا .... ؟!!!

[حمد الظفيري]

السلام عليكم ..

أُساتيذي شُعّار منتديات الإبداع الأدبي (( أبعـاد أدبيّـة )) وكُتّابه الأفاضل .. لكم من صميم قلبي حُب وإحترام وافر

هو مُجرّد تساؤل قد يذهب بِنـا إلى إختلافات كثيرة.. تسودُهـا المودة والمحبة والهدف منها إيصال الصحيح من الآراء لا

أكثر وهذا هو المـأمول ..

اولا ً تساؤلي موجه للشُعراء خصيصا ُ ولا مانع لغيرهم من إدلاء دلائهم فيه ..

بصراحة تعريف الشعر أمر كبير جدا لا أستطيع حصره في كلمات بسيطة ولكن سأحاول هنا تقريب الصورة للتعرف على الشعر .

الشعر أحب أن أعرفه بكلمتين فقط ( إبداع الكلام ) .

أبداع : لأن الشعر ابداعٌ يأتي به الشاعر من دائرة العقل لدية بعد ترجمة لكثير من
حركات المشاعر التي تتوالد في نفسه فيكون لها تأثير في كلام الشاعر الذي يبدأبـالكتابة .

الكلام : وهو مادة صناعة الشعر وكما أن لكل صناعة مادة خام , فالكلام هو مادةالشعر الخام والتي لولاها لما استطعنا خلق الشعر .

هناك تعاريف كثيرة ومنها على سبيل المثال التعريف التقليدي المشهور :

الشعر : كل كلام موزون مقفي يدل على معني .
وهذا تعريف علماء اللغة والأدب في تعريفهم بالشعر العربي الفصيح كما قال ابن رشيق القيرواني وابن خلدون وغيرهم .

فهذا التعريف جاء بشروط خاصة لهذا الكلام وهي ( الوزن , القافية والمعنى ) .

فمن هذه التعاريف حريٌ بِنا العلم بأن الشعر هو أن يصِل إلى ذائقة الناس عن طريق الكلام والحروف المنسوجة من قريحة وفِكر الشاعر وهذا هو السبيل الوحيد والأمثل لحتى يُطلق على قائِله شاعر .. وعِندما يُريد الوصول للقلوب المُذائقة بسرعة وأن يبيت بها طويلا ً عنده الكثير كـ الإلقاء بشتى أنواعه وسبله وعلى حسب طريقة المُلقي وهو الشاعر .. حينها إما يخيب او يُصيب .. ((( هذا ما عُرِفَ سابِقـا ً وحاليّـا ُ إلاّ ماندر عن الكيّفيّة التي من خلالها يُوصل الشاعر شِعره لشعور المُستشعرين ))

أمـا الآن فهُناك إختلاف كبير جِدا ً عن الكيفيّة السابقـة .. فقد اتجه أغلب الشُعراء الحاليّين إلى ما يُسمى بالخلفيات الموسيقيّة .. في إستعراض أشعارهم وتلقينها للناس عبر الشبكة العنكبوتيّة وقنوات الشعر والتي أصبحت هذه الأيام موضة العصر ..

فتجد الموسيقى الخلفيّة هي التي تُعبِر عن محتوى القصيدة إن كانت حزينة او سعيدة .. غزليّة او رثائية .. مدح او هِجاء..
فتصِل الموسيقى إلى الأذن قبل قبل الكلام .. فتأسِر آذاننا قبل الكلام .. ونخرج ونحنُ نُدَندِن الموسيقى ..ثم نتذكر اننا نسينا الهدف من الإستماع وهو الكلام .. !!!

ناهيك عن حُرمتها..

وايضـا ً قد غفلنـا عن أُناس يستمعون الشِعر ويتذوقونه وهم ايضـا ً شُعّار ..وينتمون لقافلة الشعر ومُحبيـه.. الا وهم (( الملتزمون )) وفي صيغةٍ عاميّة (( المطاوعة ))
فعِندما توضع هذه (( السمفونيات الموسيقيّة )) كخلفيّة .. (( طاغيّة )) للقصيدة.. فإن الشاعر نفسه . قد خسِر سامِع متذوق ومُتلهِف للقصائد ولكنه يتفاجئ بـ حاجز الموسيقى والتي تمنعه عن الإتيان بما أحب وبالتالي يتركها دونما سمع لها ..

وعِند العودة للخلفيات الموسيقيّة .. فـأنا شخصيّـا ً اعرِف ُ شاعِرا ً قد ذَهَبَ لأحد الدول الأوربيّة وهي (( تركيــا )) من أجل ان يُحضِر (( سيديّات )) .. و ((نوتات )) لخلفيات موسيقيّة .. ويقول لي حينما سـألته عن سبب جلبها : (( على شان ابرز عن الخلفيات القديمة البالية وأجدد القديم.. وابهِر سماع الناس بها ))) !!!!

ومثال آخر لشاعر غالي عليّ .. وعضو لدينا هُنا في أبعاد أدبيّة .. حينما سـألته : لِما لم تضع لك قصائِد صوتيّة في الشبكة العنكبوتية ؟

فقال لي : أنــــــا شاعر ولستُ أُغنـــي .... <<< طبعـا ً الغناء هُنا كناية عن الخلفيات الموسقيّة المُنتشِرة



أساتيذي الأفاضل .. هل أنتم مع او ضِد الخلفيات الموسيقيّة ... في القصائد الصوتيّة للشُعراء ..؟ ولِماذا ؟

ومالهدف ياتُرى من هذه الخلفيــأت ...؟ هـل لتغطيّة عيب في القصيدة او في الشاعر نفسه او ماذا ياتُرى ..؟


لكم الحِكم والرأي وانا تلميذ بين فطاحلة الأساتِذة ..

مُحِبِكُم / حمد الظفيري

:0041: