انهيار هيبة الدولة بانهيار هيبة المعلم

[إبراهيم عبده آل معدّي]

ربما يكون العنوان طويلا إلى حد ما ولكن العذر لي فيه إذا وضحت ما أريد ، قبل 30 سنة وأكثر كانت التربية تحث على احترام الكبير مهما كانت مكانته الاجتماعية ومهما كان منصبه الوظيفي ، بل وكان الآباء في الحارة يعتبرون أنفسهم أبًا لكل ولد ومراهق وشاب إذا رأى منه خطأ عنفه بل وربما صفعه بكف يرجع له عقله إن شاط وذلك قليل ، وعلى الرغم من ذلك يأتي والد ذلك الشاب أو الولد ليعتذر ممن أخطأ الولد في حقه بل ويعتذر من الكبار في الحارة الذين رؤوا من ابنه مااستنكروه منهم ، وكذلك الحال في المدرسة ليس ببعيد فقد كنا لانحدق بأعيننا في المعلم ولو كان المعلم سيئا بل كنا دائما ما نقدر المعلمين حتى لو كنا نلعب كرة ومرت سيارة المعلم نقف احتراما ونحاول ألا ننظر إليه متمنين ألا يرانا ونحن نلعب فيعرف أننا لا نذاكر ، حيث كنا نجاهد في تحسين نظرة المعلم لنا بكل مانستطيع ، ومن جانب آخر كنا حتى ونحن نلعب في الحارة نتجنب الركض والضحك والمزح أمام الآباء في الحارة لأن ذلك كان يعد انتقاص من مقام هؤلاء الآباء كما كان مفهوم التربية قديما .

ولكن ماذا صار الآن ؟ أصبح بعض الآباء يعلمون أبناءهم عدم احترام أعمامهم وأخوالهم وحتى معلميهم لينتج لنا جيل في أغلبه غير محترم لأي كبير بل جيل مادي لا يرى إلا ماله مصلحة ليرفض مصاحبة والده أو عمه أو خاله لأنه ليس لديه مصلحة في ذلك المشوار بينما كنا قديما نرى الأخ الكبير يؤشر لأخيه ليقوم معه دون نقاش يساعده فيما يريد دون اختيار منه بل أن الأب يرفض أن يعصي الابن الأصغر ابنه الأكبر .

بعد ذلك ساهمت وزارة التعليم وكذلك الإعلام بشتى صوره في تقزيم المعلم وإهانته أمام النشء ولو كان العذر بعض المعلمين السيئين فقد ان قديما هناك معلمن أكثر سوأ فمنهم من يعطي الحصة في خمس دقائق ويدخن عند باب الفصل قبل منع التدخين وهناك من كان يخاطب الطلاب بكلام سفيه وهناك من كان يشتهر بتعاطيه السكار والعياذ بالله ، لأن البعض الآن يتعذر بوجود معلمين سيئين حتى ينهار احترام الكبير .

ولكن السؤال مادخل هذا في انهيار هيبة الدولة ؟

تنهار هيبة الدولة والحاكم حتى كلما كبر ذلك الجيل الذي لايحترم الكبير بأحد طريقتين : إما أنه لن يتواءم مع المجتمع وينحرف إجراميا ، أو أنه سيرى بأنه ليس عليه احترام أنظمة الدولة ولامن يضعها وبالتالي لن يتقبل النظام الذي تطبقه أجهزة الدولة فهذا ما نبت فيه من سني تعليمه الأولى بمباركة وزارة التعليم وبعض الآباء الذين تنقصهم التربية ، ومن جهة أخرى سنرى أن رمز الدولة لن تكون له هيبة الحاكم والقائد وهذا ماجعلنا نسمع من يستهزئ من ذلك الجيل باسم جامعة الملك عبدالعزيز ويسميها ( جامعة عزوز) هذا عدا الاستعتار بالأنظمة من التفحيط أمام المدارس وعدم الاهتمام بالدوريات الأمنية كما كان سابقًا وكل هذه نقاط لم تكن موجودة تأخذ تقدمها حتى ينقسم ذاك الشباب إلى متمرد على كل نظام في الدولة وعلى كل رمز وكل كبير ، وتضيع الهيبة بدأ من الأب والعم والخال والمعلم حتى تصل إلى قمة الدولة .

اللهم إني بلغت اللهم فاشهد