عصفور يعبر النّص - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
روض الأبعاد ... (الكاتـب : ضوء خافت - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 74 - )           »          ( كان لا مكان ) (الكاتـب : ضوء خافت - مشاركات : 586 - )           »          شطحات وأمل (الكاتـب : نواف العطا - مشاركات : 3411 - )           »          العين (الكاتـب : عبدالإله المالك - آخر مشاركة : حمد الدوسري - مشاركات : 15 - )           »          ارتداد (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 326 - )           »          [ #مَعْرِضٌ وَ تَعْلِيْقٌ ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : ماجد العيد - مشاركات : 8215 - )           »          مِن ميّ إلى جُبران ... (الكاتـب : نازك - مشاركات : 878 - )           »          الزمن بوّار (الكاتـب : عادل الدوسري - آخر مشاركة : عبدالإله المالك - مشاركات : 3 - )           »          تعجبني ! (الكاتـب : حمد الدوسري - آخر مشاركة : عبدالإله المالك - مشاركات : 2 - )           »          تجاربك . . . خبراتك . . . فائدتك (الكاتـب : نواف العطا - مشاركات : 1491 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد الشعر الفصيح

أبعاد الشعر الفصيح بِلِسانٍ عَرَبيّ مُبِيْنْ .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-20-2012, 04:39 PM   #1
الأخضر بركة
( شاعر )

الصورة الرمزية الأخضر بركة

 






 

 مواضيع العضو
 
0 عصفور يعبر النّص
0 الشيء
0 يا.. فوق أرض النوم
0 راء

معدل تقييم المستوى: 0

الأخضر بركة غير متواجد حاليا

افتراضي عصفور يعبر النّص


عصفور يعبر النّص





ماسورةٌ مكسورةٌ في الشمس تنزف بالوحول

وملطّخٌ وجهُ الصباح برغوة الصابون تهطل من مناخير المباني

بائعوا علب السجائر لم يبيعوني سوى ضجري من المعنى الملازم لي

كثوبِ عباءةٍ متقطّعة
مقهى يثرثرُ مثل مِنْشار،
يجفّ الماء في الأحداق،
تستعصي الوجوه على التبسّم في الوجوه
إيقاع صوت "الراي" ينضح مثل زيت محرّك قد شاخ..
يستهوي ذبابا في الهواء الحامض الأنفاس،
أبغي قهوةً معصورةً والماء،
شعرُ النادل المصفوفُ للأعلى كشوك ناتئٍ متلمّعٍ بالدّهن يشبهُ عُرفَ ديك في المرايا
كلّ شيء في المرايا
لوحة زيتيّة تمشي،
***
يمرّ الناس في علبٍ من الفولاذ،
يحيا النَّاسُ في علبٍ من الإسمنت،
يمشي النَّاسُ في علبٍ من العاداتِ،
في علب انتخاباتٍ مُعبّأةٍ بوهمٍ باذخٍ يتخمّر المستقبلُ المعجونب الأطماع،
فوق شجيرةٍ عطشى وراء الباب عصفورٌ يطير
إلى سماء ما خفيفًا، لا بطاقة لا ضرائب لا ديون.. ،
ولا حوالاتٍ، سأحسده
أرى جسدي
ملفّاتٍ مكدّسةً كثقل بضاعة تلفتْ بميناء،
عليك الانتظار إلى انتهاء نقاهة المسؤول،لم أسأل متى،
ورجعتُ،كانما ظفّر النوّاب في أصقاع ذاكرة يرشّ القيح فوق خرائط ويصوم عن خبز التبختر في لباس فخامة الدّعر الجديد








تتبذّر الأيّامُ بين يديك مثل دراهم السكّير في الحانات،

مثل شتيمةٍ يزبدّ سوق الوقت في فَمِهِ، النهارُ..

هذا هواء الروح ينقص في زحام تراكم الأشياء،

والكلمات تنقص مثل ماء مسافرٍ في القيظ،
حتّى نعمة الصمت المضيئة في ظلام الهذر تنقصُ،
ينحني ظهر المعيشة مثل قنطرة تآكل عظمها صدأ المذلّة،
يرسمُ الأطفال في الجدران عوراتٍ بفحمٍ أسودٍ
ويمزقّون دفاتر المعنى المُطبشرِ في المدارس فوق وحل الشارع المحفور،
تزداد انتصارات الضجيج،
مليون مقهى في مكان واحدٍ، وحديقةٌ صفراءُ،
مدرسةٌ مكسّرة الأبواب، أو علمٌ يرفرفُ،
فوق أكياسِ القمامةِ، أحسد العصفور،
كنتُ
أمام طابور انتظار الخبز يخرج من لهيب الفرن، تعبرني الكهولةُ
مثل تابوت، أمدّ إلى متسوّلٍ عشرين ديناراً لعلّي قد أصدّ تحرّش الاحباط بي،
*************
غابات حيطان لتقسيم الهواء على مقاسٍ هندسيٍّ،
والشوارعُ
للتسكّع فوق مطّاط المطايا،
مِرْفَقٌ للاتّكاء على الفراغ الفظّ،
جمجمةٌ لتجريب العقاقير الحديثة،
حاجز الأمن المطهّمِ بالكمائن والعطايا،
صار خمّ الوقت أضيق من ممرّ نحو محكمةٍ مؤثّثة بأيتام الطلاق،
بفتيةٍ سرقوا صواع حظوظهم من جُحْرِ وحش الواقع المزدان بالماضي الفخور
كأنّ وعثاء انتمائك للهباء هويّةٌ تمشي على قدمين من نحسٍ يقاسمني الحساء
وراتب الشهر المقتّر في إناء الدَّيْنِ،
أخطو مثل صلصال توشّمَ بالمخاوف والحروز
على رصيف ربّما قد غشّ في تبليطه البنّاء وازدرد الاداريّون ميزانيّة الاسمنتِ،
أوحشني الترابُ،
معفّر وجه الجريدة بالفضائح،
بالمدائحِ، بابتسامات السيّاسيين،
جلد الأرض منزوع ومدبوغ بأحجار القلوب الحادّة الأضغان،
أحصي ما تبقّى في الزحام القاحل المكتظّ، لاأحدٌ،
يُرى في الحشدِ،
صنّاع الهتافِ،
ورافعوه بلافتاتٍ من قماشٍ طوله خمسون ألف عباءةٍ بيضاءَ،
ريعيّون منغرسون في أصص الكراسي
أو هلاميّون منتشرون في بهو الشؤون،
مقاولون يزاولون مهارة الربح المريح
وبهلوانيّون، تجّارٌ صيادلةٌ وعشّابون،
حجّاب الرشاوي، نافخوا الأبواق، أشياخٌ حداثيّون، بيّاعوا الرقى،
أتباعُ أشباحِ البطانات البلاطيّون، حرّاس البطون البكمُ، والباقي غبار الشارع الحافي
***
دفعتُ لنادل المقهى حسابي
وانصرفت،
لحقت بالعصفور

 

التوقيع

من رأى الشيءَ حُجِبْ
من رأى في الشيءِ سلطاني اقتربْ
جاءني من قد تعرّى من ثياب الشيءِ فيهِ
خطوتي نحوي امّحاءُ الشيء فاكتب ما ترى في ماء تيهِ.

الأخضر بركة غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:03 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.