.......... ....... .... !!

[زينب الشهري]

العصافير التي أهديتني إياها ..



رأيتها تموت أمامي !!

 

[زينب الشهري]

كان لزاماً علي أن أبكي _ على الأقل من أجلهم _ أنا التي صرخت طويلاً
حتى يحضر لي أحدهم عصافير ملونة أزين بها غرفتي ،
كان لزاماً علي أن أبكي امتنانًا للعشرة التي كانت بيننا
لكن صديقتي سارة كانت تعرف جيدًا أنني منذ مدة ليست بالبعيدة وأنا أترقب لحظات الموت هذه
صديقتي التي أخبرتني وأنا أمسح دموعي الحارة أنها ستجلب لي زوجًا آخرًا من العصافير
هي نفسها التي وقفت ليلتها أمامي صامتة
تبحث في حلقها عن كلمة واحدة فقط تقولها لي كي أفيق !!!



كانت صدمة .. !!
الموت في المساء أشد وطأةً هكذا كنت أعتقد وأنا طفلة
وكنت أدعو الله دائماً أن لا أموت وأنا نائمة !

كانت صدمة أن يموت الاثنان معًا !
ربما من فرط الحب أن يموت الاثنان في وقت واحد وربما هي ( أنفلونزا الطيور )
لا أريد أن أضحك كما أنني لا أريد أن أبكي ، أحتاج فقط للهدوء هذا ما كنت أبحث عنه تلك الليلة
وأنا أضع عصافيري في يد صديقتي التي لا تعجبك لأنها تقيم ست علاقات في وقت واحد
وكانت تخبرني أن الحب لم ولن يطرق قلبها لكنها في سلام مع نفسها بعد أن اقتنعت أخيرًا
بتأجير قلبها كما تقول ( لشباب أصغر منها سنًا ) علّها تتذوق حلاوة الحب !!

حلاوة الحب ، سهر الحب ، سقم الحب ، المهم أنه الحب كما تدّعي !

سارة التي لا تحبها لأنها تشعر بي كما لا تشعر أنت ، تستمع إلي كما لا تستمع أنت ،
وكانت تحتاجني كثيراً كما لا تحتاجني أنت وقفتْ تلك الليلة على الباب طويلاً
لتقسم لي _ وهي تحبس في عينيها دمعة _ أنها لن تلقي بعصافيري في الطريق !


( يتبع ) !

 

[زينب الشهري]

في الصباح هاتفتني سارة ، أخبرتني أنها دفنت هداياك الملونة في أصيص أزهار
ومضت به إلى المسجد القريب ووضعته هناك !

كانت تتحدث عن عملها الإنساني بكل فخر وتصور لي كيف ستنمو عصافيري على شكل
أزهار ملونة ترتل على مسامع الخارجين من المسجد كل ما تحفظه من السور القصيرة
في صوت ملائكي بينما أحاول أنا بكل الطرق طرد خيال قط ضخم يهجم على أصيص الزهر
ويقلبه وينبش مابه من ذكريات ويلتهمها !!!

سألتني عن أشياء كثيرة ذلك الصباح لكنها لم تسألني عنك !

* * *

هل تعلم يا سيدي كيف يمر يومٌ واحدٌ دون أن أتحدث عنك ؟!
وكيف يكون صوتي حين لا يكون الحديث عنك ؟
أبدو حزينة ومتشائمة هكذا تردد أمي عندما تراني دونك
وهي التي تعلم في قرارة نفسها بأنك لست الزوج ولا الحبيب المثالي لأبنتها
ولكنها كأي أم تفعل (أي شيء) من أجل إسعاد أبنائها

حتى لو كان الـ (أي شيء) هنا ..هو عذابي معك !

* * *

وظللت وحيدة إلا منك ومن رسائلك التي تنام داخل صندوقي الوارد بكل أمان
فلا يد غير يدي تقلّبها بين حين وآخر متذكرة معها كل موقف مصاحب
فتارة أبتسم وتارة أحبس دمعة كي لا تراها أمي الجالسة في الجهة المقابلة .

مر أسبوع بالضبط لم يصلني فيه صوتك !!
شعرت بخيبة عظيمة وصديقتي التي لا تحبها تحاول بشتى الطرق إخراجك من
قلبي كلما واتتها الفرصة

لكنها بحاجة إلى كمية كبيرة من الصبر قد لا تتوفر لديها !


( يتبع ) !!